تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عطشان في وسط الصحراء ولا سبيل إلى الماء .. فماذا يفعل ؟؟



كاتب بالعدل
01-28-2009, 04:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمين .. وبعد ،،


يقول الله تعالى في محكم آياته : { الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون }


إن مما يميز عقيدتنا نحن المسلمين عن غيرها من العقائد هو أنها عقيدة تؤمن بالغيب ، وهي عقيدة إيمان .


نحن رغم الابتلاءات والمصائب ،، نؤمن بوجود الله الذي وعدنا خيراً إن صبرنا .


يهددنا اليهود والصليبيون .. ويحرقون أرضنا .. ويعتدون على ممتلكاتنا .. فهل هذا دليل على غياب السميع العليم ؟ كلا وحاشا لله ..


إن الدنيا دار ابتلاء واختبار .. وهي سجن المؤمن وجنة الكافر .. لا سبيل لسعادتنا نحن المسلمين إلا بالإيمان .. بينما يجد الكفار سعادتهم بشكل مؤقت عند امتلاكهم لأي مكتسبات مادية دنيوية زائلة .. لذلك فإننا نرى الكفار يتمسكون بالحياة الدنيا ويخافون على أرواحهم ولو كانوا محميين بكل الدورع والواقيات ..


ما يميز المسلم عن الكافر هو أن المسلم يحب الموت في سبيل الله كما يحب الكافر الحياة الدنيا ونعيمها ..


التعفف والزهد والإمساك عن الشهوات الحرام لا يُشاهد إلا عند المسلمين .. لإيمانهم بالدار الآخرة .. دار جنة الخلد التي وعد الله بها عباده المتقين .



الجنة غالية الثمن .. إنها سلعة الله .. ولا يستحقها إلا من بذل روحه رخيصة في سبيل الحصول عليها .


{ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به .....}


يشمت الكفار والمرتدون بمصائبنا وما حل بديارنا وأوطاننا من دمار وخراب على أيديهم .. وبكثرة عدد شهدائنا الذين قضوا نحبهم ظلماً وغدراً وعدواناً .. فيقولون : لو كان ربكم موجوداً لأنقذكم !! وهذا هو الفرق بيننا وبينهم .. أننا نؤمن بما وعد الله .. وليس أمامنا إلا الصبر ومواصلة الطريق ..


لهذا فإن المسلم يدعو ربه قائلاً : ( اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك )


ودعاء آخر : ( اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل إلى النار مصيرنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ) .


لذا ، فإننا نعتقد بأن الشهيد الذي يُقتل في سبيل الله فهو ربحٌ لا خسارة . لأن دماءه ستحفز أبناء الدين على بذل المزيد والثبات على المنهج والعزم في الإرادة ..


نحن المسلمون نعتقد بأن الموت ليس نهاية الحياة .. بل هو البداية .. والقبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران .


لذا ، فمن هذا الفهم لمعنى الإيمان والتوكل على الله ، فإن المسلم أمره كله له خير ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " إن أمر المؤمن كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " .


كان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يبشر آل ياسر وهم تحت التعذيب : "صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة " .. ولم يدفع آل ياسر إلا أن صبروا وآمنوا بأنه مهما حدث لهم في الدنيا فإنه من تقدير الله عزوجل ..


كذلك فإن الصحابي الجليل بلال الحبشي كان يُحمى جسده تحت الشمس وفوقه صخرة حامية .. فلا يفتنه ذلك عن دينه وكان يقول مؤمناً بالله متحدياً كيد جلاده : " أحد أحد .. أحد أحد " ..


وقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في أحد أحاديثه أن قوماً ممن كان قبلنا كانوا يُنشرون بالمنشار فيشق جسدهم نصفين ولا يفتنهم ذلك عن دينهم شيئاً .. فيموتون على التوحيد ..


من هنا ، فإن المسلم الواثق بالله هو إنسان شجاع لا يخاف من البشر ولا من أي كائن آخر .. لأنه متصل على الدوام بالله عز وجل ..


وكذلك فإن المسلم الواثق بوعد الله هو إنسان حر لا يخضع لضغوط أعدائه ولا يثنيه شيء عن تمسكه بثوابت دينه ومبادئ عقيدته ..


إن الهزيمة تأتي عند فقد الثقة بالله ..


يقول قائل : نحن لا نملك أن نواجه سلاح اليهود والصليبيين وحلفائهم .. لذا فالأفضل هو الركون إليهم وموالاتهم .. !!


ولكن علينا أن نعي أننا أمام اختبارت إلهية وابتلاءات .. وذلك ليميز الله الخبيث من الطيب .. ففي الحروب تظهر معادن الرجال .. ويظهر كل واحد على حقيقته .


إن الموت والحياة هي بيد الله .. لا بيد أمريكا ولا بيد فرنسا ..


إن المسلم يستحضر على الدوام قول الله تعالى : { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا }


فإن مرّ المسلم في مصيبة فإنه يقول : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ..


فقد نموت بمرض .. أو نموت بصاروخ ..


وأخيراً نعود للإجابة على سؤال الموضوع .. عطشان في وسط الصحراء ولا يجد ماءً يروي ظمأه وإلا سيموت .. فهل يصبر أم يكفر ؟


بلا شك إن هذا الإنسان أمام اختبار عظيم .. ولكنه أمام مفترق طرق .. إما أن يكون آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله .. أو يسمح للشيطان بأن يُدخل إليه الشك بخالقه والعياذ بالله فيخسر الدنيا والآخرة ويموت دون أن يروي ظمأه من الدنيا ودون أن يجد متاعه في الآخرة ..


الإيمان .. هو سفينة النجاة .. مهما اشتدت الظروف وبلغت القلوب الحناجر ..


إنه لا حول ولا قوة إلا بالله .. وبه نستعين على تكالب أمم الكفر وجبروت الطواغيت ..


قال تعالى : { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون }


والحمد لله رب العالمين

كاتب بالعدل
01-29-2009, 03:05 PM
عندما يكون الإيمان هو سلاح المجاهد .. تحدث المعجزات .. والكرامات .. وهناك أمور قد لا يدركها العقل البشري .. فقد يرسل الله ملائكة تقاتل بجانب المؤمنين دون أن نراهم في العين .. وعند بلوغ أعلى مراتب الثقة بالله والاستعانة به .. فإن كلمة "الله أكبر" كفيلة بإسقاط طائرة حربية معادية .. وقد سمعت خبراً في بداية الحرب الصليبية على أفغانستان ، أن أحد مجاهدي الطالبان كان يكّبر الله ويرددها ، وأثناء ذلك تسقط الطائرة وتتحطم ويُقتل من فيها ولا يكون السبب واضحاً بالنسبة للأعداء ، وكثيراً ما يقولون أنها سقطت نتيجة عطل فني بعد التثبت أنها لم تصب بنيران معادية !! .. وما أكثر الطائرات الصليبية التي سقطت على جبال أفغانستان بفضل الله سبحانه وتعالى ..

وفي هذا المنتدى الكريم ما يدعم هذه الفكرة .. على الرابط :

http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=34156 (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=34156)

كذلك فإن مجاهدي العراق نصرهم الله ، لا يملكون هذه التكنولوجيا المتقدمة التي يستخدمها أعداؤهم ، ومع ذلك فإن العراق تحول إلى محطة "سكراب" وقطع غيار غير صالحة للاستعمال للمعدات العسكرية والحربية التي يقاتلنا بها الأمريكان وحلفاؤهم ..

باختصار .. الثبات على المبدأ ، والتوكل على الله ، والثقة به ، هي أقوى سلاح في مواجهة الكافرين .. فإذا امتلك المسلمون هذا الفهم ، فسينتصرون بإذن الله على أعدائهم مهما بلغت قوتهم .

تأملوا في قول الله تعالى : { يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون (*) الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين }

وفي معركة بدر كان عدد المجاهدين 313 من معسكر التوحيد مقابل 1300 من معسكر الكفر ، فليست العبرة بالعدد ولا العتاد، إنما بالثقة بالله والإخلاص له سبحانه .

قال الله تعالى : ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كاتب بالعدل
01-29-2009, 03:27 PM
أرجو ألا يُفهم من كلامي بأنه لا قيمة للعتاد عندما يحضر الإيمان .. ولكن ما أقصده هو أن الكفار يحاربوننا بأسلحة فائقة التدمير ولكن دون توفيق أو تأييد من الله .. والموت مكتوب على كل إنسان سواء بحرب أو بدون حرب ..

بينما المؤمنون يقاتل معهم الله .. وسواء كان لديهم أسلحة ثقيلة أو خفيفة فإن نصرهم لا يكون بسبب ما امتلكوه من سلاح .. وإنما لأن الله وعد أن ينصر من ينصره ، فالتوكل على الله والإيمان به هو سبب النصر ، ولا يُشترط للنصر أن يتحقق إذا لم يكن هناك تكافؤ في العدد أو العتاد .

لكن يبقى المسلمون مطالبون بالسعي والإعداد وتعلم العلوم اللازمة والضرورية التي تساعدهم في جهادهم ويستفيدون منها في خدمة مشروعهم وقضيّتهم .. { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } .

والإعداد يكون حسب الاستطاعة الممكنة ، لقوله تعالى : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } .

طرابلسي
01-29-2009, 06:27 PM
سلمت ... سلمت ... سلمت ... يداك
وأجزل الله إليك العطاء
ولا حرمك أجر هذه الدرر التي تلفظت بها
اسمح لي بنقله إلى ملتقانا

كاتب بالعدل
01-29-2009, 08:52 PM
جزاك الله خيراً أخي طرابلسي ويشرفني مروركم الكريم .
وأسأل الله لي ولكم القبول .. وحسن الختام
* حقوق الطبع محفوظة لكل مسلم دون الإشارة للمصدر .

مقاوم
01-30-2009, 10:00 AM
بوركت أخي كاتب ... هذا ما نقوله وندندن حوله منذ سنوات. أسأل الله أن ينفع بما كتبت ويجعله في موازينك.

كاتب بالعدل
01-30-2009, 10:52 AM
جزاك الله خيراً أخي مقاوم وبارك الله فيكم .

طرابلسي
01-30-2009, 07:34 PM
http://www.fin3go.com/vb2/showthread.php?t=15234

كاتب بالعدل
01-31-2009, 04:50 AM
جزاك الله خيراً أخي طرابلسي وجعلنا الله ممن يبلغون مهمة الدعوة ورسالة العقيدة والتوحيد ..

سألت الأخت أم فارس :


لكن لم أفهم الإجابة على السؤال

عطشان في وسط الصحراء ولا يجد ماءً يروي ظمأه وإلا سيموت .. فهل يصبر أم يكفر ؟

كيف يكفر وما الصلة بين الكفر وعدم وجود الماء ؟


وقد أوضحت الجواب الأخت لؤلؤة مسلمة ، جزاهن الله خيراً جميعهن ..

وهذا بالفعل ما أقصده .. وهو أننا كأمة اليوم ، نعيش حال ذلك العطشان ( المؤمن بالله ) الممتحن أمام بلاء عظيم يودي به إلى الموت ، فهو رغم إيمانه بالله إلا أنه لا يجد الماء ولم ينزل الله عليه مطراً من السماء أو لم يخلق له بئراً جاهزاً ، ونحن اليوم رغم إيماننا بالله فإننا من مصيبة إلى أخرى ومن بلاء إلى آخر ..فهل يدعونا ذلك إلى فقد الثقة بالله أو الشك بوجوده ؟ كلا وحاشا ، فإن الدنيا دار اختبار ولا خيار أمامنا سوى مواصلة الطريق والصبر على شدائده والتوكل على الله . وهذا هو ذروة الإيمان والثبات على الدين ، أي ألا نخضع ونستسلم لأي فتنة أو ذرة شك ويقين بالله عز وجل .

وهذا ينطبق على المريض الذي يعاني من مرض مميت . أو الذي يمر في فترة سكرات الموت . وقد أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بأن الشيطان يتمثل للعبد في سكرات موته بصورة أمه وأبيه فيدعوه للكفر ويسعى أن ينزع منه الإيمان ، ولكنه إن كان موحداً مؤمناً بالفعل فإن الله سيكرمه بالثبات ويرزقه الخاتمة الحسنة ، وإلا فلا يلومن إلا نفسه .

هذه هي فكرة المقال باختصار ..

وبارك الله فيكم .