تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حزب التحرير.. جدلية الطرح وعوائق التنفيذ



فـاروق
01-26-2009, 03:18 PM
حلفه المقدس مع الإعلام في فلسطين
حزب التحرير.. جدلية الطرح وعوائق التنفيذ
خلف جمال (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1232171660205&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout#***1)

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1217401025001&ssbinary=true مظاهرة لحزب التحرير في القدس حزب التحرير، كلمتان مترابطتان معناهما ومغزاهما حيّر الكثيرين، فطالما انشغل البعض في التسمية وأسبابها، وكذلك مقدمات حضور الحزب ومبادئه، ومحاولة تفكيك مناهجه وأطروحاته الفكرية، أضف لذلك آليات عمله ومفاعيل أفرعه في بلدان العالم كافة، سواء الإسلامية منها أم الرأسمالية، أم حتى الاشتراكية، التي بات نشاطه في مجملها محظورا أو مراقبا.
ترجع بذور انطلاق هذا الحزب ذي القاعدة الإسلامية، إلى مطلع خمسينيات القرن الماضي؛ إذ أسسه القاضي المقدسي تقي الدين النبهاني، واضعا بذلك مبادئه الأساسية الهادفة في مؤداها الكلي "إلى تحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد"، كمقدمة لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، وإسقاط الأنظمة التي يعتبرها امتدادًا لواقع الاستعمار.
أدبيات الحزب تبين كذلك أن الخليفة وحده هو من يقود معركة التحرير، ولهذا فإن استخدام العمل المادي (القوة) قبل قيام الدولة الإسلامية ليس فريضة، إنما يتوجب الاتكاء فقط على العمل السياسي الفكري لتحقيق هذه النبوءة، ويبرر الحزب طرحه المذكور، مشيرا إلى أن في ذلك اقتداء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أثناء عمله في المرحلة المكية التي سبقت هجرته إلى المدينة المنورة، وتأسيس الدولة الإسلامية فيها.
هذا الطرح بالذات وما يحمله من جدلية تناقض بشكل كلي، ما يقدم من البرامج السياسية والفكرية في العصر الحاضر، جعل الحزب في عيون الكثيرين مختلفا عن نظيراته من الحركات الإسلامية في دول العالم قاطبة، وأبقاه أيضا موضعًا للانتقادات والتأويلات الكثيرة التي أثيرت حول إمكانية تحقيقه لمنهجه.

التغيير في مراحل ثلاث
إن خلاصة المنهج التغييري الذي يتبناه الحزب كي يصل غايته، قائم على مراحل ثلاث:

أولها: الصراع الفكري، كسبيل لنشر الثقافة في المجتمعات، وهو ما سيشكل مدخلا بحسب منطلقات الحزب إلى المرحلة الثانية، وهي: الانقلاب الفكري، الذي يأتي بفعل التفاعل السياسي والثقافي مع الناس، أما المرحلة الثالثة والأخيرة: فهي تسلم زمام الحكم تسلما كاملا من الأمة.
لتنفيذ كل مرحلة من الثلاث وضع الحزب مدة زمنية، فالمرحلة الأولى منحها 13 عاما من تاريخ تأسيسه، ثم ما فتئ مدها إلى 30 عاما؛ بسبب تغيير الظروف والوقائع، ولكن حتى الآن لم ينل الحزب ما يصبو إليه، برغم أن المدتين الزمنيتين مضتا.
على العموم، إن كان الحزب لا يسمح باستخدام القوة في العمل السياسي لإنجاز أهدافه وتطلعاته، لكنه لا يمنع في الوقت ذاته منتسبيه كأفراد من ممارسة هذا الحق؛ بشرط عدم تنفيذهم هذا الفعل تحت مظلته.
كما يؤمن الحزب بمبدأ "النصرة"، إذ إنه يدعو العسكريين والمتنفذين والوجهاء للانقلاب على الحكومات، ثم تسليمه السلطة، ويطلق الحزب على هذا التحرك ويبرره بمقولة "الانحياز للأمة"؛ ليتم عقب ذلك، حسب منطلقات الحزب تنصيب خليفة.
لفلسطين الواقعة تحت الاحتلال وضعها المعقد والمحكوم بمحددات ومدخلات عدة، وليس ما يشهده الواقع الفلسطيني من معضلات ومخرجات في الوقت الراهن إلا دليلا قاطعا على ذلك، لهذا السبب يغدو التوقف على مشهدية حزب التحرير ومفاعيل تواجده في الضفة الغربية -خاصة جنوبها- مهمة ملحة.

من تحت الأرض إلى فوقها
يعتقد البعض أن حزب التحرير في فلسطين يعود في العامين الماضيين من تحت الأرض إلى فوقها، لكن هذا الاعتقاد تقابله الكثير من الانتقادات؛ إذ يؤكد كثيرون أن هذه العودة ليست جماهيرية بقدر ما هي إعلامية بحتة، ويستند أصحاب هذا الرأي على جملة نقاط، هي:



أولا: الحزب يصب جلّ جهده على الجانب الدعائي الإعلامي، لعدم إيمانه بصوابية العمل "المسلح"، فمثلا في الأسابيع الأخيرة كثف الحزب إعلاناته في المواقع الإخبارية الإلكترونية الفلسطينية، مروجا لمؤتمره السنوي العام.

ثانيا: يعمل الحزب على حشد أنصاره ومؤيديه من كافة المدن الفلسطينية، في الضفة وداخل الخط الأخضر دفعة واحدة، كي يظهر قوته وقاعدته الجماهيرية، وهو ما تجلى بشكل واضح خلال المهرجان الذي نظمه حزب التحرير في مدينة رام الله عام 2007، وقدر عدد المشاركين فيه بالآلاف.

بينما من الناحية العملية، ربما لا يزيد عدد أفراد الحزب في كل مدينة فلسطينية عن المئات فقط، وفقط في مدينة الخليل جنوب الضفة يوجد نشاطا ملموسا لمنتسبيه، وهو في ذلك حاله كحال كافة الأحزاب الإسلامية؛ لطبيعة الالتزام الديني في هذه المنطقة الجغرافية من فلسطين.



ثالثا: يستثمر الحزب إمكانياته كلها محاولا قدر الإمكان ممارسة نشاطاته الإعلامية والسلمية علنا، مستفيدا من عدم ملاحقته من قوات الاحتلال، وكذلك عدم تضيق الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية عليه في هذا الإطار، وذلك يعيد إلى الأذهان مشهد بداية تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

مع الإشارة إلى أن مراقبين (وهم قلائل) يرون أن الاقتتال بين حركتي (فتح وحماس) في السنوات الأخيرة دفع بعض أنصارهما إلى البحث عن بديل آخر، وقد وجدوا ضالتهم في الانتماء لحزب التحرير، الذي إن لم يقدم مبادرات لحل الخلاف بين المتخاصمين على الساحة الفلسطينية، فإنه على الأقل نبذ الصراع الداخلي ورفضه رفضا باتا.

انتقادات للحزب
تعرض "حزب التحرير" إلى الكثير من الانتقادات، لعل أبرزها، أن عمره الافتراضي تجاوز الخمسين عاما، لكنه لم يحقق شيئا على أرض الواقع، فهو يفتقد للمؤسسات ولا يؤمن حتى بفعاليتها، بعكس حماس والجهاد الإسلامي مثلا، اللتين ساعدتهما الجمعيات والمؤسسات في زيادة المد الجماهيري على الساحة الفلسطينية بشكل سريع ومذهل.
كذلك "الحزب" بحسب منتقديه يقدم أطروحات تفتقر لآليات التنفيذ، وأيضا عناصره يتهمون بالجمود الفكري "الانغلاق"، وتبني إستراتيجيات بعيدة عن الواقع، وتناقض فكرة التغيير الاجتماعي بالتدريج على اعتبار أنه لا يمكن فرض التغيير على الناس مرة واحدة.
فقد رأى "الحزب" أن مشاركة حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية عام 2006 غير جائز شرعا؛ لأن الديمقراطية والانتخابات إرث غربي، وطرح بعض قادة الحزب تساؤلات على غرار: "إذا فازت حماس اليوم، ثم خسرت غدا، ماذا سيحل بالإسلام؟".
نهاية القول.. أن حزب التحرير يواجه وسيواجه صعوبات تحد من تطور قاعدته الشعبية في فلسطين وغيرها من الدول، وأولها: عدم إيمانه بنظام المؤسسات، وكذلك أطروحاته النظرية لا توفر إجابات شافية على الأسئلة الصعبة، مثل: ماذا بعد إقامة الخلافة؟ هذا السؤال وغيره، دفع بعض قيادات الحزب المحللين في الأراضي الفلسطينية إلى مغادرته في السنوات الأخيرة.
ويضاف لذلك أن الحركات الإسلامية مثل حركة "حماس" والجهاد الإسلامي لتحرير فلسطين فاعلات على الساحة بشكل كبير، وبالتالي فمن يريد الاندماج في العمل السياسي أو حتى العسكري تحت مظلة الإسلام يمكنه الانتماء لصفوفهن.