تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في خطاب القائد المجاهد عزة ابراهيم الدوري في عيد جيش العراق والامة:



محمد دغيدى
01-23-2009, 11:13 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قراءة في خطاب القائد المجاهد عزة ابراهيم الدوري في عيد جيش العراق والامة:

ستراتيجية مرحلة الختام المباركة : الموقف من الادارة الاميركية الجديدة بعد اسقاط نظام بوش الفاشي، وانهيارمشروع الامبراطورية الاستعماري

القسم الثاني
http://images.abolkhaseb.net/articles/aldori.jpg
شبكة البصرة
د. عبد الله الغنيبأسقاط المقاومة العراقية البطلة نظام الرئيس السفاح جورج وليم بوش تكون المقاومة العراقية قد اسقطت مشروع الامبراطورية الاميركية الاستعماري الذي ولد على يد ابيه السفاح جورج هربرت بوش عام 1990-1991 ونهض على اشلاء ملايين العراقيين وتدمير دولتهم الوطنية الحديثة وتبديد احلامهم وآمالهم بالعيش الآمن الكريم الرغيد في بلاد حباها الله بالتراث الروحي الايماني الرائد وبالثروات المادية والبشرية وبالأرض والمياه والموقع الستراتيجي المهم.
ولم يكن سقوط المشروع الاستعماري الامبراطوري الاميركي مفاجأة أو تطورا غير متوقع.
فما أن تساقطت زخات الصواريخ والقنابل من طائرات وقواعد وبوارج جيش اميركا و جيوش حلفائها وعملائها فجر السابع عشر من كانون الثاني/ينايرعام 1991 على بغداد السلام ومدن وقرى العراق معلنة بدء الحرب العدوانية الاستعمارية الفاشية بقيادة ادارة المجرم بوش الاب على العراق، حتى اعلن الرئيس القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله في خطاب القاه في صبيحة ذلك اليوم ان اميركا بضربها عاصمة الرشيد قد بدأت رحلة السقوط نحو الهاوية.
وكان ذلك استشراف دقيق منه رحمه الله لمصير دولة عظمى استبد بها غرور طاغ وركبها الشيطان جراء إحساسها بالقوة الوحيدة بعد أقل من عام على انهيار الامبراطورية الشيوعية السوفيتية، وتفردها بالتحكم بالمنظمة الدولية مما دفعها الى الاستهتار بكل الشرائع السماوية والاستهانة بالقوانين والمواثيق الدولية واحتقار القيم الانسانية وتقاليد الناس المتحضرين وتجاهل حقائق التأريخ التي تقول بانحدار أية امبراطورية تحاول التصرف بوحدانية وهيمنة كونية لا يملكها الا الخالق عز وجل، وتحاول إخضاع كل العالم لسلطتها ومصالحها الاستعمارية.
ولئن استغرق جلوس امبراطورية اميركا على عرش العالم فترة قصيرة جدا تقل عن عقد ونصف من السنين، فأن هذا العهد الامبراطوري لم يكن زاهرا باي مقياس بل كان من الناحية الفعلية رحلة الانحدار التي بشر بها ابو الشهداء الرئيس القائد صدام حسين. فقد كان العنوان الاول لهذا العهد مضي اميركا تحت ادارات السفاحين بوش وابنه وكلنتن في حملتها الحربية الاستعمارية الصهيونية الفاشية على العراق، والتي شملت استخدام القوة العسكرية على نحو مفرط جدا وبأشد الاسلحة الحديثة والتقليدية فتكا، وبأحجام ونسب فاقت بكثير ما استخدم في أية حرب في التأريخ ضد بلد ليس بحجم العراق حسب وإنما بعشرة أضعاف حجمه مساحة وسكانا وقوة عسكرية، وفرض كل أنواع الحصارات الاقتصادية والمالية والدبلوماسية والاعلامية والثقافية، كما اشتملت على تسخير مجموعة كبيرة من بلدان العالم (ومنها للأسف بلدان عربية واسلامية مجاورة) للمساهمة في تنفيذ كل مفردات هذه الحملة الحربية الكونية.
وبمواجهة هذه الحملة الضارية، صمد العراق قيادة وجيشا وشعبا، ثلاثة عشر عاما صمودا اسطوريا، وقدم تضحيات كبيرة لكنه لم يفرط قيد انملة بحقوقه الوطنية ورفض الاستسلام او التراجع عن مبادئه الوطنية والقومية، ومضى في تحديه للمخططات الصهيونية والاستعمارية. وقد ادى هذا الصمود الاسطوري الى أحباط اهم اسلحة اميركا الامبراطورية بعد قوتها العسكرية الضاربة، أي افشال العملية الدعائية التضليلية الهائلة التي اقترنت بحملتها الحربية على العراق وتمزيق براقعها الديمقراطية واغطيتها التحررية وفضح مسوغاتها وتبريراتها الشرعية الزائفة، و فضح لا اخلاقيتها. كل ذلك كان العامل الاول والاساس الذي دفع مشروع الامبراطورية الاستعمارية الاميركية الى المرحلة الاخيرة من انحداره نحو الهاوية.
وهكذا، بعد ثلاثة عشرعاما على هذه الحملة، وازاء فشل النظام الاستعماري الاميركي في دفع العراق وحكمه الوطني الى الانهيار او الاستسلام، قاد الطاغية بوش الابن الامبراطورية الاميركية بسرعة نحو حتفها، عندما توج حملتها الفاشية على العراق بغزوه وإسقاط حكمه الوطني الشرعي واحتلاله واستباحة ارضه ونهب ثرواته وتدمير دولته الوطنية وتنصيب حثالات مجتمعه من عملاء اميركا وعملاء حلفائها في الغزو والاحتلال بريطانيا و اسرائيل وايران حكاما عليه. وهكذا اقترفت اميركا الخطأ والخطيئة المهلكين اللذين قصما عمودها الفقري وادخلاها في مرحلة الانحدار السريع نحو الهاوية. واذا كان القائد الشهيد قد استشرف منذ اكثر من 17 عاما بحسه الثاقب المصير المظلم لامبراطورية الشر والعدوان والظلم الاميركية، فأن محللين سياسيين وعسكريين استراتيجيين أميركيين قد فطنوا لذات الحكم ولكن بعد غزو العراق واحتلاله. فمنذ الشهر الرابع من عام 2004 بدأ العشرات منهم يكتبون ويطالبون بالانسحاب من العراق قبل ان تقع الكارثة على الولايات المتحدة. بل ان احدهم قد كتب بان الهجوم البربري الاميركي على مدينة الفلوجة البطلة في ربيع 2004 اعلان واضح عن بدء انهيار الامبراطورية الاميركية. وحذر زعماء سياسيون اميركيون بارزون في مقدمتهم الرئيس الاسبق جيمي كارتر ومستشار الامن القومي الاميركي الاسبق زبغنيو برجنسكي من الكارثة الكبرى التي تنتظر اميركا في العراق اذا ابقت على احتلالها العراق ولم تنسحب قبل فوات الاوان، واعادوا التذكير بهزيمة فيتنام المرة وتوقع تكرارها في العراق. وحتى عراب الخط الاستعماري المتصهين في السياسة الاميركية هنري كيسنجر ابدى قلقه الشديد من تكرار هزيمة فيتنام في العراق.
أما المفكر والعالم اللغوي الاميركي الكبير نئوم جومسكي فيرى ان الولايات المتحدة تحمل الآن كل السمات الأولية للدولة الفاشلة مثل عدم الافتقار للقدرة والرغبة في حماية مواطنيها من العنف وحتى من الدمار، والميل لاعتبار نفسها فوق القانون المحلي والدولي مما يدفعها للقيام بالعدوان والعنف، وأصابة اطرها الديمقراطية ب"عجز" ديمقراطي يجرد مؤسساتها الديمقراطية من أي محتوى او جوهر حقيقي. ويؤكد السياسي الستراتيجي الاميركي برجنسكي في كتابه الجديد (فرصة ثانية- ثلاثة رؤساء وازمة القوة العظمى الاميركية/آذار مارس/2007) ما تنبأ به الرئيس الشهيد عام 1991 وما أكدته وقائع المقاومة العراقية الفذة قائلا : " الانطباع الذي ساد العالم في مرحلة التسعينات بالتفوق العسكري الأمريكي وأوهام واشنطن بتفوقها العسكري واتساع نفوذها قد تحطمت على صخور الفشل في العراق".
ورغم كل التحذيرات من الزعماء السياسيين والعسكريين الاميركيين من مخاطر الاستمرار بما اعتبروه خطأ فادحا أي سياسة غزو العراق واحتلاله، الا ان الرئيس الاميركي المهزوم المأزوم والطاغية الكذاب والسفاح المتهور جورج دبليو بوش اصر على المضي بهذه السياسة، مما عرض جيشه الاقوى في العالم للمزيد من الهزائم المهينة والخسائر المؤلمة، واقتصاده الاكبر والاقوى في العالم للاستنزاف وللمزيد من الضعف والهشاشة. وكان لهذا الاصرار الأحمق انعكاسات خطيرة على وضع ادارة بوش- جيني الفاشية داخليا وخارجيا. فعلى الصعيد الداخلي، زاد هذا الموقف من حدة الازمة المالية التي واجهتها اميركا بسبب الانفاق الهائل على حربها في العراق، وما يتطلبه من استدانة مطردة من المصارف وما يؤدي اليه ذلك من عجز هائل متزايد في الميزانية العامة، بالرغم من سرقة عشرات المليارات من ثروة شعب العراق على يد الحاكم الاميركي الاول للعراق المحتل بول بريمر والجنرالات المشرفين على ما يسمى باعادة الاعمار أي نهب ثروة العراق تحت غطاء التنمية الكاذبة.
وبقي الحاكم الاميركي الطاغية بوش يمني نفسه الخائبة بنصر مستحيل لاميركا في العراق وموقع اول لها في العالم، حتى وقع ما توقعه الكثيرون أي الانهيار المالي الخطير، مما أضاف عاملا حاسما آخر الى عوامل انهيار امبراطورية الشر والارهاب الفاشية الاستعمارية الاميركية الناجمة كلها عن تأثيرات الفعل البطولي الأسطوري للمقاومة العراقية. وتمثلت هذه العوامل داخليا بانحسار التأييد الشعبي لهذه الادارة انحسارا غير مسبوق، وخسارتها السيطرة على مجلسي الكونغرس وازدياد المعارضة لاجراءاتها المقيدة للحريات ولسياساتها الاستعمارية في العراق وافتضاح جرائمها وكذبها وانغماس مسؤوليها في عمليات النهب والفساد في سلطة احتلالهم في العراق. كما تتمثل خارجيا بانحدار مكانتها في العالم على نحو أخذ يشجع على اختفاء ظاهرة القطب الواحد وعودة تعدد الاقطاب الى الظهور ثانية، بعد عقد ونيف على احتفاء اميركا الامبراطورية باختفاء القطب الثاني انذاك، الاتحاد السوفييتي.
وهكذا راينا روسيا تتحرك بثبات ووبمعدل سريع نحو استعادة موقع الدولة العظمى المنافس للولايات المتحدة الذي خسرته في عامي 1989-1990. وعلى هذا الطريق وجهت ضربة مهينة قاسية لعجرفة اميركا ومكانتها وهيمنتها العالمية عندما والحقت هزيمة عسكرية وسياسية مذلة بواحد من اقرب الانظمة العميلة الى قلب حكام واشنطن وهو نظام سكاشفيلي في جورجيا، رغم تهديدات وتحذيرات اميركا وحليفاتها الاوربيات. كما هددت روسيا بقصف منظومات صاروخية تنوي الادارة الاميركية نصبها في بعض دول اوربا الشرقية المحاذية لروسيا. وامعانا في تحدي العجرفة الاميركية التي مرغها ابطال ثورة العراق التحررية بالوحل، أستانفت روسيا بعد توقف دام نحو 18 عاما تسييراسطولها الحربي في المياه الدولية وتحليق قاذفاتها الستراتيجية في الاجواء الدولية، وقبالة السواحل الاميركية. كما نفذت مؤخرا مناورات بحرية قرب شواطىء فنزويلا أي في ما كانت اميركا تعده ساحتها الخلفية.
اما في اميركا اللاتينية نفسها فان هيبة اميركا قد وصلت الى الحظيظ. وحسب ستيفن كنزر (الغارديان البريطانية 23/4/2998)فان "اميركا لشدة انهاكها في العراق لم يعد لديها الوقت ولا القوة ولا الرصيد السياسي للاجهاز على التحديات اليسارية المتزايدة لهيمنتها في اميركا اللاتينية والتي كانت قبل عقد من السنين تسارع الى قمعها بالقوة " وتتمثل هذه التحديات بصعود عدة رؤساء يساريين مناهضين للولايات المتحدة الى مراكز السلطة وغلق قواعد اميركية وطرد سفراء اميركيين واسرائيليين.
كان من الطبيعي، أذن ان يتصدى القائد العام للقوات المسلحة والقائد الاعلى للجهاد والتحرير في اول خطاب له بعد اندحار نظام السفاح بوش وعصابته المتصهينة في الانتخابات الرئاسية أوائل تشرين الثاني/نوفمبر 2008، لمهام وتحديات المرحلة الجديدة التي دخلها جهاد الشعب العراقي وثورته التحررية الكبرى بقيادة فصائل المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية، مرحلة التتويج المباركة لتضحيات وصمود شعب العراق وبطولات وانتصارات مقاومته الباسلة والقوى الداعمة والحاضنة من احزاب سياسية وطنية وقومية وهيئات شرعية وتشكيلات مهنية وعشائرية.
ولذلك حمل الخطاب موقف قيادة الجهاد والمقاومة، وهي على اعتاب النصر المؤزر بعون الله، من اهم جوانب المعركة في فصلها الختامي وتحديدا دقيقا لاهداف المرحلة الجديدة ووسائل تحقيقها على نحو يتسم بالتشخيص السياسي الدقيق، والاحساس العالي بالمسؤولية الوطنية والادراك الحقيقي لدقة وحساسية هذه المرحلة واهميتها التأريخية الحاسمة. ويشتمل هذا الموقف على جانبين رئيسيين متلازمين يكونان العناصر الاساسية لستراتيجية مرحلة الحسم والختام لثورة العراق التحررية، وكما يأتي :
اولا : الموقف من ادارة الرئيس الاميركي الجديد اوباما وتعهدها بالانسحاب، بعد اسقاط نظام بوش المعبر الحقيقي عن مشروع الامبراطورية الاميركية الاستعماري الفاشي
ثانيا: حشد الامكانيات الوطنية العراقية في داخل البلاد وخارجها لانجاز الصفحة الاخيرة المجيدة من معركة التحرير. وقد اشتمل هذا الجانب على العناصر الآتية:
1. وحدة فصائل المقاومة وقوى الرفض الداعمة لها
2. دعوة الوطنيين العراقيين المقيمين في الخارج للعودة والالتحاق برفاقهم المجاهدين
3. الموقف من افراد جيش وشرطة حكومة الاحتلال واعضاء برلمانها واجهزتها الادارية
4. الموقف من رؤساء وعناصر العشائر التي انخرطت في تشكيلات "الصحوة"

وسنتناول في هذا القسم الجانب الاول من ستراتيجية مرحلة الختام أو الحسم المباركة لثورةالعراق التحررية أي موقف حركة المقاومة العراقية من ادارة الرئيس الجديد اوباما.
أولا : الموقف من ادارة الرئيس الاميركي الجديد اوباما بعد اسقاط نظام بوش الفاشي
لاشك أن العنوان الاول لمرحلة ما بعد اسقاط نظام بوش الفاشي الاستعماري يكمن في قدرة المقاومة العراقية على فتح البيت الابيض امام مرشح رئاسي اسمه باراك حسين أوباما رصيده الأول والأخير يكمن في معارضته منذ البداية غزو العراق واحتلاله، وتركيزه خلال حملته الانتخابية على الأضرار المادية والاعتبارية الجسيمة التي ألحقها قرار غزو العراق باميركا نفسها والتبعات الكارثية التي سيجرها عليها الاستمرار في احتلاله، وتعهده تبعا لذلك بالانسحاب من اجل وقف التصدع الهائل والخلل الكبير والتدهور المريع في اوضاع بلاده الداخلية ومكانتها الدولية ومن ثم العمل على معالجة ذلك على المدى البعيد.
وقد الهبت شعارات المرشح اوباما المناهضة لسياسة الحرب على العراق وغزوه واحتلاله، واعلانه العزم على سحب القوات وانهاء الاحتلال ووضع حد لما تسبب به من كوارث للولايات المتحدة ومآس لشعبها مشاعر ملايين الاميركيين وجعلتهم يعلقون عليه الامال ويندفعون لانتخابه للخلاص من إدارة الكذب لتخليصهم مما ورطتهم فيه ادارة بوش من كوارث وازمات ومآس وهلع ورعب وحروب، من خلال تنفيذ تعهده بوقف نزيف الحرب العدوانية على العراق وسحب قواته.
كما كانت هذه الشعارات والوعود محط اهتمام العراقيين واشقائهم العرب والمسلمين وكل المناهضين لمشروع الامبراطورية الاستعمارية الاميركية، الذين كانوا وما يزالون يعبرون عن أمل (ولو انه مشوب بالحذر) في ان يفي الرئيس اوباما بما وعد به ويضع حدا لحرب العدوان والغزو والاحتلال الاميركية على العراق التي كانت وما تزال العنوان الابرز لذلك المشروع الكريه. ومن هنا حدد خطاب القائد الاعلى للجهاد والتحرير العلاقة مع الادارة الجديدة بمدى أيفائها بالعهد الذي قطعه رئيسها في اثناء حملته الانتخابية بالخروج من العراق وانهاء الاحتلال.
وتوجه القائد المجاهد الى الرئيس اوباما مناشدا أياه الايفاء بهذا العهد مما يحقق له منزلة رفيعة في تاريخ بلاده. ولعله انطلق في ذلك من حقيقة ان الرئيس اوباما لم يأت من المؤسسة التقليدية في الحزب الديمقراطي التي تلطخت ايدي قادتها ورموزها من امثال كلنتن ومادلين اولبرايت وريجرد كوهن وآخرين بدماء مئات الالوف من العراقيين والتي تابعت، بعد تسلم كلنتن الرئاسة عام 1992 السير في مشروع تدمير العراق الذي وضعه السفاح بوش الأب للولايات المتحدة منذ عام 1990. وهذه الحقيقة نفسها هي التي جعلت الملايين من مواطني الولايات المتحدة يأملون فيه خيرا باعتباره مثقفا رفيعا من خارج طغمة السياسيين الكذابين سواء كانوا في الحزب الجمهوري او الحزب الديمقراطي من المتعطشين للسلطة والمال على حساب ناخبيهم وعلى حساب حرية الشعوب ومصالحها.
وقد عرض القائد الاعلى للجهاد والتحرير على الرئيس اوباما في حالة "اعلانه عن الانسحاب الشامل من العراق وتركه لاهله حرا مستقلا" أن تدخل قيادة الجهاد والمقاومة معه فورا في حوار لاقامة افضل واعمق واوسع العلاقات الستراتيجية بين العراق الحر المستقل والولايات المتحدة. ولم يترك القائد المجاهد صيغة العلاقات المقترحة بدون تحديد دقيق للأسس التي ينبغي ان تبنى عليها والتي هي بمثابة الشروط لتحقيق التطبيع وبناء علاقة ايجابية بعيدة المدى اسماها بالعلاقة الستراتيجية. وفيما يأتي هذه الاسس التي تنسجم مع مبادىء القانون الدولي واسس العلاقات المتكافئة بين الدول المستقلة ذات السيادة والحريصة على الحفاظ على استقلالها وسيادتها والمصالح الوطنية لشعوبها:
· ان تقوم العلاقة على المصالح المتبادلة والمشتركة وقد حدد القائد المجاهد تحديدا دقيقا المقصود بلفظة المصالح فيما يخص الجانب الاميركي، فقال في معرض رسالته الى الرئيس اوباما ان هذه المصالح ينبغي ان لا تكون مصالح غير مشروعة على حساب حرية شعبنا واستقلاله وخياره في الحياة.
· ان تقوم على اساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير ولعل القصد من هذه النقطة مفهوم، فهي تؤكد على وجوب الاحترام الكامل لسيادة العراق وعدم السماح للغير كائنا من يكون ان يتدخل في الشؤون التي هي من صميم سلطانها السيادي.وفي هذا فأن دولة العراق الحرة المقبلة قريبا ان شاء الله تسير على نهج الحرص الدقيق على كل معاني السيادة والاستقلال، والذي كان عنوانا بينا لدولة العراق الوطنية قبل الاحتلال.
· ان تقوم على اساس الند للند ويقصد القائد بالندية التكافؤ والمساواة بين البلدين في كل آفاق هذه العلاقة وكل مجالات الانتفاع بها.
· أن تقوم على اساس احترام حرية واستقلال الشعوب وخياراتها في الحياة وهنا اشارة اخرى الى وجوب احترام الطرف الاميركي لحرية الشعب العراقي واستقلاله وخياراته السياسية والاجتماعية وفي كل مجالات الحياة

وقد حرص القائد الاعلى للجهاد والتحرير ان يطرح مطالبته الرئيس اوباما بالايفاء بعهده و عرضه عليه بالتفاوض لانشاء علاقات طبيعية بين البلدين، على وفق ما تتطلبه الاعراف الدبلوماسية من لياقة واحترام في رسالة من القائد العام للقوات المسلحة العراقية المجاهدة الى رئيس جديد رهن رصيده السياسي ومستقبله بمناهضة الظلم الذي اوقعه سلفه الفاشي بالعراق واهله. غير أن القائد المجاهد حرص، مع ذلك، ولكي لا تفهم رسالته على غير طبيعتها، أن يذكر الجميع ان حركة المقاومة والجهاد العراقية عندما تتوجه الى الرئيس اوباما تناشده الايفاء بعهده بالانسحاب وتعرض عليه اقامة علاقات متوازنة طبيعية تقوم على اسس وبشروط محددة تضمن المصالح الوطنية والقومية العليا لشعب العراق، فهي لاتنطلق من وضع او موقف أو واقع يجعل من هذا الطريق الخيار الوحيد امامها لتحقيق الهدف الوطني الاسمى لشعب العراق في هذه المرحلة: التحرر واستعادة السيادة والاستقلال.
ولذلك حرص القائد الاعلى للجهاد والتحرير على التأكيد ان امام الادارة الاميركية طريق واحد لتحقيق مصالح اميركا المشروعة في العراق والمنطقة وهو التعاون مع شعب العراق الحر المستقل وشعوب المنطقة الحرة المستقلة. كما حرص القائد العام للقوات المسلحة العراقية المجاهدة على تذكير الرئيس اوباما وكل من يعنيه الامر من الاميركيين ان الادارة الجديدة اذا ارادت ان تفرض مصالح غير مشروعة على حساب حرية شعبنا العراقي واستقلاله وخياره الوطني المستقل في الحياة، فأن شعب العراق ومجاهديه الابطال مصممون على حرمانها من ذلك. كما حرص المهيب الركن القائد الاعلى للجهاد والتحرير على التأكيد بأن فصائل المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية والقوى السياسية والهيئات الشعبية الداعمة لها قد هيأت نفسها للبديل الطبيعي المشروع في حال اخفق هذا المسعى لا سمح الله وتراجعت الادارة الاميركية عن تعهداتها ومضت على ذات الطريق العدواني الذي سارت عليه ادارة السفاح الارعن بوش، لذلك وطنت هذه الفصائل نفسها على مشروع كفاحي جهادي طويل الامد بل يمتد لاجيال قادمة، فقال: "وإما عكس ذلك، لا سمح الله، فنقول لكم من باب النصيحة والتبصير: إننا باسم الله العلي القدير القوي العزيز قد اعددنا لمقاومة شاملة وفاعلة وطويلة ومتصاعدة حتى يخرج آخر جندي غازي هاربا من أرضنا ولو طال الجهاد والمقاومة لأجيال قادمة، وهذا هو حقنا المشروع المقدس الذي اعترفت به وقدسته قوانين السماء والأرض على حد سواء، وحتى التحرير الشامل والعميق لبلدنا العزيز من كل أنواع الاحتلال والاستغلال والهيمنة والابتزاز".
واضاف قائد الجهاد والمجاهدين موضحا طبيعة الخيار الستراتيجي الذي اعتمدته القيادة العليا للجهاد والتحرير بديلا للتفاوض مع الادارة الاميركية الجديدة على انهاء الاحتلال واقامة علاقات طبيعية متوازنة، في حال أخلت ادارة الرئيس اوباما بعهودها وتنكرت لشعاراتها: "إن مقاومتنا تقوم على ستراتيجية مبدئية عقائدية سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وتعبوية تكون جزءا لا يتجزأ من حياة الشعب وأجياله القادمة. وأظنك أيها الرئيس تعلم أن لا غالي ولا ثمين في الحياة أغلى وأثمن للشعوب والأمم من الحرية والاستقلال والتحرر".
ولم يقف القائد الاعلى للجهاد والتحرير عند هذه النقاط، بل تمنى على الرئيس الجديد الا يتراجع عن وعوده ويتنكر لشعاراته ويتأخر عن الانسحاب، لأن ذلك سيؤدي الى توحل ادارته في ذات الورطة الكارثية الاجرامية التي خلفتها له الادارة المندحرة، وسيلقى ما لقيه سلفه المجرم السفاح بوش الذي غادر البيت الابيض مذموما محتقرا مهانا، بل مودعا بالاحذية من شعب العراق ومن الاميركيين انفسهم ومن شعوب العالم كلها، فقال مخاطبا الادارة الجديدة: "سيظهر لكم قريبا وسيظهر للتاريخ حجم وتفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية السابقة في العراق، وسيسحق بوش ومن عاونه على هذه الجريمة الإنسانية الكبيرة البشعة بحق شعب العراق المؤمن الإنساني الحضاري الذي من أرضه الطاهرة انطلقت أولى الرسالات السماوية لتخرج الناس من ظلمات الجهل والتخلف والظلم والاستعباد إلى نور الهداية والحرية والتحرر والحضارة. ولذلك نقول للإدارة الجديدة: إن أي تأخير لخروجكم من بلدنا بماء الوجه الأبيض الذي فزتم به على الإدارة الطاغية المجرمة سيجركم شئتم أم أبيتم إلى الاشتراك في الجريمة الكبرى البشعة، وهذا ما يتمناه بوش وإدارته اليوم لكم، وستضيع عليكم وعلى أمريكا فرصة التاريخ التي ستحققونها، واعلموا أنكم ستخرجون عاجلا أم آجلا كما خرج بوش وزمرته وبغير ماء الوجه الذي فزتم به "
ومما يلاحظ هنا ان القائد الاعلى للجهاد والتحرير قد انطلق في ما طلبه من الرئيس اوباما وما عرضه عليه من موقع من يثق ثقة عالية بقوة وقدرات المقاومة العراقية ومن يملك اكثر من خيار ولا يضع كل اوراقه في خانة واحدة ولا يربط خياراته كلها بالحل التفاوضي. لذلك حرص القائد المجاهد على تذكير الرئيس اوباما ان للمقاومة العراقية خيارا آخر غير خيار الاتفاق مع ادارته على الانسحاب واقامة العلاقات الستراتيجية، وهوخيار المضي في الجهاد والقتال حتى طرد آخر جندي محتل واستعادة السيادة والاستقلال. كما حرص القائد المجاهد على ابلاغ ذلك بوضوح لا لبس فيه وهو ان حركة المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية قد قد هيأت نفسها أساسا وأعدت مقاتليها ومواردها وامكانياتها السوقية لهذا الخيار.
ولعل الخبراء العسكريون والسياسيون والمثقفون المطلعون على تاريخ الشعوب وحركات التحرر الوطنية يدركون فداحة الثمن الباهظ ومرارة الهزيمة وهول الخسارة التي ستحل بالطرف المحتل ان اختار طريق المضي بالاحتلال حتى اندحار آخر وحدة من قواته وفرار آخر جندي من جنوده الغزاة. أن هذا باختصار طريق معبد للانتحار.
لذلك فأن رسالة القائد الاعلى للجهاد والتحرير الى الرئيس اوباما تعبر تعبيرا دقيقا عن ثقة القيادة العليا للجهاد والتحرير بالنصر المستمدة من:
اولا: ثقتها المطلقة بالله وتوكلها عليه
ثانيا: ثقتها العالية بمجاهدي فصائلها الوطنية والقومية والاسلامية وهي غالبية فصائل المقاومة العراقية، وبقدراتهم القتالية العالية والمتطورة وباستعدادهم للمضي بأقصى طاقاتهم على طريق الجهاد لانجاز المرحلة الختامية من معركة التحرير العراقية
ثالثا: ثقتها بالاستعداد اللامحدود للقوى السياسية والهيئات المهنية والشعبية والعشائر الاصيلة للاستمرار في دعم المقاومة ومدها بمعين لا ينضب الدعم والاسناد البشري والمادي والمعنوي
رابعا: استعدادها الكامل للمرحلة الجديدة مرحلة الحسم وتهيئتها كل السبل اللازمة لحشد كل الامكانيات الوطنية لخوض غمارها وانجاز هدفها النهائي اي التحرير الكامل، وهو ما سيتناوله القسم الثالث والأخيرمن هذه المقالة.