تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يسوع الناصري رجل



محمد السابع
01-18-2009, 07:36 PM
يسوع الناصري رجل


إنَ مَن فَهِمَ أن المسيحيين قد ألّهوا السيد المسيح فقد ضل ضلاله البين ، فإن الأمر في الواقع غير ذلك على الإطلاق ، فهم يعتقدون صدقاً أن الله هو ذاته السيد المسيح ، إذ لم يتحولوا عن عبادة الله إذ كانوا يهوداً وعبدوا المسيح عندما صاروا مسيحيين ، بالطبع لا ، ولكنهم اعتقدوا أن الله ذاته الذي كانوا يعبدونه إذ كانوا يهوداً ، قد نزل وتمثل في جسد المسيح وشكله وكل فعاله وتصرفاته ، حيث صار ثلاثة في واحد . لهذا نجد في الأناجيل الأربعة المعروفة في المسيحية (1) تبايناً بين وصف السيد المسيح هنا وهنالك ، وتعارض بين أفعاله وأقواله بين كلٍ من تلك الأناجيل ، وفي هذا يمكن القول بأن لا تعارض ! ولكنه التكامل بين الرؤية الأقنومية (2) ، إذ نجد على سبيل الذكر أن إنجيل متى أخذ تصوراً واحدا لجانب من جوانب حياة السيد المسيح ، واهتم إنجيل مرقس بجانب آخر وكذلك إنجيل لوقا لزم جانب وتكلم فيه ، وإنجيل يوحنا أيضا له نصيبا من ذلك النسق التكميلي ، فنجد أن البعض ركز على الوصف الإلهي له والبعض الآخر ركز على الوصف الرسولي وبعضٌ آخر ركز على الجانب البشري . ذلك حتى يسطع لنا من هذا في النهاية صورة متكاملة لذلك الثالوث الواحد (3) ( آب و إبن و روح قدس ) .
لكن لست هنا أتكلم هذا الكلام كي أوضح نيابة عن المسيحيين عقيدتهم ، بل لأنني وجدت ما أثار هذا الموضوع ، وذلك الذي وجدته متواجد بجلاء في كتاب العهد الجديد الذي يُطلق عليه الإنجيل ، بسفر أعمال الرسل الأصحاح الثاني العدد 22 حيث يقول القديس لوقا الذي هو نفسه كاتب إنجيل لوقا يقول " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال : يسوع الناصري رجل ... " من الوهلة الأولى سوف يقول كل قارئ مسيحي أن ليس في ذلك أدنى شك ولا تعارض بدليل ما ذكرته أنا في صدر مقالي ، عن تكامل الأقانيم ، ولكن المسألة أعمق من ذلك ، فإن السياق الذي ذُكرت فيه هذه المقولة " يسوع الناصري رجل " هو سياق خطبة ألقاها القديس بطرس الرسول أمام جمع غفير من الناس متعددي الأعراق والأجناس (4) ، وكذلك أمام التلاميذ (5) وقد أخذها عنه القديس لوقا ، وكتبها في سفره أعمال الرسل ، وصارت على هيئة رسالة مبعوثة لشخص يُدعى ( ثاوفيلس ) (6) .
وبالنظر إلى ثلاثة عناصر في غاية الأهمية بشئ من التحليل المنعكس على تلك المقولة ، " يسوع الناصري رجل " نجد ان تلك العناصر تدحض بشدة فكرة الأقانيم ، رغم التكامل الذي ذكرته في بداية المقال . تلك العناصر هي ( الزمان ، المكان ، الحدث ) وعن الزمان فإن تلك الخطبة التي ألقاها القديس بطرس الرسول كانت في اليوم الخمسين من رفع السيد المسيح أو ( صعوده ) (7) عن الأرض وبذلك يكون التصريح بأن " يسوع الناصري رجل " في هذا الوقت بالذات وهو أقرب وقت من حادثة الصلب ، وقد كان يسوع قبله قد حث تلاميذه على ان يصدعوا بدعوته من بعده ، فكان الفعل الأول لهذا النشر والتبشير بالدعوة بأن قالوا : " يسوع الناصري رجل " فيكون هذا التصريح إذا إقرارا وتأكيدا على بشريته دون الألوهية ، أو حتى انتزاع فكرة ألوهية ألتصقت به من أناس جهلة ، فجاء العارفين من التلاميذ لإيضاح الأمر الآن . وإن لم يكن ذلك ، فما كان إلا أن يُفترض أن يوصف من مريديه وتابعيه بعد صعوده بأنه إله إذ لم يبق الجسد بعدُ لإثباتِ بشرية على حساب ألوهية ـ من مغرضين ـ لكن رغم ذلك وصف بأنه رجل وهو كذلك .
ومن جهة أخرى فإن الصفة الأساس تطغى على الصفة الاعتراضية وتطفوا فوقها ، فإن فرضنا جدلا معاً ان المسيح هو الله ـ حاشا لهما ذلك ـ وكان ما كان بتمثله بشرا ، فلا يصح أن يوصف بادئ ذي بدء إلا بالوصف ( إله ) لأنه كذلك في أصل الاعتقاد ـ عند المسيحيين ـ أما حين وصف بأنه رجل وهو لم يعد موجود بعد فهو تخليدا لذكرى بشريته ، التي هي الأساس ، لا سيما أن ذلك الوصف جيئ بوقت فيه كان الإعلان العلني الأول الذي سيكون المنهاج لكل مسيحي فيما بعد .
إن الله لم يكن بشرا من قبل في اعتقاد المسيحيين ، إلا أن تمثله كذلك في المسيح ـ كما يعتقدون ـ هو مجرد حدث اعتراضي لسبب معين ، وبزوال هذا السبب يجب أن يوصف الله حينئذ بصفته الأساسية وليس بالوصف العارض ، فإذا فرضنا أن الله هو الفاعل وتمثله بشرا هو الفعل الصادر عنه ، فإن ذلك يوحي بأن المسيحيين عبدوا الفعل وأهملوا الفاعل الأصل ، لذلك فإن هذا الوصف " يسوع الناصري رجل " لم يكن له علاقة من قريب او من بعيد بوصف ذات الله ، ولا وصف جانب ناسوتي بشري من اختصاصات أوضعها المسيحيون في شخص المسيح عيسى بن مريم ، وإنما هو وصف مخلوق مطلق الخلقة لله ، هو عيسى المسيح الذي وصف علنا بأنه رجل . وهذا في عنصر الزمان ، الذي بين أن الفترة فيما بين حاثة الصلب والجهر بكنه أصل الدعوة تأسيسا أو دعوة أو إصلاحا ، إنما يخبرنا ببيان هام هو أكان الله بشرا منذ البِدء ؟ الكل في كافة الديان يجزم بلا ، ولكن هذه القولة " يسوع الناصري رجل " تؤكد ضمنيا هذا النفي المتقول من مجرد لسان قائل .
إن صُلب الموضوع الذي كان حول هذه المقولة التي قالها العديد من التلاميذ بعد رفع السيد المسيح وحادثة الصلب ، والتي وثقها نصا القديس لوقا في سفره أعمال الرسل العدد 22 والتي تقول : " يسوع الناصري رجل " وقد قلنا فيما سبق أنه بالنظر إلى ثلاثة عناصر هي ( الزمان ، المكان ، الحدث ) نستنتج دحضا واضحا من عمق الفكر الإنجيلي لصُلب التركيبة الأقنومية وقد أخذنا عنصر الزمان بشئ من التفصيل المختزل تجنبا للإطالة . والآن نحن أمام عنصر المكان لكشف وجه الخلاف الذي تفرزه تلك المقولة امام الفكر المسيحي كله .
قيلت المقولة التي تقول : " يسوع الناصري رجل " في زمانٍ ليس ببعيد من حادثة الصلب الشهيرة ، ورفع عيسى المسيح ، إذ قيلت بعد خمسين يوما من ذلك ، وقد كان مكان التصريح بها مدينة ( أورشليم ) القدس ، والآن وفي ذلك الزمان ـ آنذاك ـ قيل علنا " يسوع الناصري رجل " كما عُرف في نفس المكان ولنفس الشخوص تقريبا والجموع ، وأنه بهذه الصفة وليس بصفات غيرها ، وبهذا ارتفع القديس بطرس الرسول مخاطبا الناس ، وفي بداية خطبته الرائعة تلك نادى اليهود وقال : " أيها الرجال اليهود والساكنون في أورشليم أجمعون ... " ثم دعى إلى العظة الأولى (8) بعد استطراد وقال : " ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلص " ( أعمال الرسل 2 : 21 ) ثم نبه وقال " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال " ثم صرح بـأن " يسوع الناصري رجل " وما الفرق بين أولئك الرجال والذين من بعدهم ذكرا وهذا الرجل ؟ لقد كان هذا المكان يجمع أولئك الرجال مع يسوع الذي عرف أثناء وجوده بأنه رجل ولم يعرف بسوى ذلك ، وفي هذا المكان صُرح بطبيعة يسوع بعد انعدام وجوده أرضا (( في ذات المكان )) إذا فذلك ماهو إلا تأكيدا على تلك الطبيعة البشرية ليسوع الذي هو عيسى بن مريم . وكما ان هذا المكان حوى كما قلنا سابقا العديد من الأجناس والأعراق ، كما حوى في حدوده التلاميذ وأتباعهم إذ أن هذا المكان بما حواه من أناس شتى سمعوا تلك الخطبة وتلك المقولة فيها ولو كان المسيح شيئا غير رجل حقا كشكل عَقَدي لما ترك الواعين والمدركين من التلاميذ هذه الفرصة المكانية الفذة إذ اجتمع فيها بوقت قياسي واحد ، وربما وحيد (9) الكثير من الناس ، الذين وبكل تأكيد سيكونون أوعية تنضح بما تسمع ، كما نضح بدوره الفعال القديس لوقا ، بأن أرسل ذلك الكلام الذي أنشأه إلى الشخص الذي يُدعى ( ثاوفليس ) .
ونعود إلى الشكل الإقنومي وأقول أن التزام القديس بطرس الرسول بالتحدث عن صفة الناسوت هنا ليس لها أي مبرر مقنع ، فالمعروف أن السيد المسيح كان في وجوده معروفا ، بأنه رجل جليلي أو ناصري ، إذاً فبعد مضي السيد المسيح ، هل كان فرضا على بطرس أو سواه أن يُعرف مُعرفا أصلا ؛ إلا إذا كان هذا المعروف آنذاك قد بدأ يشوب تعريفه شئ من إرهاصات الإنحراف العقدي أو الفكري ، وذلك قد يكون راجعا إلى ازدياد حدة المعجزات على مقياس التقبل العقلي للبشر .
إنه ما كان على بطرس الرسول في هذه الحالة الزمانية او المكانية على حد سواء إن كان المسيح حقا إله ، ماكان عليه إلا أن يقول بصورة تغلب وضوح النور أنه ( إله ) ، ولكنه وللسابق ذكره صرح بما كان هو يعتقده وما كان شائعا آنذاك . فيسوع الناصري رجل في اعتقادي الذي يؤكده صوت الإنجيل مُدعما بأقوال التلاميذ الأخيار في ذلك ، مدعما بشهادة المجتمع الأغلب حينها ، مرفق بالانتشار غير الممنوع للمقولة على علاتها المحيطة بها زمانها ومكانها وسبب ثورتها .
وبالنظر إلى الخريطة لأورشليم القدس أيام السيد المسيح نتبين أن المساحة التي كانت مثار جميع الأحداث لا تتجاوز في مجملها 100 كيلو متر مربع وذلك على كامل مساحة الخريطة دون النظر إلى القدس بحدودها مسرح الأحداث .
لقد كان الحدث الذي قيلت من خلاله تلك المقولة ، وعلى إثره كانت بهذا الوضوح الذي لا يشوبه لبس ، كان حدثا يمكن تصنيفه بأنه تمحيص لقلوب قوم مؤمنين ، وفرض الأمر الواقع ، ذلك الواقع الذي فُرض من خلال موضوع جيئ ليقره ويفسره من طرحه رغم عدم الحاجة فيه ليُفسر ، ولكن وكما سبق وأن قلنا أنه من باب ذَكّر أو ثَبّت أو أَحكم عقيدة كادت ان تفلت .
الحدث الذي ذكر في كتاب العهد الجديد ، هو حدث يمكن تفنيده وإثبات عدم صحته من جهاتٍ عديدة ، ويمكن الاطلاع على ذلك في الأصحاح الثاني من سفر أعمال الرسل العدد 1 حيث يحكي معجزة حلول الروح القدس (10) في يوم الخمسين على شكل ألسنة من نار ، ولكن إذا فرضنا أن ماشابه ذلك حدث فعلا بشكل ما يقبله العقل فبالرجوع إلى مقولة القديس بطرس الرسول بأن قال : " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال : يسوع الناصري رجل " وكان بطرس حينئذ هو معقبا بشكل لا يقبل أي لبس في الاستقبال ، بأن ليس الفاعل لهذا الذي رأوه من شئ معجز (*) الآن هو ليس بفعل يسوع الناصري ، لأنه رجل كما أنتم رجال ، فهو ليس بقادر لأن يفعل المعجزات ، ولكنها قدرة الله وإرادته .
وبهذا القول والتمييز لصفة يسوع الناصري أو المسيح عيسى بن مريم بأنه رجل ، نجد أنه لا مجال لإمكان وصفه باي شكل أخر ، ولو كان إله كما يُدّعى ، لكان أدعى وألح في أن تذكر صفته الحقة في هذا الزمان والمكان القياسيين ، إضافة إلى ذلك الحدث المعجز ، الذي لن يترك مجالا لشك شاكٍ في ألوهية من وصِف .
ومن الناحية الأقنومية التي تقول بآب وابن وروح قدس ، فلقد دحضها بطرس الرسول في خطبته هذه ، وصَدَّقَ على كلامه باق التلاميذ ، ووثقه القديس لوقا ، وبدوره نشرها كما أسلفنا ، فبينما أطلق القديس بطرس الرسول العظة الأولى " ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلص " ( أعمال الرسل 2 : 21 ) وفيها مَيَّز الإله بوجوب التوجه إليه تضرعا من أجل الخلاص ، من دون أي أحد ، استطرد معقباً وماثل بين سائر الرجال ويسوع الناصري ( عيسى بن مريم ) بانه رجل مثلهم ، وقال : " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال : يسوع الناصري رجل " وكأن لسان حاله يقرأ هذه الآية القرآنية الشهيرة التي اختتمت بها سورة الكهف

{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } الكهف110



الهوامش




(1) ( إنجيل متى ، مرقس ، لوقا ، يوحنا ) المعروفة بالبشارات في العهد الجديد .
(2) الأقنوم هو الأصل ، وفي المسيحية الرؤية الأقنومية تتكون من ثلاثة أصول ( آب وابن والروح القدس ) بلا انفصال بينهما حيث يكونان في النهاية جوهر واحد هو الله ، ولكن لا غنى عن هذه الرؤية الأقنومية وإبدال البيان الشكلي التوحيدي المتمثل في اسم الله المجرد إذ لا بد لهذه الأقنومية لبلوغ الغاية المسيحية في التثليث وإثبات مجموعة عقائد وشرائع مثل صلب المسيح والمعمودية وغير ذلك .
(3) حسب المسيحيين أن اليد هي واحد ولكنها تحتوي على خمسة أصابع ورغم ذلك لا يمكن إطلاق عليها اسم الجمع ( أيادِ ) !
(4) اجتمع في تلك البقعة المكانية في ذلك الزمان القوات الرومانية كاحتلال لفلسطين آنذاك ، كما لا يغفل الحركات التجارية البينية فيما بين دول الجوار والمناطق التابعة أيضا .
(5) اصطلح على هذا المسمى في الكتاب المقدس على أتباع الرجل ، وتلميذ في العهد الجديد الذي هو لدينا ( الإنجيل ) هو الحواري والتلاميذ الحواريين أي الأصحاب الأتباع وفي موضوعنا هم حواريين المسيح عيسى بن مريم عليهم السلام . وقد اختلف العلماء في تحديدهم على الوجه الكامل دون اختلاف في بعضهم ، حيث يُختلف في تحديد بعض أسماء الحواريين الذين هم تلاميذ المسيح بين عصر وآخر وبين كتاب ومخطوط وآخر إلا ان هناك البعض الآخر من التلاميذ ( الحواريين ) المتفق عليهم بين العلماء كالقديس بطرس مثلا .
(6) هناك اختلاف حول هذا الاسم ، هل هو لقب يعادل صاحب المعالي ، أي موجها لشخص من كبار قوم ؟ أم أنه لقب يوازي صاحب الله ، أي متجها لكل مؤمن ؟ أم هو اسم علم لشخص معين من عوام الناس صديق للراسل ؟ غير أن هذه الاحتمالات لا تمس مبحثنا هذا بشئ من المباشرة الآن .
(7) هناك اتفاق عام بين الجميع بأن السيد المسيح تم اختفاؤه بعد حادثة الصلب ، والمُختلف فيه هنا هو كيفية الاختفاء فالإسلام يقول رفع دون صلب والمسيحي يقول بصعود بعد صلبٍ وموت تحقيقا لشريعة الفداء ! ومذاهب أخرى تقول برحيل عن المكان بعد تعلق على الصليب ، وأخرى تقول بمجرد رفع روحي واختفاء مادي عن العيان بالقبر ، لنا في ذلك وقفات ليس محلها هذا المبحث .
(8) تعد هذه الدعوة لله في المسيحية هي العظة الأولى تبشيرا من الرسل الذين هم التلاميذ الحواريون ، وبذلك يتفق المسيحيون والنقل أيضا ، إذ أنها أول كلمات تتضمن فكرة الخلاص إجمالا .
(9) إذ بمطالعة التسلسل الحدثي في العهد الجديد نجد تاسيسا على الأمر بالتبشير وافضطرار للرحيل أمرا جعل التلاميذ يتشتتون في أصقاع الأرض بين تبشير وهروب وبهذا نجد أن جمعا كهذا الذي حدث في اليوم الخمسين بذات صفاته قلما حدث بعد ذلك في العهد الأول للمسيحية اعتمادا على كتاب العهد الجديد والفكرة التاريخية لصعوبة حصول ذلك خوفا على النفس والعقيدة الناشئة .
(10) تعني في المسيحية أحد الأقانيم المكونة للجوهر الواحد في الثالوث ( آب ، ابن ، روح قدس ) أو هكذا بالتعريف ( الآب والاب والروح القدس ) أي أنها إله له صفة الكمال الإلهي لو ذكرت منفردة كما لو ذكر لفظ الآب منفرداً أو الابن منفردا .
(*)" ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة* 2 و صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة و ملا كل البيت حيث كانوا جالسين* 3 و ظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار و استقرت على كل واحد منهم* 4 و امتلا الجميع من الروح القدس و ابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا* 5 و كان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في اورشليم* 6 فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور و تحيروا لان كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته* 7 فبهت الجميع و تعجبوا قائلين بعضهم لبعض اترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين* 8 فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها* 9 فرتيون و ماديون و عيلاميون و الساكنون ما بين النهرين و اليهودية و كبدوكية و بنتس و اسيا* 10 و فريجية و بمفيلية و مصر و نواحي ليبية التي نحو القيروان و الرومانيون المستوطنون يهود و دخلاء* 11 كريتيون و عرب نسمعهم يتكلمون بالسنتنا بعظائم الله* 12 فتحير الجميع و ارتابوا قائلين بعضهم لبعض ما عسى ان يكون هذا* 13 و كان اخرون يستهزئون قائلين انهم قد امتلاوا سلافة* 14 فوقف بطرس مع الاحد عشر و رفع صوته و قال لهم ايها الرجال اليهود و الساكنون في اورشليم اجمعون ليكن هذا معلوما عندكم و اصغوا الى كلامي* 15 لان هؤلاء ليسوا سكارى كما انتم تظنون لانها الساعة الثالثة من النهار* 16 بل هذا ما قيل بيوئيل النبي* 17 يقول الله و يكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم و بناتكم و يرى شبابكم رؤى و يحلم شيوخكم احلاما* 18 و على عبيدي ايضا و امائي اسكب من روحي في تلك الايام فيتنباون* 19 و اعطي عجائب في السماء من فوق و ايات على الارض من اسفل دما و نارا و بخار دخان* 20 تتحول الشمس الى ظلمة و القمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم الشهير* 21 و يكون كل من يدعو باسم الرب يخلص* 22 ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات و عجائب و ايات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون " من سفر أعمال الرسل ، العهد الجديد ، الكتاب المقدس ، الأصحاح الثاني ، الأعداد من 1 إلى 22 وهو محور كلامي أعلاه .




محمد السابع


ليسانس آداب وتربية ، قسم تاريخ سياسي ، جامعة حلوان


جمهورية مصر العربية