تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غزّة طعنها ابنها برمح بني العروبة



علي سليم
01-17-2009, 10:51 AM
الحمد لله رب العالمين حمدا يليق بجلاله و الصلاة و السلام على خير منْ أرسل للناس كافة...أما بعد:
قدّر الله تعالى أن تكون غزّة الطيّبة بدماء أهلها و أشلاء أطفالها فيصلاً و فرقاناً بين الصادقين و دونهم و كأنّي بها أيّ غزّة المباركة تُشابه الدّابّة التي تخرج على اثر الدّجال و تسم النّاس ذا مؤمن و ذا كافرٍ!!!!
فكانت غزّة بأشلاء أطفالها و شيوخها تَعدل آية إذ مُيّز بين الخبيث و الطيّب غير أنّ باب التوبة لم يغلق و الاّ لجفت المحابر!!!
وحتى نعي ما يدور على أرض الواقع كان حريٌّ بنا أن نقلّب صفحات المعجزة الخالدة و كتاب ربّنا و ننزل الآيات منازلها فلا يخلو أمرٍ ما الاّ و مثيله مضى في القرون الأولى و ذا من نعمة الله علينا لنصوّب الخطأ و نستقيم عليه.
قال تعالى في سورة ال عمران : (( وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ {166}وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ {167}الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {168}
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {169}فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ
بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {170}يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ
الْمُؤْمِنِينَ {171}الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ {172}الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ
النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {173}))
و ما أصابكم يوم التقى الجمعان جمع اليهود من جهة و جمع المسلمين من جهة أخرى الاّ بإذن الله تعالى في كتاب عنده...
فلا يختلف اثنان أن ما أصاب المسلمون الأوائل الاّ بقدر الله تعالى و ما أصاب المسلمون الأواخر الاّ بقدر الله تعالى و قدر الله لا يُعاب البتة.
فالذي أصاب شيوخنا في غزة فهو بقدر الله تعالى ففي اللوح المحفوظ هناك عدد منْ يقتل من النساء و الأطفال....
فهذا قدر الله تعالى أولاً و المؤمن يسلّم بما كتب الله له فلا يعيب القدر بحالٍ من الأحوال كما أنّه لا يعيب المبتلى إذ زمن المناصرة بعد البلاء لا المعاتبة!!!
ثمّ ليعلم المؤمنين... وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ...سقطت الأقنعة و ذابت الثلوج و ذا مؤمن و ذا منافق....
فالذي رفع رآية الجهاد فهو مؤمن بعمومه و لا يعلم كنه القلوب الاّ علاّم الغيوب و ديننا قائم بالحكم على ما يظهر....
و الذي تخلّف عن الجهاد بنوعيه جهاد الطلب و جهاد الدّفع فهو منافق بعمومه و لا يعلم كنه القلوب الاّ علاّم الغيوب و ديننا قائم بالحكم على ما يظهر....
فالمسلم للمسلم كالجسد الواحد...فرأسه في بقاعٍ و يده في بقاعٍ آخر و هكذا...فلا يختلف المسلم الصينيّ عن المسلم الخليجيّ الاّ بالتقوى.
وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ...
و سمات المنافق أنْ يبرر دوما صدوده فلا يذهب حيث الجهاد الطلب و لا يتواجد حيث الجهاد الدّفع!!!
ثمّ يعلل أنّه لو كان يعلم أنّ القتال هو قتالٌ شرعيٌ لآتاه و لو حبواً!!!
هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ...
و يؤكد الله سبحانه و تعالى أنّ تبرير المنافق يجعله للكفر اقرب منه للايمان...
فلم يعرف المسلمون الأوائل الاّ و يؤثرون على أنفسهم و لو كانت بهم خصاصة!!!
فعندما يُنادي المُنادي هيا على الجهاد يتنكّر الزوج زوجته و الوالد و لده و يُكسر حظّ الشيطان....
و أمّا منْ يحكمنا اليوم فيقولون ما لا يفعلون و كلمة الجهاد و مشتقاته يحذفون و المناد للجهاد في السجن يذّجون!!!
فلنقرّب الصورة قليلاً...كم مرة رأينا بأمّ العين قمم عربية تُعقد هنا أو هناك و خطبٌ رنّانة تظنّ بصاحبها صلاح الدّين و هارون الرّشيد....
و عندما تهبط بالمسلمين النّوازل يغيب ذاك الصوت و تظنّ بنفسك أنّها رؤيا فيها من الأضغاث ما فيها!!!
فيطلّ علينا منْ يقول (الذي أُخذ بالقوة لا يُردّ الاّ بالقوة) بينما تراه يفاوض و أرضه محتلة!!!
و يطلّ آخر قائلاً...حماس ليس سلفيّة....و كأنّ نصرة المسلم لاخيه تتوقف عند عقيدته!!!
و لهذا المسخ بعينه...ناصر المسلم مهما كانت عقيدته و اجعل لنفسك حظّاً من النجاة و دع أمره الى الله تعالى....
و هل الجنّة لا تتسع الاّ للسلفيين!!!أو لا تتّسع الاّ لسرورين!!!و قس على ذا....
ثمّ هناك منْ خلع ثوب الحياء فظل عريان الجسد في وسط الصحراء تحت لهيب الشمس ليقول...حماس حليفة ايران!!!
الم يتحالف الرسول صلى الله عليه و سلم مع اهل الكتاب!!! فالمسلم الكيّس الفطن لا يقف عند رؤس الأمور لا يقت غيرها...
و عندما خرجت الينا نحن اللبنانيون وثيقة تنصّ على التفاهم ضمن اطار الحماية المتبادلة مع ما يسمّى حزب الله اللبنانيّ قامت الدّنيا و لم تقعد!!!
و لذا كانت للرسول صلى الله عليه و سلم وثيقة مع اليهود فلننزلهم منازل اليهود فأين المشكلة تكمن؟؟؟؟
فالمسلم الضعيف يتحالف مع منْ هو أقوى منه و تحالفه ذا الى أجل مسمّى و هذا من فقه الواقع....
خرج الينا من يتكلم بلساننا و يلبس ثيابنا لعوّل على الوثيقة ما تجوب خاطره من الشتم و السبّ...
فتخلينا عن الوثيقة و نحن الحلقة الأضف و باتت أدقّ تهمة تُنسب الينا!!!!
و لنعود الى حماس و تحالفها مع ايران و لنفترض جدلاً أنّ حماس أعلنت نقض التّحالف مع مملكة فارس فهل حلفاؤها الجدد من الدّول السنيّة ستمدّها بالسّلاح!!!!أم تبقى تُقاتل بصدور عارية!!!
لا يريدون لها التّحالف و لا يريدون لها الشّوكة و انّ قومي أصابهم الطّاعون فنزع الايمان و الحكمة من قلوبهم و ترك النّفاق مكانه.

الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {168}
بذا نطق حاكم فلسطين محمود عبّاس نيابة عنه و عن غيره من الحكّام.........
بيّتوا لها القتل ثمّ القوا عليها اللوم!!!!
و لا أتعجّب من ترجل النّساء و لكن عجبي من تأنّث الرّجال!!!
أسال الله أن يصلح الحال و أن يبدل حكّامنا بغيرهم.