تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحزب الاسلامي العراقي والانحدار نحو الهاوية -هارون محمد



أحمد الظرافي
01-08-2009, 11:07 PM
الحزب الاسلامي العراقي والانحدار نحو الهاوية
هارون محمد

09/01/2009

http://www.alquds.co.uk/today/08qpt91.jpg


القدس العربي
لعب الحزب الاسلامي العراقي في طبعته الامريكية الجديدة التي ظهرت عقب الاحتلال البغيض في التاسع من نيسان (ابريل) 2003، أدوارا سياسية خطيرة ألحقت أضرارا بالغة بالعراق وبالسنة العرب تحديدا، تفوق في حجمها الاضرار التي أحدثتها الاحزاب الكردية الانفصالية ونظيرتها الشيعية الطائفية، وخصوصا في ما يتعلق باسهامه الكثيف في ترسيخ المحاصصة الفئوية والعرقية والمناطقية، ومشاركته في عضوية مجلس المستر بريمر (مجلس الحكم) ولعبته في تمرير الدستور الاعرج، وتحالفه مع حزبي طالباني وبارزاني في التآمرعلى عروبة العراق ومساندتهما في ضم كركوك الى اقليمهما الجيب المعزول، والتواطؤ المدفوع الثمن مسبقا في الموافقة على الاتفاقية الامنية والعسكرية بين حكومة نوري المالكي وادارة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج دبليو بوش، واخيرا تخليه عن حليفه رئيس مجلس النواب محمود المشهداني تلبية لرغبة الحزبين الكرديين واستجابة لارادة المجلس الاعلى الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم.
ولان الحزب الاسلامي يفتقر الى منهج سياسي واضح المعالم وليست له قاعدة جماهيرية رغم ادعاءاته بانه يمثل جزءا من السنة العرب في العراق، فانه يتصرف في القضايا السياسية الحساسة بطريقة توحي وكأنه مضروب على رأسه، يشتكي كثيرا ويولول أكثر، يهدد ويتوعد ولكنه سرعان ما يتراجع ويتوسل، وحكايته مع نوري المالكي تثير الضحك، فهو سحب وزراءه من حكومته ووضع عشرة شروط لعودتهم، ورفض المالكي تنفيذها جملة وتفصيلا، واذا بالحزب بدلا من استقالة وزرائه نهائيا كما أعلن في أكثر من مناسبة، يعود صاغرا الى الحظيرة الحكومية، يجر أذيال الخيبة والندامة، ويعيد وزراءه بعد ان غير وجوه عدد منهم وجاء بغالبيتهم من محافظة الانبار، في محاولة مشبوهة لتهميش مناطق ومحافظات السنة العرب في بغداد والموصل وتكريت وكركوك وديالى ومناطق الزبير وابو الخصيب والفاو وصفوان وام قصر في محافظة البصرة وسوق الشيوخ في الناصرية وشمال بابل، ارضاء منه للحزبين الكرديين اللذين أمراه بعدم ترشيح أي عربي من الموصل وكركوك وديالى للوزارة، فيما رضخ لاوامر رئيس المجلس الاعلى الذي منعه من توزير أحد السنة العرب من محافظات الفرات الاسفل والجنوب، على اعتبار ان هذه المنطقة مقفلة على الشيعة ويريد أتباع ايران تحويلها الى فيدرالية او جمهورية شيعية ترتبط بقم..!
ويكاد يكون الحزب الاسلامي، الحزب الوحيد المشارك في العملية السياسية السائدة، التي يتمرد عليه وزراؤه ويفضلون الاستمرار في مناصبهم ضاربين عرض الحائط تعليمات حزبهم، حدث ذلك مع حاجم الحسني وزير الصناعة في حكومة بريمر وعلي بابان وزير التخطيط وقادر جاسم وزير الدفاع، وحكاية تزكية الاخير وترشيحه للوزارة من قبل جبهة التوافق والحزب الاسلامي ذات رائحة تزكم الانوف، وبطلاها مقاولان سنيان يقيمان الان خارج العراق ويعيشان فيها بمستوى عشر نجوم من كثرة ما نالاه من صفقات، وشخصيا أثرت هذا الموضوع مع النائب خلف العليان أحد قادة التوافق ـ قبل استقالته- في حفل عشاء أقامه في عمان مؤخرا ودعاني اليه، وسألته بلا مجاملة وامام خمسة ضيوف حاضرين ان كان له ضلع في هذه القضية، فنفى ان يكون قد قبض شيئا، ولكنه اعترف بان أحد المقاولين الاثنين شجعه على ترشيح المومأ اليه للوزارة، مؤكدا له انه (سني) قح، ومن طريف ما حكى العليان وفي الجلسة خمسة شهود أحياء والحمد لله ،انه مع طارق الهاشمي وعدنان الدليمي استدعوا المذكور وكان يشغل منصب قائد القوات البرية في وزارة الدفاع الى خلوة لمناقشته والتفاهم معه على بعض الامور، وقد فوجئ العليان - والكلام له - بحماسته السنية ولومه للثلاثة لانهم لم يفكروا في انشاء صندوق سري لدعم أهل السنة في العراق، متعهدا لهم بانه اذا وافقوا على ترشيحه للوزارة فانه سيستقطع عشرة بالمائة من عقود ومقاولات الوزارة الى الصندوق ومنح جميع تعهدات وعطاءات الوزارة الى رجال أعمال سنّة، ازاء هذا العرض السخي - يقول العليان - وافقنا ثلاثتنا بالاجماع على تزكيته وترشيحه للوزارة، ولكني شخصيا (كل شي ماكو).
وقد كان واضحا منذ البداية ان الحزب الاسلامي يلجأ الى التزوير في توصيف قياديه وترشيحهم الى الوزارات والمناصب الحكومية، فهو رشح كرديا من جمجمال التابعة الى السليمانية عضوا في مجلس الحكم الانتقالي في الخانة السنية العربية الى جانب عدنان الباجةجي ونصير الجادرجي وغازي الياور وسمير شاكرالحديثي، وتبين فيما بعد ان طالباني هو الذي رشح ممثل الحزب الاسلامي وعرفه على المستر بريمر الذي اختبره ونجح في الامتحان، ولجأ الى التزوير بعد ذلك مرتين وهو للعلم حزب اسلامي، عندما رشح شخصا تركمانيا من اسرة معروفة في كركوك لتولي وزارة الصناعة، ورشح كرديا آخر معروف من لقبه وزيرا للتخطيط على اعتبار انهما من السنة العرب، وكما هو معلوم فان تغيير الصفات والهويات والاصول للوصول الى المنافع والمكاسب والغايات الدنيوية في الاسلام حرام، ولكن الحزب الاسلامي العتيد لا يعير اهتماما الى مثل هذه المسائل ما دامت تدر ارباحا وامتيازات، وأذكر ان نقاشا دار قبل عام ونصف مع السيد طارق الهاشمي أمين عام الحزب ونائب رئيس الجمهورية في لندن عند عودته من واشنطن ولقائه مع الرئيس بوش ومما قلناه له بالنص: ان أداءكم السياسي ضعيف ونوري المالكي يستغل هذا الضعف ويعمل على تهميشكم وابعادكم عن دائرة صنع القرار التي انتم شركاء فيها صوريا، ورد الهاشمي بملء فمه هذا صحيح .. كيف ترى الحل؟ قلنا بتعليق عضوية نوابكم ووزرائكم في مجلس النواب والحكومة، وان تعتزل انت منصبك وتترك مكتبك الى بيتك او مقر حزبك، عندها ستجد ادارة بوش نفسها في حرج أمام الجمهور الامريكي والرأي العام العالمي لان الحكومة القائمة في بغداد ستكون حينئذ شيعية كردية، لا حكومة ديمقراطية كما يزعمون ولا حكومة وحدة وطنية كما يدعّون! وصمت الهاشمي، ولكن همهمة صدرت من أحد مرافقي الهاشمي وهو عضو في مجلس النواب كان يجلس في ركن القاعة ويسترق سمع حديثنا، تشي بالاعتراض على كلامنا، وفهمنا بعد حين ان هذا القيادي المحترم كان يخشى من قطع راتبه ومخصصاته المالية اذاعلق عضويته في مجلس النواب، وأذكر ايضا ان الهاشمي في معرض تبريره لموافقة الحزب الاسلامي على استفتاء الدستور رغم التزوير الذي شهدته عملية الاستفتاء وقد اعترف به، بان جميع أعضاء المكتب السياسي للحزب الاسلامي أيدوا الاستفتاء باستثنائه وحده الذي كان ضده ولكنه والكلام للهاشمي اضطر الى موافقتهم حتى لا يكون أمين عام الحزب في جانب والمكتب السياسي في جانب آخر.
ان مشكلة الحزب الاسلامي تكمن في انه حزب طائفي لا برنامج له على الصعد السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية، وهو الوجه الاخر لحزب الدعوة الاسلامي ايضا،وصحيح انه امتداد لجماعة الاخوان المسلمين في العراق التي حلت نفسها وديا وبالتراضي مع النظام السابق في العام 1970 ولكن الصحيح ان الجماعة في العراق لم تكن يوما جزءا من الحركة الوطنية والقومية والديمقراطية العراقية بل كانت تابعة لسلطات العهد الملكي وداعية لحلف بغداد (السنتو) وبعيدة عن نبض الشارع الشعبي، والسني تحديدا، وهي تختلف عن نظيراتها في مصر والاردن والكويت وباقي الدول العربية، التي نجد جماعات الاخوان المسلمين فيها ذات حراك سياسي يعارض الفردية والتسلط الحكومي ويناهض امريكا والصهيونية، بينما نجد الحزب الاسلامي في العراق وهو امتداد الاخوان المسلمين كما أسلفنا، جزءا من سلطة الاحتلال وطرفا يؤيد الاحتلال، وهو يرفض انسحاب قواته ويتوسل بقاءها الى أمد طويل، وينقل عن أحد نواب الحزب انه جادل أحد ضيوف الحزب في مقره باليرموك حول الاتفاقية الامنية بين حكومة المالكي وادارة بوش وهو يصرخ: 'يا يمعودين يا انسحاب امريكي .. قولوا غيرها، بعدنا ما ماخذين نفس'..
الحزب الاسلامي في ورطة الآن بعد ان استجاب لدعوات طالباني وبارزاني وعبدالعزيز باقالة او استقالة حليفه رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، فقد اتضح ان حساباته في غير محلها وان مرشحه لرئاسة المجلس الدكتور اسامة التكريتي لا يحظى بقبول النواب وليست أمامه فرصة للفوز، فقد خسر ثلاثة عشر نائبا من المستقلين وجماعة العليان انسحبوا من التوافق، ولم ينجح في ايصال مرشحه الى رئاسة البرلمان، انها خسارة مزدوجة ستتبعها خسارات مدوية ومتوقعة في انتخابات مجالس المحافظات، والانتخابات النيابية التي تليها نهاية العام الحالي، بعد ان ظهر الحزب الاسلامي على حقيقته كحزب مصلحي ومطلبي لا مستقبل له.

كاتب سياسي عراقي - دمشق

القدس العربي

أحمد الظرافي
01-08-2009, 11:12 PM
الحزب الاسلامي العراقي والانحدار نحو الهاوية



في ستين داهية وفي غير حافظ وإلى مزبلة التاريخ وبئس المصير وكل الخونة

منير الليل
01-09-2009, 01:56 AM
الإنحدار كان في بداية سقوط دولة صدام..

يبدو أن الحفرة قد إزدادت عمقا...