تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حينما نهزم من الداخل



عزام
12-28-2008, 03:47 PM
تمسك القلم ولا تعرف ماذا تكتب.. القلم؟؟ بل قل لوحة المفاتيح فقد انتهى عصر الاقلام الى غير رجعة.. ولكن لعله الحنين الى هذه الكلمة يدفعنا لاستعمالها كما نحن لكلمة السيف ونحن بعيدون عن ثقافة حمل السيف كل البعد .. اترانا نحن في لا وعينا لمجد سابق؟؟ لملك لم نعرف ان نحافظ عليه كالرجال فبكينا عليه كالنساء؟؟ اترانا امة لم تعرف ان تفهم الواقع فغرقت في الماضي وعجزت عن دخول المستقبل... لا اعرف.. تمسك القلم ولا تعرف ماذا تكتب.. تصطرع في راسك الافكار وتتنافر بحيث لا تعرف من اين ستبدأ ولا اين ستنتهي.. ولطالما كانت العبرة في النهاية.. ولطالما كانت الامور بخواتيمها.. تتعبك عملية تنسيق خواطرك فتقرر ان تتخلى عن الرقابة وتطلق العنان لها ان تنساب على الورق.. وتعود لتسأل نفسك لم تكتب الآن وكما في كل مرة لن تجد جوابا مقنعا.. من سيقرأ لك في يومنا هذا؟؟ عصر التلفاز والانترنت.. عصر باتت فيه الصورة تساوي الف كلمة.. تيأس للحظات لولا انك تتذكر ان الكلمة الحقيقية تساوي مليون صورة فالكلمة توجه وتصحح وترشد وتهدي الى الحق ولا تستطيع الصورة ان تقدم سوى معلومة وهيهات ان تقدم لك الحكمة لفهم هذه المعلومة.. لعل اعادة تقييمك لمفهوم الكلمة يعطيك بعض الامل ان تكتب لكن هل تستطيع فعلا ان ترتقي الى مستوى الكلمة الحقيقية في كلامك.. الى مستوى امة اقرأ.. الى مستوى خير امة اخرجت للناس.. لا تعرف.. ولن تعرف ربما في حياتك.. لم تحب يوما الكلام المنمق المزخرف.. حتى كلمة منمق بت تكرهها وتشعر انها منمقة جدا.. تعرف هذا جيدا.. تريد من كلماتك ان تخترق الحجب وان تنتقل من قلبك الى قلوب الناس بدون وساطة ومترجم ومرسال.. تريد ان تبلسم جروحهم وتشق فيهم اخرى شبيهة بجروح قلبك.. تريد ان تنقل لهم يقينك ان القلب الذي لا يعتصر الما في كل ساعة وفي كل دقيقة لا يمكن ان يشعر بغيره ولا يمكن ان ينهض بأمة.. امة؟؟ واي امة؟؟ وهل يسمى القطيع قطيعا ان تفرق؟؟
تتأمل حولك فتجد المجازر المتنقلة في كل ارجاء العالم الاسلامي.. ولا عجب فنحن ارهابيون.. دمنا رخيص.. قتلانا مجرد ارقام اما قتلاهم فبشر بل ملائكة اطهار تمشي على الارض.. فهذا عريس جديد وذاك اب جديد.. ولكل منهم قصة تستحق ان تروى وتحول لفيلم.. اما انت.. فحياتك لا تساوي شيئا... غريب ان يحظى الموت الذي تغطيه عدسات التصوير ومقالات الصحفيين باهتمام وتعاطف اكثر ممن يموت تحت الانقاض ليصبح رقما جديدا في مقبرة الارقام التي لا نهاية لها... تتألم كثيرا ولكنك لا تدري ماذا يؤلمك... اهو منظر اشلاء الابرياء المتناثرة؟؟ ربما.. ولكن ما يؤلمك حقا –وفي الصميم- فهو اشلاء هذه الامة الاسلامية التي فككها الاستعمار وتولى عبيده من بعدهم تثبيت هذه الحدود الوهمية..
بالقطع لا تأسى على شهداء ومشاريع شهداء سسيسقطون او بالاحرى سيرتفعون ونسقط نحن.. بل هم عليهم ان يأسٍوا عليك وعلى حالتك.. فهم دخلوا جنات عرضها السموات والارض ان شاء الله وانت عاجز عن فعل أي شيء .. او توهم نفسك بانك عاجز لتداري خيبتك وتقصيرك.. تتألم على نفسك.. على تقصيرك.. تقصيرك في قول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر على الاقل .. تتألم لحجم المأساة والخيانة والسفالة .. تتألم من زعماء يتخاذلون عن نصرة اشقاءهم بل ابناءهم .. تتألم من فصائل متناحرة تشمت ببعضها البعض وتسعد لرؤية العدو الحقيقي المشترك يبدا باخوتهم قبل ان يبدا بهم.. تتألم من شعب يساق كالغنم ولا يعترض حتى لو قاده "الراعي الصالح" الى الذبح ولن يكون مصيره الا هذا في النهاية..
مرت علينا هزائم كثيرة.. اجتاحتنا جحافل المغول والتتار والصليبيين ونكلوا بارضنا وشعوبنا.. ولكن في كل مرة كنا نعود لننتصر ونحرر بلادنا.. ذلك اننا في عمق قلوبنا كنا نعرف اننا على حق وان للباطل جولة وللحق جولات.. ولكن هذه اول مرة في التاريخ نهزم فيها ثقافيا.. اول مرة ننبهر بحضارة العدو التي لا تقل همجية عن حضارة المغول الا بالقفاز المخملي الذي تحمل فيه السكين والا بدمقراطية مزعومة رأينا اثارها اينما حلت في بلاد الامة الاسلامية.. هذه اول نهزم فيها من الداخل.. ومن يهزم من الداخل صعب ان تقوم له قائمة.. يقول لك الاخوة نحن نستحق ما يحصل لنا وطالما ابتعدنا عن القرآن فنحن بعيدون عن النصر وهذا حق ولكن للاسف حتى من يحمل القرآن اليوم لا اكاد اجد فيه املا..الا من رحم ربي.. اذ اني اجده يتعصب لحزبه وفصيلته ويشمت بهم لدى فشلهم (او حتى نجاحهم ففي عينه لن ينجحوا ابدا مهما فعلوا).. لكن لم تعجب؟ لم يكن السر يوما في ان نحمل القرآن بل السر في ان نطبق القرآن.. ان نقيم القرآن.. وفي نفوسنا اولا قبل كل شيء.. مؤسف حقا ان يجتمع اليهود على الباطل ولا تجتمع امة محمد على الحق.. مؤسف ان يقاتلنا عدونا بصفوف متراصة ونقاتله بصفوف مخردقة بالخيانة وسوء الظن والحقد.. مؤسف ان تتجمع امتنا حول امور ثانوية كحذاء وقميص ومقاطعة منتجات ولا تتوحد حول القرآن والدين والجهاد ونصرة الحق والمظلوم ووحدة المسلمين..
تتألم من عقلية باتت تنظر للدين كحاجة روحية لا كحقيقة مطلقة تعيش كل حياتك بنورها.. يريدون منك ان تعيش ساعة لك وساعة لربك وما دروا ان كل الساعات لربك .. ما دروا ان كل حياتك ونسكك ومحياك ومماتك لله رب العالمين.. ما دروا ان في كل مباح تقوم به عبادة لربك ان اخلصت النية.. وليتهم صدقوا حتى في ذلك وليتهم قسموا الامر بالمساواة ساعة بساعة كما ادعوا .. بل انهم رضوا ان تكون دقيقة لربهم وساعات لنفسهم.. نفسهم التي انسلخت عن دينها ودخلها الشيطان الى العمق وارتوى منها وارتوت منه حتى الثمالة.. الشيطان؟؟ نعم الشيطان الذي رضي ان يكون جنديا مجهولا لخدمة قضيته ورضي منهم ان تنسب وساوسه لاسماء اخرى اكثر جاذبية كالحضارة والتقدم والفن..الفن واي فن.. لكم تتالم من عقلية تخصص عشرات الاذاعات لهذا "الفن" .. للرقص والغناء والطرب وقناة واحدة - لا يكاد يزورها احد- للدين.. لربما اقاموها ارضاء للعواجيز الذين ملتهم الحياة الدنيا واعدت العدة لتسريحهم منها او لربما اقاموها لارضاء مختلف الاذواق.. فهذه هي الدمقراطية.. دمقراطية بوش.. تتألم انهم يريدون ان يعاملوا الدين كالسياسة وكالرياضة بحيث خصصوا له اذاعة منفصلة لا تأثير لها على بقية جوانب الحياة.. فلا عجب والحال هذه ان تقصف غزة وجنين وقانا والفلوجة وترى القنوات الفضائية مشغولة بما هو اهم... بالاكاديميات عنيت.. لا تعجب فحتى العهر اصبح يحتاج لدراسة اكاديمية في عصر النهضة والنور المظلم.. لا تعترض من فضلك فقد كفوك مؤنة الاعتراض واعطوك قناة للدين واخرى للسياسة ان كنت تحب "النكد" فلا تتدخل فيما لا يعنيك من فضلك ولا تطلب منا ان نتوقف عن بث المجون في هذه اللحظات فهناك غيرك يسعى وراء الفرفشة والنعنشة..
حينما تقصف غزة او الفلوجة او جنين او أي مدينة اسلامية.. يقف الكثر من الناس موقف المعزي.. خاصة من ولد وفي فمه ملعقة ذهب وفي جيبه بئر نفط.. لكنك تقف موقف المصاب.. ففلسطين لحمك ودمك.. والعراق روحك ومهجتك.. لا تفرقك عن اخوتك المسلمين هناك حدود مصطنعة اقامها عدوك وكرسها عبيده.. تشعر بما يشعرون به بالظبط ولا عجب فأنت قاسيت –وفي في محطات عديدة- في بلدك ما ذاقوه من ويلات.. يومها قلت ما ينطق بلسان حالهم اليوم: لا نريد منكم شيئا ايها العرب.. لا نريد ان تنصرونا بالسلاح والعتاد.. لا نريد مساعداتكم الغذائية وادويتكم.. لا نريد حتى دعاءكم.. ولكن نريد فقط ان تصمتوا.. هل هذا ممكن؟ لا تبرروا للعدو جرائمه.. لا تحملونا مسؤولية حرب يشنها ضدها وانتم ادرى انه لا يحتاج لذريعة.. لا تقابلوا عدونا سرا وعلانية.. لا تشاركوهم في حصارهم ضدنا.. لا تمنحوهم مطاراتكم واجواءكم ليضربونا منها.. لا تعتبروهم محررين لاراضينا وترشوا عليهم الارز وتكللوهم بالغار.. لا تسمحوا لهم ان يعلنوا قرار الحرب من فوق منابركم.. هل هذا صعب عليكم؟؟
لطالما عرف التاريخ الخيانة والخساسة ولكن بعض العرب للاسف ابدعوا في تطوير هذ المصطلحات ووصلوا بها الى حدود لم نكن لنتخيلها.. فسياسة الانبطاح والزحفظة لا مثيل لها عندهم ولا سابق تاريخي لها فهي تسجل باسمهم براءة اختراع لهم الحق الحصري بملكيتها لا ينازعهم فيها انس ولا جن ويستحقون ان يدخلوا بها مزبلة التاريخ من بابها العريض.. عرفنا الخيانة لاجل المصلحة الشخصية والاستسلام بغرض الحصول على الامن والركون الى السلامة ولكن لم نعرف من قبل خيانة لا وجه لأي مصلحة فيها الا ان كان ارواء غليل الحقد على الاخ المسلم مصلحة.. لم نعرف من قبل من يحب عدوه الذي يحتقره ويهينه في كل لحظة وهو يرضى بذلك كالامة التي يغتصبها سيدها كل يوم وهي تفتخر بذلك على قريناتها فالاهانة على يد هذا السيد شرف تتميز به عن سائر الاماء في قصره. لم نعرف من قبل احدا يحب قوما يجاهرون ببغضه وباذلاله .. لم نعرف من قبل مسارعة الى ارضاء عدوك باكثر مما يطلبه او يتوقعه منك.. لم نعرف سفالة الشماتة باخوان لك لمجرد ان العدو بدأ بهم قبل ان يصل اليك وسفينتكم واحدة ومصيركم واحد.. نعم قد تتخيل ان الانسان قد يبيع مبادئه وشرفه ولكن لا تتخيل ان يوجد ناس لا يملكون مبادئا ولا شرفا حتى يبيعوه.. تتخيل ان يموت ضمير الانسان ولكن لا تتخيل ان يوجد اناس لم يولد لهم ضمير يوما حتى يموت .. استطيع ان افهم النصارى مهما قالوا فهم قد ضلوا عن الحق واستطيع ان افهم اليهود مهما فعلوا فهم مغضوب عليهم والطرفان يعمل لمصالحه الدنيوية في النهاية. ولكن ما استعصى علي فهمه فهم اناس من بني جلدتنا باعوا الدنيا والآخرة ورضوا بحياة الذل من اجل لا شي.. حتى انطبق عليهم ما قاله رب العالمين عن اليهود.. "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة" أي حياة ولو كانت حياة ذليلة رخيصة ولكن حتى هذه الحياة لن ينالوها لانهم نسوا قوله " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" وعدونا على ظلمه عادل منصف في كراهيتنا لا يفرق بين بطل وعميل والكل سواسية عنده.

منال
12-28-2008, 06:29 PM
بارك الله في مداد قلمك.



يومها قلت ما ينطق بلسان حالهم اليوم: لا نريد منكم شيئا ايها العرب.. لا نريد ان تنصرونا بالسلاح والعتاد.. لا نريد مساعداتكم الغذائية وادويتكم.. لا نريد حتى دعاءكم.. ولكن نريد فقط ان تصمتوا.. هل هذا ممكن؟ لا تبرروا للعدو جرائمه.. لا تحملونا مسؤولية حرب يشنها ضدها وانتم ادرى انه لا يحتاج لذريعة.. لا تقابلوا عدونا سرا وعلانية.. لا تشاركوهم في حصارهم ضدنا.. لا تمنحوهم مطاراتكم واجواءكم ليضربونا منها.. لا تعتبروهم محررين لاراضينا وترشوا عليهم الارز وتكللوهم بالغار.. لا تسمحوا لهم ان يعلنوا قرار الحرب من فوق منابركم.. هل هذا صعب عليكم؟؟

صعب على من رضي بالذل والهوان

نسأل الله أن ينزع الوهن من قلوبنا وينصرنا على أعدائنا