تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجماعة الاسلامية": بين الخيار السياسي والحصة النيابية



عزام
12-27-2008, 07:07 AM
http://www.annahar.com/content.php?table=kadaya&type=kadaya&priority=5&day=Thu (http://www.annahar.com/content.php?table=kadaya&type=kadaya&priority=5&day=Thu)
الجماعة الاسلامية": بين
الخيار السياسي والحصة النيابية تواجه "الجماعة الاسلامية" في لبنان في هذه المرحلة تحديا سياسيا وشعبيا كبيرا على صعيد التعاطي مع الانتخابات النيابية المقبلة، فللمرة الاولى تخوض الجماعة هذه الانتخابات بعيدا عن الضغوط السورية التي كانت تسعى لتحجيم دورها وموقعها، اضافة الى عدم وقوعها تحت ضغط الظروف الاستثنائية التي واجهتها الطائفة السنية بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي دفعتها عام 2005 للاعلان عن مقاطعة الانتخابات ودعم "تيار المستقبل" وقوى 14 آذار ولو بشكل غير مباشر في مواجهة قوى 8 آذار.
فهل تستطيع الجماعة استعادة حضورها النيابي والذي نجحت في تحقيقه عام 1996 من خلال ايصال ثلاثة من مرشحيها الى البرلمان اللبناني؟ وهل تحافظ الجماعة على مشروعها السياسي الاسلامي الذي كانت تتبناه منذ تأسيسها في الخمسينات من القرن الماضي؟ ام انها ستضطر للذوبان في مشروع "تيار المستقبل" وقوى 14 آذار والذي يتبنى مواقف وخيارات لا تلتقي في الكثير من الاحيان مع هذا المشروع الاسلامي؟ وكيف ستصوغ الجماعة تحالفتها السياسية والانتخابية المقبلة بعدما كانت تحرص في الكثير من الاحيان على الموقف الوسطي في ادائها وان كانت اقتربت في السنتين الاخيرتين من قوى 14 آذار في معظم مواقفها ومعاركها النقابية والسياسية؟



التنظيم الاسلامي الاول والاقوى

تعتبر "الجماعة الاسلامية" التنظيم الاسلامي الحركي الاول الذي نشأ في لبنان في خمسينات القرن الماضي من رحم جماعة "عباد الرحمن" وتبنى افكار ومنهج حركة "الاخوان المسلمين" الداعية لاقامة الدولة الاسلامية. وان كانت الجماعة عملت على لبننة مشروعها الاسلامي واستطاعت ان تتحول الى اطار سياسي يتحرك وفقا لمقتضيات الواقع اللبناني وتبنت افكارا اصلاحية وابتعدت عن منهج العنف واعتمدت الوسطية والاعتدال في مواقفها.
انتشرت الجماعة في معظم المناطق اللبنانية وان كانت قوتها الشعبية الاساسية تتركز في الشمال ولها امتدادات فاعلة في بيروت وصيدا والعرقوب والبقاعين الاوسط والغربي واقليم الخروب. وتعتبر الجماعة التنظيم الاسلامي السني الاقوى رغم ما تعرضت له من ضغوط وتضييق ايام الوجود السوري، وقد نجحت عام 1996 في ايصال ثلاثة نواب الى البرلمان ( اثنان في الشمال وواحد في بيروت ) مع انها خاضت الانتخابات وحيدة في مواجهة اللوائح المدعومة من سوريا. لكنها لم تستطع ان تحافظ على هذا التمثيل النيابي الذي تقلص عام 2000 الى نائب واحد ومن ثم فشلت في ايصال اي نائب رغم انها خاضت الانتخابات لاحقا من خلال التحالف مع لوائح قوية في الشمال والمناطق الاخرى، ومن الاسباب الاساسية التي ادت الى فشل الجماعة نيابيا الخلافات الداخلية التي واجهتها، وصعود "تيار المستقبل" ودور الرئيس رفيق الحريري على صعيد الساحة السنية، والضغوط السورية التي تعرضت لها، اضافة الى فشلها في صوغ تحالفات انتخابية تتناسب مع دورها وقوتها الشعبية. اما في الانتخابات البلدية وانتخابات المجلس الشرعي الاسلامي فقد اثبتت حضورها وقوتها في الشمال واقليم الخروب والبقاع الغربي والعرقوب رغم انها خاضت هذه الانتخابات احيانا في مواجهة "تيار المستقبل" وحلفائه.
كما كان للجماعة دور تأسيسي في المقاومة الاسلامية من خلال "قوات الفجر" والتي لعبت دورا اساسيا في دحر الاحتلال من مدينة صيدا وسقط للجماعة العشرات من الشهداء وعلى رأسهم جمال حبال كما اعتقل احد قيادييها الشيخ محرم العارفي في سجن انصار.



تحديات مختلفة

تعرضت الجماعة خلال السنوات الثلاثين الماضية الى تحديات عديدة انعكست سلبا على دورها وموقفها في الساحة الاسلامية وان كانت نجحت في تجاوزها والحفاظ على دورها الاساس من هذه الساحة.
والتحدي الاول تمثل في الوجود السوري في لبنان والذي اصطدم مع الجماعة في اوائل الثمانينات بسبب المعركة التي كانت تخوضها سوريا ضد "الاخوان المسلمين" وامتدت بعض مفاعيلها الى الاراضي اللبنانية. ورغم حصول مصالحة بين قيادة الجماعة والرئيس السوري الراحل حافظ الاسد فان العلاقة بين الجانبين بقيت غير مستقرة واستخدم السوريون في بعض الاحيان "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" (الاحباش) للتضييق على الجماعة بشن حملة قاسية عليها، لكنها حافظت على موقعها الاسلامي وتوصلت الى نوع من الاتفاق السياسي المبدئي مع السوريين ولعبت حركة "حماس" في وقت لاحق دورا ايجابيا في هذا الاتجاه.
التحدي الثاني الذي واجه الجماعة كان نشوء "حزب الله" وعدد من الحركات الاسلامية الجديدة (حركة التوحيد الاسلامي) والذي ادى الى تراجع دور الجماعة في بعض الاحيان وتحولها الى الموقع الثاني او الثالث بين التنظيمات الاسلامية. ورغم ان الجماعة استطاعت ان تقيم علاقة تعاون وتنسيق دائمين مع الحزب وبقية الحركات الاسلامية لكن ذلك لا ينفي أنها لم تعد التنظيم الاقوى اسلاميا واضطرت في الكثير من الاحيان لاقامة اشكال متنوعة من الاطر الاسلامية تضمها مع بقية الحركات والجمعيات الاسلامية للحفاظ على موقعها ودورها الريادي.
اما التحدي الثالث الذي واجهته الجماعة فتمثل بدخول الرئيس رفيق الحريري الى ساحة العمل السياسي عام 1992 وتحوله مع "تيار المستقبل" الى القوة الاولى سياسيا وشعبيا على الصعيد السني مما ادى لسحب البساط من تحتها وتراجع تمثليها النيابي عام 1996. واتسمت العلاقة بين الجماعة والرئيس الحريري ببعض الاجواء السلبية رغم ان بعض قياديي الجماعة وخصوصا النائب السابق اسعد هرموش كان يتولى عملية التواصل الدائمة مع الرئيس الحريري. لكن بعد اغتيال الرئيس الحريري عمدت الجماعة الى الوقوف بقوة وراء نجله سعد و"تيار المستقبل" وسادت العلاقة بينهما اجواء التعاون والتنسيق الكاملين.
والتحدي الرابع الذي انعكس سلبا على دور الجماعة كان بروز بعض المجموعات الاسلامية المتشددة، وقيام هذه المجموعات بعمليات عنفية انعكست سلبا على وضع الجماعة كمتفجرة البلمند واحداث الضنية والاعتداءات على الجيش اللبناني واحداث شباط 2006 وحركة "فتح الاسلام"، مما دفع الجماعة لعقد سلسلة من المؤتمرات ضد استخدام العنف في العمل السياسي ولتبني ميثاق اسلامي يتبنى الوسطية والاعتدال.
هذه التحديات الاربعة انعكست سلبا في بعض الاحيان على دور الجماعة السياسي والشعبي وانحسار تأثيرها الاسلامي، وتعرضت للكثير من الانشقاقات والخلافات الداخلية، لكن مع ذلك حافظت الجماعة على موقعها ونجحت في ان تظل التنظيم الاسلامي الاول على الساحة السنية.



اين تقف الجماعة اليوم؟

لكن اين تقف "الجماعة الاسلامية" اليوم على الصعيد السياسي بعد سلسلة التغيرات التي شهدها لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج السوريين وحرب تموز 2006 والصراع الداخلي؟
لقد ادى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبروز الانقسام السياسي بين قوى 14 آذار و8 آذار، الى حصول ارباك كبير في اداء الجماعة ومواقفها، فهي التقت مع قوى 14 آذار في الدعوة لتشكيل المحكمة الدولية ورفض التمديد للرئيس اميل لحود ودعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة واقامة علاقات ندية مع سوريا، ولكنها تلتقي مع حزب الله في تبني خيار المقاومة ومواجهة الاحتلال الاسرائيلي وعدم الانجرار الى حالة عداء مع سوريا.
والتطورات السياسية والامنية التي حصلت بعد حرب تموز والمعركة التي قادها "حزب الله" وحلفاؤه ضد حكومة فؤاد السنيورة واحداث 8 أيار دفعت الجماعة الى التحالف الكامل مع قوى 14 آذار و"تيار المستقبل"، ورغم حرصها على ابقاء بعض التمايز في مواقفها احيانا، فان الجماعة خاضت كل المعارك النقابية والطالبية الى جانب 14 آذار وشنت حملة قاسية ضد "حزب الله" واتهمته باستخدام سلاح المقاومة في المعركة الداخلية ودعته لاعادة النظر في دور المقاومة.
وسادت العلاقة بين الجماعة والحزب اجواء من التوتر السلبية طوال الاشهر الماضية. وان كانت جرت محاولات عديدة لترتيب هذه العلاقة واعادة المياه الى مجاريها، لكن الخلافات في وجهات النظر بين التنظيمين الاسلاميين الكبيرين لا تزال قائمة حول العديد من القضايا الداخلية، مع التقائهما في الموقف من المقاومة ومواجهة الاحتلال الاسرائيلي والمشروع الاميركي في المنطقة والعلاقة القوية مع حركة "حماس".



المعركة الانتخابية

في ظل هذه الاجواء تخوض الجماعة اليوم معركة الانتخابات النيابية حيث قررت قيادتها ان تشارك في الانتخابات في معظم الدوائر التي يمثلها نواب سنة ( طرابلس، عكار، بيروت الاولى، صيدا، اقليم الخروب، البقاع الغربي، الضنية،..... ) وبدأت الجماعة حوارا مكثفا مع رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري للتوصل الى اتفاق شامل وان كانت تعلن ان تحالفتها وخياراتها مفتوحة على كل الاحتمالات، وستكون الجماعة امام تحدٍ كبير في هذه المعركة الانتخابية، فهل سيوافق سعد الحريري على اعطائها حصة نيابية توازي قوتها الشعبية؟
وفي حال لم يحصل التوافق الانتخابي مع "تيار المستقبل" وحلفائه هل يمكن الجماعة ان تخوض هذه المعركة بشكل مستقل؟ ام يمكن ان تتحالف مع القوى المعارضة لـ"المستقبل" رغم انها لا تلتقي معها في العديد من المواقف السياسية؟
وفي حال التوافق السياسي مع "تيار المستقبل" وقوى 14 آذار هل ستتبنى الجماعة المشروع السياسي الذي تحمله هذه القوى سواء على الصعيد الداخلي ام على الصعيد الخارجي؟ وهل ينسجم المشروع الاسلامي الذي تحمله الجماعة مع مواقف 14 آذار؟
المسؤولون في الجماعة يؤكدون ان الاولوية لديهم اليوم هي في الحصول على حصة نيابية تتناسب مع قوتهم الشعبية وانهم اقرب الى مواقف "تيار المستقبل" لكن ذلك لا ينفي ان الجماعة ستكون امام تحدٍ كبير في حال لم يستجب سعد الحريري لمطالبها، فهي اما ستضطر لخوض المعركة وحيدة كما حصل عام 1992 او ستشارك في تحالفات انتخابية غير مضمونة النتائج.
وفي انتظار تبلور نتائج الحوار بين قيادة الجماعة و"تيار المستقبل"، فان الجماعة معنية باعلان مشروعها السياسي لمعرفة مدى انسجام هذا المشروع مع التحالفات الانتخابية التي ستتبناها وتخوض المعركة النيابية على اساسها.



تقرير قاسم قصير

من طرابلس
12-27-2008, 09:40 AM
من أكثر المقالات موضوعية حول الجماعة والاإنتخابات
شكرا لك اخ عزام علىالنقل

من هناك
12-27-2008, 03:00 PM
من أكثر المقالات موضوعية حول الجماعة والاإنتخابات
شكرا لك اخ عزام علىالنقل
اكيد ستكون مقالات قاسم قصير موضوعية. اليس هو من فئة المنظرين للوضع الحالي من زمان طويل؟