تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مفاعل ديمونا.. السر الغامض والخطر القادم الذي يهدد المنطقة



no saowt
09-03-2003, 04:37 AM
خاص-المركز الصحافي الدولي

لم يكن الصاروخ الذي استخدمه الكيان الإسرائيلي في قصف حي الدرج في يوليو/تموز من العام الماضي والذي تسبب في مجزرة راح ضحيتها 18 فلسطينيا عاديا، بل كان محشو بحوالي 70 عنصر مشع من اليورانيوم والرصاص والكادم، والتي لا تقل أي منها خطورة عن الأخرى بالنسبة للإنسان حيث تسبب السرطان والأورام والتخلف العقلي لدى الأطفال.



وهذا الجانب مما أثبته الفحص والتدقيق العلمي فيما يعرف باسم "الطيف الغامي"، يدلل عليه بشكل أكبر ما أحدثه هذا الصاروخ على الأرض من دمار صهر البشر والحديد والحجر.

وكيف لعقل بشري أن يتصور أن جسم الإنسان يمكنه تحمل ارتفاع درجة الحرارة إلى 2000 درجة مئوية بفعل اليورانيوم والرصاص والذي يعد استخدامهما ناجع أيضا في صهر المدرعات العسكرية الحديدية.



ديمونا.. القصة من البداية
بالعودة إلى التاريخ، فإن أكثر الدوافع الإسرائيلية جرماً، والتي أسفرت عن اغتيال الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد"، هي عملية نفذها فدائيون بالقرب من "مفاعل ديمونا النووي" الإسرائيلي في النقب جنوب فلسطين المحتلة.

ويقع مفاعل ديمونا في صحراء النقب، وهو موقع حساس بين مصر والأردن والأراضي الفلسطينية الخاضعة للسلطة الوطنية.

ويعود تاريخ تشييد مفاعل ديمونا إلى العام 1963، بمعونة من فرنسا التي كانت تربطها آنذاك بإسرائيل علاقات تعاون وثيقة، أما التمويل فتكفلت به حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية مع تقديم مساعدات متعددة من بينها نقل كميات من اليورانيوم المخضب منها إلى الدول العبرية.

وتضم المساحة المقام عليها "ديمونا" تسعة مبان بما فيها مبنى المفاعل نفسه، حيث يختص كل مبنى من التسعة في إنتاج نوع معين من المواد التي تستعمل في إنتاج الأسلحة النووية، مثل مواد البلوتونيوم والليثيوم والبريليوم التي تستخدم في صناعة القنابل النووية بالإضافة لإنتاج اليورانيوم المشع والترينيوم.

ويعد "مفاعل ديمونا" من أكبر أسرار الحياة النووية في العالم، حيث ظلت إسرائيل منذ ادعاء نشأتها عام 48، ومن ثم بعد تشييدها لهذا المفاعل ترفض بشكل قاطع عمليات التفتيش الدورية التي تخضع لها مفاعلات الدول الأخرى، والتي تفتح أبوابها "اضطرارا" بفعل التلويح الأمريكي بالعصا في وجه قرارات الشرعية الدولية "الأمم المتحدة".



التفتيش مرفوض قطعا

ولربما تعد إسرائيل الدولة الوحيدة التي ترفض الزيارات التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمثل هذه المواقع في شتى أرجاء العالم، هذا فضلا عن رفضها –حتى يومنا هذا- التوقيع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية التي وقعتها كافة الدول العربية.

وبالرغم من الدعم الأمريكي التام للسياسة الإسرائيلية إلا أن القلق كان يساور الأمريكيين من وراء هذا المفاعل، فقد كشفت الأنباء عن محاولات أمريكية لإرسال بعض مسئوليها عن البرنامج النووي للتفتيش على مفاعل ديمونا بعيداً عن العاملين بوكالة الطاقة الذرية الدولية، لكن إسرائيل خيبت ظن أمريكا، حينما رفضت دخول الأمريكيين لمفاعلهم مكتفية بالحرص على ضرورة نقاء الزائرين له واقتصارهم على الإسرائيليين منذ إنشائه...



الدولة النووية الخامسة عالميا

وتعتبر إسرائيل القوة النووية الخامسة في العالم، فبالإضافة إلى امتلاكها للقنابل النووية التي يمكن إلقاؤها من الجو، فإن ترسانتها النووية تضم أيضاً رؤوساً نووية يمكن إطلاقها إلى مسافات تصل حتى (1500) كيلومتر باستخدام صواريخ "أريحا" إسرائيلية الصنع.

وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك 2000 قنبلة نووية، إلا أن بعض المصادر العربية تشير إلى امتلاك إسرائيل كميات كبيرة من اليورانيوم والبلوتونيوم تسمح لها بإنتاج 100 قنبلة نووية أخرى، وتسعى إسرائيل في الوقت الراهن لزيادة الكفاءة الإنتاجية لمفاعل ديمونا إلى نحو ثلاثة أضعاف كفاءته الحالية، من 28 إلى 100 ميغاوات.

وحسب التقارير فإن المفاعل النووي الإسرائيلي كان يستهلك سنويا على مدار الثلاثين عاماً الماضية (1400) طن من اليورانيوم مما يدل على أن قوة تشغيل المفاعل قد تصل إلى 150 ميغاوات.



خطر ديمونا

وحذر د.يوسف أبو صفية وزير سلطة جودة البيئة في لقاء خاص مع المركز الصحفي الدولي بالهيئة العامة للاستعلامات في غزة من خطورة ما يشكله مفاعل ديمونا من خطورة على البيئة الفلسطينية وكذلك بيئة المنطقة العربية، وقال"أنه حسب التقارير العلمية فإن أي انفجار أو خلل في هذا المفاعل كما حصل في مفاعل تشيرنوبل قد يمتد تأثيره إلى دائرة نصف قطرها 500 كيلو متراً هوائياً، أي أن يصل إلى قبرص ويغطي كل المنطقة المحيطة، وأضاف "أن الإسرائيليين يدركون إمكانية حدوث مثل هذا الخلل وأقرب منطقة يمكن أن تتأثر هي المملكة الأردنية وبالذات محافظة الطفيلة جنوبي الأردن".

وفي دراسة طلبت وزارة البيئة الفلسطينية من السلطات الأردنية القيام بها تبين أن معدل الإصابة بمرض السرطان مرتفع في محافظة الطفيلة الأردنية بالمقارنة مع باقي المحافظات الأخرى والمناطق العربية المحيطة.

وحسب الوزير أبو صفية فإن معدلات سرطان عالية ظهرت في كافة المناطق الجنوبية في الأردن مما يؤكد الاتجاه المحتمل بتأثير الغبار الذري الإشعاعي الذي قد يتسرب من مفاعل ديمونا.

ومؤخراً كشف النقاب عن عائلات فقدت أبناءها الخمسة العاملين في مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب حيث تقدمت بدعوى أمام المحكمة المركزية في تل أبيب ضد الحكومة الإسرائيلية، وضد إدارة المفاعل للمطالبة بتعويضات نتيجة تسبب الإشعاعات داخل المفاعل بإصابة أبنائها بمرض السرطان الذي أودى بحياتهم.
وحسب الدعوى المقدمة أمام المحكمة مؤخراً فإن المدعين هم أقارب خمسة إسرائيليين عملوا لفترات طويلة في القرية النووية، وهم زئيف شفورن المولود عام 1931 والذي بدأ العمل في القرية عام 1962 وكان رئيساً لطاقم التموين، وقد أصيب بالسرطان في بطنه عام 66 وتوفي في العام 67، أما العامل الثاني فهو سيمون دراي المولود عام 1942 والذي عمل في المفاعل عام 1966 وحتي عام 1992 في مجال التنظيف والتطهير، وفي عام 96 كشف أنه مصاب بسرطان في الحلق وقد توفي في العام 1998.
أما العامل الثالث هو موشية زجوري المولود عام 1947 وعمل في المفاعل عام 1965 وحتي سنة 1985 في مجال التنظيف والتطهير، وقبل مغادرته العمل كشف أنه مصاب بسرطان في رأسه وتوفي عام 1987.
والموظف الرابع هو يوسف كوهين المولود سنة 1938 والذي عمل في المفاعل من عام 1970 وحتي عام 1995، حيث كان يعمل في مجال الصيانة، وفي عام 97 كشفت في جسمه أورام سرطانية، وقد توفي في العام 1998.
والخامس ما زال يعاني حتي الآن من الأورام السرطانية بجسمه وهو في حالة علاج دائم، وقد عمل في المفاعل منذ العام 1969 وحتي سنة 1996، في مجال الصيانة والهندسة الميكانيكية.
ويطالب المدعون وهم أقارب الضحايا، الحكومة الإسرائيلية بتحمل المسؤولية، نظراً لتسبب الإشعاعات النووية داخل المفاعل في إصابة ذويهم بأورام سرطانية قاتلة، وفي نفس الوقت عدم اتخاذ إدارة المفاعل إجراءات سلامة كافية وتحذير العمال من خطورة الإشعاعات.



مفاعل مهترئ

كما تشير التقارير إلى أن المفاعل أصبح قديما، حيث تآكلت جدرانه الغازلة مما قد يؤدي إلى تسرب بعض الإشعاعات من المفاعل وهو ما قد يحدث أضراراً بيئية وصحية جمة لسكان المنطقة بشكل عام.

وحسب التقارير أيضاً فإن المفاعل يعاني من تصدع خطير ناجم عن إشعاع "نيتروني"، يحدث أضراراً بالمبنى، فالنيترونات تنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى وهو ما يجعله هشاً وقابلاً للتصدع.

وكشفت صحيفة البيان الإماراتية مؤخراً أن هناك خلافا جدياً يدور حول أفضلية وقف العمل في المفاعل بشكل تام قبل وقوع الكارثة، كما كشف تقرير للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أن العشرات من عمال المفاعل النووي قضوا جراء إصابتهم بالسرطان في حين ترفض إدارة المفاعل الاعتراف بالإصابات وعدد الوفايات.

كما لم يسلم مفاعل ديمونا من وقوع العديد من حوادث العمل بداخله، من ضمنها احتراق مواد خطيرة وسامة دون أن يتم تزويد العاملين بمعدات وقائية مناسبة حيث أصيب عشرات العمال وتوفى عدد منهم، كما كشف عن تسرب مياه ثقيلة مشعة ونفايات نووية إلى جرن جغرافي طبيعي متصل بامتداد مع المفاعل.



انتهاء العمر الإفتراضي

وباقتناها مفاعل ديمونا، فإن إسرائيل ترتكب جريمة بشرية تجد لها مكانا بارزا بين كبرى جرائمها، التي لا حصر لها، دون مسائلة أو حتى رقيب... فالمفاعل لم يتم تزويده منذ عام 1971 بأبراج تبريد جديدة مع التأكيد أن قوة تشغيل المفاعل لم تتغير كثيرة منذ ذلك الحين.

ويقول وزير سلطة جودة البيئة أبو صفية أن العمر الافتراضي للمفاعل قد اختزل إلى النصف، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية الخاصة بالمفاعل وجود شرخ في الجدار المسلح الخاص به.

أضاف "كانت اتفاقية البناء للمفاعل جزء من صفقة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وحسب التقارير الواردة حوله فقد استخدم المفاعل بضعف طاقته منذ إنشائه عام 1963 وكان من المقرر أن يعمل 8 ساعات يومياً إلا أنه كان يعمل 16 ساعة مما يؤدي إلى اختزال عمره الافتراضي".

وأشار أبو صفية إلى أن الخطر الأكبر في ديمونا أن العنصر الذي ينتج فيه البلوتونيوم الذي يستخدم في إنتاج القنابل النووية وهو أحد العناصر الناتجة عن تحلل اليورانيوم DK، أو يصنع فيه اليورانيوم المنضب؛ يحتوي على نسبة 20% من أصل 0.5% من اليورانيوم، وهو المادة المشعة القوية التي من الممكن أن تنشطر ويصنع منها قنابل نووية أو يستخدم كوقود ذري.

وأضاف أبو صفية أن ثمة خطر إقليمي وبعيد المدى لمفاعل ديمونة يتمثل في وجود القنابل نفسها في أيدي دولة مثل إسرائيل، ويثير ذلك تساؤلات حول عمليات التفتيش التي تخضع لها العراق ومطالبة إيران بالخضوع لمثلها وكذلك الخضوع لعمليات التفتيش المفاجئ من قبل مسؤولي الوكالة الدولية، فيما إسرائيل تعترف علانية بوجود أسلحة نووية لديها!.



وفي معرض رده على ذلك زعم شمعون بيرس الرئيس المؤقت لحزب العمل الإسرائيلي حالياً أنه لا يجوز المقارنة بين إسرائيل والعراق لأنه حسب تصريحاته المراوغة فإن العراق يحكمها "ديكتاتور" ولكن إسرائيل دولة "ديمقراطية"!. بعد هذا التصريح مباشرة استخدمت إسرائيل الغازات السامة في مدينة خانيونس والتي أصابت العشرات من المواطنين بحالات إغماء وإعياء شديدين، فضلا عن حالات التشنج والهستيريا التي أصابت عدد آخر منهم جراء استنشاقهم لهذا الغازات المحرمة دوليا أصلا.



وقال الوزير أبو صفية: "لقد أكدنا أن تلك الغازات هي غازات أعصاب، حيث تم فحص عينات من القنابل غير المحترقة كلياً، تبين من خلال الفحص أنها تتكون من مجموعة من غازات الأعصاب، لذا عانى المصابون من التشنج... وهذا خير دليل على أن الدولة التي يقول عنها بيرس ديمقراطية استخدمت هذه الأسلحة ضد الشعب الفلسطيني".

تجدر الإشارة إلى أن التعرض للمواد المشعة بجرعات خفيفة على مدى طويل تشكل خطراً كبيراً على الأجنة وعلى الأطفال كما تسبب الإصابة بالسرطان.



إسرئيل الأقل تضررا

وطالب الوزير أبو صفية الوكالة الدولية للطاقة الذرية "إذا كانت تتحلى بالنزاهة" أن تجري فحوصاً للتأكد من المستوى الذي وصل إليه الإشعاع في المنطقة العربية جراء وجود مفاعل ديمونا.

وقال أبو صفية: لو أجرينا مثلا "contore survy" مسح كنتوري لكل الاتجاهات لنرى نسبة الإشعاع ومن الذي يتأثر، لوجدنا أن إسرائيل هي الأكثر أماناً، فأماكن التجمع السكاني في الشمال وهي بعيدة عن المفاعل الراقد في الجنوب، إضافة إلى أن معدل اتجاه الريح في فلسطين 95% منه شمال غربي. أي اتجاه الريح مضاد للتجمع السكاني الإسرائيلي".

والتسرب الإشعاعي الناجم عن المفاعل يتمثل أبسطه في اليورانيوم المنضب، ذو التأثيرات الكارثية العالية، وهو من العناصر الثقيلة التي تدمر وظائف الكلى والكبد والجهاز التنفسي وتسبب الوفاة، وذرة واحدة فقط من اليورانيوم المشمع تكفي للإصابة بمرض السرطان المميت.



أين تخفي إسرائيل مخلفاتها الإشعاعية!

وعن المخلفات الناتجة عن عمليات التخصيب النووي التي تجري في ديمونا يقول الوزير أبو صفية أنها تدفن في مناطق قريبة من الأراضي الخاضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية وكذلك مناطق أردنية ومصرية، خاصة في المناطق التي لا يكون فيها اتجاه المياه الجوفية وكذلك الرياح تسير نحو إسرائيل وتجمعاتها السكانية.

وورد في التلفزيون الإسرائيلي القناة الثانية تقرير يكشف النقاب عن دفن النفايات الناتجة عن مفاعل ديمونا في منطقة شرقي مخيمي البريج ودير البلح.. وتحاول حالياً سلطة جودة البيئة الفلسطينية الحصول على إذن لإدخال أجهزة لفحص المياه في هذه المناطق.. إلا أن إسرائيل ترفض ذلك.



ويقول أبو صفية: "خلال الانتفاضة الحالية دفن الإسرائيليون حوالي 50 ألف طن من النفايات الكيماوية والسامة والصناعية في قطاع غزة على عمق 30 متر بمساحة 5 آلاف متر مربع.. حيث سرقوا التربة الزراعية ونقلوها إلى داخل إسرائيل ثم دفنوا مكانها نفايات صناعية. أي أن هناك 150.000متر مكعب من النفايات السامة وهذا رقم كارثي وإسرائيل لا تتأثر به لأنه عكس اتجاه مجرى المياه الجوفية".

وفي الضفة الغربية فإن معظم ما يتم دفنه هو باتجاهات سفوح الجبال الشرقية لأنها لا تعد ضمن الأراضي التابعة لسيادة إسرائيل، بعكس السفوح الغربية، فالمناطق الشرقية أصبحت الآن ملوثة بمبيدات كيمياوية.



تغطية على الجريمة

في رام الله و الخليل كان هناك بعض الأجهزة البسيطة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية لقياس الإشعاعات والتلوث الإشعاعي والبيئي ولم تكن الأجهزة تقتصر على قياس الإشعاع فقط بل التلوث البيئي بشكل عام، كتلوث التربة والماء والهواء والتلوث الكيميائي وغيره.

وفي هذا الإطار يقول الوزير أبو صفية أنه تم اكتشاف بعض الأجهزة الصغيرة الموجودة في طائرات الهيلوكبتر التي تضبط عمل المروحة ولها مهام تقنية أخرى، حيث تزود الطيار ببعض المعلومات، وهذه الأجزاء لو تعرض لها شخص أو عبث بها الأطفال من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة أو يصاب المتعرض لها بمشاكل في الدم أو الجينات نتيجة المواد المشعة، ويضيف الوزير:" بعد تلفها يلقي الإسرائيليون بها في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية وقد وجدنا من هذه القطع ثلاثة في مدينة رام الله إحداها في المقاطعة".

وقد عثر على مثل هذه القطع أثناء اجتياح قوات الاحتلال لرام الله في التاسع والعشرين من آذار/مارس 2002 حيث تم الإيعاز بأن هناك بعض المواد المشعة المشبوهة وعند توجه مختصين من وزارة البيئة إلى المكان وفحص هذه القطع وجدنا أنها تحتوي على عناصر مشعة وذات وميض، وقد أشار جهاز الفحص الخاص بذلك إلى أن نسبة الإشعاع تجاوزت الحد الأقصى من شدته، وتم الاتصال بالشركة المصنعة بعد أخذ الرقم ومصدر التصنيع، فأجابت الشركة بكتاب رسمي بأن هذه القطع تم بيعها لسلاح الجو الإسرائيلي خاصة بطائرات مروحية من طراز CH53.

وفوراجتياح قوات الاحتلال لرام الله تم تدمير أجهزة فحص الاشعاع بما فيه الأجهزة التي فحصت بها القطع الثلاث والأجهزة الواقية، كما فجرت قوات الاحتلال مختبر البيئة في الخليل وفي رام الله ودمرت جميع الأجهزة وألقت بها من الدور الخامس.

ومؤخرا تم الكشف عن وجود شحنة نفايات إسرائيلية في مدينة الخليل تقدر بحوالي 80 برميل، و120 أخرى في العيزرية قضاء القدس المحتلة، علاوة على ذلك فقد أدخلت قوات الاحتلال شحنة مكونة من 2500 طن حصمة مشعة، وفور فحصها تم التأكد من أنها تحوى اشعاعات، وكانت قادمة من إيطاليا على متن سفينة، وعندما اكتشفت وزارة البيئة الإسرائيلية أن حدة الإشعاع الذي تحتويه الشحنة أعلى أربع مرات من الحد المسموح به دولياً تم تحويلها وبطرق غير شرعية إلى مدينة غزة.



كشف المستور

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد اتخذت مؤخراً قرارا بمقاطعة هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) على خلفية إعدادها فيلماً عن الأسلحة النووية التي تمتلكها الدولة العبرية، وأوضحت مصادر في الخارجية الإسرائيلية حينها أن هذا الفيلم يدخل ضمن إطار اللاسامية، وهي تهمة جاهزة اعتادت إسرائيل على الصاقها بالدول التي لا يستهويها إعلامها.
وكانت المحطة البريطانية قد باشرت منذ عدة أيام بنشر دعاية للفيلم الوثائقي الذي بثته الهيئة، حيث يسمع صوت المذيع علي خلفية صور الفرن الذري الإسرائيلي في ديمونا وصورة "مردخاي فعنونو" الذي كشف الأسرار النووية الإسرائيلية وهو يسأل: أي دولة في الشرق الأوسط تملك أسلحة نووية دون أن تعلن عن ذلك؟ أي دولة في الشرق الأوسط تملك القدرة الكيماوية والبيولوجية دون أن تعلن عن ذلك؟ أي دولة في العالم زجت بكاشف أسرارها النووية في السجن لمدة 18 عاما؟.

أما منتج الفيلم فقد أجرى لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين كبار بما في ذلك رئيس حزب العمل الإسرائيلي النائب شمعون بيريس والذي يعتبر الأب الروحي للمشروع النووي الاسرائيلي، وهو الذي أقام الفرن الذري في ديمونا. ووجه منتج الفيلم سؤالاً إلي بيريس لماذا ممنوع على العراق امتلاك الأسلحة النووية ولإسرائيل مسموح؟، وكانت الإجابة طبعا غير شافية، ووجد بيرس لهذا السؤال ما يبرره افتراء!.

أما السجين مردخاي فعنونو المعتقل السجون الإسرائيلية منذ عام سنة 1986، حيث حكمت عليه المحكمة المركزية في القدس المحتلة بتهمة التجسس، والخيانة وبيع أسرار الأسلحة الذرية الإسرائيلية لصحيفة "صاندي تايمز" البريطانية. وحكم عليه بالسجن لمدة 18 سنة، قضى منها حتى الآن مدة 16 سنة.. ويقول فعنونو الذي منعته السلطات الإسرائيلية من لقاء محاميه البريطانيين: "والآن... لن يقدر بيرس على الكذب على ريغان وأن يقول له بأننا لا نملك سلاحاً نووياً، الآن الكل يعلم ذلك".



إسرائيل تقي نفسها

وتحيط إسرائيل نفسها بكل الوسائل الوقائية الممكنة، فمثلا لدى كل إسرائيلي حبة دواء من "اليود المستقر" وفي أي لحظة يحتاجها الإنسان بإمكانه استعمالها وتعطي خاصة في حالة الإشعاع.

وتم الكشف عن أن إسرائيل وفرت لكل مواطنيها مثل هذه الحبة تحت ذريعة الخوف من الأسلحة النووية العراقية ولكن الحقيقة تؤكد أنهم يخشون الخلل الذي أصاب مفاعلاتهم ليس فقط ديمونا فهناك مراكز أبحاث أخرى ربما أصابها الخلل.

وفلسطينياً حاولت وزارة البيئة اتخاذ القدر الكافي من الوقاية فرفعت طلباً خاطبت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما تم مخاطبة وزراء الصحة العرب على اعتبار أن الفلسطينيين النقطة الأضعف والأقرب وذلك بجكم المسافة بين الأراضي الفلسطينية ومفاعل ديمونا التي لا تتعدى 50 كيلومتراً هوائياً ولكن باءت هذه المطالب كلها.. بالرفض!.

ومن بين الأمثلة التي يمكن عيرها تأكيد شدة الضرر على الفلسطينيين في أي خلل نووي بالمنطقة، ذلك الانفجار الذي وقع في مصنع للمبيدات الحشرية في مدينة المجدل، حيث وصلت الروائح للبلدات والمدن الفلسطينية بسرعة بفعل الانقلاب الحراري والرياح، وهنا يشير الوزير أبو صفية إلى مدى الخطر الذي قد يحدث في حال تسرب قدر من الإشعاع من مفاعل ديمونا، حيث ستتضرر المنطقة المحيطة برمتها وعلى نطاق جغرافي واسع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

المركز الصحافي الدولي
www.ipc.gov.ps
[email protected]
تلفاكس: 082838778
جوال:059709526
جوال:059401845


ملاحظة: للحصول على المواد باللغة الانجايزية والفرنسية يمكنكم زيارة موقعنا على شبكة الانترنت www.ipc.gov.ps