تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل انت عاطل عن العمل؟



عزام
12-21-2008, 09:44 PM
أخي الكريم هل أنت عاطل عن العمل؟، فان كنت عاطلاً فهل تعلم أنك السبب!!!

يقول الله تبارك و تعالى في كتابه الحكيم: (قل هو من عند أنفسكم)،

فإلى أي حد نحن صريحين وموضوعيين مع أنفسنا؟

من المشاكل المعضلات التي أصابت الفرد العربي المسلم، هو تنصله من المسؤولية، فتجده في كل مشكلة تواجهه، يلقي باللوم واللائمة على الغير، سواء كان هذا الغير: الأسرة، البيئة، المجتمع، الدولة...الخ.

لكن قليلا و نادرا ما تراه يلتفت إلى نفسه، و يبحث عن مكمن الداء بداخله، و البحث عن العلاج الناجع، و بالتالي، لا نخرج أبدا من مشكلاتنا، لأننا لا نضع أصابعنا عليها، بل نتهرب منها، و نحمل المسؤولية لغيرنا، و ننتظر منه الحل، فنكون اتكاليين وسلبيين تابعين، عوض على أن نكون فاعلين مؤثرين، على الاقل كل فرد في مستقبله.

و من هذه المشاكل الكبرى: البطالة، فهل سألت أخي العاطل نفسك، ماذا فعلت لتحصل على عمل، أو لتخرج من فراغك وفضاوتك ، غير حصولك على شهادة دراسية والتي كانت من أفضال الله ثم حرص الأهل عليك وليست من اجتهادك لوحدك.

ما هي نظرتك للعمل؟

و أي عقلية تحمل ؟

وهل هذه العقلية تتماشى مع متطلبات سوق العمل المحلي؟

و هنا لن أتطرق إلى الذين يرون العمل فقط من خلال الوظيفة الحكومية، لان مثل هؤلاء ينتظر ضربة حظ، أو تحرك واسطة، فأرجو أن لا يضيع منه عمره في انتظار المحال، الذي يكون وحتى إن حصل، يكون قد اخذ من عمره أعز اللحظات.

وإني أتوجه إلى الذي يريد أن يكون فعالا في مجتمعه ، مؤثرا لا ينتظر التأثيرات تجري عليه، يبغي بناء مستقبله بساعده، لهؤلاء أقدم هذه النصائح:

1- إغرس قيمة العمل في نفسك:

يجب أن تكون قيمة العمل في حد ذاتها في نفسك قيمة كبرى، و أن تطلب العمل في البدء لذاته ، بحيث يصبح احترامك لنفسك مساو لكونك تعمل، بغض النظر عن الأجر أو الرتبة في العمل، وعدم تطابقها مع تكوينك الدراسي ، وهل تتناسب و تليق بمقامك و مستواك ، سواء الاجتماعي أو العلمي، ليصبح الهدف لديك أولا ليس ما تأخذه من أجر أو مكانة، و لكن الهدف هو أنك حصلت على العمل اليومي ولا بأس لو كانت مؤقته أو لمدة معينة فقد تزيد والله يفعل ما يشاء فعليك فعل السبب والباقي على الله ، فيتعود كل جسمك على البذل و العطاء ويتعود على استمرارية العمل ويبعد عن الخمول .

2- أعط لنفسك فرصة تدريب ميدانية:

و ذلك بالانخراط و البحث عن تدريبات ودورات داخل الشركات، سواء بأجر أو دون أجر، سواء في مجال تخصصك أو خارج تخصصك، واعلم أن للعمل روح ، يجب أن تكتسبها فأنت بدونها لا تملك النجاح ولن تجد الفلاح ، و ربما قد تكون فرصتك لاكتشاف نفسك في شئ آخر يكون فيه عطاءك أكبر

. 3- أطلب العمل من أجل العمل :

لا تشترط طبيعة العمل، و اقبل بأي عمل مهما بدا لك دونيا و لا تشخصنه، فتنظر إليه أنه مثلا إهانة لشخصك أو ينقص من قدرك أو يسئ لمكانتك، فلا علاقة للعمل بشخصك نهائيا لأن العمل عمل ولا يعاب الشخص بعمله بل يعاب لخلوه من العمل وتبعيته لمن يعوله وهو قادر على الكسب.

4- كيف تكسب محبة الناس والخبرة:

أثناء تدريبك، أو عملك ، في الأيام الأولى، و أنت ترسم خطواتك، حاول ربط علاقات جيدة مع كل من يشتغل في محيطك، من العاملين الصغار، إلى الرؤساء، و كن متعاوناً وفي خدمتهم جميعا، خاصة فيما يتعلق بالعمل، و إن رأوا فيك فرصة لتقوم بأعمالهم بدلا عنهم مساعدة أو بسبب استئذان أو غياب، فلا ترفض ولا تبتئس، بالعكس إنها فرصتك الكبرى لكسب الخبرة ولتتعلم ليس فقط مجرد العمل ولكن الإتقان ، و السرعة ، و الحركة...

5- كيفية الإختيار:

حاول أن تبدأ تدريباتك مع المؤسسات الصغرى و الورش، فهذه، يكون العمل فيها مركز، و لا يطلب لها تخصصات، بل كل فرد يعمل تقريبا كل شي وأي شيء، لان طاقة الشركة تكون ضعيفة لجلب كل في تخصصه، فتكون فرصتك للاطلاع على أكثر من مهنة وكسب أكبر قدرا من المعرفة ، أما الشركات الكبرى، فانك تعمل كالآلة، وعملهم عمل روتيني متماثل تكرره طول العمر، و إذا خرجت من تلك الشركة تقع بورطة، لأنك لا تتقن غير ذلك العمل.

6- كيف تبقى في العمل:

لو وجدت الشركة التي تريد الانضمام إلي كادرها لتعمل بها، بعد التنقل في التدريبات بالشركات، و أخذ الخبرة، و قبلها روح العمل، عندها ارسم لحالك خطة تحاول فيها أن توجد لنفسك مكانا فيها ويكون ذلك المكان مبهجا وثابتا، يعني حاول واعمل على أن تصبح مكانتك ودورك في الشركة ضروريا ومهماً أي لا يمكن التفريط به لكي تتمكن من البقاء.

7- توطين العمل في الذهن والحفاظ عليه:

إياك ثم إياك من عقلية الموظف، الذي همه على الساعة متى يخرج وعلى نهاية آخر الشهر لأخذ الأجر، دون النظر إلى واجباته و ما قدم، و انظر إلى ما تقدمه لعملك بعين الشخص المقل وحسس نفسك بالمقصر، فهذا يجعلك تعطي أكثر، وطوع نفسك حسب احتياجات عملك، حتى تقضي على طريق الفشل، وستجد أن رب العمل يعطيك أكثر، و إن طلبت ميزات أو تسهيلات فلن يرفض، بل يتقبل بصدر رحب.

و إننا نرى كتاب ربنا الحكيم الذي لم يحتفظ و لم يدون للناس من كلام الناس إلا ما فيه الحكمة و ما يفيد، و منه مقولة بل حكمة ابنة الرجل بمدين الذي جاءه موسى فارا من الملا الذين يأتمرون به، حيث قالت، في سورة القصص:

(يا أبت، استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين)

و إنها لحكمة ذهبية، والكل يبحث عن هذه العملة، الكفاءة و الأمانة في سوق العمل.

مسك الختام:

- من الفوائد الكبرى التي يجنيها الذي يمارس التدرج الوظيفي العمل، من الدونية أو لنقل الوظيفة الصغرى إلى الكبرى، أنه يتعرف أكثر إلى طبيعة العمال و الموظفين، طبيعة الناس في الشغل، كيف يفكرون، و كيف يعملون، فإذا تقلد منصبا من مناصب المسؤولية، عرف كيف يسير من هم تحت يده، لأنه يعرف كيف يفكرون، و كيف يعملون، و لا يبني على التنظير و الدراسات التي قد تجري في المكاتب، بل عن دراية تامة بها.

- إن لنا في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة، فقد عمل راعيا للغنم، ثم أجيرا في تجارة قريش، ثم تاجرا بمال زوجته، ما نقص كل هذا من قدره في قومه، و ما نقص عند الله، فاختاره لقيادة البشرية .

أود الإشارة إلى أن هذه الأمور التي طرحتها هي نتاج تجارب عملية، وليست نتاج دراسة أو فكر نظري، وهي انطلاقا من موقع عملي كمشرفة على الموارد البشرية بإحدى الوحدات الصناعية بالقطاع الخاص، و كمتتبعة بسوق العمل للشباب بالمغرب .

في الأخير أرجو أن أكون قدمت شيئا نافعاً ، عله يجد من يستفيد منه.

فـاروق
12-22-2008, 09:32 AM
نسال الله ان يرزقنا شكر نعمته ....

شيركوه
12-24-2008, 02:42 PM
جزاك الله خيرا
درر

اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا

السلام عليكم

عزام
12-24-2008, 03:32 PM
جزاك الله خيرا
درر

اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا

السلام عليكم
وجزاك خيرا مثله اخي الحبيب

عزام
12-27-2008, 08:57 AM
كن أسداً لا ثعلباً

د. على الحمادي
يُروى أن رجلاً أرسل ابنه في تجارة، فلما كان في الطريق، مرّ ثعلب مريض كبير السن، لا يكاد يستطيع الحركة، فوقف عنده يفكر في أمره، ثم قال في نفسه: كيف يرزق هذا الحيوان الضعيف؟ ما أظن إلا أنه سيموت جوعاً.
وبينما الشاب على هذا الحال، أقبل أسد كبير يحمل فريسته، وجلس بالقرب من الثعلب، فأكل منها ما شاء أن يأكل، ثم انصرف، فتحامل الثعلب على نفسه ووصل إلى بقايا الفريسة وأكل منها حتى شبع، عندئذ قال الشاب في نفسه: إن الله يرزق المخلوقات جميعاً، فلماذا أتحمل مشاق السفر وأهوال الطريق؟
عدل الشاب عن سفره، وعاد إلى أبيه، وقص عليه ما رأى، ولكن والده قال له: أنت مخطئ يا بني، فإني أحب لك أن تكون أسداً تأكل الثعالب من بقاياك، لا أن تكون ثعلباً تنتظر بقايا السباع".
من أراد أن يجر أعناق الآخرين إليه فعليه أن يتقن أمراً ما أو مهارة معينة أو صنعة محددة، ويكون بارعاً فيها متمكناً منها، وعندها سيحتاج الناس إليه، وسيكون في موقف السيد المتفضل لا العبد الذليل، ويكون شأنه شأن الأسد المتقدم لا الثعلب الذي يلعق فضلات الآخرين.
لقد ذكر لنا القرآن الكريم نماذج عملية عديدة متعلقة بإتقان الصنعة والإبداع فيها، ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك ما ذكره الله تعالى في حق نبيِّه داود عليه السلام، فقد منَّ الله تعالى عليه بنعم كثيرة وصنائع عديدة ومعجزات عظيمة.
يقول الله تعالى: "ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد" 10 (سبأ)، أي: أعطينا نبينا "داود" فضلاً عظيماً، فقد جمعنا له بين النبوة والمُلكِ، وقد أُعطي صوتاً جميلاً حسناً، غاية في الجمال والحُسن، فكان إذا تلا الزبور، لم تبق دابة إلا استمعت لقراءته وبكت لبكائه، وإذا سبَّح تسبِّح معه الجبالُ الراسيات والطيور السارحات، وألان الله له الحديدَ حتى كان بين يديه كالعجين والشمع، لا يحتاج إلى إدخاله في النار وضربه بالمطرقة، معجزةً له.
ولكن الله تعالى بعدما منَّ عليه بهذه النعم الكثيرة وخاصة الحديد الذي ألانه بين يديه، وهو عماد الصناعة منذ خلق الله الأرض، أمره بإتقان صنعته هذه والإبداع فيها، يقول الله تعالى مبيناً ذلك: "أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير" 11 (سبأ).
أي قلنا له: اصنع من الحديد الدروعَ السابغة، أي الواسعة الوافرة، وأحكم الصنعة في نسج الدروع، بحيث لا تنفذ منها الرماح.
وداود عليه السلام هو أول من اخترع صنعة الدروع، بإلهام من الله عز وجل له، "وقدر في السرد" أي قدِّرْ في نسج الدروع، فاجعلها حلقات متداخلة متناسبة لئلا تُثقل الجسم، واعملوا يا آل داود صالحاً يقرِّبكم من الله.
ولقد تحوّل الصحابة رضوان الله عليهم في دعوة الإسلام، دعوة العلم والإتقان والمهارات، من شباب لاهين في نوادي مكة وغيرها من البلدان إلى فاتحين للبلدان وبناة للحضارات ومؤسسين لمراكز العلم والتقدم، فلله دَرُّهم من عمالقة أبطال.
ولذا فالسؤال الذي ينبغي طرحه دائماً على أنفسنا: ماذا نملك ليحترمنا الآخرون وليقتنعوا بنا وليتأثروا بما عندنا؟ إذْ من لا يملك مهارة ولا يتقن صنعة فأنَّى له التأثير؟ وكيف يمكنه صناعة الحياة؟
ولكي تتقن صنعة وتتمكن من مهارة فإني أوصيك، بعد أن أوصى نفسي، بثمانية أمور رئيسة، هي:
1) تفرغ لهذه الصنعة، وأعطها جزءاً كبيراً من وقتك وهمِّك وتفكيرك.
2) اقرأ كثيراً فيما يتعلق بهذه الصنعة أو بتلك المهارة.
3) احرص على حضور الدورات التدريبية والمؤتمرات الخاصة بهذه الصنعة.
4) جالس خبراء هذه الصنعة وعمالقتها، واستفد مما عندهم، وأكثر من محاورتهم واستثمارهم.
5) تابع ما يتم طرحه في هذه الصنعة وابحث عن آخر مستجداتها في العالم.
6) استمع إلى الأشرطة السمعية والبصرية الداعمة لهذه الصنعة.
7) تكلم كثيراً عن صنعتك، واحرص على إفهامها وتعليمها للآخرين، إذ إن تعليم الآخرين يعد من أحسن أساليب تعليم وتطوير الذات.