خطر التصوف

لا يقتصر خطر التصوف علي انه انحراف عقيدي وسلوكي وإنما في تصويره الاسلام في صوره شوهاء تصرف الناس عنه . فمن يجهل الاسلام يعتقد انه لا يختلف عن العقائد الوثنيه التي يعتنقها المتوحشون في احراش افريقيا . وغيب التصوف بساطه الاسلام الحنيف تحت حواجز كثيفه من التخريف والتحريف . والوثنيه التي جاء الاسلام لتقويضها كانت وثنيه ساذجه بسيطه انحصرت في تمثال من حجر او من عجوه يعبده الاعرابي الساذج الذي إن سالته من خلق السماوات والارض , يجيبك من فوره : إنه الله . ولكن الصوفيه دفعت بالاسلام تجاه وثنيه مركبه تصور الله في كل الموجودات من الحجر والشجر والناس وذلك هو قولهم في وحده الوجود وينسبون الي مشايخهم صلاحيات إلهيه ما قال بها وثنيوا الجاهليه الغابره . ووسعت الصوفيه دائره الشرك حتي وسعت تقديس القبور والمقبورين والاضرحه وطلب المدد والغوث من الرمم المدفونه بها , ووسعت عباده المشايخ والاولياء , الم يشرعوا لهم مله جديده ؟؟ وزعموا لانفسهم فوق مقام النبوه , الم يدّعوا علم الغيب إذ ورثوا مفاتيحه من النبي , في حين أنه صلي الله عليه وسلم لم يكن يعلم ما يُفعل به غدا . والله يقرر في كتابه الكريم أنه وحده عالم الغيب , ولكن الصوفيه يكذّبون . ومصدر عقيده المسلم هو القرآن والسنه ولكن الصوفيون يستمدون ملتهم من الكشف والفيض أي ما يكشف لمشايخهم من مكنون العلم وما يفيض علي قلوب اوليائهم من الحقائق العلويه وما وافقهم من القرآن والسنه اخذوه وما خالفهم طرحوه وراء ظهورهم أو اولّوه وحرفوا معانيه . ويتراوح اعتقاد الصوفيه في الرسول صلي الله عليه وسلم بين مُحقر له إذ يجهل علوم التصوف : حيث قال البسطامي (خضنا بحرا وقف الانبياء بساحله) وبين من يغالي في تعظيمه – اي الرسول – حتي يرفعه الي مقام الالوهيه فيعتقد بعضهم أنه هو الله المستوي علي العرش وأن السماوات والارض بما ومن فيهن خُلقت من نوره وأنه اول موجود وهو المستوي علي عرش الله وهذه عقيده ابن عربي ( له اراء سقيمه انكرها عليه كثير من اهل عصره واتهموه بالذندقه وعمل بعضهم علي قتله خاصه في مصر , وحرم الشيخ جلال الدين السيوطي النظر في كتبه ) ومن جاء بعده . وقارن بين هذا الخلط والتجديف وبين قول الحبيب المصطفي عليه السلام عندما قال له احدهم : ما شاء الله وشئت – فقال اجعلتني لله عدلا ( ندا ) ؟ بل ما شاء الله وحده . والحقيقه المحمديه في زعم الصوفيه هي ان النبي هو اول شئ خلقه الله ثم خلق منه الكون . والنبوه فضل يؤتيه الله من يشاء من عباده , ولكن الصوفيه يزعمون أن النبوه نتيجه لممارسه الرياضه الاشراقيه والمجاهدات النفسيه حتي قال الصوفي الشهير ابن سبعين ( توفي منتحرا , قيل انه فصد الدم من يديه وتركه ينزف حتي تصفي فمات )لقد ضيق ابن آمنه – يقصد النبي صلي الله عليه وسلم – واسعا عندما قال : لا نبي بعدي . والولي عند الصوفيه هو من غُيبت خصائصه البشريه واعطي بدلا منها قدرات الهيه : فينزل المطر ويحيي الموتي ويشفي المرضي ويحافظ علي العالم . وان لم يكن ذلك هو عين الشرك فما في الدنيا شرك .

من قطوف وثمار الكتب