تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : منفذو هجمات مومباي استوحوا "خطة نيويورك" بعد فشلها بـ15 عاما



عزام
12-15-2008, 08:03 AM
باريس - ا ف ب
أفاد اختصاصيون في المسائل الإرهابية أن خطط اعتداءات مومباي مستوحاة من مخططات إرهابية سابقة لها، ونجاحها سيجعل منها بدورها نموذجا لعمليات مستقبلية.

ويشير الاختصاصيون إلى أن قدرة الجماعات التي تحركها أيديولوجيا متطرفة على تبديل خططهم الأساسية بحسب الظروف وعلى استخلاص العبر من فشلهم، تدل على درجة عالية من البراغماتية.

وأقامت شركة ستراتفور الأمريكية لتحليل المخاطر الجيوسياسية في دراسة نشرت الأسبوع الماضي تشبيها مقلقا بين اعتداءات بومباي وخطة اعتداء تم إحباطها في يوليو/ تموز 1993، وكانت ستستهدف مواقع بارزة في مانهاتن وأدين فيها عدد من المشتبه بهم المرتبطين بأسامة بن لادن.

وكتب المحللان في التقرير "بعد أكثر من 15 عاما, تلت اعتداءات 26 نوفمبر/ تشرين الثاني في بومباي بشكل دقيق سيناريو خطة نيويورك".

وذكرا بين نقاط التشابه تزامن الهجمات والأهداف السهلة والرمزية كالفنادق الكبرى والمواقع الثانوية المستهدفة لتشتيت الاهتمام واستخدام قوارب لشن الهجمات من الساحل.

وجاء في الدراسة أن "المشاريع الإرهابية (وخصوصا الجيدة منها) يمكن أن تبقى صالحة لفترة طويلة، وأن تطبق في سيناريوهات مختلفة تماما مثلما تبقى خطة بديلة على الرف لسنوات، بل لعقود قبل أن تظهر فائدتها".

ويذكر روهان غوناراتنا، الذي صدر له كتاب مرجعي حول القاعدة, أمثلة كثيرة على ذلك.

ويوضح بهذا الصدد أن "عملية بوجينكا كانت سابقة ل11 سبتمبر/ أيلول" 2001، مذكرا بأن "خالد شيح محمد ونسيبه رمزي يوسف أرادا تفجير 12 طائرة أمريكية فوق المحيط الهادئ" في التسعينات.

ويضيف أنه تم كشف المخطط، لكن خالد شيخ محمد استخدم الفكرة لتدبير اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول.

ورأى غوناراتنا أن "معظم الإرهابيين يقلدون, إنهم يستوحون من هجمات سابقة", رابطا بين هجمات مومباي وعملية احتجاز رهائن جرت في فندق سافوا في تل أبيب (إسرائيل) عام 1975 ونفذتها وحدة مسلحة فلسطينية تم إنزالها على الساحل.

وقال "إن سبعين إلى ثمانين بالمئة من الهجمات الإرهابية تستخدم الأسلحة النارية أو القنابل لكونها وسيلة أثبتت فائدتها". وأضاف "يتساءل الجميع لماذا لا ينفذ الإرهابيون اعتداءات كيميائية أو بيولوجية أو إشعاعية, هذا لأنهم يرتاحون إلى وسائل أثبتت جدواها".

وأشار مايكل شوير الرئيس السابق لوحدة ملاحقة أسامة بن لادن في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) إلى أن الحركات الناشطة سواء المرتبطة منها بشبكة القاعدة أو غير المرتبطة بها, تتبادل التجارب فيما بينها بدون أي حس بالملكية الفكرية للخطط.

وقال "سنرى بعد قليل تحليلات على مختلف المواقع الإسلامية الناشطة حول طريقة تنفيذ عملية مومباي. هكذا تجري الأمور عادة. ومعظم هذه الحركات تدرس عمليات الحركات الأخرى ثم تسعى لتكييفها مع أوضاعها الخاصة".

وأوضح "ليس هناك مفهوم الملكية على هذا الصعيد, كلهم يريدون النجاح ولا يزعجهم تقاسم الخبرة أو النجاح مع الآخرين".

ولفت إلى أنهم "يمزجون ما بين أهداف راديكالية وحس براغماتي كبير حيال قدراتهم" مضيفا: "إنهم يبرعون أيضا حين يرتكبون خطأ في إصلاحه في المرة التالية".

وجاء في تقرير ستراتفور: إن "مخططي اعتداءات بومباي استخلصوا على الأرجح عبرا مهمة من فشل المخطط ضد مواقع في مانهاتن".

وختم بأنه "نظرا إلى نجاح بومباي, يمكننا أن نتوقع استراتيجيات وتكتيكات مماثلة في اعتداءات مقبلة".