تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة والرجل (تكامل لا مساواة)



عزام
12-11-2008, 09:14 AM
المرأة والرجل (تكامل لا مساواة)

الشعراوي

لكل جنس مهمة

المرأة يمنحها الله ويعطيها أن تتعقل ولها ميدان ولا يأتي هذا التعقل غالبا الا فى ميدانها . لان ميدان الرجل له حركة تتطلب الحزم ، وتتطلب الشدة والمرأة حركتها تتطلب العطف والحنان، والأمثال فى حياتنا اليومية تؤكد ذلك ان الرجل عندما يدخل بيته وبحب أن ينام ، قد ياتي طفله له صارخا باكيا ، فيثور الاب عل زوجته ويسب الولد ويسب أمه ، وقد يقول الفاظا مثل : " اكتمي انفاسه، اريد أن استريح " . وتاخذ الام طفلها وتذهب تربت على كتفه وتسكته ، و يستجيب لها الطفل ، فهذه مهمة الام ، ولذلك نجد أن الاحداث التاريخية العصبية تبرز الرجل فى مكانه والمراة فى مكانها . فمثلا : سيدنا ابراهيم عليه السلام أسكن هاجر وابنها إسماعيل بواد غير ذي زرع، قالت له : أتتركنا فى مكان ليس فيه حتى الماء ، أهذا مكان نزلته برأيك ام الله انزلك فيه. قال لها : أنزلنى الله هذا المكان. فقالت له : اذهب كما شئت فأنه لا يضيعنا. هذه المهمة للمرأة . "هاجر" مع طفل فى مكان ليس فيه مقوم الحياة الاول و هو الماء . فانظروا عطفها وحنانها، ماذا فعلت؟ لقد سعت بين الصفا و المروة، صعدت الجبل الى أن أنهكت قواها. ان الذى يذهب إلى الحج أو العمرة ويجرب الأشواط السبعة هذه يعرف أقصى ما تتحمله المرأة فى سبيل ابنها، لأن هذا موقف عطف وحنان، ابنها يريد ان يشرب. وكأن الله قال لها إنك قد سعيت ولكنى ساجعل رزقك من حيث لا تحتسبين، أنت سعيت بين الصفا والمروة ، والماء ينبع تحت قدمي ولدك. إذن فصدقت في قولها: إنه لايضيعنا، ولوأن سعيهاجاء بالماء لظننا جميعا أن االسعي هو الذي يأتي بالماء، ولكن اسع ولا تعتقد فى السعى، بل اعتقد فى الرزاق الاعلى، تلك مسألة ظاهرة فى أمنا هاجر. وحينما جاء موقف الابتلاء بالذبح ، اختفت هاجر من المسرح ، وجاء د ور سيدنا ابراهيم بحزمه وعزمه ونبوته. ورأى فى الرؤيا أنه يذبح ابنه ، أين أمه في هذا؟ اختفت من المسرح. لأن هذا موقف لا يتفق مع عواطفها وحنانها . إذن فكل واحد منهما له مهمة. والنجاح يكون على قدر هذه المهمة.
كل انسان فاضل في شيء ومفضول في شيء آخر
الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله. والحق يوضح : لا تنظر الى مافضل الله به بعضكم على بعض . ومادام الله قد فضل بعضا على بعض فليسأل الإنسان لا فى منطقة ما فضل الله غيره عليه ويطلبه لنفسه ويسلبه من سواه ولكن فى منطقة أن توفق فى إبراز ما فضلك الله به ، ولذلك نجد الحق فى آيات التفضيل يقول : " والله فضل بعضكم على بعض في الرزق" وما هو الرزق ؟ هل هو نقود فقط ؟ لا . بل الرزق هو كل ما ينتفع به ، فالحلم رزق ، والعلم رزق ، والشجاعة رزق ، كل هذا رزق ، و قوله الحق "ما فضل الله به بعضكم على بعض " يجعلنا نتساءل : من هو المفضل ومن هو المفضل عليه لأنه قال : "بعضكم " . لم يبينها لنا ، إذن فبعض مفضل وبعض مفضل عليه ، وسؤال آخر : وأي بعض مفضل وأي بعض مفضل عليه ؟ إن كل انسان فاضل فى شىء ومفضول عليه فى شيء آخر ، فإنسان ياخذ درجة الكمال فى ناحية وانسان يفتقد إذن درجة فى تلك الناحية ، لكنه يملك موهبة أخرى قد تكون كامنة و مكتومة. وهذا يعنى التكامل فى المواهب ، وهذا التكامل هو أسنان الحركة فى المجتمع. لننتبه الى التروس ، نحن نجد الترس الزائد يدخل فى الترس الأقل ، فتدور الحركة ، لكن إذا وضعنا ترسا زائدا مقابل ترس زائد مثله فلن تحدث الحركة . إذن، فلا بد ان يكون متميزا فى شىء والأخر متميزا فى شىء آخر فيحدث التكامل بينهما، و مثل ذلك قلنا : الليل والنهار، الليل يعينني على حركة النهار . اذن كل واحد له مهمة يؤديها ، والأقدار تعطى الناس مواهبهم المتكاملة وليست المتكررة المتعاندة ، ومادامت المواهب متكاملة فلا أحسد من تفوق علي فى مجال ما، لانني أحتاج اليه ، وهو لا يحسدني إن تفوقت عليه فى موهبة أو عمل لأنه يحتاج إلى، فانا أريده أن يتفوق ، وهو يريدني أن أتفوق ، وذلك مما يحبب الناس فى نعم ومواهب الناس ، فانا أحب النعمة التى وهبها الله للآخر ، وهو يحب النعمة والموهبة التي عندى. مثال ذلك عندما نجد رجلا موهوبا فى تفصيل الملابس ويحيك أجود الجلابيب فالكل يفرح به ، وهذا الرجل يحتاج إلى نجار موهوب ليصنع له بابا جيدا لدكانه ، مصلحة الاثنين أن تكون كل نعمة عند واحد محمودة ، ولذلك سمانا الله "بعضا" و"بعضا" ويتكون الكل من بعض وبعض ، فانت موهوب فى بعض الامور ولا تؤدي كل الأمور أبدا. ويتابع الحق : " للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن " فمهمة الرجل أو المرأة هو أن يكون كل منهما صالحا ومؤديا للمهمة التى خلق من اجلها، بعد ذلك يكون حساب الثواب والعقاب وكل واحد على قدر تكليفه.
الرجال قوامون عل النساء
"الرجال قوامون عل النساء"، أول ما نلتفت إليه أن بعضهم لم يفسروا الأية على الرجل وزوجته عل الرغم من أن الاية تكلمت عن مطلق رجال ومطلق نساء فليست الاية مقصورة عل الرجل وزوجه، فالأب قوام عل البنات، والأخ عل أخواته ولنفهم أولا " الرجال قوامون " وماذا تعنى؟ الحق سبحانه وتعالى يطلب منا أن نحترم قضية كونية، فهو الخالق الذى أحسن كل شء خلقه وأوضح القضية الإيمانية. " الرجال قوامون على النساء " والذي يخالف فيها عليه أن يوضح - إن وجد - ما يؤدى إلى المخالفة ، والمرأة التي تخاف من هذه الاية ،نجد أنها لو لم ترزق بولد ذكر لغضبت، فاذا سالناها لماذا قالت " أريد ابنا ليحمينا". كيف وأنت تعارضين فى هذا الأمر؟. مامعنى " قوام " ، القوام هو المبالغ فى القيام . وجاء الحق هنا بالقيام الذي فيه تعب، وعندما تقول : فلان يقوم على القوم أى لا يرتاح أبدا. إذن فلماذا تأخذ "قوامون على النساء " على أنه كتم أنفاس؟ لماذا لا تاخذها على أنه سعى في مصالحهن؟ فالرجل مكلف بمهمة القيام على النساء ، أى أن يقوم باداء ما يصلح الامر، ونجد أن الحق جاء بكلمة " الرجال " على عمومها ، وكلمة "النساء " على عمومها، ، وشيء واحد تكلم فيه بعد ذلك فى قوله : " بما فضل الله بعضهم على بعض" فماوجه التفضيل ؟.
وجه التفضيل
ان وجه التفضيل أن الرجل له الكدح وله الضرب فى الارض وله السعى على المعاش، وذلك حتى يكفل للمرأة سبل الحياة اللائقة عندما يقوم برعايتها . وفي قصة ادم عليه السلام لنا المثل، حين حذر الحق سبحانه آدم وزوجته من الشيطان، الذى دعى الى السجود مع الملائكة لادم فابى، وبذلك عرفنا العداوة المسبقة لادم، وحيثيتها، "قال ءاسجد لمن خلقت طينا" واوضح الحق لادم : اذا هبطت إلى الأرض فاذكر هذه العداوة. وأعلم أنه لن يتركك، وسيظل يغويك ويغريك، لأنه لا يريد أن يكون عاصيا بمفرده ، بل يريد ان يضم اليه آخرين من الجنس الذى أبى أن يسجد هو لأبيهم آدم و يريد أن يغويهم، كما حاول اغواء آدم. " ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى* إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى* وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى" و هل قال الحق بعدها : فتشقيا أو فتشقى؟ قال سبحانه : فتشقى فساعة جاء الشقاء فى الازض والكفاح ستر المرأة وكان الخطاب للرجل يدل عل أن القوامة تحتاج الى تعب ، والى جهد ، والى سعي، وهذه المهمة تكون للرجل. ونلحظ أنه ساعة التفضيل قال : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض" لقد جاء ب "بعضهم " لأنه ساعة فضل الرجل لأنه قوام فضل المرأة ايضا لشيء آخر وهو كونها السكن حين يستريح عندها الرجل وتقوم بمهمتها.
حيثية القوامة
ثم تأتي حيثية القوامة : "وبما أنفقوا من أموالهم " . والمال يأتي نتيجة الحركة ونتيجة التعب ، فالذى يتعب نقول له : أنت قوام ، إذن فالمرأة يجب أن تفرح بذلك، لأنه سبحانه أعطى المشقة وأعطى التعب للجنس المؤهل لذلك. و لكن مهمتها وان كانت مهمة عظيمة إلا أنها تتناسب والخصلة المطلوبة أولا فيها : الرقة والحنان والعطف والوداعة . فلم يات بمثل هذا ناحية الرجل لأن الكسب لا يريد هذه الامور ، بل يحتاج إلى القوة والعزم والشدة ، فقول الله: " قوامون" يعني مبالغون فى القيام على أمور النساء . ويوضح للنساء : لا تذكرن فقط أنها حكاية زوج وزوجة . قدرن أن القيام على أمر البنات والأخوات والأمهات . فلا يصح أن تاخذ " قوام" على انها السيطرة. لأن مهمة القيام جاءت للرجل بمشقة ، وهى مهمة صعبة عليه أن يبالغ فى القيام على أمر من يتولى شئونهن. " وبما أنفقوا من أموالهم " فاذا كان الزواج متعة للأنثى وللذكر . يستمتعان ويريدان استبقاء النوع في الذرية ، فما دامت المتعة مشتركة وطلب الذرية أيضا مشتركا فالتبعات التى تترتب على ذلك لم تقع على كل منهما ، ولكنها جاءت على الرجل فقط . . . صداقا (مهر) ونفقة حتى ولوكانت المرأة غنية لا يفرض عليها الشرع ان تقرض زوجها.
قدم الحق سبحانه وتعالى فى صدر الأية مقدمة بحكم يجب أن يلتزم به لأنه حكم الخالق الذى أحسن كل شىء خلقه ، فاوضح القضية الإيمانية : " الرجال قوامون عل النساء "ثم جاء بالحيثيات فقال : "بما فضل الله بعضهم على بعض و بما انفقوا من أموالهم " ويتابع الحق : "فالصالحات قانتات حافظات للغيب " و المرأة الصالحة هى المرأة التى استقامت على المنهج الذى وضعه لها من خلقها فى نوعها ،فما دامت هى صالحة تكون قانتة. و حافظات للغيب تدل على سلامة العفة . فالمرأة حين يغيب عنها الراعى لها والحامي لها كالأب بالنسبة للبنت والابن بالنسبة للأم ، والزوج بالنسبة للزوجة ، فكل امرأة فى ولاية أحد لا بد أن تحغظ غيبته ؟ ولذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم حينما حدد المرأة الصالحة قال فى حديث عن الدنيا : " الدنيا كلها متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"(1) .
"خير النساء التى تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه فى نفسها ولامالها بما يكره"(1).
الجمال ليس كل شيء
وأى شيء يحتاج الرجل إليه أحسن من ذلك. وكلمة "إن نظرت إليها سرتك" اياك أن توجهها ناحية الجمال فقط ، جمال المبنى ، لا ، فساعة تراها اجمع كل صفات الخير فيها ولا تاخذ صفة وتترك صفة. لأن النبى صلى الله عليه وسلم حذرنا من ان ناخذ صفة فى المرأة ونترك صفة أخرى، بل لا بد أن ناخذها فى مجموع صفاتها فقال : " تنكح المرأة لاربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك . "
المطلوب ألا تنظر إلى زاوية واحدة فى الجمال ، بل انظر إلى كل الزوايا فلو نظرت إلى الزاوية التى تشغل الناس ، الزاوية الجمالية ، لوجدتها أقل الزوايا بالنسبة إلى تكوين المرأة. لأن عمر هذه المسالة " شهر عسل " - كما يقولون - و تنتهي، ثم بعد ذلك تبدأ المقومات الأخرى . فان دخلت على مقوم واحد وهى أن تكون جميلة فانت تخدع نفسك ، وتظن أنك تريدها سيدة صالون ! ونقول لك : هذه الصفة أمدها بسيط فى عمر الزمن ، لكن مايبقى لك هو أن تكون أمينة ، أن تكون مخلصة ، أن تكون مدبرة . ولذلك فالفشل ينشا فى الأسرة من أن الرجال يدخلون على الزواج بمقياس واحد هو مقياس جمال البنية ، وهذا المقياس الواحد عمره قصير. يذهب بعد فترة وتهدأ شهوته . وبعد ذلك تستيقظ عيون الرجل لتتطلع الى نواحي الجمال الأخرى ، فلا يجدها . فيحدث الفشل لذلك لابد أن تاخذ المجموعة كلها . اياك أن تاخذ زاوية واحدة ، وخير الزوايا أن يكون لها دين. وكذلك بالنسبة لقبول المرأة للزوج ، أيضا خير الزوايا أن يكون له دين. قال رسول الله -صل الله عليه وسلم "اذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الارض و فساد عريض ". .وعندما استشار رجل سيدنا الحسن بن على -رضي الله عنهما- قال : زوجها ذي الدين ، ان أحبها أكرمها ، وان كرهها لم يظلمها اذن فالدين يرشدنا : لا بد أن ننظر إلى المسالة التى سيكون لها عمر .

منال
12-11-2008, 12:38 PM
بارك الله فيك أستاذ عزام

بالنظر لواقعنا المرير نجد كثير من الرجال يفهمون القوامة بعكس مرادها مما يدفع النساء للعصيان وطلب المساواة ثم يلتقطهم دعاة المساواة والحرية فيخربون عقولهم ويزددن تمردا على الرجال
وكل منهما لو أحسن استخدام ما منحه الله ورضي به لعاش في أمن وسلام وأراح واستراح