تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المفرقعات: عيد او وعيد



من هناك
12-11-2008, 03:43 AM
مفرقعات الأضحى: العيد حرباً أهلية

حرب أهلية حقيقية، غابت الدولة وحضر الفلتان المطلق، سقط جرحى وخربت ممتلكات عامة وخاصة، هل هي «بروفة» للمستقبل القريب؟. لا إنه العيد. فقد انقسم أولاد القرى خلال العطلة على خلفية الانقسام السياسي، وامتدت «المواجهات» بـ«الفرقيع» إلى أكثر من قرية لتتحول تشابكاً بالأيدي وتضارباً بالعصيّ والحجارة.
ساحة بلدة بيصور تحولت إلى ساحة قتال بالمفرقعات، والأسهم النارية إلى سلاح بأيدي الشباب ما سبّب ثلاث إصابات، وتكسير عدد من السيارات وواجهات المحالّ.

يقع منزل زاهر ملاعب في الساحة العامة، وقد احترقت شرفته بعد إصابتها بسهم ناري. «تعرضنا لحصار دام ساعات، ثم وصلت سيارة الشرطة إلى الساحة وهرب عناصرها بعدما انهال عليهم الشبان بالمفرقعات. وبعد 12 اتصالاً أجريته مع القوى الأمنية وعدوني بإرسال 10دوريات لكننا لم نرَ أحداً لما بعد الواحدة فجراً، حين وصل الجيش اللبناني إلى الساحة المدمرة».

اليوم التالي شهد اجتماعات بين العائلات والمشايخ والبلدية والأحزاب لمعالجة آثار الحوادث، وطالب المجتمعون «وزارة الداخلية بوضع حد لاستيراد هذه الأنواع الخطرة من المفرقعات».

في بلدة كفرمتى، اتخذت اللعبة طابعاً طائفياً خطيراً، بعدما رمى شبان مفرقعات داخل مزار للسيدة العذراء ما أدى إلى تهشيمه، وعملت القوى الأمنية على اعتقال الشبّان المسبّبين للحادث. وفي بلدة شارون أسقط شبان مفرقعات قوية من مدخنة مدفأة أحد المنازل ما سبب احتراقاً جزئياً للغرفة. وفي إحدى مدارس قضاء عاليه أقدمت مجموعة من الطلاب على إشعال قطعة «كاتول» وربطوا بها مفرقعات قوية، ثم صعدوا إلى الصفوف ومع مرور الوقت أخذت تنفجر دون أن يكون بجانبها أحد.

رضا (13 سنة) أحد الفتيان العائدين من حرب المفرقعات عند الصباح قال لـ«الأخبار»: «هاجمنا خصومنا من مؤيدي 8 آذار وحطمنا زجاج منزل أحدهم بمتفجّرة قوية. وكاد هو ورفاقه أن يعتقلونا لكننا هربنا للحقول المجاورة، وقد صرفت خلال ليلة العيد مبلغ مئة ألف ليرة ثمن مفرقعات». أما سامر (15 سنة) فقال «تعرّضت أثناء اللعب للإصابة بسهم ناري في كتفي والعناية الإلهية حمت وجهي».

سليم أبو شقرا (9 سنوات) قال لـ«الأخبار» وهو يبعد يديه عن جسمه «لأنها ملوّثة بالبارود» إن اللبنانيين لبننوا أسماء المفرقعات: «في واحدة اسمها الأصلي «شوكولاتة» صار اسمها «الحريري»، لأنها تشبه انفجار الرئيس الراحل رفيق الحريري. وفي «زلزال» على اسم صواريخ المقاومة». ويضيف الولد الذي كان يتكلم بحضور أهله إن هناك أنواعاً أخرى مسيّلة للدموع «وريحتها بشعة وبتخنق، وهناك «الهاون» وهي كاستعمال مدفع «الهاون" الحقيقي نفسه». ويضيف شقيقه جاد (13 سنة) «لم نعد نحب المفرقعات الصغيرة لأنها خفيفة، رغم خوفي أن يعرف أهلي بما ارتكبنا خلال ليلة العيد أو هذه التفاصيل عن المفرقعات».