تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة الإعلام



دار الاسلام
12-03-2008, 06:53 AM
دراسة الإعلام

http://naqed.info/forums/style_emoticons/default/bism.gif و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين , اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا و انت تجعل الحزن ان شئت سهلا ,
الاخوة الكرام , السلام عليكم و رحمة الله .
تدرجنا بكم في لقاءات سابقة من التعريف العام للاعلام و لخطورته , الى تعريف اكثر خصوصية على اعتبار انه اسلوب اتصال بين الناس , ثم الى مرحلة اكثر عمقا فتحدثنا عن تأثير الاعلام و كنا في كل ذلك نركز على الكيفيات , و اليوم في هذا اللقاء الطيب ,فاننا نواصل تدرجنا ذاك فسيكون موضوع اليوم و ان كان لم يبرح بعد عموميات الاعلام , الا انه اكثر تركيزا و اكثر عمقا اذ سننفذ منه باذن الله الى دراسة كل خصوصيات الاعلام واحدة واحدة , يصبح لنا بعدها رؤية واضحة لاي عمل يقوم به الاعلام فتسهل علينا مراقبته و عد انفاسه و بالتالي التحكم فيه اذا ما استطعنا ان نزيل تخديره المركز على المتلقي المسلم , ليتحول من مجرد متلق ساذج الى ناقد نبيه يحاسب الاعلام ...

لا بد ان نعلم امرا يتمحور حوله جزء هام جدا من عملنا, وهو ان الاعلام -- باعتبار انه نقل الافكار و المعلومات و الاخبار و المعارف, اي كل ما يتوجه به الى عقل الانسان و حسه من معاني -- و ان اهتم فريق من المفكرين بدراسة الفكر الانساني و الاجتماع و الدين و غيرها من مكونات هذا الاعلام , الا ان دراسته كمنظومة كاملة , و كوسائل لنقل المعلومات و الاخبار, قد انعدمت فيه الدراسات في ذاته , فحتى في الجامعات , فان الطالب يدرس المعارف التي يستعملها الاعلام , مثل اللغة , و التاريخ , و المدارس الفكرية و الفلسفية , و النفس , و الاجتماع.. و يتدرب على الالقاء , و الادارة الفورية الارتجالية , و التحرير , و سرعة البديهة.. الا انه ليس هناك ما يسمى الاعلام ,, لا تعريفا و لا مادة تعطى و لا حتى تاريخ الاعلام .

فنحن اذ نتحدث عن الاعلام اليوم , فاننا نتحدث عن مؤسسات و وسائل تستعمل المعارف الانسانية للتأثير في الانسان , اي اننا نتعامل مع كائن لا يسمح بتعريفه و لا بدراسته و لا بتحديد هويته و لا حتى بالحوار معه , كائن تعود على السيطرة و التحكم , و تعود على التلون و التشكل لتحقيق هذا الغرض , فحتى في الدولة الاسلامية , فان الاعلام سيحاول , حتى المدار من قبل اخلص المخلصين من المسلمين , سيحاول التأثير في الناس بحسب وجهة نظر القائمين عليه , و سيستعمل كل المهارات و المعارف الانسانية لتحقيق هذا التأثير و الظهور ؟

صحيح انه في دولة الخلافة سيكون ملجما بالاساليب التي يقرها الشرع , و بالاوامر السياسية التي ترده من الدولة , الا انه لا يقدم الخبر فحسب و لا يقدم الحكم الشرعي فحسب , بل يقدم اشياء اخرى تتخللها , و تمتزجها , من اصوات , و صور و مؤثرات زمنية و نفسية و غيرها .

و لذلك , فاننا عند ارادتنا فهم الاعلام لا بد ان نعي على هذا كله , و ان نضع في حسباننا , اننا بصدد دراسة امر تتوزع تعاريفه على كل ما انتج الانسان من فكر و حتى من صناعة.

و لكن لحصر هذا الكائن لتقريب فهمه , فاننا سنتدرج, في هذا اللقاء و في القادم من اللقاءات باذن الله, من الظاهر الى العميق , و من العام الى الخاص , و من الناتج الى كيفية اصدار هذا الناتج .

فلا بد لفهم الاعلام ان ندرس ما يلي :

اولا غاية كل انسان يحمل فكرا = التاثير = زرع هذا الفكر في غيره
اسلوب كل انسان يحمل فكرا يريد زرعه في غيره = اقناع العقل و قيادة المشاعر
ما هو الفكر الذي يحمله من يدعو الى فكر ؟ = فكر عن الكون و الانسان و الحياة و ما قبل الحياة و ما بعدها و علاقة ذلك بما قبل الحياة و ما بعدها, او جزء من هذا الفكر , او فرع منه او فرع من فرع منه
فلا بد من دراسة كل هذه المكونات , حتى نصل الى الاعلام ,

و بما اننا من المهتمين بحال هذه الامة , و بما اننا في الجزء الاكبر منا حملة للدعوة في الطريق السياسي فقد وفرت علينا دراستنا في الدعوة الباب الثالث بشكل راسخ باذن الله تعالى , فقد تجاوزنا هذا الباب اذن و لم يبق امامنا الا ان ندرس اسلوب و غاية الاعلام.

كيف يمكن السيطرة على العقل ؟

كيف يمكن السيطرة على المشاعر ؟؟

كيف يمكن استعمال العقل للسيطرة على المشاعر او استعمال المشاعر للسيطرة على العقل ؟

باستعمال الحواس , كل الحواس , السمع و البصر و التذوق و الرائحة و اللمس, الا ان الحاستين الاكثر سهوله للوصول اليهما , هما السمع و البصر وهما عمودي الادراك ( الفؤاد) الفقريين ,

اذن لا بد من دراسة خاصيتي السمع و البصر و كيفية تعاملهما مع الادراك ,

مدى اخلاص السمع و البصر للادراك ,,
مدى صدق السمع و البصر مع الادراك ,
مدى صدق ما يقع عليه السمع و البصر و حيادية نقل السمع و البصر لما يقعا عليه الى الدماغ ,

ان ما ينقله السمع و البصر من واقع يعتبر معلومات , اي احكام اولية على ما يقع عليه السمع و البصر او احدهما .

فمن يقدم هذه الاحكام الاولية اي هذه المعلومات , او من يجسد الواقع الذي يقع عليه السمع و البصر له دخل كبير في نوع المعلومة التي سينقها السمع و البصر الى الدماغ .

لا بد ان ندرس صدق نقل السمع و البصر لما هو في الواقع الى الدماغ , ثم نراعي هذا المدى عند تجسيدنا لواقع يقع عليه السمع و البصر او احدهما , فليس النقل دقيقا , اذن لا بد من ارداف هذا الواقع الذي حصل تجسيده بواقع اخر مماثل له ثم بثالث ثم برابع........ حتى نقلص امكانية الهلوسة او سوء المعالجة التي يقوم بها السمع و البصر او احدهما للواقع الذي جسدناه اثناء عملية نقله الى الدماغ لتتم بعد ذلك عملية الادراك ,

ثم لا بد ايضا ان نقلص من امكانية سوء الربط في الدماغ او مخالفة ما نريد عند الربط في الدماغ , و هذا يتطلب التكرار و الاكثار و التنويع للتأكيد و الدعم للاتجاه الذي نريده الموجود في الدماغ , و الالغاء و الاقصاء و التجاهل و الهجوم و التشويه و التقليل و التجميد على صيغة واحدة لما نريد اقتلاعه من الدماغ من معلومات سابقة , عند نجاحنا في ذلك فاننا سنصل الى دماغ يربط المعلومات التي نقدمها له بالطريقة التي نريد و بالمعلومات التي نريد , فينتج الافكار التي نريد , طبعا هذا بنسب متفاوتة .

هذا هو عمل الاعلام . و هذا هو لسانه حاله .

و على هذا ستقوم دراساتنا للاعلام .

فالاعلام ينقل معلومات و افكار و اخبار و معارف , الا انه يختار من هذه المجالات ما يريد هو, كما يختار اساليب النقل ,, و اوقات النقل , و كيفيات النقل , و له غايات من وراء ذلك النقل بذلك التوقيت بذلك الشكل ,

فعلينا ان نصل الى غايته , اي الى معرفة غايته قبل ان يصل هو لها , فنقوم بمحاسبتها و اخذ القرار في شأنها , ثم اخذ الاجراء المناسب للقرار الذي اتخذ في شأنها , فان سبقنا اليها , فانه سيضع في طريقنا الف عائق عند ارادتنا معالجتها , و سيركز هذه العوائق و يعطيها الزخم الازم للدفاع عنها للحفاظ عليها , فنتلهى بذلك عن مسارات اخرى له كان قد اتخذها و بدأ في تنفيذها ,

اي بخسارة الجولة الاولى , تصبح امكانيات الخسارة كبيرة جدا في ذات النقطة , ثم بالطبع فيما يليها من نقاط او غايات وصل اليها الاعلام , او في طريقه للوصول اليها .

كما ان الاعلام ليس مجرد مدافع عن غاياته التي وصل اليها او خطط للوصول اليها , بل مهاجم كبير ايضا , فلا بد من صد الهجوم في نفس الوقت الذي نريد فيه منعه من الوصول الى غاية من غاياته .

اذن لا بد من بناء مشروع اعلامي , لا بد ان يكون مشروعا اعلاميا , مدعوما من قبل مشروع سياسي , يعي هذا المشروع عن نقاط القوة و الضعف في الخصم , و مجالات الصراع و اماكن الصراع و اوقات الصراع و كيفيات الصراع و مناهج الصراع , حتى يدخل هذه الساحة .

و المجال الوحيد للعمل في هذا المشروع هو المتلقي ,

من هو المتلقي ؟؟ لقد درسه الاعلام دراسة دقيقة جدا , و وضع له خطة للسيطرة عليه , و نحن ايضا درسناه جيدا و لا بد ان نضع خطة للسيطرة عليه و انتزاعه من سيطرة غيرنا , كيف ؟؟؟؟

بدراسة الانسان , و دراسة الكون و الحياة , و دراسة تأثير السمع و البصر على الادراك و كيفية هذا التأثير , ثم صياغة منظومات و ايصالها للسمع و البصر فتنتقل الى الدماغ , ثم لا بد من اعادة تشكيل المعلومات السابقة , للسيطرة على عملية الربط داخل الدماغ , حتى نستطيع الاطمئنان الى ان ما نقلناه للسمع و البصر قد وصل الى الادراك , فاقره و عرضه على الفؤاد فتبناه , فاستقر عند الذات الانسانية فايدنا في مشروعنا السياسي.

يتطلب هذا منا الكثير , و لكن لتسهيل هذا كله , لا بد من العود الى البدأ , و دراسة كل نقطة بعمق و استنارة , معتمدين على اهم ما يمكن للانسان ان يعتمد عليه , وهو الاهتمام, اي ان نقوم بهذا العمل , في كل جزء منه صغر ام كبر باهتمام بالغ و رغبة عارمة و ارادة قوية و ثقة تامة.

نسأل الله السداد
و الحمد لله رب العالمين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

خفقات قلب
12-03-2008, 08:47 AM
دار الإسلام..الموضوع من كتاباتك؟ بقلمك؟

دار الاسلام
12-03-2008, 03:45 PM
:D
دار الإسلام..الموضوع من كتاباتك؟ بقلمك؟
:D هههه اكيد لأ!!! شو دخلني انا في الاعلام !!!

الاعلام للناس الصايعة هههه ...هيك بتذكر كنا انشوف طلاب كلية الاعلام !!!هههه

منقول عن شبكة الناقد للاعلام ...بس في الحقيقة سلسلة دراسية في الاعلام قيمة ...http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4404

خفقات قلب
12-03-2008, 07:50 PM
هذا كان قصدي..إذا نقلت شي انسبه لأصحابه..
حتابعك من اليوم ورايح..ويا ويلك تجيب موضوع من غير ما تجيب المصدر...:mad:
حلوة الإعلام للناس الصايعة..
طيب ايش تخصصك لعل وعسى نستفيد منك
بدل ما يضيع علمك ودراستك سُدى :D

دار الاسلام
12-03-2008, 09:35 PM
هذا كان قصدي..إذا نقلت شي انسبه لأصحابه..
حتابعك من اليوم ورايح..ويا ويلك تجيب موضوع من غير ما تجيب المصدر...:mad:
حلوة الإعلام للناس الصايعة..
طيب ايش تخصصك لعل وعسى نستفيد منك
بدل ما يضيع علمك ودراستك سُدى :D
بارك الله بكم اختي الكريمة خفقات ...
فعلا اصبتي في تنبيهي على ذكر المصدر ... جزيتي خيرا على امانتك و حرصك على الامانة و التذكير بها !

اما عن تخصص اخاكي :D...فهو :confused:برمجة كمبيوتر و علوم حاسب !!:D ...

خفقات قلب
12-03-2008, 11:02 PM
تخصصك حلو..ممكن نستفيد منه..جهز نفسك بقسم الانترنت والكمبيوتر
حرام يضيع علمك عبث..
أخاف يجي يوم تنسى تشغل الكمبيوتر!!
يعني لو اختفيت وطولت غيباتك..
حاعرف انك نسيت تشغل الكمبيوتر..
ضايع بين الأزارير :D

دار الاسلام
12-04-2008, 12:43 AM
تخصصك حلو..ممكن نستفيد منه..جهز نفسك بقسم الانترنت والكمبيوتر
حرام يضيع علمك عبث..
أخاف يجي يوم تنسى تشغل الكمبيوتر!!
يعني لو اختفيت وطولت غيباتك..
حاعرف انك نسيت تشغل الكمبيوتر..
ضايع بين الأزارير :D

خلونا في الاعلام ...ههه

شوفوا على سبيل المثال لا الحصر ...قناة العربية و مدى حقارتها في بث الفتن و الاكاذيب و الضلالات .

والله انا شخصيا للامانة ... بعترف ان هذه المحطة و سياساتها تثير فيا كل مشاعر التقدزز و الاشمئزاز .

خفقات قلب
12-04-2008, 10:43 AM
ومن فين تستقي الأخبار؟ دلنا على قناة إخبارية ما تثير التقزز والإشمئزاز

دار الاسلام
12-25-2008, 06:49 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ما هو الاعلام

إقتباس
تعريفُ الإعلام ِ:
الإعلام لغة ً : الإخبارُ، وأعلـَمَ بالشيءِ أي أبلـَغ عنه وأخبرَ به، ومنه التعليمُ أي تبليغُ المعلومات .
إصطلاحاً : هو الإخبارُ بالأحداثِ، ونشرُ المعلوماتِ والمعارفِ وانتقاؤُها والتدقيقُ في صَحتِها، بناءً على وجهةِ النـّظر في الحياة، وعلى سياسة الدولة، وحَسَبَ مَنْهج ٍ تربوي ٍ معين ٍ ( أي حَسَبَ كيفيةٍ معينةٍ لإيصال ِالمعلومةِ بحيثُ تضمنُ هذه الكيفية ُوصولَ المعلومةِ بالشكل المرادِ).
والإعلامُ: هو كل شكل من أشكال الإتصال بالآخر لتبليغِه فكرة ما.. ومن هذه الأشكال: الخـُطبُ و حلقاتُ الحوارِ والنـَّدواتُ والتدريسُِ والمؤلفاتُ المتخصّصةُ أو المؤلفاتُ المتنوعةُ كالدورياتِ مثلُ المجلاتِ و الجرائدِ، وكذلك إيصالُها عبر الوسائل الصوتية والمرئية كالإذاعات، والتمثيل في المسرحِ أو في السينما.


قالوا في تعريف الاعلام :

1- الاعلام وهو التبليغ اي الايصال ..والبلاغ هو ما يصلك او وصلك..وفي الحديث: بلغوا عني ولو ايه اي اوصلوها غيركم واعلموا الاخرين. والاعلام هو التعريف بقضايا العصر مع كيفية معالجتها في ضؤ النظريات والافكار والمبادىء التي اعتمدت لدى كل نظام او دوله
2- يقصد بالاعلام من الناحيه العلميةالأسلوب المنظم للدعاية السياسية او ترويج الأفكار في وسط مهىء نفسياً لاستقبال السيول الفكرية التي تقذفها المصادر التي تتحكم بالرأي العام وتمسك زمام الامور بيد من حديد.
3- مفهوم مصطلح الإعلام
إن كلمة إعلام إنما تعني أساسا الإخبار وتقديم معلومات، أن أعلم، ويتضح في هذه العملية، عملية الإخبار، وجود رسالة إعلامية (أخبار – معلومات – أفكار- آراء) تنتقل في اتجاه واحد من مرسل إلى مستقبل، أي حديث من طرف واحد، وإذا كان المصطلح يعني نقل المعلوات والأخبار والأفكار والآراء، فهو في نفس الوقت يشمل أية إشارات أو أصوات وكل ما يمكن تلقيه أو اختزانه من أجل استرجاعه مرة أخرى عند الحاجة، وبذلك فإن الإعلام يعني "تقديم الأفكار والآراء والتوجهات المختلفة إلى جانب المعلومات والبيانات بحيث تكون النتيجة المتوقعة والمخطط لها مسبقا أن تعلم جماهير مستقبلي الرسالة الإعلامية كافة الحقائق ومن كافة جوانبها، بحيث يكون في استطاعتهم تكوين آراء أو أفكار يفترض أنها صائبة حيث يتحركون ويتصرفون على أساسها من أجل تحقيق التقدم والنمو الخير لأنفسهم والمجتمع الذي يعيشون فيه.
كما يعني المصطلح "تقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة الصادقة للناس، والحقائق التي تساعدهم على إدراك ما يجري حولهم وتكوين آراء صائبة في كل ما يهمهم من أمور".
4_ الإعلام لغة
هو التبليغ والإبلاغ أي الإيصال، يقال: بلغت القوم بلاغا أي أوصلتهم الشيء المطلوب، والبلاغ ما بلغك أي وصلك، وفي الحديث: "بلغوا عني ولو آية"، أي أوصلوها غيركم وأعلموا الآخرين، وأيضا: "فليبلغ الشاهد الغائب" أي فليعلم الشاهد الغائب، ويقال: أمر الله بلغ أي بالغ، وذلك من قوله تعالى: (إن الله بالغ أمره) أي نافذ يبلغ أين أريد به.
5_التعريف العام للإعلام
الإعلام: هو التعريف بقضايا العصر وبمشاكله، وكيفية معالجة هذه القضايا في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل نظام أو دولة من خلال وسائل الإعلام المتاحة داخليا وخارجيا، وبالأساليب المشروعة أيضا لدى كل نظام وكل دولة.
ولكن "أوتوجروت" الألماني يعرف الإعلام بأنه هو التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها وميولها واتجاهاتها في الوقت نفسه".
وهذا تعريف لما ينبغي أن يكون عليه الإعلام، ولكن واقع الإعلام قد يقوم على تزويد الناس بأكبر قدر من المعلومات الصحيحة، أو الحقائق الواضحة، فيعتمد على التنوير والتثقيف ونشر الأخبار والمعلومات الصادقة التي تنساب إلى عقول الناس، وترفع من مستواهم، وتنشر تعاونهم من أجل المصلحة العامة، وحينئذ يخاطب العقول لا الغرائز أو هكذا يجب أن يكون.
وقد يقوم على تزويد الناس بأكبر قدر من الأكاذيب والضلالات وأساليب إثارة الغرائز، ويعتمد على الخداع والتزييف والإيهام، وقد ينشر الأخبار والمعلومات الكاذبة، أو التي تثير الغرائز، وتهيج شهوة الحقد، وأسباب الصراع، فتحط من مستوى الناس، وتثير بينهم عوامل التفرق والتفكك لخدمة أعداء الأمة، وحينئذ يتجه إلى غرائزهم لا إلى عقولهم، وهذا ما يجري في العالم الإسلامي من خلال جميع وسائله الإعالمية باستثناء بعض القنوات التلفازية، والمجلات الإسلامية؛ لهذا فالتعريف العلمي للإعلام العام يجب أن يشمل النوعين حتى يضم الإعلام الصادق والإعلام الكاذب، والإعلام بالخير، والإعلام بالشر، والإعلام بالهدى، والإعلام بالضلال.
وبناء عليه يكون تعريف الإعلام هو: كل نقل للمعلومات والمعارف والثقافات الفكرية والسلوكية، بطريقة معينة، خلال أدوات ووسائل الإعلام والنشر، الظاهرة والمعنوية، ذات الشخصية الحقيقية أو الاعتبارية، بقصد التأثير، سواء عبر موضوعيا أو لم يعبر، وسواء كان التعبير لعقلية الجماهير أو لغرائزها.
6-الإعلام ولغة الحضارة
لا يعني ارتباط عنصري التعبير والتفكير، في عملية التحرير الإعلامي، أن اللغة هي جوهر الفكر وماهيته حيث تقصر كثيرا في التعبير عن الأفكار والعواطف والانفعالات، إنما يعني أن اللغة اللسانية ليست هي الوحيدة التي يعرفها الإنسان. فهناك لغات غير كلامية، تستخدم في التحرير الإعلامي. ومن هذا المنطلق يحدث التحول عن طبيعة الإعلام الأساسية من حيث ارتباطه بالتعبير والاتصال إلى مفهومه وماهيته قبل التعرف إلى لغة الحضارة التي تحقق إنسانية الفرد في إطار مجتمع يحمل الإعلام فيه لواء العملية الاجتماعية التي تمكن أفراده من أن يصبحوا كائنات اجتماعية.
والمقصود بالإعلام تزويد الناس بالمعلومات والأخبار الصحيحة والحقائق الثابتة التي تمكنهم من تكوين رأي صائب فيما يعن لهم من مشكلات، وهو يعبر بذلك عن عقلياتهم واتجاهاتهم وميولهم مستخدما الإقناع عن طريق صحة المعلومات ودقة الأرقام والإحصاءات.
الإعلام والتنمية
لقد أصبح الإعلام السمة المميزة للعصر، وأضحى تأثيره في حياتنا طاغيا لا يستطيع معه أي فرد في أي ركن من أركان الدنيا أن يتجنبه، إنه يصنع العقول، يحركها، يغير اتجاهات الأفراد ويوجههم إلى حيث يشاء، بل هو يصنع الأحداث، بل ويصنع الأخبار، يخطو بالشعوب والدول ويتقدم بها إلى الأمام، تلك مهمة الإعلام الرشيد، أو يخطو بهم إلى الوراء، إلى التخلف أو الثبات والجمود، وهو ما يصنع إعلام ظلامي غير مستنير يتسم دائما بالجمود، أو إعلام مغرض عدائي يسعى إلى وقف مسيرة الشعوب نحو ما هو أفضل لها، إن الإعلام هو الذي يرسم اليوم ما يمكن أن نطلق عليها الخريطة الإدراكية الوجدانية للشعوب، فتبرز شعوب مستنيرة متكاملة الشخصية لها فعالياتها وتحقق ذاتيتها ووجودها، أن تخلق شعوبا تعاني من الخواء الوجداني والإدراكي أمام ضغوط توجهات إعلامية تسعى إلى تجريد الأفراد من هويتهم وانتمائاتهم وقيمهم ومعتقداتهم وثقافتهم الذاتية.