تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أضعف الإيمان - انهيار الجامعة العربية



من هناك
11-30-2008, 07:07 AM
أضعف الإيمان - انهيار الجامعة العربية

داود الشريان الحياة - 29/11/08//


إذا كان مجلس الجامعة العربية شهد خلافات في السابق وصل بعضها الى حد التشابك بالأيدي، فإنه يوم الخميس الماضي حقق انهيارا سياسيا غير مسبوق. لكن السجال الحاد بين وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيره السوري وليد المعلم، حول المصالحة الفلسطينية وغياب «حماس» وإغلاق معبر رفح، غيّب خطورة القرار الذي اتخذه الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب.

إنها المرة الأولى في التاريخ تتدخل الجامعة العربية في قضايا الحكم، فتسمي الرئيس، وتمنح حكومة ما صفة قانونية وتفرضها على الناس. فهي في اجتماعات اول من امس فرضت رؤية طرف فلسطيني، فأعلنت تأييدها ووقوفها مع التمديد للرئيس الفلسطيني محمود عباس، واستمراره في تحمل مسؤولياته كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية، على رغم ان التمديد للرؤساء وعزلهم ليس من اختصاصها. ناهيك عن ان الجامعة العربية وقفت على الحياد في ازمة الجزائر، وهي لا تختلف عن ما يجري في الأراضي الفلسطينية، وبقيت تتفرج على احداث موريتانيا، ولم تزل تتعامل مع التطوارات الحاصلة على الساحة العراقية بطريقة توحي بأن العراق دولة في اميركا الجنوبية.

لا شك في ان ما جرى تحت قبة الجامعة العربية الخميس الماضي، سابقة خطيرة من الناحيتين السياسية والشعبية. إذ استند قرار الجامعة الى ما يسمى الشرعية الدولية التي من أهم انجازاتها حتى الآن تجويع الفلسطينيين، وتبرير قتلهم، والسكوت عن جرائم الجيش الإسرائيلي، ناهيك عن ان هذا القرار يخالف توجهات الاصلاح السياسي في الأراضي الفلسطينية. فبقاء الرئيس محمود عباس وحكومته امر تقرره صناديق الاقتراع، إضافة الى ان قرار الجامعة طالب الفلسطينيين بالحوار ومارس عليهم الوصاية في آن. وهو تناقض يكشف عن مستوى الخور السياسي الذي وصل إليه ما يسمى العمل العربي المشترك.

الأكيد أن الجامعة العربية بهذا القرار ستفقد ما تبقى لها من رصيد في الشارع العربي. صحيح انها منذ نشأت تعّبر عن الرأي العربي الرسمي، لكن ليس بهذه الطريقة المنحازة والفجة. فقرارها الأخير كرّس الانقسام الفلسطيني، بل ربما تحول الى شرارة لإشعال صراع شرس وطويل بين الفلسطينيين. والأسوأ ان الجامعة غير مكترثة بما يجري في غزة، وكأن تجويع الشعب الفلسطيني قرار لا تملك حياله إلا التنفيذ. ان ما جرى يؤكد ان دور الجامعة العربية انتهى شعبياً على الأقل.