تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أين هو حوار الرياضة؟؟؟ هل اختفى؟؟؟



Anfal
08-25-2003, 04:43 PM
مالك عبد العزيز: ذهابي إلى السجن لم يكن كله شراً بل كان فيه الخير أيضا

كان الملاكم الاميركي يخطط منذ عام 1993 ان يسير على خطى الملاكم الاميركي محمد علي، وذلك باعتناق الدين الاسلامي وتغيير اسمه ليصبح مسلما عقيدة واسما. فمنذ ذلك الحين بدأ يدرس تايسون الاسلام لمعرفة مبادئه وتعاليمه. وكان يخطط انه بعد خروجه من السجن، بعد ادانته في جريمة اغتصاب، سيصبح شخصا مختلفا عما عرفه عليه الناس. فانه يريد ان يعود الى حلبة الملاكمة لاستئناف نشاطه الرياضي في الملاكمة بدين جديد هو الاسلام وباسم جديد هو مالك عبد العزيز. ولكنه نجح في تغيير دينه ولم يفلح في تغيير اسمه، اذ ظلت تناديه وسائل الاعلام المختلفة بمايك تايسون فلم يجد حرجا في الاستمرار باسمه القديم. وكان المهم عنده هو اعتناق الاسلام وليس تبني اسما جديدا.
وقد ساعد تايسون في التفكير الجدي في اعتناق الاسلام تمضية ثلاث سنوات في السجن اي نصف مدة العقوبة التي حُوكم بها وهي ست سنوات، فوجد في خلوة السجن فرصة سانحة في مراجعة مسار حياته داخل حلبة الملاكمة وخارجها، فصمم بعد دراسته للاسلام على ان هذا الدين هو الذي سيساعده على تجاوز كل مشكلاته في الحياة. فمن هنا بدأ تايسون رحلته الايمانية التي قادته الى اعتناق الاسلام.

اختار مايك تايسون بعد اعتناقه الاسلام اسما جديدا لنفسه، وهو مالك عبد العزيز، باعتبار ان اسم مالك هو الاسم الاسلامي المقابل لاسم مايك. وعندما كان تايسون يقضي عقوبة السجن في سجن انديانا للشباب، تلقى دروسا مكثفة في الاسلام من معلم مسلم هو محمد صديق. وكان اسلام تايسون بالنسبة لوسائل الاعلام الاميركية المختلفة بمثابة صدى لاسلام محمد علي في الستينات. فقد اعتنق محمد علي الاسلام وسرعان ما غير اسمه من كاسيوس كلاي الى محمد علي.

التأييد والمؤازرة

قال محمد علي لدى سماعه نبأ اعتناق مايك تايسون للاسلام في عام 1993: انني من خلقه 100 في المائة، كناية على تأييده ومؤازرته، والحمد لله الذي هداه الى الاسلام. والذي يستحق الشكر والثناء على ذلك هو الله سبحانه وتعالى.
وبالفعل دعا تايسون وسائل الاعلام الاميركية المختلفة الى ان تدعوه باسمه الجديد مالك عبد العزيز. واخبر تايسون حراس السجن في عام 1993 انه بصدد اعتناق الاسلام خلال شهر. وانه في ذلك يتبع خطوات محمد علي. وكان تايسون وقتذاك يقضي عقوبة السجن بعد ادانته في جريمة اغتصاب والحكم عليه بست سنوات.
وقال تايسون ان ذهابه الى السجن لم يكن كله شرا بل كان فيه الخير ايضا، اذ اتاح له فرصة الحصول على الراحة النفسية والخلاص الروحي، وذلك بقراءته للقرآن الكريم وتعلم مبادئ الاسلام. وبدأ تايسون يتلقى دروسا منتظمة ومواعظ دورية من معلم مسلم هو محمد صديق لعدة اشهر.

تصرفات طائشة جنونية

وكان تايسون يردد بافتخار واعتداد ان هدفه في الحياة، هو كسر انف خصومه في الملاكمة. ولكنه قرر بعد اول خطوة خطتها قدماه خارج اسوار سجن انديانا ان يذهب الى اقرب مسجد ليصلي لله شاكرا وحامدا إن هداه الى الاسلام.
وبينما كانت الملاكمة في حالة انتظار طوال عقوبة تايسون في السجن طوال ثلاث سنوات، وكان دون كينج متعهد تنظيم بطولات الملاكمة العالمية في حالة غضب واهتياج لسجن تايسون، كان تايسون الذي اعتنق الاسلام داخل السجن شاكرا الله سبحانه وتعالى على هدايته وحريته. ولكن سرعان ما عاد تايسون الى حلبة الملاكمة ومنازلة الخصوم، وبدأت تطل من جديد تصرفاته الطائشة الجنونية التي حسب الجميع ان فترة السجن قد نزعت عنه الطيش والتهور، وجعلته اكثر اتزانا وتعقلا.
وقال بوتش لويس متعهد مباريات تايسون، الذي كان يزوره بانتظام في السجن خلال الثلاث سنوات التي امضاها تايسون في السجن، لقد حاولت ان اخبره عما ينتظره خارج السجن. وقلت له لا بد من تثبيت قدميك على الارض، لانك لم تستعد بعد الاستعداد الكافي للقفز مرة ثانية في قطار الحياة خارج السجن.
واضاف لويس: لقد كنت اعلم انهم جميعا يزحفون تجاهه، وكنت اتمنى انه يستطيع التعامل معهم على الرغم من انني اعلم انه غير مستعد لما يريدون ان يقذفوه عليه من الملاكمين. ولكن من هو الملاكم المتحدي الجديد؟ كان هذا السؤال يشغل اهتمام معسكر تايسون، بينما تايسون نفسه مشغول بأمور اخرى حين خروجه من السجن. من بين مشاغله اعادة النظر في اسلوب حياته بعد اعتناقه الاسلام داخل السجن.

ملايين الدولارات في الانتظار

وكان تايسون عند خروجه من السجن في عام 1995 قد اعاد تنظيم معسكره من جديد وعين مدربا جديداً ومتعهداً جديداً وفريق عمل جديداً، واراد ان يبدأ حياته من جديد. وكانت في انتظاره مبالغ طائلة بين مائة ومائتين دولار للمباراة الواحدة و600 مليون دولار لحقوق البث التلفزيوني. كل هذه العقود في انتظار توقيع تايسون، لتبدأ عجلة الملاكمة والحظ في الدوران من جديد بعد توقف استمر ثلاث سنوات، كان البطل فيها حبيسا في سجن انديانا للشباب. رغم كل هذه العقود لم يكن احد يعلم لو كان ما يزال في مقدور تايسون ان يلاكم ام لا. فلم يكن يهم المتعهدون ومسؤولو القنوات التلفزيونية الحصول على اجابة عن هذا السؤال قبل ابرام العقود والصفقات مع تايسون العائد من السجن.
وقال سيث ابراهام رئيس قطاع الرياضة في شركة "تايم ورنر" الاعلامية آنذاك: كان يوم 26 مارس (اذار) عام 1992، وهو اليوم الذي بدأ فيه تايسون تنفيذ عقوبة السجن بعد ادانته في جريمة اغتصاب احدى ملكات الجمال السود في الولايات المتحدة الاميركية، يوما اسود في تاريخ الملاكمة الاميركية، لأنها دخلت في بيات شتوي بسبب غياب تايسون عن حلباتها. ومن يومها تأتي بطولات الملاكمة وتذهب من دون ان تترك اثرا واضحا في الناس او الاعلام.
وقال بيرت شوجر الناشر لمجلة رياضية اميركية تعنى بالملاكمة: كانت بطولات الملاكمة في غياب تايسون طوال ثلاث سنوات تبعث على الملل والضجر وافتقدت للاثارة والتشويق.
واضاف شوجر كان في الامكان ان يكون عندنا عشرات الابطال من امثال روي جونز وبيرنل ويتكر، ولكننا رغم ذلك ما زلنا في انتظار عودة تايسون الى حلبة الملاكمة. وكان تايسون يعلم انه صفوة الصفوة من ابطال الملاكمة وان له شعبية واسعة لا تقل عن شعبية جون سوليفان وجاك ديمبسي وجو لويس ومحمد علي. فهؤلاء قلة في تاريخ الملاكمة ولهذا يتابع محبو الملاكمة كل حركاتهم داخل الحلبة وخارجها. فمن هنا كان الجميع في انتظار تايسون بقلق. وكان تايسون بالنسبة لهم لا يمثل بطل الملاكمة بلا منازع وقتذاك، بل كان بالنسبة لهم يمثل الانسان الخارق.


التواضع والخشوع

ومن بين الذين كانوا يزورون تايسون في السجن ايدي مصطفى محمد مدرب في الملاكمة، وهو مثل تايسون اعتنق الاسلام. وحصل ايدي على بطولة الملاكمة عندما كان اسمه ايدي جرجوري في عام 1980. فلاحظ ان تايسون يكون متواضعا وخاشعا عندما يكون في سلام مع نفسه.
وقال محمد: ان الاسلام اعطى لتايسون هدفا وطريقا في الحياة. وانني التقيه في صباح كل سبت لاداء الصلاة معا، ومن ثم كل واحد منا يذهب الى طريقه. فانا لا اذهب اليه بحثا عن عمل، بل اذهب اليه كأخ.
واضاف محمد: ان دون كينج متعهد مباريات الملاكمة قد اعترض على تايسون التوقف في المسجد القريب من السجن عند اطلاق سراحه. وان كينج ومدرب تايسون خصمان قديمان. وكان كينج يريد من تايسون التوجه مباشرة الى المطار لان هناك طائرة خاصة في انتظاره لتقله الى كليفلاند.

القلق من العودة

وقال لويس: ليس هذا جديدا على كينج، فهو يريد ان يسيطر تماما على حياة تايسون. ولكن تايسون لم يسمح له بذلك. وان الله اذا اراد ان يجعل تايسون يصلي في ذلك المسجد، فسيجعله يصلي فيه، فان مشيئته ماضية على خلقه. فالله سبحانه وتعالى له اسماء عديدة ولكن ليس من بينها دون كينج.
وقد اخبر تايسون لويس انه قلق للغاية من العودة الى حلبة الملاكمة. وقال لويس: ان تايسون كان يبدو في غاية الاستعداد جسمانيا على الاقل، وانه يبدو كأنه عندما كان في العشرين او الواحد والعشرين من عمره، اذ انه حافظ على اكتساب اللياقة البدنية بالجري والتدريبات الرياضية. وكان وزنه 214 رطلا. وكان تايسون قلقا ومتشوقا في الوقت نفسه للعودة الى حلبة الملاكمة.
وقال تايسون للويس: لا اعتقد ان كل هذه الضجة المثارة حول عودتي الى حلبة الملاكمة من اجل المال اللعين. فانا لا اهتم بذلك، كل همي الآن منصب لخوض مباراة تنافسية في الملاكمة.
واصبح تايسون بعد اعتناقه الاسلام حنونا واكثر تواضعا واحتراما. واصبح يجد عزاء في أداء الصلوات الخمس والتزام اوامر الله ونواهيه ليكون مسلما صادقا في ايمانه ومخلصا في اسلامه ومطيعا لربه، راجيا رضاه ومغفرته.