تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاربعون القدسية



Anfal
08-25-2003, 10:20 AM
الدكتور عزالدين ابراهيم

الحديث الأول
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لما قضى الله الخلق، كتب فى كتابه على نفسه، فهو موضوع عنده: أن رحمتي تغلب غضبي"
رواه مسلم (وكذلك البخاري والنسائي وابن ماجه)

الحديث الثاني
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: كذبني ابن آدم، ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك. فأما تكذيبه إياي، فقوله يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون على من إعادته، وإما شتمه إياي، فقوله: اتخذ الله ولدا، وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد ولم يكن لى كفواً أحد). رواه البخاري (وكذلك النسائي).

الحديث الثالث
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاة الصبح بالحديبية، على إثر سماء كانت من الليلة. فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال لهم: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي، كافر بالكوكب. وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب)
رواه البخاري (وكذلك مالك والنسائي)

الحديث الرابع
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (قال الله: يسب بنو آدم الدهر، وأنا الدهر، بيدي الليل والنهار) رواه البخاري (وكذلك مسلم).

الحديث الخامس
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه غيري، تركته وشركه) رواه مسلم (وكذلك ابن ماجه).

الحديث السادس
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لان يقال: جريء، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي فى النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القران ليقال هو قارىء، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه، حتى ألقي فى النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من اصناف المال كله، فاتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها الا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم القي فى النار) رواه مسلم (وكذلك الترمذي والنسائي)

الحديث السابع
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يعجب ربك من راعي غنم، فى رأس شظيه الجبل يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل، انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم بالصلاة، يخاف منى قد غفرت لعبدي، وادخلته الجنة)). رواه النسائي بسند صحيح

الحديث الثامن
عن ابي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القران فهى خداج ثلاثا غير تمام فقيل لابي هريرة انا نكون وراء الامام فقال اقرا بها فى نفسك، فاني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بينى وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فاذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى: حمدني عبدي.. فإذا قال العبد {الرحمن الرحيم} قال الله عز وجل: اثنى على عبدي واذا قال {مالك يوم الدين} قال الله: مجدني عبدي -وقال مرة: فوض الى عبدي- فاذا قال {اياك نعبد واياك نستعين} قال: هذا بينى وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فاذا قال {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم (وكذلك مالك والترمذى وابو داود والنسائي وابن ماجه).

الحديث التاسع
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته. فان صلحت فقد افلح وانجح وان فسدت فقد خاب وخسر فان انتقص من فريضته شئ، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ماانتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك)). رواه الترمذى (وكذلك أبو داود والنسائي وابن ماجه واحمد)

الحديث العاشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم، قال: ((يقول الله عز وجل: الصوم لي وانا اجزي به يدع شهوته واكله وشربه من اجلي والصوم جنه وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقي ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) رواه البخاري (وكذلك مسلم ومالك والترمذي والنسائي وابن ماجه)

الحديث الحادي عشر
عن ابي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: أنفق يا ابن آدم، أنفق عليك)) رواه البخاري (وكذلك مسلم)

الحديث الثاني عشر
عن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حوسب رجل ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شئ، الا أنه كان يخالط الناس، وكان موسرا، فكان يامر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال قال الله نحن أحق بذلك منك تجاوزوا عنه)) رواه مسلم (كذلك البخاري والنسائي)

الحديث الثالث عشر
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه، يقول: ((كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجلان: أحدهما يشكو العيلة والاخر يشكو قطع السبيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما قطع السبيل فانه لا ياتي عليك الا قليل حتى تخرج العير الى مكه بغير خفير واما العيلة فان الساعة لا تقوم حتى يطوف احدكم بصدقت لا يجد من يقبلها منه ثم ليقفن احدكم بين يدي الله ليس بينه بينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ثم ليقولن له: الم أوتك ملا؟ فليقولن: بلى، ثم ليقولن: الم أرسل اليك رسولا؟ فليقولن: بلى. فينظر عن يمينه، فلا يرى الا النار، ثم ينظر عن شماله، فلا يرى الا النار، ليتقين أحدكم النار، ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة)) رواه البخاري.

الحديث الرابع عشر
عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله تبارك وتعالى ملائكة، سيارة فضلا يبتغون الذكر فاذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم، حتى يملا وا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فاذا انصرفوا عرجوا وصعدوا الى السماء قال فيسألهم الله، عز وجل، وهو أعلم بهم: من اين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك فى الارض، يسبحونك ويكبرونك، ويهللونك، ويحمدونك، ويسألونك. قال وما سألوني؟ قال: يسالونك جنتك، قال: وهل راوا جنتي؟ قالوا: لا أي رب، قال: فكيف لو راوا جنتي قالوا: ويستجيرونك، قال: ومم يستجيرونى؟ قالوا: من نارك يارب، قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأوا ناري، قالوا: ويستغفرونك، قال فيقول: قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا: قال: يقولون رب فيهم فلان، عبد خطاء، إنما مر فجلس معهم. قال: فيقول: وله غفرت، هم القوم، لا يشقي بهم جليسهم)). رواه مسلم (وكذلك البخاري والترمذى والنسائي).

الحديث الخامس عشر
عن ابي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني فى نفسه، ذكرته في نفسي. وان ذكرني في نفسه، ذكرته فى ملأ خير منهم، وان تقرب الى بشبر تقربت اليه ذراعا، وان تقرب الى ذراعا تقربت اليه باعا، وان أتاني يمشي، اتيته هرولة)). رواه البخاري (وكذلك مسلم والترمذي وابن ماجه)

الحديث السادس عشر
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يروي عن ربه عز وجل، قال: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك: فمن هم بحسنة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فان هو هم بها فعملها، كتبها الله له عنده عشر حسنات، الى سبعمائة ضعف، الى اضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها، كتبها الله سيئة واحدة)) رواه البخاري ومسلم.

الحديث السابع عشر
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: ((ياعبادي: اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. ياعبادي: كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم، ياعبادي: كلكم جائع الا من أطعمته فاستطعموني اطعمكم، ياعبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم ياعبادي: انكم تخطئون بالليل والنهار، وانا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم. ياعبادي: انكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ياعبادي: لو أن لولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك فى ملكي شيئا ياعبادي لو أن أولكم وخركم وانسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم مانقص ذلك من ملكي شيئا ياعبادي لو ان أولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسالوني فأعطيت كل واحد مسالته، مانقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. ياعبادي: انما هى أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه)).

الحديث الثامن عشر
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: ياابن آدم، مرضت فلم تعدني قال: يا رب وكيف اعودك وانت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فرنا مرض فلم تعده؟ اما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده. يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب، وكيف أطعمك وانت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف اسقيك وانت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه اما انك لو سقيته لوجدت ذلك عندي)). رواه مسلم

الحديث التاسع عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، العظمة إزاري، فمن نازعنى واحدا منهما، قذفته فى النار)). رواه أبو داود (وكذلك ابن ماجه واحمد) بأسانيد صحيحة.

الحديث العشرون
عن ابي هريرة رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تفتح ابواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شئيا الا رجلا كانت بينه بين اخيه شحناء، فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا)). رواه مسلم (وكذلك مالك وابو داود)

الحديث الحادي والعشرون
عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: ثلاثة أن خصمهم يوم القيامة: رجل أعطي بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل أستاجر اجيرا فاستوفي منه ولم يعطه اجره)) رواه البخاري (وكذلك ابن ماجه واحمد)

الحديث الثاني والعشرون
عن ابي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحقر أحدكم نفسه، قالوا: يا رسول الله، كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أمر الله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل له يوم القيامة: ما منعك أن تقول فى كذا وكذا؟ فيقول خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى)) رواه ابن ماجه بسند صحيح.

الحديث الثالث والعشرون
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم فى ظلي يوم لا ظل الا ظلي)) رواه البخاري (وكذلك مالك).

الحديث الرابع والعشرون
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل عليه السلام، فقال اني أحب فلانا فأحبه قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي فى السماء فيقول: أن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء قال يوضع له القبول فى الارض.. واذا أبغض الله عبدا دعا جبريل فيقول: اني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي فى أهل السماء: ان الله يبغض فلانا، فابغضوه. قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء فى الارض)). رواه مسلم (وكذلك البخاري ومالك والترمذي).

الحديث الخامس والعشرون
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل، قال: من عادى لي وليا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب الي عبدي بشئ أحب الى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب الى بالنوافل حتى أحبه، فاذا أحببته، كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها، ورجله التى يمشي بها، وان سالني لاعطينه، ولئن استعاذني لاعيذنه، وما ترددت عن شئ انا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن، يكره الموت، وانا أكره مساءته)) رواه البخاري.

الحديث السادس والعشرون
عن ابي امامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله عز وجل: إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من الصلاة أحسن عبادة ربه واطاعه فى السر وكان غامضا فى الناس لا يشار اليه بالاصابع، وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك. ثم نفض بيده، ثم قال: عجلت منيته قلت بواكيه قل تراثه)) رواه الترمذى (وكذلك أحمد وابن ماجه) وإسناده حسن.

الحديث السابع والعشرون
عن مسروق، قال: سألنا -أو سالت عبد الله (أي ابن مسعود) عن هذه الاية: {ولاتحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}- قال: اما أنّا قد سالنا عن ذلك، فقال: ((ارواحهم فى جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي الى تلك القناديل، فاطلع اليهم ربهم اطلاعه فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شئ نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك به ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب، نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا، حتى نقتل فى سبيلك مرة أخرى فلما راى ان ليس لهم حاجة تركوا)).
رواه مسلم (وكذلك الترمذى والنسائي وابن ماجه).

الحديث الثامن والعشرون
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان فيمن كان قبلكم رجل، به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى: بادرني عبدى بنفسه، حرمت عليه الجنة)). رواه البخاري.

الحديث التاسع والعشرون
عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء، اذا قبضت صفيه من أهل الدنيا، ثم احتسبه، الا الجنة)) رواه البخاري.

الحديث الثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله عز وجل: إذا أحب عبدي لقائي احببت لقاءه واذا كره لقائي، كرهت لقاءه)) رواه البخاري ومالك.
وفى رواية لمسلم، توضح معنى الحديث: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله، أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت قال ليس كذلك، ولكن المؤمن اذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته، أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، وان الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله، وكره الله لقاءه)).

الحديث الحادي والثلاثون
عن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدث ((أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وان الله تعالى قال: من ذا الذى يتالي على أن لا أغفر لفلان فاني قد غفرت لفلان، واحبطت عملك)) أو كما قال رواه مسلم.

الحديث الثاني والثلاثون
عن ابي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت أوصي بنيه فقال اذا انا مت فاحرقوني ثم اسحقوني، ثم أذروني فى البحر فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا، ما عذبه أحدا ففعلوا ذلك به، فقال للارض ادى ما أخذت، فاذا هو قائم: خشيتك يا رب أو مخافتك فغفر له بذلك)) رواه مسلم (وكذلك البخاري والنسائي وابن ماجه)

الحديث الثالث والثلاثون
عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يحكى عن ربه عز وجل قال: ((أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم اغفر لى ذنبي، فقال تبارك وتعالى: اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر النذنب وياخذ به ثم عاذ فاذنب فقال أي رب اغفر لى ذنبي فقال تبارك وتعالى: عبدي اذنب ذنبا علم ان له ربا يغفر الذنب وياخذ به ثم عاد فاذنب فقال أي رب اغفر لى ذنبي فقال تبارك وتعالى: اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب وياخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك)) رواه مسلم (وكذلك البخاري)

الحديث الرابع الثلاثون
عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: ياابن آدم، انك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي.. يا ابن ادم: لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، غفرت لك ياابن آدم: انك لو أتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة)). رواه الترمذي (وكذلك أحمد) وسنده حسن.

الحديث الخامس والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى سماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟)) رواه البخاري (وكذلك مسلم ومالك والترمذى وابو داود). وفي رواية لمسلم زيادة ((فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر)).

الحديث السادس والثلاثون
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا الى ربنا فياتون ادم، فيقولون: انت ابو الناس، خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته، وعلمك اسماء كل شئ فاشفع لنا عند ربك، حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم -ويذكر ذنبه، فيستحيي- ائتوا نوحا، فانه أول رسول بعثه الله الى أهل الارض فيأتونه فيقول لست هناكم -ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم فيستحيي فيقول: ائتوا خليل الرحمن فيأتونه فيقول لست هناكم ائتوا موس عبد كلمه الله، واعطاه التوراه فيأتونه، فيقول لست هناكم ويذكر قبل النفس بغير نفس فيستحيي من ربه فيقول ائتوا عيس عبد الله ورسوله وكلمه الله وروحه. فيأتونه، فيقول لست هناكم ائتوا محمد، صلى الله عليه وسلم -عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتونني، فانطلق حتى استأذن على ربي فيؤذن، فاذا رايت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله، ثم يقال: ارفع راسك وسل تعطه وقل يسمع واشفع تشفع، فأرفع راسي فاحمده بتحميد يعلمنيه، ثم اشفع فيحد لي حدا، فادخلهم الجنة، ثم أعود ايه فاذا رايت ربي} فاقع ساجدا {مثله ثم اشفع فيحد لي حدا فادخلهم الجنة ثم أعود الثالثة ثم أعود الرابعة فأقول: ما بقى فى النار الا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود. رواه البخاري (وكذلك مسلم والترمذي وابن ماجه) وفى رواية اخرى للبخاري زيادة هي: قال النبي صلى الله عليه وسلم. يخرج من النار من قال: لا اله الا الله، وكان فى قلبه من الخير ما يزن شعيره، ثم يخرج من النار من قال: لا اله الا الله، وكان فى قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال: لا اله الا الله، وكان فى قلبه ما يزن من الخير ذرة)).

الحديث السابع والثلاثون
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)) فاقرأوا إن شئتم: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}.
رواه البخاري ومسلم والترمذى وابن ماجه.

الحديث الثامن والثلاثون
عن ابي هريرة رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((لما خلق الله الجنة والنار، ارسل جبريل الى الجنة، فقال انظر اليها، والى ما اعددت لاهلها فيها، قال فجاءها ونظر اليها والى ما أعد الله لاهلها فيها. قال: فرجع اليه قال: فوعزتك لا يسمع بها أحد الا دخلها. فأمر بها فحفت بالمكاره، فقال أرجع اليها، فانظر اليها، فاذا هى قد حفت بالمكاره فرجع اليه فقال: وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد قال: اذهب الى النار فانظر اليها، والى ما أعددت لاهلها فيها. فإذا هى يركب بعضها بعضا، فرجع، فقال: وعزتك لا يسمع بها احد فيدخلها. فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال: ارجع اليها، فرجع اليها، فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد الا دخلها)). رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. (وكذلك أبو داود والنسائي).

الحديث التاسع والثلاثون
عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أحتجت الجنة ولنار فقال النار: في الجبارون والمتكبرون. وقالت الجنة: في ضعفاء الناس ومساكينهم فقضي الله بينهما: انك الجنة رحمتى أرحم بك من أشاء، وانك النار عذابي اعذب بك من اشاء ولكليكما على ملؤها)). رواه مسلم (وكذلك البخاري والترمذي)

الحديث الاربعون
عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول لاهل الجنة: ياأهل الجنة. فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير فى يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يارب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك. فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ يقولون: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عيكم بعده أبدا)). رواه البخاري وكذلك مسلم والترمذي).

عن قتادة قال: كان معيقب على بيت مال عمر، فكسح بيت المال يوما (أي عمل جرد على بيت المال) فوجد فيه درهما، فدفعه إلى ابن عمر، قال معيقب ثم انصرفت إلى بيتي، فإذا رسول عمر قد جاء يدعوني، فجئت.. فإذا الدرهم في يده، فقال: ويحك يا معيقب!! أوجدت عليّ في نفسك سببا؟ أوَ مالي ولك؟؟ فقلت: ما ذاك؟؟ قال: أردت أن تخاصمني أمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الدرهم يوم القيامة..

عن أبي بكر بن عياش قال: جيئ بتاج كسرى إلى عمر رضوان الله عليه فقال إن الذين أدّوا هذا لأمناء، فقال له علي رضوان الله عليه: إن القوم رأوك عففت فعفّوا، ولو رتعت لرتعوا..

عن الحسن رضي الله عنه قال: حضر باب عمر رضوان الله عليه.. سهيل بن عمرو بن الحارث، وأبو سفيان بن حرب في نفر من قريش من تلك الرؤوس وصهيب وبلال وتلك الموالي الذين شهدوا بدرا، فخرج ابن عمر وأذن لبلال وصهيب بالدخول وترك أولئك، فقال أبو سفيان: لم أر مثل اليوم قط، يأذن لهؤلاء العبيد ويتركنا على بابه لا يلتفت إلينا!! فقال سهيل بن عمرو: أيها القوم إني والله أرى الذي في وجوهكم.. إن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم دُعي القوم ودُعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، فكيف بكم إذا دُعوا يوم القيامه وتُركتم

عن ابن عباس رضي الله عنه أنه دخل على عمر، وبين يديه مال، فنشج حتى اختلفت أضلاعه، ثم قال: وددت لو أنجو منه كفافا لا لي ولا علي..

عن عبد الرحمن بن سليط، قال: أرسل عمر رضوان الله عليه إلى سعيد بن عامر، فقال: إنا مستعملوك على هؤلاء تجاهد معهم فقال: لا تفتني، فقال عمر: والله لا أدعكم جعلتموها في عنقي ثم تخليتم عني..

عن ابن عمر قال: كان عمر يأتي مجزرة الزبير بن العوام رحمه الله بالبقيع ولم يكن بالمدينه مجزره غيرها فيأتي ومعه الدره فإذا رأى رجل اشترى لحما يومين متتابعين، ضربه بالدره وقال: ألا طويت بطنك يومين!

بلغه اعتراض عمرو بن العاص على سعد بن أبي وقاص، فكتب إليه: لئن لم تستقم لأميرك، لأوجهن إليك رجلا يضع سيفه في رأسك فيخرجه من بين رجليك.. فقال عمرو: هددني بعلي -والله أراد أن يحد جبله بن الأيهم- من ملوك غسان -لأن رجلا فزاريا في الحج وطئ على إزاره فلطمه جبله فهشم أنفه، وشكاه الفزاري فأراد عمر جبله على أن يقتدي نفسه أو يأمر الرجل بلطمه، فقال جبله: كيف ذلك وأنا ملك وهو سوقه!! فقال: إن الإسلام جمع بينكما وسوى بين الملك والسوقه في الحد ففر جبله والتحق ببلاد الروم..

أهدى رجل إلى عمر رضي الله عنه جزورا.. ثم خاصم إليه بعد ذلك في خصومه، فجعل يقول: افصلها يا أمير المؤمنين كفصل رجل الجزور!! فاغتاظ عمر رضي الله عنه وقال: يا معشر المسلمين.. إياكم والهدايا، فإن هذا أهدى إلي منذ أيام رجل جزور، فوالله مازال يرددها حتى خفت أن أحكم بخلاف الحكم

اتخذ أبو موسى الأشعري نصرانيا -كاتبا لديوانه- فكتب إليه عمر: إعزله واستعمل حنيفيا، فكتب إليه أبو موسى: إن من خبره كيت وكيت.. فكتب إليه عمر رضي الله عنه: ليس لنا أن نأتمنهم وقد خوّنهم الله، ولا أن نرفعهم وقد وضعهم الله، ولا أن نستنصحهم في الأمر وهم يرون الإسلام قد وترهم (فجعهم) ويعطون الجزية عن يد وهم صاغرون.. ك

كان أعرابيا يعاتب زوجته، فعلى صوتها صوته، فساءه ذلك منها وأنكره عليها ثم قال: والله لأشكونك إلى أمير المؤمنين.. وبينما هو عند بابه في انتظار خروجه ليسمع شكواه، سمع امرأته تستطيل عليه وتقول: اتق الله يا عمر فيما ولاك، فهم الرجل بالانصراف وهو يقول: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين، فكيف حالي؟؟ وفيما هو كذلك خرج عمر، فلما رآه قال: ما حاجتك يا أخا العرب؟ فقال الأعرابي: يا أمير المؤمنين، جئت إليك أشكو خلق زوجتي! واستطالتها علي، فرأيت عندك ما زهّدني، إذ كان ماعندك أكثر مما عندي، فهممت بالرجوع.. فتبسم عمر وقال: يا أخا الإسلام، إني احتملتها لحقوق لها علي.. إنها طبّاخة لطعامي، خبّازة لخبزي، مرضعة لأولادي، غاسلة لثيابي، وبقدر صبري عليها يكون ثوابي..

قال له أبو عبيده حين نزل عن ناقته وخلع خفيه وخاض المخاضة.. ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك (اطلعوا عليك وأنت هكذا).. فقال له عمر: لو غيرك يقول هذا لجعلته نكالا، إنا كنا أذل قوم، فأعزنا الله بالإسلام، فإن طلبنا العزة بغير ما أعزنا الله به.. أذلنا!!

قال لربيع بن زياده الحارثي: يا ربيع.. إنا لو نشاء ملأنا هذه الرحاب من صلائق وسبائك وصناب، ولكني رأيت الله -عز وجل- نعى على قوم شهواتهم فقال: ((أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا))

لما قدم عتبه بن فرقد أذربيجان أوتي له بالخبيص، فلما أكله وجد شيئا حلوا طيبا، فقال: والله لو صنعت لأمير المؤمنين من هذا، فجعل له صفطين عظيمين، ثم حملهما على بعير مع رجلين فسرح بهما إلى عمر، فلما قدما عليه فتحهما وقال: أي شيء هذا؟ قالوا: خبيص، فذاقه.. فإذا شيء حلو فقال للرسول: أكل المسلمين تشبع من هذا في رحالهم؟ قال: لا، فقال: أما لا فارددهما ثم كتب: أما بعد، فإنه ليس من كدك ولا من كد أمك، أشبع المسلمين مما تشبع منه في رحلك..

عن عمر بن مرة قال: لقي رجل من قريش عمرا، فقال: لِن لنا، فقد ملأت قلوبنا مهابة.. فقال: أفي ذلك ظلم؟ قال: لا، قال: فزادني الله في صدوركم مهابة..

نظر عمر رضوان الله عليه إلى رجل أذنب ذنبا.. فتناوله بالدرة.. فقال الرجل: يا عمر إن كنت أحسنت فقد ظلمتني، وإن كنت أسأت فما علمتني.. فقال عمر: صدقت، فاستغفر الله لي واقتص من عمر.. فقال الرجل: أهبها لله وغفر الله لي ولك...

قال أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فاعلم أنه زنديق، لأن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة