تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النصر الكاذب في أفغانستان - جمال سلطان



FreeMuslim
11-16-2008, 06:26 AM
المختصر / على الرغم من الحرص المتكرر لبعض قادة الدول الغربية التي شاركت في الغزو الأمريكي الأوروبي لأفغانستان وإطاحة حكومة طالبان على نفي أي بعد ديني أو حضاري عن هذه الحرب المثيرة للجدل، إلاّ أن الرسائل الإعلامية التي تعمّد الإعلام الغربي بثّها في أعقاب دخولهم إلى كابول كانت مشينة للغاية، ولا تعطي مصداقية لتصريحات قادة التحالف، وعززت من الانطباع الذي ساد في أوساط عربية وإسلامية كثيرة عن حضور البعد الديني أو الحضاري في هذه المواجهات.
فقد كانت الرسائل الإعلامية المتتالية التي احتفلت بدخول كابول ومزار الشريف واضحة للغاية، و كان إعلان النصر لقوات التحالف يتمثل في بث صور بعض النساء الأفغانيات اللاتي رفعن الحجاب و لبسن الأزياء الأوربية التي تكشف الرأس والوجه وأجزاء من الصدر، مع حوارات صوتية تعلن السعادة والحبور بالتحرر والانعتاق من "أحكام القانون الإسلامي"، على حد تعبير بعض "المستأجرين" أمام الشاشات وقتها.
والحجاب كرمز إسلامي أثار موجات من الجدل في الغرب ذاته في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لا يخفى على أحد، وكان العناد الغربي في رفض الحجاب على رؤوس الفتيات المسلمات مثار دهشة الكثيرين الذين عدوه عنصرية ونوعاً من "التعصب الديني" لا يليق بمجتمع غربي يتحدث عن الحريات العامة وحقوق الإنسان.
والحجاب في النهاية ليس قانون طالبان، ولا هو شعارها، وإنما هو شعار المرأة المسلمة الملتزمة بشعائر دينها في كل مكان، حتى في فرنسا وأمريكا ذاتها، فما معنى رسالة "النصر على الحجاب" التي بثها الإعلام الغربي بتكرار ممل وعلى مستويات متعددة من الصحف والمجلات وشاشات التلفاز كرمز لانتصار الغزاة في كابول؟ هل كان هذا مما يعزز فرضية غياب البعد الديني أو الحضاري عن المواجهات الدائرة هناك، أم أنه على العكس يعزز مشاعر الاحتقان في العالم الإسلامي ضد الأهداف المضمرة لهذه الحرب؟
أيضاً الاحتفال المبالغ فيه وقتها ببعض الصبية الذين دخلوا إلى صالونات الحلاقة لكي يقوموا بحلق اللحى، واحتفال الإعلام الغربي المدهش بهذا المشهد رغم فجاجته، هل اللحية هي من شعائر طالبان أم من شعائر الإسلام؟ وهل كل مسلم يلتحي في أمريكا أو مصر أو الخليج هو بالضرورة من "أتباع طالبان" أم من أتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؟ فما معنى هذه الرسالة الإعلامية التي تجعل أحد أبرز ثمرات النصر الغربي في أفغانستان "حلق اللحى"؟ هل هذه رسالة تخدم إبعاد الظلال الدينية والحضارية عن هذا الصراع؟
كذلك المشاهد المتكلفة التي بثها الإعلام الغربي في احتفالية مسفة عن الشباب الأفغاني في كابول الذي يشغل أشرطة الموسيقا الغربية، ويضع على صدره صوراً لممثلات أمريكا وفنانيها، هل هذه المشاهد الاحتفالية هي مما يخدم من يقول بحضور بعد الصراع الحضاري والديني في حرب أفغانستان أم يخدم من نفوا ذلك؟
كذلك الاحتفالية الإعلامية التي قادها محللون غربيون عن إلغاء اسم الإذاعة الأفغانية وتبديلها، والحرص على ذكر أن قوات التحالف ألغت اسم "الشريعة الإسلامية" من الإذاعة، وجعلتها "إذاعة أفغانستان" بدلاً من "إذاعة الشريعة"، ما معنى كل ذلك؟
والحقيقة أن هذه الأمور كلها ليست فقط ضد اتجاهات القيم والأصول في الإسلام وحسب، بل إنها أيضاً ضد ما يمكن وصفه بتقاليد راسخة في المجتمع الأفغاني ذاته، من قبل طالبان ومن بعدها. إن طالبان لم تبتدع حجاب المرأة الأفغانية؛ فهو حجابها من قبل طالبان، والأمر الذي غاب عن "حلفاء" أمريكا في هذه الحملة هو أن هذه الرسائل الإعلامية أعادت إنتاج نفس الرسائل الإعلامية التي كان الإعلام "الشيوعي" الروسي والأفغاني المحلي يبثها في عهد العملاء "بابراك كارميل، ونجيب الله" عن تحديث المجتمع الأفغاني، وكان مفهوم التحديث هو تحويل المجتمع الأفغاني المسلم عن دينه وعقيدته وقيمه وثوابته إلى الشيوعية والإباحية والإلحاد، وكنت قد سمعت بنفسي في ندوة بالقاهرة بعض المتحدثين من كبار المفكرين اليساريين المصريين، وهو يفاخر بأنه سافر إلى أفغانستان أيام بابراك كارميل، ورأى بنفسه عمليات تحديث أفغانستان مثل إقامة دور للسينما وإنشاء مسارح ـ على حد تعبيره ـ وتأسف أن ثورة المجاهدين على الحكم "الشيوعي" عطلت مسيرة تحديث أفغانستان!
ويبدو أننا من جديد مضطرون إلى سماع نفس الاسطوانة المشروخة عن "تحديث" أفغانستان على يد "التحالف الغربي" هذه المرة، بحلق اللحى وتعرية النساء، وتقديس رموز الفن الغربي، ومحو اسم الشريعة الإسلامية من قاموس الحياة الأفغاني.
لقد كانت علامات "النصر الأمريكي" التي تعجلوا بإعلانها في أفغانستان هي ذاتها مؤشرات الهزيمة التي بدت نذرها واضحة بالقوات الغازية هذه الأيام، والتي دفعت بهم إلى البحث عن مخرج للورطة والبحث عن حوار مع "طالبان"؛ لأن الشعب الأفغاني تأكد بأن الحملة لم يكن مقصوداً منها ضرب طالبان وحسب، وإنما ضرب هوية أفغانستان واستقلالها واستعصائها على التغريب والاحتواء

الرعدالجنوبي
11-16-2008, 10:09 AM
...سيهزم الجمع ويولون الدبر...
ومن يدري فربما نشهد ولو بعد حين كارتدادات لهذه الحملة الصليبية على بلاد المسلمين كما وصفها بوش تفكك وسقوط امريكا
كما سقط قبلها الاتحاد السوفييتي وتفكك
وربما نسمع في نشرات الاخبار عن جمهورية نييورك الاشتراكية التي حاربت مملكة تكساس بدعم من دكتاتورية آيوا..