تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جريدة الأخبار: منارة البغض لأهل السنة في لبنان



abou ousama
11-14-2008, 01:48 PM
■ توقيف إيهاب البنّا مؤشر لما سيلي
■ العبسي تَنَقَّل بين لبنان وسوريا والعراق
■ الاعترافات حملت المزيد من الألغاز
لم تعد الأزمنة هي نفسها: خسر حلفاء السعودية في لبنان، الوقت يتحول ضدهم. بقي جزء من التركيبة الأمنية العسكرية والتعبوية منعزلاً، وهذا الجزء اسمه الجهاديون، وتم عزله سياسياً، وسيتم القضاء عليه بصفته الحلقة الأضعف
فداء عيتاني
في نهاية أيلول الفائت، أعلنت مواقع عدة على شبكة الإنترنت تمكن القوات السورية من القبض على زعيم تنظيم «فتح الإسلام» شاكر العبسي قبل أن تبث الشاشة السورية اعترافات إحدى شبكات تنظيم «فتح الإسلام». كان ثمة من يمتلك معلومات تشير إلى أن شاكر العبسي، أو أبو حسين المقدسي، استطاع الهرب من مخيم نهر البارد، وقضى أكثر من عشرة أشهر في البداوي وغيره من المخيمات الفلسطينية، والمناطق اللبنانية، كما في محجة الجهاديين في العراق، انتهاءً بوقوعه في الأسر لدى الاستخبارات السورية، التي وضعته حينها مدة من الزمن في فرع فلسطين، وهو الفرع الذي سبق أن زاره العبسي في مسيرة سجنه الطويلة، والتي امتدت ثلاثة أعوام في سوريا.
وبعد بث سوريا للاعترافات، بدأت أجهزة الأمن اللبنانية بحملات دهم واعتقال تطال كل من عليه شبهة، إضافة إلى أنها ستطال كل من يتورط فعلياً أو معنوياً في الملف الجهادي.
وقبل أن تنفجر السيارة المفخخة على جدار المجمع الأمني في العاصمة السورية، كان هناك في لبنان تحديداً من يعلم أن العبسي وتنظيمه على خير ما يرام، وأن الرجل يتحرك خارج لبنان، بل رصد تحركه خارج الحدود السورية أيضاً.
وفي بيروت كان أحد أهم اللاعبين في الإدارة اللبنانية يتحدث بصوت منخفض، ويقول رداً على سؤال إلى أين ستمتد حملة الاعتقالات في صفوف الجهاديين «على الأقل ستستمر إلى حد القضاء على تنظيم «فتح الإسلام». تاركاً الباب موارباً أمام «الاكثر» أو الحد الأقصى، الذي قد يطيح كل بنية ما سمي التيار السلفي، ذاك الذي تحالف مع تيار المستقبل وخاض عن التيار حروبه ومعاركه، وارتكب باسمه المجازر والتصفيات وربما ما هو أفظع.
■ الروايات المضللة
ثمة ثغر كثيرة لم تسدّ بعد في الرواية السورية المتلفزة حول اعترافات إحدى شبكات «فتح الإسلام». فالراوي الرئيسي، والذي وصف نفسه بأنه مسؤول أمن شاكر العبسي، قال إنه لم يكن يعلم قبل قرار العبسي مغادرة مخيم البداوي أن العبسي يمتلك مجموعة أشخاص حوله، ثم يقول في وقت لاحق إنه كان مسؤولاً عن أمن العبسي وأمن مجموعة من المحيطين به.
ولكن، على مستوى آخر، لم يقدم الأمن السوري معلومات عن مكان العبسي حالياً، الذي تتقاطع المعلومات المتوافرة في لبنان عن أنه في فرع فلسطين، أو على الأقل مرّ بعيد اعتقاله في فرع فلسطين، وأن العبوة التي انفجرت على طرف العاصمة السورية كانت رسالة موجهة إلى الاستخبارات السورية بضرورة إطلاق العبسي من السجن، وكون الاستخبارات السورية لاعباً ماهراً في الملفات اللبنانية والجهادية، فإنه من المستبعد أن تُظهر سوريا العبسي، أو تعلن وجوده في الأسر لديها، إلا في مناسبة تستحق عناء تسجيل اعترافات العبسي.
ومن الروايات المضللة ما يقول إن العبسي غادر مخيم البداوي نحو سوريا، مع إغفال رحلات قام بها إلى العراق، حيث سجل له دخول واحد على الأقل إلى أرض الإمارة الأم في العراق، أو «دولة العراق الإسلامية» هناك والتي تعتبر المجموعات الجهادية في لبنان أنها من ورثة أبو مصعب الزرقاوي ومن سار على خطه.
ومن الروايات المضللة، تلك التي يؤكدها عدد من أعضاء رابطة علماء فلسطين، والذين أقسموا أغلظ الايمان أمام ضباط أمن لبنانيين بأن من شاهدوا جثته في طرابلس هو شاكر العبسي الذي كانوا يلتقونه، وتمكنوا من إقناع كبار ضباط استخبارات الجيش اللبناني بأن العبسي قد مات. ومع الوقت وبقاء الأمر لغزاً، بدأت الشكوك تساور المعنيين بأن فحص الحمض النووي قد تم التلاعب به، وخاصة أن من أجرى الفحوص هم عناصر فرع المعلومات، حيث لم يكن الجيش اللبناني يمتلك مختبرات متطورة.
وفي المقابل، فإن علماء الدين الذين التقوا العبسي كانوا يؤكدون أن الرجل قتل، ما عدا قلة لم تضع هذا الأمر في الحسبان، وأكدت هذه القلة أن العبسي الذي فاوضته خلال حرب مخيم نهر البارد فارّ في مكان ما.
المدير العام لقوى الأمن الداخلي، أشرف ريفي، وعد خلال لقاء خاص ومغلق بأن يقدم المزيد من التفسيرات حين تكتمل الصورة، وحينها قال لـ«الأخبار» إن لديه نظرية، حول أسلوب عمل قد تكون «فتح الإسلام» قد استخدمته للتعمية على صورة العبسي وشخصه، إضافة إلى تعقيدات تصريح ابنة العبسي في حينه بأن والدها هو المتوفى، وأيضاً تصريح زوجته بوفاته وتعرفهما على الجثة. إلا أن النظرية تلك لم تختمر على مستوى المعلومات لدى أشرف ريفي، الذي عاد وزار سوريا لبحث الملف الأمني تفصيلاً إلى جانب وزير الداخلية اللبناني زياد بارود.
لم تتوقف الروايات المضللة عند هذا الحد، كانت أيضاً تأتي من مصادر متعددة إشارات تفيد بأن العبسي موجود خارج لبنان، في الوقت الذي كان فيه الرجل موجوداً في أحد المخيمات الفلسطينية، أو خارجها، وكانت وسائل الاتصال به تتم بطريقة معقدة، فيهدي سلامه إلى صحافي، ويوصل رسالة إليه، ثم يشرح بالواسطة مضمون خطاب وزعه صوتياً.
والجهاديون من ناحيتهم يخبرونك بأن العبسي معتقل فعلاً في سوريا، وأن الاستخبارات السورية تمكنت من رصد حركته ومتابعته مدة تبدو طويلة، وكان ينسق مع المجموعات الجهادية العراقية، وخاصة في نهاية عام 2007، بعدما خسر العبسي مخيم نهر البارد، وكانت حينها دولة العراق الإسلامية، أو تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين لا يزال يتمتع ببعض الإمكانات للعمل، قبل أن تدخل السعودية على خط مجالس الصحوة وتبدأ في دعم حملة القضاء على تنظيم القاعدة بالاتفاق مع الاحتلال الأميركي.
وتنفتح ثغرة في رواية الجهاديين، حيث هناك مساحة زمنية لا يتمكنون من ذكر ما الذي حل بشاكر العبسي خلالها، قبل أن تبدأ القوات السورية بتنفيذ ضربات أمنية مدروسة أدت في النهاية إلى اعتقال شاكر العبسي.
ومع تكاثر الثغر، لا يبقى أمام من يتابع الملف إلا تجميع ما أمكن من صورة متناثرة، فجامع جامع ـــ ضابط الاستخبارات السورية الذي عمل طويلاً في لبنان ـــ أصبح مسؤولاً عن الأمن على الحدود مع العراق، ورستم غزالة تسلم أمن المنطقة الحدودية الجنوبية لسوريا أي تلك المطلّة على شمال لبنان، والانتشار العسكري السوري جاء مباشرة بعد اعتقال شاكر العبسي. والرئيس السوري أسر للرئيس الفرنسي خلال زيارة الأخير إلى دمشق، بأن العبسي وقع في قبضة الأمن السوري، بينما التقارير التي وزعتها وزارة الخارجية الفرنسية عن الزيارة إلى بعثاتها وسفاراتها وملحقيها لا تتضمن أية إشارة إلى هذه المعلومات، ولكن لا يمنع ذلك أن التسريب الأول لخبر الاعتقال أتى من الجانب الفرنسي، ثم وصل الخبر إلى أقرب حلفاء سوريا، وليس بالضرورة أن يكونوا لبنانيين.
كان تنظيم «فتح الإسلام» في تلك المرحلة قد نجح في استعادة حضوره، بعد الضربة القاسية التي تلقاها في حرب نهر البارد، وعرف من هو الصديق ومن هو العدو ومن هو الخائن، وعلم أن كل وعود النصرة التي قدمها له المقربون من تيار المستقبل ـــ من داعي الإسلام الشهال إلى خالد ضاهر، وصولاً إلى كنعان ناجي، إضافة إلى العديد من الذين يسميهم بعض السلفيين «الذين يلصقون على وجوههم الذقون الطويلة» ـــــ كل هذه الوعود بالنصرة فارغة من أي مضمون، وأن تعهدات المستقبل المالية والأمنية واللوجستية تحولت إلى عكسها، إذ شرع نواب المستقبل يطالبون بالقضاء على آخر فرد من «فتح الإسلام» ما إن وقعت الواقعة، كما انه تمت تصفية كل رابط أمني بتيار المستقبل وبفرع المعلومات، سواء أبو جندل أو أبو هريرة. فبقي العبسي بمفرده مع بعض الشبكات المنتشرة في عين الحلوة وبرج البراجنة، حيث استقبل بعض الجهاديين العرب والعجم خلال نهاية 2006 و2007، واستخدما كمركز للإعداد الأولي للجهاديين، إضافة إلى بعض الأفراد في مناطق الانتشار السني في البقاع والجبل وغيرهما.
بدأ تنظيم «فتح الإسلام» ينجح في تجنيد الجيل الثاني من الأتباع، ومنهم عبد الغني جوهر، الذي يصرّ البعض على أنه تقرب من خالد ضاهر حتى أصبح ذراعه الأمنية بعد فترة من الوقت، قبل أن يتحول إلى المطلوب رقم واحد في عمليات التفجير ضد الجيش اللبناني، بينما تنامى تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم عين الحلوة، حتى أصبح عناصره يتجاوزون الستين شخصاً، وتفوقوا على تنظيم جند الشام الذي ذاب في عصبة الأنصار، وهي العصبة التي «تعقلنت وأصبحت تمارس السياسة والتهدئة في المخيم بحرص قل نظيره» بحسب شهادات من يشرفون على الملف الأمني في الجنوب.
وفي مخيم البداوي برز إمام مسجد كداعية ومتعاطف مع الجهاديين، حتى وقعت الأطراف الإسلامية في المخيم تحت الضغط، فتنحّى إمام المسجد، ولكنه دخل دائرة الشك، وما لبث أن طلب إلى التحقيق لدى استخبارات الجيش، وتمنّع بداية محاولاً توسيط أطراف فلسطينيين، فكان الجواب «يأتي إلينا، وفي حال براءته يعود معكم، وإلا فسنستضيفه لفترة»، وفي النهاية تم تسليم الإمام المتحمس.
أصبح لدى «فتح الإسلام» شبكة متماسكة، ولم يعد يضيرها ضرب خلية أو اثنتين، وأصبح وجودها مزعجاً، ولكن إلى وقت قريب كانت السلطة اللبنانية غائبة في صراعاتها الداخلية، وفي ظل فراغ رأس الهرم السياسي، وبالجدل حول انتخاب رئيس الجمهورية بالنصف الزائد واحداً أو بالثلثين، بينما لم يضع الجهاديون الوقت في التسالي الفارغة. ومع بدء التشكيلات لقيادة الجيش والأجهزة وخاصة استخبارات الجيش، بدأت حملات جمع المعلومات وفتح باب الصراع مجدداً مع القوى الجهادية.
■ خريطة البيت
تعلّم الجهاديون الكثير عن لبنان، بعضهم من أبناء هذه البلاد، وآخرون من الخارج ومن دول متعددة، وصاروا يميزون أنفسهم عن السلفيين المترددين، وأولئك الكاذبين، أو الطامحين الطامعين، أو الذين يخوضون معارك باب التبانة وجبل محسن من غرف عمليات في مساجد العاصمة الشمالية طرابلس. تعلم الجهاديون الاختفاء، وحفظوا خريطة البيت الداخلية، لم يعد تيار المستقبل يخدعهم بكلامه المعسول عن التعبئة والدفاع عن أهل السنة، بل صاروا يتغلغلون فيه، ومنه ينطلقون لتصفية حسابات مع القوى الأخرى. لم ينس الجهاديون مرة لسوريا أنها قتلت أبو الليث، زوج ابنة شاكر العبسي وأحد أهم الكوادر الجهادية في التنظيم الفتي ـــ حينها ـــ «فتح الإسلام»، وبغضّ النظر عن موقع من تناقشه، فإنهم جميعاً يصرّحون بأنهم لو أمنوا لسوريا فستبيع رأسهم في اليوم التالي، ويذكرون أمامك عدداً من الاشتباكات التي وقعت مع الأمن السوري، في أكثر من منطقة، ولا يغفرون لسوريا إغلاقها الحدود مع العراق «خدمة للاحتلال الصليبي لبلاد الرافدين» بحسب ما يقولون.
وبعد معارك السابع من أيار قدم تيار المستقبل خدمة كبرى للقوى الجهادية، حين شرع بتسليح كل من يطوق إلى حمل السلاح في الشمال، بغطاء اللقاء الإسلامي المستقبل، والتيار السلفي التابع لابن مؤسسه داعي الإسلام الشهال، وغيرها من المجموعات الدينية، مخفضاً إلى الحد الأدنى تركيبة الشركات الأمنية، وخاصة شركة السيكور بلاس، والتي لا يتسع المجال هنا لذكر دورها. هذه البيئة سمحت للجهاديين بالتحرك السريع والواسع والمريح في العديد من المناطق، حيث رصدت بالصدفة مجموعة جهادية في مناطق عكار، دلت على تدريبات قاعدية تجري في مناطق الشمال.
ومن يومها إلى اليوم، شكل خط قتالي ـــ سياسي يضم، إلى جانب تيار المستقبل، السلفيين باستثناء الجمعيات التعليمية، وتلك التي تفاهمت مع حزب الله، وضم إلى جانبهما بعض الطامحين إلى دور ومكانة وموقع من قوى خالد ضاهر وبعض من بقي في إطار اللقاء الإسلامي المستقل، وأضيف إليهم ومن دون علمهم أحياناً، وبغض نظر منهم في الكثير من الأحيان، القوى الجهادية سواء القريبة من تنظيم القاعدة، أو القريبة من «فتح الإسلام». في هذه المرحلة جرى استخدام أشخاص مثل إيهاب البنا كحلقات وصل بين مختلف المكونات، وإيهاب هو أحد المعتقلين السابقين في ملف الضنية، خرج ضمن العفو العام في صفقة سمير جعجع ـــ موقوفي الضنية، ويمثل أهالي الموقوفين الإسلاميين في السجون، وهو تجمع يضم كل أهالي المعتقلين الإسلاميين في مختلف القضايا من «فتح الإسلام» إلى الشبكات الأمنية، وبعض أعضاء شبكة الـ13 وغيرها. ويجمع إيهاب البنا في شبكة علاقاته كلاً من وسام الحسن وأشرف ريفي، وعدداً من محامي دار الإفتاء وعلمائها، وأعضاء اللقاء الإسلامي المستقل، من داعي الإسلام الشهال إلى خالد ضاهر والحركة الإسلامية المجاهدة في عين الحلوة، وغيرهم الكثير، إضافة إلى علاقاته بقصر قريطم، الذي، ورغم إطلالته على إيهاب، رفض تحديد موعد لأهالي الموقوفين الإسلاميين في السجون. وبينما كان إيهاب يؤدي دور الربط والقطع بين هذه الأطراف وبعضها، كانت الاتصالات ترده من بعض القضاة، ومن وسام الحسن وأشرف ريفي، وكان عدد من أصدقاء الشباب ينصحون له بالابتعاد عن هذه الشخصيات، «التي تحوله إلى مخبر صغير، ويعمل لمصلحة الأجهزة الأمنية» وتنصح له بسحب نسخ من فواتير هاتفه تظهر اتصالاته بسعيد ميرزا وريفي والحسن، إلا أنه قال إن كل شيء مودع لدى أحد محامي دار الفتوى، وهو المحامي الذي لم يحرك ساكناً حين أوقف البنا.
وفي المقابل، كانت حصانة البنا التي يظن أن ريفي يوفرها له، تدور في الشام، حين أوقف إيهاب في المحكمة العسكرية بناءً على مذكرة توقيف قديمة نسبياً، بينما تحوّل «أبو عمر الحمصي» إلى مطلوب للأجهزة الأمنية، رغم أن البنا ظهر مرات عدة مفاوضاً مع معتقلين إسلاميين منتفضين في سجن رومية، وشاهده الناس عبر أثير التلفزيونات، بصفته مفاوضاً رسمياً من دار الفتوى، إلا أن مذكرة بحث وتحر كانت تنتظره في المحكمة العسكرية، لتضرب مع اعتقاله، وإحالته فوراً على السجن وإصدار قرار اتهامي بحقه، وعدم إعطاء ريفي فرصة للتدخل، وهو الموجود في سوريا ضمن وفد زياد بارود، والذي يسمع هناك تمنيات سورية بالقضاء على «فتح الإسلام» في لبنان.
■ ماذا بعد؟
اليوم يعيش العديد من السلفيين المراهنين على انتصار الدور الأميركي وتيار المستقبل في لبنان، حالة من القلق، وإن كان بعضهم قد افتتح حملات انتخابية تدعو إلى الالتزام بالدين، وتحضر لفضائية سلفية، إلا أن السيف مصلت فوق رأسه، وهو يعلم أن أيامه قد تكون معدودة خارج السجن، وخاصة أن شخصاً كإيهاب كان يتصل يومياً بالمرجعيات الأمنية ووصل به الأمر إلى أن يخبر أصدقاءه بأن أحداً من هؤلاء لا يجيب على اتصالاته في الآونة الأخيرة، وتعلم العديد من المجموعات الجهادية أن أخواتها من السلفيين لا يزالون يصرون على التمسك بالحبال السعودية التي تتقطع يوماً إثر آخر، في صراع سعودي ـــ سوري بارد، وأن سوريا وجهت رسالتها إلى الشخصيات اللبنانية عبر اعترافات إحدى شبكات «فتح الإسلام»، لتقول إن لعبة الاتهامات التي كان يلعبها ضدها اللبنانيون بإيعاز من السعودية والسفارة الأميركية وطوال ثلاثة أعوام قد أصبحت من الماضي، وخاصة أن الاعترافات بثت بعد يوم من فوز الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما، وقبل أيام من زيارة الوفد الرسمي اللبناني إلى دمشق.
ويقول مسؤول أمني إن تعاطي «بعض القضاء» مع ملفات الإسلاميين يشوبه غياب الرؤية الشاملة لهذا الملف، وعدم الالتفات إلى حساسية بعض القضايا، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى قطع الطريق على من يريد الابتعاد عن أجواء التطرف الإسلامي. وقال أمني آخر إن بعض الأشخاص يوقفون في ملفات أمنية كشهود، ثم يتحولون لدى القضاء العسكري إلى مدعى عليهم ومتهمين، فيبقون في السجن مع الموقوفين الخطرين، قبل أن تبرئهم المحكمة العسكرية أو تخلي سبيلهم قبل انتهاء المحاكمة. وأشار المسؤول الأمني إلى أن أسلوب التعامل المذكور يدفع بعض الأشخاص إلى التقرب أكثر من الإسلاميين المتشددين، والابتعاد عن الثقة بالقضاء والأجهزة الأمنية.
وفي هذا الإطار يضع أحد المسؤولين الأمنيين، توقيف إيهاب البنا الذي كان له دور إيجابي في معالجة عدد من القضايا المرتبطة بالإسلاميين، وخاصة المسجونين منهم. وفيما رفض المسؤول الأمني الربط بين التوقيف والسياق السياسي والأمني السائد في البلاد منذ الاعترافات التي عرضها التلفزيون السوري، توقع أن تعلن المحكمة العسكرية عدم اختصاصها في الملف لتحيل البنا على المحقق العدلي في قضية «فتح الإسلام» الرئيس غسان عويدات، الذي من المتوقع أن يخلي سبيله لعدم وجود شبهة بحق البنا في هذا الملف، وخاصة أنه كان من أشد الرافضين لتحركات «فتح الإسلام»، علماً بأن الاعتقالات التي جرت في لبنان، وسواء صحّ التنسيق الأمني بين الاستخبارات في البلدين أو لا، وزيارات رئيس فرع المعلومات وسام الحسن إلى سوريا أو لا، هذه الاعتقالات تشير الى ما هو أبعد من التنسيق، ويصبح توقيف ايهاب البنا مجرد مدخل لما هو أبعد مدى.

جواد_الليل
11-14-2008, 05:08 PM
لا افضل المواضيع الطويلــة ..


افــضل ان تكون مرتبـة وبخط اكبر حتى نستطيع قرائتها ..


شكرا

من هناك
11-14-2008, 06:20 PM
هناك صحف لأهل السنة تبغض السنة اكثر من الأخبار والتاريخ شاهد

طرابلسي
11-14-2008, 06:45 PM
اما انا فقد قراته كاملا كلمة ,, كلمة ,, فيه بعض الحقائق التي ظننت بها من قبل

مقاوم
11-14-2008, 06:46 PM
هناك صحف لأهل السنة تبغض السنة اكثر من الأخبار والتاريخ شاهد
صحيح... لكن هذا الموضوع عن جريدة الأخبار وحثالة المخابرات من أمثال فداء عيتاني.

abou ousama
11-14-2008, 06:47 PM
مين أين ظهر هذا الملعون(عيتاني)