تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خاص بصوت " الشهيد رائد مسك "



omar
08-22-2003, 10:48 AM
القسامي الحافظ لكتاب الله رائد عبد الحميد مسك

صاحب الانتقام القسامي لدماء الشهيدين عبد الله القواسمة ومحمد سدر

تقرير خاص:

هيأت أمي فراشا وثيرا

من رياش الحمائم حشت الوسادة

صبغت غرفتي بلون المرايا

وتمنت علي عهد السعادة

ثم قالت هذه عروسك

هيا إنها الدر نهجا ونجاده

فرفضت وقلت يا أم حيدي

أن عرسي في الأرض يوم الشهادة

يوم ألقى حور الجنان

ودمي فوق صدري وسام كالقلادة

حين تصبح الجراح صلاة

وصلاة الجراح أحلي عباده …..

هذه الكلمات طالما تغنى بها الشهيد رائد مسك قبل استشهاده بيومين ولكن لم يدر بخلد أم مؤمن انه كان يرثي نفسه بها يودعها أخر وداع.

بطاقة قسامية

الاسم الرباعي: رائد عبد الحميد عبد الرزاق مسك

تاريخ الميلاد: 24\1\1974م

مكان السكن: حي وادي أبو كتيلة غرب مدينة الخليل.

المهنة: مدرس في مدرسة رابطة الجامعين الثانوية

الحالة الاجتماعية: متزوج منذ تاريخ 25\8\1998م

له من الأبناء مؤمن (3.5) سنة وسما (22) شهرا

تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الجزائر ثم المدرسة الشرعية للبنيين حيث التحق ليكمل الدراسة إلا عداديه ثم الثانوية وحصل على معدل 65%في الفرع العلمي.

التحق بكلية المجتمع في الأردن وأكمل السنة الثانية وعاد إلى جامعة الخليل حيث التحق بكلية الشريعة وحصل على شهادة البكالوريوس.

وبعد تخرجه عمل كمدرس في مدرسة رابطة الجامعين الثانوية. وزوجته حامل في شهرها الخامس انتسب قبل عامين لجامعة النجاح الوطنية من اجل الحصول على شهادة الماجستير التي خصص رسالتها عن مخطوطة (بيان جهد المقل في التفسير والقراءات)

حياته

لم أعهد أبا مؤمن رجلا عسكريا ولا يتحدث كثيرا في السياسة كان كل حديثه ينصب حول القرآن وإعجازه وأحكامه وأوامره ونواهيه, كان يتحدث كثيرا عن الأخلاق والعبادات والآداب العامة وكان يحب المطالعة وخصوصا قراءة القرآن الكريم وتدبر أحكامه.

وتضيف ام مؤمن كان زوجي واصلا لرحمه علما بأن له (11) شقيقه إلا انه كان يزورهن باستمرار واذكر انه كان يزورهن في الأعياد ويقدم لهن عيديه خاصة به وعيديه خاصة بوالده في اليوم الذي سبق العملية اشترى ابو مؤمن العديد من الأشرطة الإسلامية وقام بإهدائها لأشقائه وشقيقاته وآخر لقاء بيننا كان عندما ا طلب مني زيارة إحدى شقيقاته وطلب منها أن يكون الطعام على حسابه وبعد تناول الطعام همس في إذن شقيقته كي تصر علينا للمبيت عندها دون أن اعلم أنا، وربما كان هذا جزء من تكتيكه لنجاح العملية وقمنا فعلا بالمبيت عندها وتضيف أم مؤمن بأنه كان مثال الزوج الصالح وأقسمت انه لم يكن على وجه الأرض من هي اسعد مني معه وكان حريصا جدا على ربطنا بالقرآن وكان يساعد طفله مؤمن على قراءة القرآن والآن ابني يحفظ سورة تبارك والنبأ والعديد من السور القصيرة، وكان معروفا( بتفريج الكرب) واذكر انه كان لا يبيت ليلة إذا قصده ذا حاجه حتى يقضي له حاجته وكان كثيرا ما يعطي من يحتاج نقودا حتى لو كان بحاجة ماسة لها. وكان يحب الأطفال بشكل لا يوصف ويحب إطعامهم بنفسه وعندما كان الأطفال يتأخرون في تناول الطعام كان يقول لهم من يحضر وعاءه فارغا سأصطحبه معي إلى السوبر ماركت فكان الأطفال يتسابقون في تناول الطعام.

وكان مرتبطا ارتباطا وثيقا بأطفاله وزوجته وكان يضع في برنامجه دوما أن يأخذنا إلى المطاعم ومحلات الحلوى ويحرص أن يتزاور مع أقاربه وكنت اشعر بالحياء عندما كنا نسير سويا في الشارع لكثرة معارفه. يطرح التحية على هذا ويصافح هذا ويتحدث مع هذا وكان ذو شعبيه كبيرة.

وتتذكر ام مؤمن انه احضر لها جهاز كمبيوتر كهدية في ذكرى زواجهم الأول

معلم لأستاذه

في الحقيقة سمعنا الكثير الكثير عن الشهيد رائد وأروع القصص التي رويت عنه فقد سئل يوما وهو على مقاعد الدراسة من قبل أستاذ له كان الشهيد يقدره ويحترمه حيث سأله الأستاذ, ما هي أمنيتك يا رائد, فأجاب بتواضع أن أصبح مثلك يا أستاذ, وبعد سنوات عده قابل هذا الأستاذ تلميذه رائد فأنبهر منه وأعجب به وقال له لقد حقق الله أمنيتك وزيادة.

وتمضي سنون طويلة ويحدثنا أحد الأساتذة الذين درسوا رائد في المرحلة الثانية أنه علمه في المدرسة وبعد عدة سنوات فوجئ بأن الشخص الذي يشرف على مادة امتحان التجويد في المسجد علي البكاء ما هو إلا تلميذه رائد.

وتقول زوجته انه تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره (15) عاما وكان لا يتحدث في أي أمر إلا ويكون القرآن زينة حديثه وهمسه وكلامه, وكان يصف لي شغفه بالقرآن كلما تحدث معي بأي حديث فكان يقول أن كل حرف من القران يحتوي على كنز وكل كلمه تحوي على حكم كثيرة وكان الشهيد خطيبا مفوها فكثيرا ما كان يلقي خطبة في مسجد الحرس شمال مدينة الخليل ومسجد علي البكاء وسطها وكان فارس لمنابر الخليل لم يترك منبرا إلا اعتلاه وكان صواما قواما ولا يصلي الصلاة إلا في المسجد.

وتتذكر أم مؤمن قائله كان يحب الشيخان صلاح ألخالدي وعبد الفتاح أبو غدة ويحب مؤلفاتهما والتي تتحدث عن إعجاز القرآن الكريم.

وكان يحرص على اقتناء الكتب الإسلامية ويوجد لديه مكتبه في هذا الصدد. ويحب المطالعة حتى وان كان يمشي في الشارع

وكان دائم الترديد اللهم ارزقني الشهادة قبل الشهادة) ويقصد الشهادة في سبيل الله قبل نيله شهادة الدكتوراه التي كان يسعى إليها وكنت كلما سمعت هذا الدعاء أرد عليه قائلة (اللهم ارزقه الشهادة بعد طول عمر وطول عمل )وكان يغضب مني إذا سمع هذا الدعاء

بار بوالديه

وتقول أم مؤمن إن الشهيد اعتقل لدى الجانب الصهيوني قبل (14) عاما ومكث في السجن لمدة عام وشاء الله أن تتوفى والدته وهو في السجن حيث تألم لموتها بصوره لا توصف وكان طوال 14 عاما يبكي لوفاتها. وكلما استحضر سيرتها يبكي بحرارة وقد اعتاد في المناسبات أن يكرم شقيقاته مرتين مره عنه شخصيا ومره أخرى عن والده وتضيف أنها لم تلحظ أي تحول في حياة رائد في الآونة إلا خيره. سوى أنها سمعته في اليوم الذي سبق استشهاده ينشد (روحي تاقت للجنة وللشهادة استعجلنا)،

وردد أمامها هيئت لي أمي فراشا وثيرا ….. ريش الحمائم حشت الوسادة

والتي بدأنا تقريرنا هذا بها وطلب منها إن أنجبت مولودا ذكرا أن تسميه( يحيى )وقد استغربت من هذا الاختيار. وبالرغم من ذلك لو أنجبت ولدا سأسميه رائد

وتضيف أم مؤمن لو قدر لرائد أن يعود من جديد لفرحت كثيرا وعزائي الوحيد انه شهيد يعيش في حياة كريمه ولكنني سعيدة أكثر باستشهاده.

وجاء البشير

وتقول أم مؤمن أول من بشرها باستشهاد زوجها هو ابنها مؤمن حيث كنت منهمكة في العمل بعد عودتي من منزل شقيقه زوجها حيث جاء إليها مؤمن واخبرها بأنه شاهد صورة والده على التلفاز وهو يحمل باروده في يده اليسرى والقرآن الكريم في اليد اليمنى وتقول أن مؤمن قال حينها يا أمي لقد ذهب أبي إلى نابلس ومن هناك صعد للجنة؟؟ وتضيف عندما ذهبت الى التلفاز وجدت إن الخبر صحيحا وقد تلقيت الخبر بقوه وأراده بالرغم من أنني حزينة على فراقه.

وتصف أم مؤمن لحظاتها الأخيرة معه قائله إن الشهيد تعمد أن يصطحبني أنا والأطفال الى منزل شقيقته وقال بأنه سوف يعمل وليمه على حسابه وبعد المغرب طلب من أخته أن تلح عليه للمبيت عندها دون أن تعلم وقد نمنا تلك الليلة عندها وتقول شقيقته بأنها لاحظت بان رائد كان يقوم الليل ويتوجه إلى الله بالدعاء وكان منهمكا في قراءة القرآن وشاهدته وهو يتنقل بين الغرف وشعرت انه لم ينم للحظه واحده.وهو يراقب النوافذ والأبواب

وبعد أذان الفجر توضأ ثم خرج للصلاة وقال انه سوف يذهب إلى مدينة نابلس من اجل رسالة الماجستير وبعد أن خرج من المنزل عاد إليها وودعها قائلا ربما لن أراك وربما اعتقل أو استشهد وكان كلما خرج إلى نابلس يقول لي هذه العبارات وقد اعتدنا عليها سويا وهذا ما جعلني إلا ارتاب من الأمر وقال لي انه سوف يتصل بي عندما يصل إلى الجامعة فانتظرت باقي اليوم ولم يتصل بي وشعرت في ساعات المساء بالقلق علما بأنني لم أتوقع في يوم من الأيام أن يقوم بهذا العمل.

وتضيف أن الشهيد أعطاها 50 دينارا قبل خروجه وأعطى شقيقته 50 دينارا, وتضيف بالرغم من هدوء شخصيته رائد إلا انه كان يتأثر للمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

توفيق رباني

وتضيف أم المؤمن لا اذكر أن رائد دخل منطقة القدس الغربية ولو لمرة واحده في حياته … إنما حصل هو معجزه ربانيه وتوفيق من الله وحده وبحسب المعلومات الاستخباراتيه فإن رائد تخفى بزي مستوطنين يهود وصعد إلى الحافلة رقم 12 التي كانت قد خرجت للتو من ساحة البراق( حائط المبكى) وكانت الحافلة مزدوجة حيث صعد رائد من الباب الخلفي, وفي العادة كانت الاستخبارات الصهيونية تجمع معلومات عامه عن الشهيد للمساهمة في تشخيصه من قبل المارة وركاب الحافلة لكن هذه المرة لم تستطيع جمع المعلومات حيث لم يلاحظ احد أن الذي صعد إلى الحافلة سيفجر نفسه بعد لحظات.

وقالت المخابرات أيضا أن العبوه التي انفجرت في الحافلة تزيد عن 5 كغم وكانت محشوة بالقطع الحديدية والمسامير.مما أدى إلى مقتل ال20 مستوطنا وإصابة 150 آخرين بجروح

سيده الموقف

وفي اليوم التالي لسماع نبأ العملية توجهنا إلى منزل الإستشهادي رائد مسك وشاهدنا ما أدهشنا فقد شاهدنا زوجة الشهيد والقائد القسامي عبد الله القواسمة أم ايمن تخطب في جمهور غفير من النساء كن قد توجهن لتقديم التهاني باستشهاد رائد بالرغم من الحواجز الترابية والعسكرية وبالرغم من حالة التوتر الذي كانت تعيشها مدينة الخليل وبعد لحظات من اقتحام الجيش الصهيوني لحي وادي أبو كتيلة واعتقاله أكثر من 17 مواطنا من أقرباء الشهيد.

وتحدثت أم ايمن وأبكت الجمهور وقالت كيف ينام رائد وعبد الله القواسمة ومحمد سدر وكيف يعيشون بهناء وسعادة والأمة تقتل وفلسطين تنحر من الشمال إلى الجنوب ونقول بأن هناك من قال أن حركة حماس تضحك على الاستشهاديين و يعدونهم بالجنة والحور العين ثم يدفعونهم لتمزيق أجسادهم.

وردت على هذا الافتراء قائله والله لقد عشت أسعد أيام عمري مع أبو ايمن بالرغم من قصرها وبالرغم من انه لمضاها بين الإبعاد والسجون والمطاردة والله أنني لم أكن اعلم أن هناك أمراه على وجه الأرض أسعد مني وأهنأ عيشا مني ولكن كيف اشعر بالسعادة وأطفال فلسطين يذبحون وبيوتهم تهدم وأشجارهم تقطع وقالت أنا لا أتحدث هنا لأن رائد انتقم لزوجي والله إنني ما عرفت رائد إلا رجلا تقيا ورعا محبا لدينه وعرضه لقد كان رجلا يعيش بسعادة وهناء ولا ينقصه من دنياه شيء ومع ذلك يتدافع إلى الموت وهذا كفيل بأن يخرس كل الألسنة التي تحاول أن تنال من مجاهدينا وأبطالنا واستشهاديينا انه من الصعب على رائد أن يرى بيوت المسلمين تهدم وأشجارهم تقطع وأبنائهم يقتلون وهو نائم بسعادة وفي بيته.