تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هداية رجل من التصوف الى الاسلام



سعد بن معاذ
11-09-2008, 05:26 PM
كيف اهتديت إلى التوحيد ؟

كنت أقرأ على الشيخ الذي درست عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : وهو قوله صلى الله عليه وسلم :
(إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) . "رواه الترمذي وقال حسن صحيح" فأعجبني شرح النووي حين قال : " ثم إن كانت الحاجة التي يسألها ، لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه ، كطلب الهداية والعلم .. وشفاء المرضى وحصول العافية سأل ربه ذلك ، أما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم " .
فقلت للشيخ هذا الحديث وشرحه يفيد عدم جواز الاستعانة بغير الله ، فقال لي : بل تجوز !! قلت : وما دليلك ؟ فغضب الشيخ وصاح قائلاً : إن عمتي تقول يا شيخ سعد ـ وهو مدفون في مسجد تستعين به ـ فأقول لها يا عمتي وهل ينفعك الشيخ سعد ؟ فتقول : أدعوه فيتدخل على الله فيشفيني !!
قلت له : إنك رجل عالم قضيت عمرك في قراءة الكتب ، ثم تأخذ عقيدتك من عمتك الجاهلة ! فقال لي عندك أفكار وهابية ، أنت تذهب للعمرة وتأتي بكتب وهابية !!!
وكنت لا أعرف شيئاً عن الوهابية إلا ما أسمعه من المشايخ : فيقولون عنهم: الوهابيون مخالفون للناس لا يؤمنون بالأولياء وكراماتهم, ولا يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم , وغيرها من الاتهامات الكاذبة! فقلت في نفسي إن كانت الوهابية تؤمن بالاستعانة بالله وحده , وأن الشافي هو الله وحده , فيجب أن أتعرف عليها , سألت عن جماعتها فقالوا لهم مكان يجتمعون فيه مساء الخميس , لإلقاء دروس في التفسير والحديث والفقه , فذهبت إليهم مع أولادي وبعض الشباب المثقف , فدخلنا غرفة كبيرة , وجلسنا ننتظر الدرس , وبعد فترة دخل علينا شيخ كبير السن , فسلم علينا وصافحنا جميعاً مبتدئاً بيمينه ، ثم جلس على مقعد ، ولم يقم له أحد ، فقلت في نفسي هذا الشيخ متواضع لا يحب القيام.
بدأ الشيخ الدرس بقوله : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، إلى آخر الخطبة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه ، ثم بدأ يتكلم باللغة العربية ، ويورد الأحاديث ، ويبين صحتها وراويها ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر اسمه ، وأخيراً وجهت له الأسئلة المكتوبة على الأوراق ، فكان يجيب عليها بالدليل من القرآن والسنة ، ويناقشه بعض الحاضرين فلا يرد سائلاً ، وقد قال في آخر درسه : الحمد لله على أننا مسلمون وسلفيون : ( وهم الذين يتبعون السلف الصالح : الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته )، وبعض الناس يقولون إننا وهابيون ، فذا تنابز بالألقاب ، وقد نهانا الله عن هذا بقوله : (( ولا تنابزوا بالألقاب )) " سورة الحجرات 11 "

وقديماً اتهموا الإمام الشافعي بالرفض فرد عليهم قائلاً :
إن كان رفضاً حب آل محمد…فليشهد الثقلان أني رافضي
ولما انتهى خرجنا مع بعض الشباب معجبين بعلمه وتواضعه وسمعت أحدهم يقول : هذا هو الشيخ الحقيقي !!!
لما علم الشيخ الذي كنت أدرس عليه أنني ذهبت إلى السلفيين واستمعت إلى الشيخ محمد ناصر الدين الألباني غضب غضباً شديداً لأنه يخشى أن أتركه وأتحول عنه ، وبعد فترة من الزمن جاءنا شخص من جيران المسجد ليحضر الدرس معنا في المسجد بعد المغرب ، وبدأ يقص علينا أنه سمع من درس أحد المشايخ الصوفي يقول : إن تلميذاً له تعسّر على زوجته المخاض والولادة ، فاستغاث بشيخ صغير ( ويقصد نفسه ) فولدت ، وذهب العسر عنها ، فقال له الشيخ الذي ندرس عليه : وماذا فيها ؟ فقال له : هذا شرك ، فقال له الشيخ : أسكت ، أنت لا تعرف الشرك ، أنت رجل حداد ، ونحن المشايخ عندنا علم ، ونعرف أكثر منك، ثم نهض الشيخ إلى غرفته، وجاء بكتاب " الأذكار للنووي "وبدأ يقرأ قصة ابن عمر أنه كان إذا خدرت رجله قال : يا محمد !! فهل أشرك ؟ فقال له الرجل : هذا ضعيف " أي غير صحيح " فصاح الشيخ به غاضباً : أنت لا تعرف الصحيح من الضعيف ، ونحن العلماء نعرف ذلك ، ثم التفت إليّ وقال لي : إذا حضر هذا الرجل مرة أخرى سأقتله ! وخرجنا من المسجد ، وطلب الرجل مني أن أرسل ولدي معه ليأتي بكتاب (الأذكار) بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط ، فجاء به وأعطاني إياه ، وإذا بالقصة يقول عنا المحقق ( ضعيف ) وفي اليوم الثاني أعطاه ولدي الكتاب فوجد أن القصة غير صحيحة ، فلم يعترف بخطئه وقال : هذه من فضائل الأعمال يؤخذ فيه بالحديث الضعيف!! أقول : إن هذه ليست من فضائل الأعمال كما يزعم الشيخ ، بل هي من العقيدة التي لا يحوز الأخذ فيها بالحديث الضعيف علماً بأن الإمام مسلم وغيره يرون عدم الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال . والقائلون من المتأخرين بجواز الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشروط عديدة قلّ أن تتوفر ، وهذه القصة ليست حديثاً ، وليست من فضائل الأعمال بل هي من أساس العقيدة كما أسلفت ، وفي اليوم الثاني جئنا إلى الدرس ، وبعد تسليم الشيخ من الصلاة ، خرج من المسجد ، ولم يجلس كعادته إلى الدرس .
حاول الشيخ أن يقنعني بأن الاستعانة بغير الله جائزة كالتوسل ، فبدأ يعطيني بعض الكتب ، ومنها كتاب " محق التقول في مسألة التوسل" لمؤلفه ( زاهد الكوثري ) ، فقرأت فيه ، فإذا به يجيز الاستعانة بغير الله ، ويأتي إلى حديث : " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله " فقال عنه الكوثري : طرقه واهية ( أي ضعيف ) لذلك لم يأخذ به علماً بأن الحديث ذكره الإمام النووي في كتابه الأربعين النووية ، ورقمه التاسع عشر ، وقد روى الحديث الإمام الترمذي وقال عنه حسن صحيح واعتمده النووي وغيره من العلماء، فعجبت من الكوثري كيف رد الحديث ، لأنه خالف عقيدته، فازددت بغضاً فيه وفي عقيدته ، وازددت حباً في محبة السلفيين وعقيدتهم التي تمنع الاستعانة بغير الله للحديث المتقدم ولقول الله تعالى :
(( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين )) . " سورة يونس 106 "
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء هو العبادة ).
" رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
وعندما رآني شيخي لم أقتنع بالكتب التي أعطاها لي ، هجرني وأشاع عني ( وهابي احذروه ) فقلت في نفسي لقد قالوا عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (ساحر أو مجنون ) وقالوا عن الإمام الشافعي رافضي فرد عليهم قائلاً
إن كان رفضاً حب آل محمد …فليشهد الثقلان أني رافض
واتهموا أحد الموحدين بالتوهب فرد عليهم قائلاً :
إن كان تابع أحمد متوهباً……فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي…رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ، ولا وثن ولا……قبر له سبب من الأسباب
وأنني أحمد الله الذي هداني للتوحيد وعقيدة السلف الصالح ، وبدأت أدعو إلى التوحيد وأنشره بين الناس أسوة بسيد البشر الذي بدأ دعوته في مكة بالتوحيد ثلاثة عشر عاماً ، وتحمل مع أصحابه الأذى فصبر ، حتى انشر التوحيد ، وتأسست دولة التوحيد بفضل الله .
موقف المشايخ من التوحيد
أصدرت نشرة مكونة من أربع صفحات عنوانها : ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، إياك نعبد وإياك نستعين ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ) وشرحت معناها ، واستشهدت بقول النووي في شرح الحديث ، وقول غيره من العلماء الداعين إلى التوحيد ، ولئلا يقول المشايخ عن النشرة إنها وهابية ذكرت قول الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه : " الفتح الرباني "
( سلوا الله ، ولا تسألوا غيره ، استعينوا بالله ولا تستعينوا بغيره ، ويحك بأي وجه تلقاه غداً ، وأنت تنازعه في الدنيا ، معرض عنه، مقبل على خلقه مشرك به ، تنزل حوائجك بهم ، وتتكل بالمهمات عليهم ! ارفعوا الوسائط بينكم وبين الله ، فإن وقوفكم معها هوس ، لا ملك ولا سلطان ، ولا غنى ، ولا عز إلا للحق عز وجل ، كن مع الحق ، بلا خلق ).
[ أي كن مع الحق بدعائه بلا واسطة من خلقه ].
هذه خلاصة النشرة المكونة من أربع صفحات صغيرة ، وقد سمحت بطبعها وزارة الإعلام ، وطبعت منها ثلاثين ألف نسخة ، وقد وزع ولدي منها نسخاً قليلة ، وسمع أحد المشايخ يقول : هذه نشرة وهابية ، ووصلت إلى شيخ كبير في البلد فأنكرها ، وطلب مقابلتي فذهبت إلى بيته وكان هذا الشيخ قد درس معي في مدرسة الخسروية بحلب ، وهي الآن الثانوية الشرعية ، ولما قرعت الجرس خرجت بنت فقلت لها : " محمد زينو " ، فدخلت ثم رجعت ، فقالت لي : سيأتي للمدرسة بعد قلبل . فانتظره هناك ، فجلست عند دكان الحلاق المجاور لبيته حتى خرج ، فلحقته ، وقلت له : ماذا تريد مني ؟ فقال لي : لا أريد هذه النشرة ! قلت له: لماذا ؟ فقال : لا نريدها ، فقلت له ـ وقد وصلنا إلى باب المدرسة ـ : سأدخل معك إلى المدرسة وأقرأ الرسالة ، فقال : لا يوجد عندي وقت ! قلت له : طبعت منها ثلاثين ألف نسخة ، وكلفتنا مالاً وجهداً ، فماذا نفعل بها ، هل نحرقها ؟ فقال لي : نعم أحرقها !! قلت في نفسي سأذهب إلى الشيخ محمد السلقيني أستاذي في الفقه الحنفي ، فذهبت إليه ، وقلت له : عندي رسالة صغيرة فقال لي أحد المشايخ : أحرقها ، فقال لي : اقرأها عليّ ، فقرأتها عليه، فقال لي : هذه الرسالة فيها القرآن الكريم كلام الله ، وفيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نحرقها ؟ فقلت له : جزاك الله خيراً ، سوف أوزعها ، ولن أحرقها ، وبعد فترة وزعتها ، ووجدت قبولاً عند الشباب المثقف ، حتى إنني وجدت من طبعها ووزعها في مكتبه الوتار بالمسكية في مدينة دمشق ، فحمدت الله على أن هيأ لهذه الرسالة من يطبعها ويوزعها مجاناً ليعم نفعها ، وتذكرت قول الله عز وجل :
((يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ولو كره الكافرون. هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون)). " سورة التوبة 31-32 "
ثم طبعت هذه الرسالة في كتابي ( منهاج الفرقة الناجية ) فالذي يريد الإطلاع عليها يقرأ الكتاب المذكور ، فسيجدها بنفس العناوين المذكورة آنفاً .
أهدى إليّ أحد المشايخ كتاباً فيه قصة ثعلبة المشهورة ولما أراد تجديد طبع الكتاب نصحته أن يرجع إلى أقوال العلماء ، ولا سيما في كتاب : ( الإصابة في أسماء الصحابة ) لابن حجر ، فقد نبه هو وغيره على عدم صحتها ، فلم يقبل النصيحة ، وقال لي : أنت نشيط أترك هذه المسائل ! قلت إذا تركتها فسوف أدعو إلى التوحيد الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله ابن عباس وهو غلام، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :
( يا غلام إني أعلمك كلمات ... إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ... ) إلى آخر الحديث الذي ذكره النووي وقال عنه الترمذي : ( حسن صحيح ) فقال لي : نحن نسأل غير الله !!!
رد الحديث بكل وقاحة وسوء أدب ، مخالفاً قوله تعالى :
(( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين )) . [ أي المشركين ] " سورة يونس 106 "
ثم مضت سنوات قليلة وإذا بهذا الشيخ الذي يسأل غير الله يقتل ولده ، ويوضع ولداه في السجن ،ويترك داره ويهاجر إلى بلد آخر، فلا يلوي على شيء ، وقدر الله أن ألتقي بهذا الشيخ في الحرم المكي الشريف، والأمل على أنه عاد إلى رشده ، ورجع إلى الله يسأله الستر والحماية والنصر فسلمت عليه ، وقلت له : إن شاء الله سنعود إلى بلادنا ، ويفرج الله عنا ، فيجب علينا أن نتوجه إلى الله ونسأله العون والتأييد ،فهو القادر وحده ، فما رأيك ؟ فقال لي : المسألة فيها خلاف ! قلت له : وأي خلاف ؟ أنت إمام مسجد وتقرأ في صلاتك كل ركعة ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ويكررها المسلم في يومه عشرات مرات ، ولا سيما في صلاته ، فلم يتراجع هذا الشيخ الصوفي النقشبندي عن خطئه ، بل أصر ، ويدأ يجادل ، ويعتبر المسألة خلافية ليبرر موقفه الخاطيء ! إن المشركين الذين حاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون أولياءهم في وقت الرخاء ، ولكن إذا وقعوا في شدة أو كرب سالوا الله وحده ، كما قال الله تعالى عنهم :
(( هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وطنوا أنهم أحيط بهم ، دعوا الله مخلصين له الدين، لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين))."سورة يونس21"
وقال عن المشركين : (( ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ))
" سورة النحل 53 "
دخلت مرة على شيخ كبير له طلاب وأتباع ، وهو خطيب وإمام مسجد كبير وبدأت أتكلم معه عن الدعاء وأنه عبادة لا يجوز إلا لله وحده ، وأتيت له بدليل من القرآن وهو قول الله تعالى :
(( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً ، أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً)) . " سورة الإسراء 56-57 "
فما المراد من قوله : (( أولئك الذين يدعون ..)) ؟ فقال لي : الأصنام ، قلت له : المراد الأولياء الصالحون .. فقال لي : نرجع إلى تفسير ابن كثير فمد يده إلى مكتبه ، وأخرج تفسير ابن كثير فوجد المفسر يقول أقوالاً كثيرة أصحها رواية البخاري التي تقول: " قال ناس من الجن كانوا يُعبدون فأسلموا ، وفي رواية كان ناس من الإنس يعبدون ناساً من الجن فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم. فقال لي الشيخ : الحق معك ، ففرحت بهذا الاعتراف الذي قاله الشيخ ، وبدأت أتردد عليه وأجلس في غرفته ، وفوجئت مرة كنت عنده فقال للحاضرين : إن الوهابية نصف كفار لأنهم لا يؤمنون بالأرواح فقلت في نفسي لقد ارتد الشيخ وخاف على منصبه فافترى على الوهابية ، والإيمان بالأرواح لا ينكره الوهابية ، لأنها ثابتة في القرآن والحديث، ولكنهم ينكرون أن تكون للروح تصرفات كإغاثة الملهوف ، وعون الأحياء ، ونفعهم وضرهم ، لأن هذا من الشرك الأكبر
لأن هذا من الشرك الأكبر الذي ذكره القرآن عن الأموات بقوله :
(( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ، ولو سمعوا ما استجابوا لكم ، ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )). " سورة فاطر 14 "
فهذه الآية صريحة في أن الأموات لا يملكون شيئاً ، وأنهم لا يسمعون دعاء غيرهم ، وعلى فرض سماعهم لا يستطيعون الإجابة ، ويوم القيامة يكفرون بهذا الشرك الذي صرحت به الآية: (( ويوم القيامة يكفرون بشرككم )) " سورة فاطر 13 "
لا يعلم الغيب إلا الله
كنت مع بعض المشايخ في مسجد الحي نتدارس القرآن بعد الفجر ، وكلهم من حفظة القرآن الكريم . وقد مر معنا حين تلاوة القرآن قوله تعالى :
(( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ))
" سورة النمل 65 "
فقلت لهم : إن هذه الآية دليل واضح على أنه لا يعلم الغيب أحد إلا الله ، فقاموا علي وقالوا : الأولياء يعلمون الغيب !! فقلت لهم , ما هو دليلكم ؟ فبدأ كل واحد يقص قصة سمعها من بعض الناس , وأن الولي الفلاني يخبر بأمور غيبية ! قلت لهم : هذه القصص قد تكون كاذبة وليست دليلاً , ولا سيما وأنها تعارض القرآن , فكيف تأخذون بها , وتتركون القرآن ؟!! ولكنهم لم يقتنعوا وبدأ بعضهم يصيح وأخذه الغضب, ولم أجد واحداً منهم أخذ بالآية , بل اتفقوا جميعاً على الباطل ودليلهم قصص خرافية تناقلوها ليس لها أصل , وخرجت من المسجد ولم أحضر معهم في اليوم الثاني , بل جلست مع أطفال أقرأ معهم القرآن , فهو خير لي من الجلوس مع حفظة للقرآن يخالفون عقيدته ولا يطبقون أحكامه , والواجب على المسلم إذا رأى أمثال هؤلاء أن لا يجالسهم امتثالاً لقوله تعالى :
(( وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ))
" سورة الأنعام 68 "
وهؤلاء ظالمون أشركوا مع الله عباداً يعلمون الأمور الغيبية في زعمهم ، والله يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم ويأمره أن يقول للناس :
(( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني من السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون )) . " سورة الأعراف 188 "
وهؤلاء الحفظة لكتاب الله سيكون القرآن حجة عليهم لا لهم كما قال صلى الله عليه وسلم : ( والقرآن حجة لك أو عليك ) . " رواه مسلم "
وقد ضرب الله مثلاً للذين لا يعلمون بالكتب المنزلة مثل التوراة فقال : (( مثل الذين حملوا التوراة ، ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله ، والله لا يهدي القوم الظالمين )) . " سورة الجمعة آية 4 "
فهذه الآية وإن كانت في حق اليهود الذين علموا التوراة ولم يعملوا بها فهي تنطبق على كل من يعلم القرآن ولا يعمل به . وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا العلم الذي لا ينفع فقال :
( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ) . " رواه مسلم "
[ أي لا أعمل به ، ولا أبلغه غيري ولا يبدل من أخلاقي وأقوالي وأفعالي ] " ذكره فيض القدير نقلاً عن المظهري "

وفي الحديث : ( اقرأوا القرآن واعملوا به ولا تأكلوا به .. ) .
" صحيح . أخرجه أحمد وغيره "
كنت أصلي في مسجد قريب من داري ، وكان إمامه يعرفني ، ووجد مني الدعوة إلى توحيد الله وعدم دعاء غيره ، فأعطاني كتاباً اسمه " الكافي في الرد على وهابي " ، ومؤلفه رجل صوفي فقرأت الكتاب من أوله إلى آخره بدقة ، وإذا به يقولفيه : إن هناك رجالاً يقولون للشيء كن فيكون ! فعجبت من هذا القول الكاذب ، لأن هذا من صفات الله وحده ، والبشر عاجزون عن خلق الذباب، بل عاجزون أن يستردوا ما أخذه الذباب من طعامهم ، وقد ضرب الله تعالى مثلاً للناس يبين ضعف المخلوقات فقال :
(( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب )) . " سورة الحج الآية 73 "
فحملت الكتاب إلى صاحبه وقد حفظ القرآن معي في دار الحفاظ وقلت له : هذا الشيخ يدعي أن رجالاً يقولون للشيء كن فيكون ، فهل هذا صحيح ؟ فقال لي : نعم ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كن ثعلبة ) فكان ثعلبة ! قلت له : هل كان ثعلبة معدوماً فأوجده الله من العدم ؟ أم كان غائباً ، وكان بانتظاره وقد تأخر ، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شبحاً من بعيد تفاءل وقال : ( كن ثعلبة ) كأنه يقول أدعو الله أن يكون القادم هو ثعلبة ، حتى يسير الجيش ولا يتأخر ، فاستجاب الله دعاءه ، وكان القادم ثعلبة ، فسكت الرجل ، وغرف بطلان كلام الشيخ المؤلف ، والكتاب ما زال موجوداً عند صاحبه .
كتاب : كيف أهتديت إلى التوحيد والصراط المستقيم
المؤلف : محمد جميل زينو

خفقات قلب
11-09-2008, 08:16 PM
وهل الصوفية ملة كالنصرانية واليهودية ليهتدي إلى الإسلام؟؟؟



أتمنى أن تعيد النظر في العنوان..



إذ ما هكذا تورد يا (سعد) الإبل!!

سعد بن معاذ
11-13-2008, 02:32 AM
لماذا نجامل أهل الباطل وندافع عنهم وهل من يشرك بالله ندافع عنه
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )[آل عمران : 85]

خفقات قلب
11-13-2008, 10:33 AM
وهل الصوفية يعبدون ربا غير الله؟ هل يؤمنون بنبي غير محمد صلى الله عليه وسلم؟؟


ليست مجاملة بقدر ما هي من باب


{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} (النحل:125)