تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الزوجة



بشرى
08-21-2003, 06:40 PM
ثلاثية الزوجة
1- الصلاح.
2- الجمال.
3- اليسر.

*الصلاح
وهو المطلب الأول في اختيار الزوجة التي تكون بها السعادة؛ مطلب الصلاح.
وأهم ما يراد ويطلب في صلاح المرأة هو: صلاح دينها، الأمر الذي ورد النص بالظفر به فقد اخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) وقد وقع في حديث عبد الله بن عمرو عند بن ماجة يرفعه: لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن -أي يهلكهن- ولا تزوجوهن لاموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة سوداء ذات دين أفضل. والله جل وتعالى قد جبل المرأة على الضعف والنقص وطبيعة الخَلْق من ضلع أعوج يحتّم على من يطلب السعادة الأسرية أن يبحث عن ذات الدين التي يمنعها دينها ويحجزها من أن تنجر على ضعفها وعوجها فلا ترعى حق الله في نفسها وزوجها وابنائها. ومن جهة أخرى فإن صاحبة الدين تسعى لأن تبلغ وزوجها المرتبة العليا في باب الدين والتدين والصلة بالله. والمشاهد أن المرأة أشد عاطفة في التدين والعبادة من الرجل، وهذا أمر نراه ملموسا في الواقع مما يعني أن اختيار صاحبة الدين الصحيح ايسر في سياستها ومعاشرتها من غيرها التي لا يردعها دين ولا خلق.

ولسائل أن يسأل: ما حكمة التنصيص على حسن الخلق في الرجل إلى جنب الدين، والسكوت عنه في المرأة والاقتصار على طلب ذات الدين؟! لعل الحكمة -والله أعلم- في ذلك تظهر في أمور:
- أنه لمّا كانت القوامة بيد الرجل وأنه صاحب الأمر والنهي في البيت والأسرة كان اشتراط حسن الخلق فيه آكد حتى لا ينتهي الأمر إلى سفيه أو مجترئ على حق ضعيفة حرّج على حقها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (إني أحرج حق الضعيفين المرأة واليتيم). فصاحب الخلق اقرب لأن يرعى هذه القوامة بحقها.
- أنه لمّا كانت المرأة خُلقت من ضلع أعوج وأنها جُبلت على النقص والضعف كان التنصيص على طلب صاحبة الخُلق فيه مشقّة للجبلة التي جُبلت عليه. ومن جهة أخرى فإن نصوص الوحي التي جاءت تأمر المرأة بحفظ زوجها وحسن التبعّل له أكثر من تلك النصوص التي وردت في حقوق في جانب الرجال، فكانت هذه التوجيهات والنصوص بمثابة التهذيب لخلق المرأة على عوجها ونقصها -والله أعلم-.

*الجمال
والمراد بالجمال هنا جمال المظهر والمخبر. فجمال المخبر بجمال الروح وشفافيتها.. جمال العفة والطهر والحياء.. وهذا المقصود الأعظم من طلب الجمال في المرأة. أن تكون طاهرة السريرة نقيّة عفيفة حيية، تشكر على المعروف، وتحسّن التبعل بالمعروف، تقيم فرضها وتحفظ بيتها وترعى أبناءها؛ جاء عند ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت) فهذا النص النبوي قد أبان أصول جمال الروح عند المرأة:
-المحافظة على الفرائض.
-تحصين الفرج (فيه كناية عن الطهر والعفاف).
-طاعة الزوج (حسن التبعّل له وعشرته بالمعروف).

ثم يأتي بعد جمال المخبر جمال المظهر، وهو مقصد تكميلي لدوام العشرة والسعادة بين الزوجين. فإن النفوس جُبلت على حب الجميل الذي تأنس به العين ويسكن إليه الفؤاد، وفي هذا تغنّى الشعراء وتاه الأدباء -إلا من رحم ربك- والجمال من هذه الجهة في اصله لا يستطيع العبد أن يتصرّف فيه، لكن الله تعالى أباح للمرأة أموراً تتجمل وتتزين بها لبعلها مما يزيد في حسن تبعلها ودوام الألفة بينها وبين زوجها.
وجمالها من هذه الجهة يكون في:
-أن تكون بكراً غير ثيّب. فإن البكر أدعى للألفة والمحبة لما يكون منها من شدة الاهتمام والعناية بالتجمّل والزينة، ولذلك جاءت السنة بالندب للتزوج من الأبكار: من حديث جابر رضي الله عنه (فهلاّ بكرا تلاعبها وتلاعبك) (وتضاحكها وتضاحكك)! وقال صلى الله عليه وسلم (عليكم بالأبكار فإنهن اسخن اقبالاً وأنتق أرحاما وأرضى باليسير من العمل)!

-حسن التجمل والزينة في الهيئة.
ثم مع هذا -أي مع كونها بكراً- فإن على المرأة أن تعنى بهذا الجانب عناية خاصة من حسن التجمّل والزينة للزوج، فإن المرأة بتكميلها لهذين الجمالين (المخبر والمظهر) تكون كنزا من كنوز الدنيا، جاء في الحديث (ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء: المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته).
فتأمل الوصف: (إذا نظر إليها سرته) ببشاشة وجهها وطلاقته، وحسن هيئتها وجمالها... هذا بمجرد نظره إليها تُسرّ نفسه وتأنس عينه فما بالك بما بقي!!
وهاهنا ينبغي على الزوجة أن تعنى بجمالها وحسن هيئتها سيما في زمن أصبحت فيه بضاعة الشهوة والجنس الرخيص سائبة، فإن المؤمن يحتاج في بيته ما يكفّ به بصره عن الحرام، ويقنعه من أن يمدّ عينيه إلى زهرة الحياة الدنيا!!
كما ينبغي على المرأة أن تحذر في هذا الباب من أن تنجر وراء لهاث الموضة والصرعة الأخيرة!! فتكلّف نفسها أن تتزين بما حرم الله تعالى من تغيير خلق الله وتبديله بالنمص أو الوشم أو الفلج أو الوصل وغير ذلك من أمور التجميل التي يعود أثرها بالضرر المتحقق على الإنسان.

*اليسر
ثبت عند ابن حبان عن بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيرهن أيسرهن صداقا)، وفي المستدرك عند الحاكم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أعظم النساء بركة أيسرهن صداقا) والبركة تعني زيادة الخير ونماءه. فالزوجة المتيسر أمرها وحالها أكثر وأعظم بركة ممن غلا صداقها وفحش. وإنك ترى اليوم كيف يقضي الزوج حياته في تعاسة وشقاء بعد الزواج من جرّاء الديون المتكاثرة.. إيجار في شقة فاخرة.. وتقسيط لأكثر من سيارة.. وقرض من هيئات ومشاريع خيرية.. كل ذلك ليستكمل المهر وليقيم حفلة زفاف تليق (بالمحروسة)..
فأي سعادة هذه السعادة التي يجدها من يعيش همّ الدين بالليل وذلّه بالنهار؟!!! بل أي سعادة يجدها الزوج مع زوجة يشعر أنها هي سبب شقاءه وبلاءه ومصائبه! وقد حصل لي وأن أطلعت على حادثة غريبة من نوعها، حيث وجدت شابا مهر عروسه (مبلغ خيالي)!!!!
سألته: كيف تجد نفسك؟!
فقال: والله لأخرجن هذه الآلآف من عيونها -يعني زوجته- !!
يقول هذا الكلام وهو بعد لم يتم زفافه... فبالله عليكم ما حجم السعادة التي يحياها مثل هذا مع زوجة يرى أنها استنزفته حتى أفقرته!!!
وكم سمعت عن حالات طلاق تمّت بعد الزواج بأسبوع أو أسبوعين أو شهر أو شهرين، ثم جلسات وجلسات في أروقة المحاكم لاستخلاص الحقوق والأموال الطائلة التي صرفت في زواج هذه المطلقة!!
ألا فليتق الله الآباء في مهور بناتهم، فإن أشرف نساء العالمين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن لم يكن مهر إحداهن يبلغ عشر مهر بناتنا في هذه الأيام! بل كان صلى الله عليه وسلم يزوّج بالقرآن.
ومن هنا فمن أراد دوام السعادة الزوجية فعليه أن يبحث عن اليسيرة الميسّرة لتحلّ في بيته البركة التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم.
على أن صفة اليسر صفة نسبية تختلف من فئة لأخرى، لكن تبقى صفة اليسر صفة يحسّها الزوج في زواجه وعشرته.

فالمرأة اليسيرة:
- يسيرة المهر والصداق.
- يسيرة الجَهاز والزفاف.
- يسيرة العشرة والألفة.
- يسيرة الطلبات والرغبات فلا تكلّف زوجها ما لا يطيق، بل هي تعيش حياته متكيّفة مع حال زوجها قنوعة صبورة شاكرة حامدة.
---------------------------------------------------------------