تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحصار الصوفي



سلطان المصري
11-08-2008, 07:00 PM
ضرب الصوفيه حصارا علي العقل المُسلم واسترهبوا الناس من القرآن فزعموا إنه أسرار تُستغلق علي عقول العوام دون الخواص , وان اسراره في الفاتحه وسر الفاتحه في البسمله وسر البسمله في الباء وسر الباء في النُقطه وفاتهم – قبّحهُم الله – أن القرآن كله كان غير منقوُط وظل كذلك حتي زمن الحجاج ابن يوسف السقفي في خلافه عبد الملك ابن مروان الاموي , وكانت الباء غير منقوطه حتي ذلك الحين .. ولاستكمال الحصار جعلوا السُنه النبويه مجرد حكايات يردّدها المُنشدون في المقاهي وليالي السمر مع حكايات ابي يذيد الهلالي وعنتره العبسي . وقرءوا الاحاديث النبويه دون الفهم , فالفهم محظور علي غير المجتهدين ولا اجتهاد بعد الائمه الاربعه . ولأن التصوف والتشيع وجهان لعمله واحده , فكثيرا ما تجد افكارهما متشابهه الي حد التطابق . جاء في كتب الشيعه أن جميع اسرار الكتب السماويه في القرآن . وجميع ما في القرآن في الفاتحه وجميع ما في الفاتحه في البسمله وجميع ما في البسمله في باء البسمله , وجميع مافي باء البسمله في النقطه التي تحت الباء ( الدر المنظم – نقلا عن كتاب موسي والخضر – محمود المراكبي ) وابتدعوا اذكارا ادعوا أن النبي قد املاها علي شيوخهم , وزعم احدهم أنه اجتمع مع النبي والخضر – صاحب موسي – حيث امر النبي الخضر بأن يُعلم هذا الصوفي أذكار الطريقه الشاذليه , علما بأنها تنطق بالكُفر والشرك , فمنها صلاه ابن مشيش التي يقول فيها : ( اللهم انشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في عين بحر الوحده ) , وفيها ان محمدا صلي الله عليه وسلم هو اصل هذا الوجود وأول مخلوق فيه ومنه انشقت كل الانوار وظهرت كل الموجودات ( عبد الرحمن عبد الخالق – تفنيد الصوفيه : الباب الخاص بالحقيقه المحمديه والذكر الصوفي ) والصوفيه في اذكارهم يرددون اسم الله مفردا بقولهم الله الله الله او مختصر بقولهم هو هو هو , او يا هو . وبعضهم علل ذلك الاختصار بقوله : أخشي ان تُقبض روحي قبل ان استكمل قول , لا اله الا الله !!!!!!! وقد صنف ابن عربي الصوفي كتابا اسماه : ( الهو ) وزعم بعضهم أن قول الله ( وما يعلم تأويله إلا الله ) – معناه : وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو ( الهو ) وكفانا في الشهاده عليهم في حماقتهم وسخافه عقولهم ما نراه من تعبُدهم بالطبل والزمر والتصفيق عملا ببدع ابتدعت بعد عصر النبوه والسلف الصالح . يقول شيخ الاسلام ابن تيميه – ولو كان هذا – يقصد سماع الاشعار وضرب الدفُوف كعباده – مما يؤمر به ويستحب لكان ذلك مما دلت الادله الشرعيه عليه , ويضيف إنما عباده المسلمين الركوع والسجود أما العباده بالرقص وسماع الاغاني بدعه يهوديه تسربت الي المنتسبين الي الاسلام . والعجيب أن الصوفيين يُكفّرون من ينكر عليهم هذا الهراء ويفترون علي الله انه هو الذي امر الناس بهذا العبث , فيقولون :وإن من انكر ذلك فقد كفر , لانه عاب خيرا امر الله به , ومن عاب ما امر الله به فهو كافر ( الطريقه الرفاعيه – ص 78 – 64 ) نقلا عن تفنيد الصوفيه – قيل لرجل تكلم ببدعه ودعا الناس اليها هل : علمها رسول الله صلي الله عليه وسلم وابوبكر وعمر وعثمان وعلي , اولم يعلموها ؟؟ قال : لم يعلموها .: قيل له : فشئ لم يعلمه هؤلاء اعلمته انت ؟ قال الرجل : فإني اقول قد علموها فقيل له : افوسعهم ان لا يتكلموا بها ولا يدعوا الناس اليها ام لم يسعهم ؟ قال : بلي وسعهم قيل له : فشئ وسع رسول الله صلي الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك انت فانقطع الرجل فقال الخليفه وكان حاضرا : لا وسع الله علي من لم يسعه ما وسعهم ( ابن قدامه المقدسي – لمعه الاعتقاد ) والبدعه هي ما يصادم الشريعه بالمخالفه . تلك كانت صوره الاسلام والمسلم لمن يراها من خلال المنظور الصوفي : مله كُلها خرافات يؤمن بها ضعاف العقول ,فضرب ذلك حصارا صارما علي الاسلام الحنيف ومنع انتشاره بين العقلاء ممن يطلبون الحق ولا يجدونه ,والدنيا حق وباطل ولكل اهل . وما يفهمه المسلم عن الذكر هو افراد الله تعالي بالالوهيه واستحضار هذا المعني في الضمير والوجدان دائما , وهو معني توجزه عباره :لا اله الا الله التي تمثل إحدي الدعامات الاساسيه للتصور الاسلامي . ولكنهم يرون أن لا اله الا الله هي ذكر العامه , واما ذكر الخاصه : فهو الاسم المفرد ( الله ) وذكر خاصه الخاصه كلمه (هو ) وفي هذا قال شيخ الاسلام ابن تيميه : ومن زعم أن قول لا اله الا الله ذكر العامه وأن ذكر الخاصه هو الاسم المفرد :الله وذكر خاصه الخاصه هو لفظ هو-- أي الاسم المضمر فهو ضال مضل . والاذكار والاوراد والسماع وغيرها من الشعائر والطقوس التي ابتدعها الصوفيه , هي عبادات مبتدعه ما انزل الله بها من سلطان وهي واضحه البطلان لأن العبادات في الاسلام توفيقيه اي انها تقتصر علي العبادات التي اقرها النبي الكريم وأداها هو وصحابته الكرام ليس غير , فليس لاحد أن يبتدع عباده لم تشرع . ومن المسلمين الاوائل من أراد صيام الدهر أو هجر النساء أو قيام دائم لليل , ولكن النبي نهرهم عن ذلك ,إذ رفض الابتداع في العبادات حتي وان كانت غير مصادمه للشريعه . ومن لا يجد الفهم والدين الحق في القرآن والُسنه وينخدع بأباطيل المُبطلين ويتخذ اورادهم واذكارهم وطقُوسهم عوضا عنها , يكون قد ضل فولّيه الشيطان . ومن يتعبد بما لم يُأمره الله به او لم يُبلغه النبي الكريم فقد ابتدع وظن ان القرآن الكريم غير كامل وان النبي لم يُبلغ رسالته اي ان من نهج نهج الصوفيه والشيعه بأذكار وعبادات خلافا لما جاء في الاسلام ايام الرسول والصحابه والخلفاء الراشدين ,فقد ضل ضلالا بعيدا . ومن لاعقل له فلا دنيا له ولا آخره . والسماع والرقص والتواجد والتصفيق ليسوا من الاسلام , فأول من فعل ذلك هم اصحاب السامري , لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حوله ويتواجدون , فمن يفعل ذلك ممن يدّعي الإسلام إنما يتأسي بُعباد العجل .وكان النبي صلي الله عليه وسلم يجلس مع اصحابه وكأنما علي رؤسهم الطير من الوقار , ولم يعلم احد ان النبي الكريم وهو المُعلم الاول للمسلمين , كان يذكر الله علي طريقه الصوفيه , اي رقصا أو تمايلا . وما الاسلام الا القرآن والسنه , وما سواهما فبدع يجب طرحها خلف ظهورنا والحذر الحذر من المساس بثوابتها الدينيه : كالتصورات العقائديه والشعائر العباديه ,وإنما يجب قبولها والعمل بها كما علِمناها من القُرآن والُسنه .
ولا نملك سوي ان نقول حسبُنا الله ونعم الوكيل .
من ثمرات الكتب