تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أبواب الجنة



بشرى
08-21-2003, 06:23 PM
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك وحبيبك وحبيبنا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً..

للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون كما يدخل منها الملائكة قال تعالى: (حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)، وقال تعالى: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب).

وعدد أبواب الجنة ثمانية، وأحد هذه الأبواب يسمى الريان وهو خاص بالصائمين، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (في الجنة ثمانية أبواب، باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم).

وهناك باب للمكثرين من الصلاة، وباب للمتصدقين، وباب للمجاهدين، بالإضافة إلى باب الصائمين المسمى بالريان، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أنفق زوجين في سبيل الله من ماله دعي من أبواب الجنة، وللجنة ثمانية أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام. فقال أبو بكر: والله ما على أحد من ضرر دعي من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم وأرجو أن تكون منهم).

وسؤال أبى بكر يريد به شخصا اجتمعت فيه خصال الخير من صلاة وصيام وصدقة وجهاد ونحو ذلك، بحيث يدعى من جميع تلك الأبواب.

وقال القاضي عياض: ذكر في هذا الحديث أربعة من أبواب الجنة وزاد غيره بقية الثمانية، فذكر منها: باب التوبة، وباب الكاظمين الغيظ، وباب الراضين، والباب الأيمن الذي يدخله من لا حساب عليه.

وذكر الترمذي الحكيم أبو عبدالله الجنة في [نوادر الأصول] فذكر باب محمد صلى الله عليه وسلم، وهو باب الرحمة، وهو باب التوبة فهو منذ خلقه الله مفتوح لا يغلق، فإذا طلعت الشمس من مغربها أغلق فلم يفتح إلى يوم القيامة، وسائر الأبواب مقسومة على أعمال البر، فباب منها للصلاة وباب للصوم وباب للزكاة والصدقة وباب للحج وباب للصلة وباب للعمرة. فزاد باب الحج وباب العمرة وباب الصلة، فعلى هذا أبواب الجنة أحد عشر بابا.

وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي ينفق زوجين في سبيل الله يدعى من أبواب الجنة الثمانية، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يرفع بصره إلى السماء فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.

فقد روى مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده، وأهل السنن عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليم وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم رفع بصره إلى السماء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء).

وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه خص الذين لا حساب عليهم بباب خاص دون غيرهم وهو باب الجنة الأيمن، وبقيتهم يشاركون بقية الأمم في الأبواب الأخرى، ففي الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة في حديث الشفاعة: (فيقول الله: يا محمد أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن، وهم شركاء الناس في الأبواب الأخرى)، ثم بين في هذا الحديث سعة أبواب الجنة، وأن ما بين جانبي الباب كما بين مكه وهجر، أو كما بين مكة وبصرى، ففي الحديث السابق المتفق عليه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده إن بين المصراعين من مصاريع الجنة، أو ما بين عضادتي الباب كما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى).

وورد في الصحيحين ومسند أحمد أن أبواب الجنة تفتح في رمضان، فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء)، وفي رواية (فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار).

وورد في بعض الأحاديث أن ما بين المصراعين مسيرة أربعين سنة، فقد روى أحمد في مسنده وأبو نعيم في "الحلية" عن حكيم بن معاوية عن أبيه معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن ما بين المصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليه يوم، وإنه لكظيظ) وإسناده صحيح.