تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المخابرات السورية إذ تستأسد على عجوز كأمي



من هناك
11-07-2008, 03:19 AM
المخابرات السورية إذ تستأسد على عجوز كأمي




http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/22127/1225864158.jpg

أحمد موفق زيدان - الجزيرة

كان الصوت على الطرف الآخر من الهاتف متهدجا ومخنوقا بالكاد تعرفت عليه إنه والدتي التي
تبلغ من العمر أكثر من أربعة وثمانين عاما، متهدجا بالبكاء، كنت ألمس كل مشاعرها، رغم أنني
لم أعش معها سوى لثمانية عشر عاما، ليرغمني حينها ديكتاتور سوريا الكبير حافظ الأسد ثم نجله
بشار الأسد على مغادرة وطني ، كان الصوت يروي قصة شعب تحت الحصار ، ولا يروي قصتي أو
قصة أمي ، فعلى الأقل الشعب الفلسطيني ثمة قانون لم شمل يجمعه في ظل الاحتلال الصهيوني
البغيض أما الاحتلال البعثي النصيري لسوريا فالقانون هو قانون الغاب هو الذي يحكم هذا النظام
الاستبدادي البغيض، ولذا فعشرات الآلاف في المنافي أو في السجون وعدد مماثل قضوا تحت
التراب ...

تجرأت الوالدة الكريمة لتقول لي عبارة يستطيع أحدنا أن يفهم من خلالها كل شيء، قالت: ماذا
أستطيع أن أقول يا حبيبي فالخط مراقب، ألا تستحق رؤيتي لك كل عام بعيدا عن الوطن أن تكسر
قلمك ضدهم ....سكت برهة لأقول لها أنت عزيزة علي وتعرفين معزتك عندي، اكتفيت بذلك لكن بين
نفسي أقسمت منذ زمن طويل أنني لن أسكت عنهم وعن جرائمهم الماضية والراهنة والمستقبلية،
لن أسكت ما دام الوطن كله برسم البيع لآل مخلوف وللصفويين ولغيرهم...

نظام يستأسد على عجوز بلغت من العمر عتيا، يستأسد على شقيقي المصاب بالقلب والذي بلغ من
العمر ستين عاما، كما أستأسد من قبل على والدي الذي مات رحمه الله حين اعتقلوه وهددوه
وشتموا ربه، ربما لأن لهم ربا آخر ودينا آخر، نظام يستأسد على هؤلاء، أما أمام مروحيات العم
سام فهو أجبن من الجبان، وأمام تحليق الطائرات الصهيونية فوق غرف نوم قصر رئيسهم فهو
وادع هادئ، الرد ينبغي أن يكون حضاريا كما علمونا، فالحضارة خاصة ببني الأصفر، أما نحن
فلسنا بشر على أرضنا...

ماذا يريدون منا بعد أن أخرجونا من بلادنا ولكنهم لم ولن يخرجونا من قلوب شعبنا، فما يقلقهم هو
مدونتي على مكتوب والحمد الله تبارك وتعالى التي تبوأت المرتبة الأولى مشاهدة سوريا، ينضاف
إليها حجم الرسائل البريدية التي أتلقاها من داخل سوريا لو عرفوها لأقضت مضاجعهم...

أعتذر للقراء الكرام أن أكتب عن حالة شخصية، ولكن حالة آلمتني كما أعتقد أنها ستؤلم كل من
يقرأها، كون الحال من بعضه، فقصتي هي قصة العالم العربي والعالم الإسلامي، وقصة كل
سوري، تجرأت أن أكتب عن هذا الموضوع وأدرك تداعياته آملا من منظمات حقوق الإنسان
ووسائل الإعلام الشريفة النزيهة و المحايدة أن توليه اهتمامها ليس لأن الأمر مرتبط بي، وإنما
لأن هذه الأنظمة ما لم يتصدى لها فستتمادى كما تمادت في الماضي، أدرك مرة أخرى تداعياته
على الوالدة الكريمة وأخي الحبيب ، وعملت بضد نصيحة كل من يعطيك خبرا يمس أجهزة القمع
والخوف وهي أنه لا تخبر الصحافة ولا تخبر منظمات حقوق الإنسان وها أنذا أعمل بضد هذه
النصيحة لأرى من هو الأقوى الصحافة ومنظمات حقوق الإنسان أم هذه الأنظمة الديكتاتورية
الشمولية الكرتونية ؟؟؟؟!!!

abdullah
11-07-2008, 04:21 AM
أنظمة سايكس بيكو تعيش حالة حرب حقيقية مع شعوبها ، وهي حرب دينية سياسية .