تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تحت شمس الجهاد اللاهبة ...



abdullah
11-05-2008, 04:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،


تحت شمس الجهاد اللاهبة ظهرت حقائق الوجود ، والإنسان من هذا الوجود، فتعرَّى الإنسان، وآب كل صنْفٍ إلى قسيمه، فعرف الناس أنفسهم، وعرف الناس إخوانهم وأعداءهم، ولم يكن ليظهر هذا كله إلا بسبب شمس الجهاد ونورها الكاشف.

غزوةُ الأحزاب كما عرضها أشرف الكلام وأعلاه - القرآن الكريم - كشَفَت الجزيرة العربية، وكشَفَت مجتمع المدينة النبوية، فليس هناك من رطوبةٍ خبيثة مخبَّأة ، وليس هناك من أماكن مظلمةٍ تضرب الغربان فيها بأجنحتها، وتُغَمغِم البوم بنعيقها، وليس هناك مقادير للرجال قد شغلها غيرُ أصحابها ، لا، بل عدَّلت غزوة الأحزاب الموازين ، موازين الرجال، وموازين القوى .

أمَّا موازين الرجال ففي قوله سبحانه وتعالى: {من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدَّلوا تبديلاً}، وفي قوله سبحانه وتعالى: {ويستأذن فريقٌ منهم النّبي ويقولون إنَّ بيوتنا عورة}، وفي قوله: {وإذ يقولُ المنافقون والذين في قلوبهم مرضٌ ما وعَدَنا اللهُ ورسولهُ إلاّ غروراً}.

فكان من القسم الأول شهيدٌ ووفيّ، منهم سعد بن معاذ رضي الله عنه، وهو من سعود الخير (سعد بن عبادة، سعد بن الربيع) من أنصار النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سيداً من سادات الأوس، رفعه الله فوق ما كان عليه من رفعةٍ في قومهِ، ورفع الله تعالى به الإسلام، وخَبَره في غزوةِ الأحزاب خبرٌ يملأُ الجوانحَ إعجاباً وحبّاً، فيها الصورة المثلى لرجل التّوحيد والجهاد، ففيها أصابه سهمٌ في أكحله من رمية رجلٍ مُشرك اسمه ابن العرقة، وقيل غير ذلك، ولما رماه قال: "خذها وأنا ابن العرقة"، فقال سعد : "عرّق الله وجهك في النّار"، فذُهِب به إلى داخل المدينة ليمرَّض، وكان من دعائه بعدما أصيب: "اللهم لا تمتني حتى تُقِرَّ عينيَّ في بني قريظة"، وبنو قريظة هم من ثلاثة قبائل يهوديةٍ في المدينة وهم:

بنو النّضير، ومن زعمائهم كعب بن الأشرف.

بنو قينقاع.وهؤلاء قد سبق طردهم من المدينة بسبب نقضهم العهود والمواثيق التي أنشأها معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قدومه إلى المدينة.

بنو قريظة، وكانوا حلفاء سعد بن معاذ ومواليه في الجاهليَّة، وبعد انتهاء الغزوة وانصراف الأحزاب، فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بعدما حرّضه جبريل عليه السلام كما تقدم في الحصة الفائتة، وبعد حصارٍ دام خمسٍ وعشرين ليلةٍ، جَهَدَهُم فيه الحصار جهداً شديداً، ففي صباح الخامس والعشرين، وبعد مداولات ومشاورات بين القرظيين، وبعد أن قذفَ الله في قلوبِهم الرُّعب قبِلوا أن يَنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتواثب الأوس، فقالوا: "يا رسول الله موالينا دون الخزرج، وقد فعلتَ في موالي الخزرج بالأمس ما قد علمت"، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حاصر بني قينقاع، وكانوا حلفاء الخزرج، فسأله إياهم عبد الله بن أبي ابن سلول فوجّههم له (أي أعتقهم)، فلما كلَّمَه الأوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجلٌ منكم))، قالوا: بلى، قال: ((فذاك إلى سعد بن معاذ))، فأتاه قومه إلى الصُّفَّة التي كان يمرَّضُ بها بجانب المسجد النبوي، فحملوه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وجعلوا يقولون له: "يا أبا عمرو (أي سعد) أحسن في مواليك، فإنّ رسول الله إنَّما ولاّك لتُحسن فيهم"، فلما أكثروا عليه قال: "قد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم"، فرجع بعض من كان معه من قومه إلى دار بني عبد الأشهل، فنعى لهم رجال بني قريظة قبل أن يصل إليهم سعدٌ بن معاذ - رضي الله عنه - عن كلمته التي سمع منه، فلمّا انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: ((قوموا إلى سيدكم))، فقاموا إليه، فقالوا يا أبا عمرو: "إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد ولاّك مواليك لتحكم فيهم"، فوقف سعد بين اليهود والمسلمين، فنظر إلى اليهود وقال: "عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أنّ الحكم فيما حكمت". قالوا: نعم، ثمّ قال وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالاً له: "وعلى من ههنا"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم))، قال سعد: "فإنّي أحكم فيهم بأن تقتّل الرِّجال، وتقسَّم الأموال، وتسبى الذّراري والنّساء"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد: ((لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات)). ثمَّ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوقِ المدينة، فخندق بها خنادق، ثمّ جيء بالقرظيين، فضرَبَ أعناقهم، وكان عددهم بين السبعمائةٍ والثّمانمائة، وكان سيّاف النّبيّ صلى الله عليه وسلم الزّبير، وإن غاب فعليّ رضي الله عنهم جميعاً، وقد كان الصّحابة رضي الله عنهم يفرّقون بين الرّجال والأطفال بظهور اللحية والشّارب، وإلاّ بظهور العانة، فمن ظهر شاربه أو لحيتُه أو عانَته فهو رجلٌ يُقتل، وإلاّ فهو سبْي ومالٌ مغنوم. أمّا سعد بن معاذ رضي الله عنه فقد دعا بعد ذلك بقوله: "اللهمّ إنّك علمت أنّه لم يكن قومٌ أحبّ إليّ أن أقاتل أو أجاهد من قوم كذّبُوا رسولَك. اللهمّ إن كنتَ أبقيْت من حرب قريشٍ على رسولكَ شيئاً فأبقني لها، وإن كنتَ قد قطعتَ الحربَ بينه وبينهم فاقبضني إليك"، فانفجر جرحه حتى أنهاه، فرحل إلى ربّه راضياً مرضيّاً.

إنّ هذه الشّخصيّة الصّحابيّة العظيمة تُظهر لنا أركان الصّورة المحبوبة لله تعالى: {من المؤمنين رجالٌ صَدَقُوا ما عاهدوا الله عليه فمِنهم من قضى نحبه}، وسعدٌ رضي الله عنه كان ممّن قضى نحبه.

صورةٌ مشرقةٌ بعطائها وقتَ المِحن والخطوب، تأتي إلى الموت وهي ترتجز:


لبثت قليلاً يشهد الهيجا حمـل ... لا بأس بالموت إذا حان الأجل

صورةٌ لرجلٍ لا تأخذهُ في الله لومةُ لائم، لا يعرفُ إلاّ محبّة اللهِ ومحبّة رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وشائجُ القربى بينه وبين النّاسِ مقطوعةٌ إلاّ ما وصلها الله وأمر بوصلها، لم يُرِد رضي الله عنه أن يتشبّه برجلٍ منافقٍ، استغلَّ وجوده في الصّف المسلمِ لتمريرِ شبكةِ علاقاتٍ قائمةٍ على أصولٍ جاهليّةٍ فاسدة، أو يبني علاقةً على حساب الإسلامِ والمسلمين، وفي هذه الصورة المعروضةِ تظهر لنا أنّ الشّخصيّة الصّحابيّة قد بلغت من الرّقيِّ الفِكْري والنّفسيّ إلى درجةِ ما يحبُّ الله تعالى وما يرضيه قبل أن تسمع الخبر الإلهيّ، فالنّبيّ صلى الله عليه وسلم شهد لحُكمِه أنّه هو حكم الله تعالى، وقد كان رضي الله عنه في منطقةِ الاختيار الجائز للطّرفين، ولكنّه لمّا وصل إلى درجة القُرْب من عبوديّته لسيّده -جلّ في علاه- صار يعرِفُ ما يريدُه سيّده، وما هذا إلاّ بسبب الطّاعات وكثرة القرب كما قال الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا}، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسيّ: ((وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يَبطش بها، ورجلَه التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه))، ثمّ انظر إلى دعائه الأخير، والذي يكشِف فيه سبب رغبَتِه في زيادَة العُمر إن كانت ثمّ فائدة، وما هي هذه العلة التي من أجلها يطلب طولَ العُمر: إنّها مقاتلة المشركين: "اللهم إن كنت أبقيتَ من حربِ قريشٍ شيئاً فأبقني لها". إنّ الحياة ليست بطول السّنين ولا بكثرة الأيَّام، وليس جمالها برغَد الطّعام ولينِ الفراش، ولكن إن كان ثمّة رغبة في الحياة فهي بسبب الجهاد، وهذه نفسيّة أغلب أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فهنـاك قولٌ لعمرَ بن الخطّاب رضي الله عنه شبيه بقول سعد، وكـذا لخالد بن الوليد، ولأبي بكر رضي الله عنهم جميعاً، وكلّها تشهَدُ أنّ الجهاد صار هاجس النّفـس، ومنتهى الطّلب، وغاية المُنَى، وإن كان الله تعالى قد كتب الجهاد وهو كُرهٌ للبشر كما قال في كتابه - جلّ في علاه -: {كُتِبَ عليكُمُ القِتال وهو كره لكم}، فإنّ تلك النّفوس ما زالت تترقّى وتتعالى على شَهَوَاتِها حتّى صار الجهاد شهوتها ورغبتها:

وذاك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلوٍ ممزّع

إنّ هناك لفارقاً كبيراً بين جيل كان يطلب الإذن للقتال، وإذا سمع شرّاً بادَرَ بمعالجته بالسّيف: "أفلا ننابذهم؟"، وبين جيلٍ يلتمسُ المعاذيرَ والحُجَج الهزيلة لإسقاط الجهاد أو تعويقه أو تأجيله. إنّه لشتّان بين هذين الجيلين؟.

لقد كان لحكم سعدٍ بن معاذ رضي الله عنه - هذا الحكم الرائع - على بني قريظةَ موجباتٌ ومقدِّمات عقليّة ونفسيّة، وهذه العقليّة والنفسيّة قد شكّلها مبدأ الجهاد أوّلاً، ثم مسيرةُ الجهادِ ثانياً، وخاصّة حدثُ الأحزاب، إنّه لا يُمكن أن يَصدُر هذا الحكم بلا مقدِّمات موضوعيةٍ حقيقيةٍ:

رجلٌ بينه وبين قومٍ وشائجٌ وصلاتٌ هي من أقوى الصلات بين الناس يومَ ذاك، ومن أجلها يبذلون الأرواح والأموال والطّاقات، فالحليف كان ينصر حليفه حتى لو أدت هذه النُّصرة إلى المهالك، ثمّ هذه الوشائجُ والصِّلات بإنشاء الأحلاف لم تكن تنشأ من فراغٍ نفسي، بل من وجود محبَّةٍ وعلاقةٍ خاصّة بين المتحالفين، وها هنا الأوس وبني قريظة، ثمَّ وفي ظَرْفٍ يصدِرُ الحليف حكم الموت على حليفه: "حكمي فيهم بأن تقتل الرجال، وتقسّم الأموال، وتسبى الذراري والنساء"، وهذا الحكم ليس موجبه الخلاف القبلي ودليل ذلك أن الأوس جعلوا يطوفون به يرجونه بأن يُعتقهم ويطلق سراحهم، فما هي هذه الموجِبات التي جَعلته ينطق هذا الحكم الرائع العادل ؟.

قلنا إنّ هذه الموجبات منشؤها الجهاد، وحركة الجهاد ومسيرة الجهاد . فالجهاد بصفته مبدأً وعقيدةً أنشأ في نفس المسلم الصّحابيّ بغضاً للكفر وأهله ، إذ أنّ المرءَ لا يندفع بقوّة كافية للقَتل والقِتال إلاّ بعد أن تمتلئ نفسه بالبغض والكره لخصمه، وقد بغّض القرآن الكريم الكفر والكافرين لأتباعه ورجاله، ودفعهم بكلِّ ترغيبٍ إلى مصادَرَة حياة الخصوم.. {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم}.. {قاتلوهم يعذِّبهمُ الله بأيديكم}.. {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.. {واقعدوا لهم كل مرصد}، ولولا مبدأ الجهاد وعقيدة الجهاد لا يُمكن أن تصل النّفس المسلمةُ إلى درجة البراءة المطلوبة ضدّ المشركين، فمبدأ البراء من المشركين يعبَّأُ ثمَّ ينفَّذ من خلال الجهاد في سبيل الله.. ثمّ بسبب الجهاد اكتشف الرجل النّقِيُّ الطَّاهر الوفيّ خبث الشَّريك والحَليف، وأنه لا يستحقُّ حِلفه لأنّه خائنٌ، وما كان للنَّفسِ اليهودية أن تَظهَرَ على حقيقتها إلا بهذا الظَّرف المُلتهب وهو غزوة الأحزاب، إذ أنّ الفتنة تكشف الصادق في كلماته، والكاذبَ في دعواه، فكان الجهادُ في غزوةِ الأحزاب كاشفاً للحقائقِ النَّفْسيةِ لهذا الحليف الخبيث، وكم هي مؤلمةٌ أن يكتشفَ الطَّاهر الصَّادِقُ كَذِب وتزييف المدَّعي!! إنَّها لمؤلمة حقاً أن يكتشف سعدٌ بن معاذ أنّ حلفاءَه كذَبةٌ فَجَرة ينقُضُون العهودَ والمواثيق بلا حساب أو وَخْزةِ ضمير، وعلى هذا فسيكون عقاب هذا الرجل شديداً على من خَدَعَهُ. وهكذا كان حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه.

إنّ الجهاد بصفته مبدأً وعقيدةً أنشأ عقيدةَ البراءِ من المشركين، وبالتالي دفع الصحابة لقتل أعداء الله، وإنَّ الجهاد بصفته حركةً وسلوكاً كشَف للصحابة مِقدار خبثِ العدوّ، وبالتّالي ذهَبَتْ كلّ أعذار المعوِّقين بأن هناك مجالاً طيّباً في نفوس أعداء الله يمكن أن تستغل في الدّعوة إلى الله.

ولقد رأيت لبعض المعتوهين ممّن ينتسبون للفكر الإسلامي!! معالجةً غريبة لحكم سعد رضي الله عنه، حيث ذهب هذا المعتوه إلى القول: "إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحكم على اليهود هذا الحكم لأنّه يناقض مبدأ الـرّحمة والإحسان الذي بُعث به، ولذلك ترك الحكم لسعد بن معاذ، ليكون حُكْماً لسعد لا لرسول الله صلى الله عليه وسلم"!!، ولكن أين ذهب هـذا المعتوه من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لحكم سعد: ((لقد حكمت فيهم بحكم الله فوق سبعة أرقعة)).

مات سعد..

فما الذي حدث عند موته؟ وماذا حدث في جنازته؟.

عندما مات اهتزّ له عرشُ الرحمن حزناً عليه أن لا تصعد إليه الأعمال الصالحة من سعد.. واهتز له فرحاً بقدوم الروح واستقرارها معلقة بالقناديل الخضراء المعلقة فيه..

أما في جنازته فقد مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رؤوس أصابعه لكثرة ما كان من الملائكة في المشيّعين !.

فهكذا رجال الجهاد يحيون، وهكذا يموتون..

وإن شاء الله فللحديث بقية..

( بقلم الشيخ المجاهد الأسير / أبو قتادة الفلسطيني - فك الله أسره وفرّج عنه ) .

أبو هاشم
11-05-2008, 06:30 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل عبدالله ..

abdullah
11-05-2008, 06:59 PM
حياك الله أخي الفاضل أبو هاشم وشكراً على مرورك العطر ..

abdullah
11-06-2008, 11:32 AM
قلنا إنّ هذه الموجبات منشؤها الجهاد، وحركة الجهاد ومسيرة الجهاد . فالجهاد بصفته مبدأً وعقيدةً أنشأ في نفس المسلم الصّحابيّ بغضاً للكفر وأهله ، إذ أنّ المرءَ لا يندفع بقوّة كافية للقَتل والقِتال إلاّ بعد أن تمتلئ نفسه بالبغض والكره لخصمه، وقد بغّض القرآن الكريم الكفر والكافرين لأتباعه ورجاله، ودفعهم بكلِّ ترغيبٍ إلى مصادَرَة حياة الخصوم.. {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم}.. {قاتلوهم يعذِّبهمُ الله بأيديكم}.. {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.. {واقعدوا لهم كل مرصد}، ولولا مبدأ الجهاد وعقيدة الجهاد لا يُمكن أن تصل النّفس المسلمةُ إلى درجة البراءة المطلوبة ضدّ المشركين، فمبدأ البراء من المشركين يعبَّأُ ثمَّ ينفَّذ من خلال الجهاد في سبيل الله.. ثمّ بسبب الجهاد اكتشف الرجل النّقِيُّ الطَّاهر الوفيّ خبث الشَّريك والحَليف، وأنه لا يستحقُّ حِلفه لأنّه خائنٌ، وما كان للنَّفسِ اليهودية أن تَظهَرَ على حقيقتها إلا بهذا الظَّرف المُلتهب وهو غزوة الأحزاب، إذ أنّ الفتنة تكشف الصادق في كلماته، والكاذبَ في دعواه، فكان الجهادُ في غزوةِ الأحزاب كاشفاً للحقائقِ النَّفْسيةِ لهذا الحليف الخبيث، وكم هي مؤلمةٌ أن يكتشفَ الطَّاهر الصَّادِقُ كَذِب وتزييف المدَّعي!! إنَّها لمؤلمة حقاً أن يكتشف سعدٌ بن معاذ أنّ حلفاءَه كذَبةٌ فَجَرة ينقُضُون العهودَ والمواثيق بلا حساب أو وَخْزةِ ضمير، وعلى هذا فسيكون عقاب هذا الرجل شديداً على من خَدَعَهُ. وهكذا كان حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه.

خفقات قلب
11-06-2008, 11:47 AM
بالحديث عن الجهاد..سؤال صريح: هل جاهدتم (أي الإخوة المجاهدين في صوت) في الحرب اللبنانية ضد عدو المسلمين الأول اليهود!



والله مجرد سؤال..لا اريد سوى إجابات شخصية،



عبدالله..أجبني أنت بالأول!



فانت متحمس كثيرا ماشاء الله عليك..إن شاء الله تكتب من المجاهدين

عزام
11-06-2008, 11:55 AM
خفقات
المنتدى مراقب كغيره من المنتديات
هل تظنين ان احدا ممكن يتحدث عما فعل وما لم يفعل
استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان

خفقات قلب
11-06-2008, 11:57 AM
آه..الآن اصبح مراقبا!..عند هذا السؤال!
إجابة مقنعة جدا جدا جدا

abdullah
11-06-2008, 12:05 PM
سؤال صريح: هل جاهدتم (أي الإخوة المجاهدين في صوت) في الحرب اللبنانية ضد عدو المسلمين الأول اليهود!




والله مجرد سؤال..لا اريد سوى إجابات شخصية،



عبدالله..أجبني أنت بالأول!




أنت صرحتِ أكثر من مرة بأنك تترفعين عن الحوار معنا ، ولا أدري ما الذي يدفعك للحوار معنا مجدداً ، فإن كنت تراجعت عن قرارك فنرحب بالحوار إن كان الهدف منه طلب الحق .


على كل حال ، أعتذر عن الإجابة على الأسئلة الشخصية التي قد يستفيد منها الموساد


وأترك حرية الإجابة لغيري من الإخوة مع أخذ الحذر الشديد .


لكن ملاحظة سريعة لجميع الأخوة الزوار : لا فرق عندنا بين العدو اليهودي أو العدو النصراني أو العدو العلماني أو أي عدو لله وللإسلام ولو كان أبي أو ابني أو جدي أو عمي أو خالي ، فالجهاد عندنا ليس موجهاً فقط ضد أهل الديانة اليهودية ، فالكفر كله ملة واحدة ونحن نقاتل المشركين كافة كما يقاتلوننا كافة امتثالاً لأمر الله تعالى في القرآن الكريم . ولا يوجد في الإسلام مقولة أو حديث أو جملة تقول بأن اليهود هم عدو الإسلام الأول !

خفقات قلب
11-06-2008, 12:09 PM
عبد الله هل فهمت أنك المقصود من كلامي؟ لا تزعل بجد.
سلامة أهل صوت عندي بالدنيا..رجاء..لا اريد إجابة من أحد

عزام
11-06-2008, 12:29 PM
عبد الله هل فهمت أنك المقصود من كلامي؟ لا تزعل بجد.
سلامة أهل صوت عندي بالدنيا..رجاء..لا اريد إجابة من أحد

يا اختي هل تعرفين انه في عرب 1948 من يتكلم عن الجهاد واسرائيل تسمح له بذلك لكن حينما يعرفون انه فعلا منخرط بعمل جهادي يتم القبض عليه.. فلا يغرنك تركهم (اي الانظمة) لنا بحرية التعبير وتظنين ان حرية الممارسة مضمونة.

من هناك
11-06-2008, 01:17 PM
اختي خفقات
إن اغلب الأعضاء اللبنانيون في صوت من جيل ما بعد الحرب ومن طرابلس ولذلك فقد كانوا بعيدين عن المعارك مع اليهود. بالنسبة لي، لم اجد يوماً دافعاً في نفسي لحمل السلاح إلا في حالات قليلة جداً ولكن ذلك لم يترجم على الأرض لأنني لم اؤمن بأن هناك ما يستدعي الموت من اجله وخاصة في لبنان.

كما ان المعارك مع اليهود لم تكن دوماً معارك جهادية ولذلك فإن نظرة اهل لبنان إلى هذه الحرب تأثرت كثيراً بإستئثار الشيعة بها وبالصراع المذهبي بين السنة والشيعة وبالصراع بين تيار الإنفتاح على اليهود والإنبطاح وتيار المعارضة لليهود من باب (نحن لا زلنا ابطال الحرب وابطال السلم ونبحث عن سلام الشجعان).

لم اجد ابداً حركة تجاهد ضد اليهود في لبنان والله اعلم

خفقات قلب
11-06-2008, 04:56 PM
لا بأس يا عزام أنت وبلال..اللبيب تكفيه الإشارة..
طبعا..هذا على اعتبار أني لبيبة..:roleyes: