تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مناقشة جدية لقضية القصص الخيالية



عزام
11-03-2008, 07:32 AM
السلام عليكم
يا ليت نناقش بهدوء وروية مقال الكاتبة حول القصص الخيالية دون تحوير الموضوع الى خلافات جانبية.
عزام

نُور الجندلي
أنجدوني من فضلكم، فلكم أكره الحشرات بأنواعها، أضف إليها الجرذان والفئران والضفادع، وكل من يقفز ويتسلق ويصدر أصواتاً حادة ..
لقد اكتشفتُ أنهم يعيشون معنا في بيتنا، بكل وقاحة يفرضون هيمنتهم على المكان، الوطواط يحوم بجرأة في وضح النهار، يمتصّ قبل الدماء أرواحاً بريئة، والعنكبوتُ يحيك شباكاً لزجة على العقول، فتتقيّد فجأة به، تنساق نحوه، وبعنجهية يصبح وحده الآمرُ الناهي في المكان، وكلنا دون استثناء عبيد عنده .
قال لي ولدي إنه إنسانٌ حشرة أو حشرة إنسان .. سمّها ما شئتِ يا أمي.. لكنه الوحيد الذي سيخلص العالم من قوى الشّر ..!
بيديه يرفعُ أبراجاً عالية آيلة للسقوط، وبنفخة يحطم مروحية الأعداء، وبقفزة يحول دبابة إلى أشلاء، إنه بطل قوي يا أمي.. لستِ تفهمين ؟!
في الحقيقة تمنيتُ أن أصارحه بعدم فهمي، وبأن شكل هذا الشيء الغريب لا يروقُ لي، وبأنني أكره حركاته الغريبة، ولا أصدق هذه الأكاذيب عنه، لكنني وجدت ابني مسحوراً به، وخفتُ عليه من هذه اللوثة، فقررتُ أن أستشير أختي لمعرفتي بمعلوماتها التربوية ، فوجئتُ بها عائدة من متجر الأطفال ومعها ولدها إياد قرير العين مبتسماً ..
شدّ على يدي بفرح وقال لي متباهٍ ..
- انظري يا خالة، لقد اشترت لي أمي ثياب الرجل العنكبوت، وسأصبح بطلاً قوياً مثله.
بادلته فرحه بابتسامة صفراء، ونظرتُ في عيني أختي لأفهم هذا اللغز، فهزّت كتفيها كمن لا يملكُ من أمره شيئاً .
تركتها وعدتُ خائبة إلى المنزل، فإذا بزوجي على غير عادته قد أتى باكراً . ألقيتُ التحية فلم يجب، كانت حواسه كلها مع التلفاز.
تذكرتُ أنه جلس بذات الاهتمام مرة واحدة في حياته، يوم 11 سبتمبر عندما كانت الطائرات تخترق برجي التجارة ..
أسرعتُ إلى الشاشة أنظرُ خائفة، فإذا بسيارة مقلوبة، وبناء على وشك أن يتهاوى.. صرختُ خائفة ..
- هجومٌ جديد ؟
- أجل لقد دمّرت المدينة كاملة !
- رباه .. كم عدد الضحايا ..
- لا أدري .. هذا غير مهم !
- وما هو المهم يا زوجي الغالي ؟
- الرجل العنكبوت سيأتي هذه اللحظة، تابعي فقط وكفّي عن الثرثرة ..!
ما قصّة هذا المسخ أينما ذهبتُ صادفته، ونظرتُ إليه فقرأت ابتسامة مكر، وكأنه يهزأ بي ..
الرجل العنكبوت هو قوة الخير الخارقة التي ستقضي على كل قوى الشر في العالم ..
هذا ما فهمته أخيراً عن السيد العنكبوت أو الحشرة العنكبوت ..أو أياً كان ذلك الشيء !
هكذا أخبرني ولدي الراشد محمد وهو ينظرُ غير آبه إلى الفيلم الذي يحمل اسمه ..
- إنها أكاذيب يا أمي، كلها أكاذيب، لست أدري كيف يصدقها الصغار ويشاهدها الكبار ..
حمدتُ الله أن وجدتُ من يفهمني ..
- بوركت يا محمد من ولد ذكي، إنها مجرد أوهام يبثّونها هنا وهناك ليسيطروا على قوى الناس العقلية ..
- لا أفهم ما تقولين يا أمي لكنني في الحقيقة معجب بفروسية البطل زورو وقناعه الأسود ، إنه يعطيه غموضاً وجاذبية، أضيفي إلى ذلك سيفه الذي لا يقهر ..
لأول مرة في حياتي أشعر بأنني أسكنُ في مصح عقلي، يتسع ليشمل الأهل والجيران والضاحية والمدينة والعالم كله ..
إنني في الحقيقة أعذرهم، فلدينا أزمةُ أبطال في واقعنا، ولدينا من الهموم والنكسات ما يجعلنا نتعلق بظل بطل، حتى وإن كان هذا البطل فأراً أو عنكبوتاً ..
قد دفنا أبطالنا في كتب التاريخ، وعبرنا فوق أمجاد صلاح الدين، ولم نكترث لفتوحات خالد، ولا التفتنا إلى قائد كان يدعى في زمن من الأزمنة محمد الفاتح ..
من يكونون هؤلاء؟ أبطال أبعدناهم عن مكانة القدوة في نفوسنا ، وتوجهنا بكل حواسنا نهتف لزورو والوطواط ..
من يدري .. فقد يأتي يوم يحرر فيه الوطواط فلسطين، وبحركة واحدة، قد يسجن العنكبوت جيوش المحتلين في شباك متينة، وقد نصنعُ من أولادنا جيش وطاويط يرتدون ذلك الزي الغبي، ويحاربون بسيوف بلاستيكية قوى الشر الوهمية، وسيصدقون أنهم أبطال ، وبأنهم لن يقهروا، وستأتي هبة ريح تسقطهم من على ظهور خيل الغفلة، لتتحطم أسطورة الإعلام الواهية، وتكشف حقيقة الفيروسات التي يطلقونها إلى عقول أبناء أمتنا، عبر شاشة فضية ..!


منقول من صيد الفوائد

عزام
11-03-2008, 07:58 AM
هناك اعتراضات جانبية ولكن مهمة:
1- هل من اللائق اسلاميا ان تهزأ الكاتبة من ضحالة ثقافة زوجها؟ فهمنا ان تسخر من اولادها على اساس انها تربيهم. اختها فهمنا على اساس امرأة مثلها.. لكن زوجها؟؟؟؟
2- الانطباع العام يوحي ان جميع من حولها غارقون في التفاهات الا هي..
3- انا احيانا اكتب مقالات طريفة عن الزوجة او الجارة او الحماة ولكن اقول في بداية الموضوع ان المقال خيالي ولا ينطبق على الواقع .. فان كان الامر رمزيا فلتقل هذا من الاول وان لم يكن فما كان عليها ان تفضحهم بهذا الشكل.
نعود الى المضمون دون ان افصل الا لمن شاء ان يستزيد.
1- اشباع الخيال هو حاجة اساسية للانسان سواء كان بالغا ام صغيرا..
2- ان الصاق الناس بالواقع بهذا الشكل يؤدي الى ضعف ايمانهم بالجنة والنار والجن لانها غيبية ومن قرأ الاحاديث الدينية يجد ان هناك امورا تذكر فيها هي اغرب مما اعترضت عليه الكاتبة.. فلم تصنيف كل امر خيالي على انه غباء وحماقة؟؟ الا يشبه هذا كلام العلمانيين حينما نتكلم امامهم عن الروح في حواصل الطير والجن المتشكل والملائكة ذوات الاجنحة؟؟
3- من المعروف في ادبياتنا استعمال الحيوانات في القصص وكلنا بدون استثناء نقبل على هذه القصص لما فيها من معان عميقة وطرافة.
4- الرجل العنكبوت لدغته عنكبوت فصار عنده قوة خارقة والرجل الوطواط سمى هكذا لانه يحارب الاجرام في الليل.. فليس في الامر ما يقرف ابدا.. كلها مخلوقات الله واكثرها ذكر في القرآن.. وذكر ان النملة تكلمت فهل نأتي ونقول هذه خرافة؟؟ الوطواط اخترعوا منه الرادار.. سبحان الله كلها امم مثلنا.. ومن يتشبه بها لا يقصد التشبه بشكلها انما بخصائصها كما نقول فلان اسد لانه شجاع...
5- اسر لي احد رؤساء الشركات اننا لن نفلح في صنع كرتون اسلامي جيد للاطفال الا حين نخاطب الاولاد حسب اعمارهم.. افلام مثل محمد الفاتح معقدة جدا على الصغار.. هم يريدون ما هو ابسط من ذلك.. ليس لانهم تعودوا على هذا النمط بل لان الغرب درس طريقة تفكير الاطفال وبنى افلامه على اساسها.. انا ارى تيليتابيز بمنتهى السخافة ولكنه يشد الطفل في عمر سنة بشكل غير مسبوق.. لم يا ترى؟؟ لانه تعود عليه؟؟ ابدا لان اشكال "تيلي تابيز" تناسب عمره.. فكيف له ان يتعود على شيء وهو عمره سنة فقط؟؟؟
6- المقال غير موفق ابدا.. وكان يكفيها ان تشير الى كون الغربيين يمررون في هذه الامور اشياء تخالف عقيدتنا (اهمية السحر.. عقيدة النصارى) واخلاقنا (العري والاباحية) لا ان تنتقد تعلق الناس كبارا وصغارا بقصص الخيال العلمي التي هي نوع من الادب الرمزي وتحمل الكثير من العبر والافادة خاصة انها قادرة على ولوج العقل الباطن وتحمل رسائلا غير مباشرة.
7- انا واثق ان شيركوه وجهاد وهم من رسامي الكرتون المحترفين يوافقونني على ما قلت. كذلك احب سماع رأي الاختين سماح وخفقات ان امكن.

سـمـاح
11-03-2008, 10:57 AM
انا اريد ان اسأل سؤال، هل المشكلة في الخيال والخرافات ام المشكلة في تعلق الاطفال، او المشاهدين بصفة عامة، بالفيلم وابطاله.
ما الفرق بين الرجل العنكبوت و مسلسل باب الحارة او مسلسل نور. كلها خيال في النهاية وابتعاد بالمشاهد عن واقعه الى واقع آخر اكثر متعة بالنسبة له.
وكلها تشترك بنسب متفاوتة بتشويه الافكار والقيم واضعاف التربية الاسلامية. وتلهي الناس عم هو انفع واكثر فائدة.

لذلك المشكلة ليست في القصص الخيالية، ويجب دراسة الاعمار وما يجذب كل فئة حسب العمر وحسب الجنس ايضاً.

واظن ان اول خطوة يمكن ان نبدأ بها لانتاج كرتون اسلامي ممتع للاطفال هو بأخذ الكرتون الموجود وتحديد ما هي الجوانب التي ممكن ان نفتبسها منه، وما هي الجوانب المضرة التي يجب ان نستبعدها، وكيف نستبدلها. وما هي الجوانب التي تنقص والتي علينا ان نضيفها حتى نوصل افكار اسلامية صحيحة للاطفال.

بعد ذلك ممكن ان يحدث تجديد وابداع كامل، لكن مرحلة التقليد اساسية في البداية، فهم عندهم علم وخبرة كبيرة يجب الاستفادة منها.