وسط اوراقي القديمة

وجدت هذه القصدية النثرية التي كتبتها عقب قمة بيروت على ما اذكر

عزام



القمة العربية


اليوم نحتفل باليوبيل الذهبي.
خمسون عاما على الانتظار
نصبتم لنا الخيام و قلتم
انتظرونا هنا أياما معدودة و سويعات…
سنلقي اليهود في البحر و نحرر الأرض المغتصبة
و انتظرنا حتى ملنا الانتظار
الخيمة صارت مخيما و اليوم صار جيلا.
و يوميا أتسلق الجبل لأرى
هل عادت طلائعكم؟
هل أعدتم لي ارضي، كرمي، كرامتي؟
يوميا استطلع غبار جحافلكم في الآفاق
لأجد في النهاية جرافات بني صهيون على ارضي
تقيم سياجا شائكا و تمحو آثار اقدامي.
و في النهاية عدتم
عدتم رافعي الرأس منتصبي القامة
"لقد حافظنا على القضية و أدخلناها كتب التاريخ" قلتم
و بشيء من خفر العذارى أردفتم:
"لكن اعذرنا، خرجت من كتب الجغرافيا."

خمسون عاما من الهزائم
من النكبة إلى العدوان إلى النكسة
الى القادسية وام المعارك
نفذت اسماء الهزيمة فاستعرتم اسماء النصر
‏عشرون قمة عربية وكنا نقول "ليس بالإمكان أسوأ مما كان".
و في كل مرة أثبتم لنا انه هناك أسوأ.
في كل مرة تكتشفون هاوية جديدة تلقون بنا فيها من قممكم.
تستنبطون مرادفات جديدة للاستنكار و الشجب و الإدانة.
تلقون محاضرات في التكتيك و الاستراتيجيا
و دراسات في اتيكيت الاستسلام.

خمسون عاما من البكاء و النحيب و الوعود.
تبكون كالنساء ملكا لم تستطيعوا أن تحافظوا عليه كالرجال.
تبكون على حائط المبكى و تطلبون الغفران من أعداءكم.
ثم تعودون و تقولون لنا إنكم صليتم الفجر في الأقصى !!!
تعبرون جسر "اللنبي" لزيارة أبناء العم
و تقولون انكم تمشون على خطى صلاح الدين !!!
ماذا لديكم لتبيعوه بعد
لم يعد لديكم ما تبيعوه و لم يعد لدينا ما نخسره
بعتم أرضنا و سمائنا و بحرنا
بعتم أرواحنا و دمائنا
جفت آبار النفط و الكرامة
و لم يبق إلا ورقة التوت فهلا بعتموها ؟؟؟

غريبة بلادي، بلاد العرب
رقعة شطرنج هي، ولكن كل خاناتها سوداء
الملوك فيها بيادق تحركهم ايدي غريبة !
الوزير فيها بلا لون يلعب مع الطرفين !
القلاع فيها تسقط قبل ان يحاصرها العدو !
الفيل فيها يطير والفرس تركب الفارس !
غريبة بلادي
المسرحيات فيها تقام في قاعات المؤتمرات
الممثلون فيها دمى
تحركها ايدي من وراء الكواليس
تصرخ وتنادي، ترغي وتزبد
ولكن في النهاية
خيط واحد يرفع الايدي
ويتم التوافق بالاجماع
على استحالة التوافق
و يسدل الستار

ارهابي انا
لمجرد اني املك عقلا
لمجرد اني املك قلبا
مجرد اني املك لسانا
لمجرد اني امسك قلما
قضيتي سلعتكم
وكرامتي لعبتكم
ارهابي انا
ضاقت زنزاناتكم بي
وارتوت من شقائي وسائل التعذيب
ضعوا اسمي على لوائحكم السوداء
امنحوا مكافأة لمن يأتيكم بي
حيا او ميتا
امنحوه جوائز نوبل ، و الشهادات الفخرية
واختموها بدمي.