تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال لمقاوم وطرابلسي



عزام
10-31-2008, 07:13 PM
السلام عليكم
سألتكم هذا السؤال في ركن القرآن الكريم في مواضيع الآيات التي لها اكثر من تفسير لكن لم تنتبهوا له.. هل فهم صاحب الظلال هو الصحيح ام الفهم الذي وضعته الاخت سماح؟
من هي الفرقة المتفقهة في الدين؟ فرقة العلم ام فرقة الجهاد؟
عزام



وما كان المؤمنون لينفروا كافة

(وما كان المؤمنون لينفروا كافة , فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة , ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون). .
ولقد وردت روايات متعددة في تفسير هذه الآية , وتحديد الفرقة التي تتفقه في الدين وتنذر قومها إذا رجعت إليهم . . والذي يستقيم عندنا في تفسير الآية:أن المؤمنين لا ينفرون كافة . ولكن تنفر من كل فرقة منهم طائفة - على التناوب بين من ينفرون ومن يبقون - لتتفقه هذه الطائفة في الدين بالنفير والخروج والجهاد والحركة بهذه العقيدة ; وتنذر الباقين من قومها إذا رجعت إليهم , بما رأته وما فقهته من هذا الدين في أثناء الجهاد والحركة . .
والوجه في هذا الذي ذهبنا إليه - وله أصل من تأويل ابن عباس - رضي اللّه عنهما - ومن تفسير الحسن البصري , واختيار ابن جرير , وقول لابن كثير - أن هذا الدين منهج حركي , لا يفقهه إلا من يتحرك به ; فالذين يخرجون للجهاد به هم أولى الناس بفقهه ; بما يتكشف لهم من أسراره ومعانيه ; وبما يتجلى لهم من آياته وتطبيقاته العملية في أثناء الحركة به . أما الذين يقعدون فهم الذين يحتاجون أن يتلقوا ممن تحركوا ,لأنهم لم يشاهدوا ما شاهد الذين خرجوا ; ولا فقهوا فقههم ; ولا وصلوا من أسرار هذا الدين إلى ما وصل إليه المتحركون وبخاصة إذا كان الخروج مع رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم - والخروج بصفة عامة أدنى إلى الفهم والتفقه .
ولعل هذا عكس ما يتبادر إلى الذهن , من أن المتخلفين عن الغزو والجهاد والحركة , هم الذين يتفرغون للتفقه في الدين ! ولكن هذا وهم , لا يتفق مع طبيعة هذا الدين . . إن الحركة هي قوام هذا الدين ; ومن ثم لا يفقهه إلا الذين يتحركون به , ويجاهدون لتقريره في واقع الناس , وتغليبه على الجاهلية , بالحركة العملية .
والتجارب تجزم بأن الذين لا يندمجون في الحركة بهذا الدين لا يفقهونه ; مهما تفرغوا لدراسته في الكتب - دراسة باردة ! - وأن اللمحات الكاشفة في هذا الدين إنما تتجلى للمتحركين به حركة جهادية لتقريره في حياة الناس ; ولا تتجلى للمستغرقين في الكتب العاكفين على الأوراق !
إن فقه هذا الدين لا ينبثق إلا في أرض الحركة . ولا يؤخذ عن فقيه قاعد حيث تجب الحركة . والذين يعكفون على الكتب والأوراق في هذا الزمان لكي يستنبطوا منها أحكاماً فقهية "يجددون" بها الفقه الإسلامي أو "يطورونه" - كما يقول المستشرقون من الصليبيين ! - وهم بعيدون عن الحركة التي تستهدف تحرير الناس من العبودية للعباد , وردهم إلى العبودية للّه وحده , بتحكيم شريعة اللّه وحدها وطرد شرائع الطواغيت . . هؤلاء لا يفقهون طبيعة هذا الدين ; ومن ثم لا يحسنون صياغة فقه هذا الدين !
إن الفقه الإسلامي وليد الحركة الإسلامية . . فقد وجد الدين أولاً ثم وجد الفقه . وليس العكس هو الصحيح . . وجدت الدينونة للّه وحده , ووجد المجتمع الذي قرر أن تكون الدينونة فيه للّه وحده . . والذي نبذ شرائع الجاهلية وعاداتها وتقاليدها ; والذي رفض أن تكون شرائع البشر هي التي تحكم أي جانب من جوانب الحياة فيه . . ثم أخذ هذا المجتمع يزاول الحياة فعلاً وفق المبادئ الكلية في الشريعة - إلى جانب الأحكام الفرعية التي وردت في أصل الشريعة - وفي أثناء مزاولته للحياة الفعلية في ظل الدينونة للّه وحده , واستيحاء شريعته وحدها , تحقيقاً لهذه الدينونة , جدت له أقضية فرعية بتجدد الحالات الواقعية في حياته . . وهنا فقط بدأ استنباط الأحكام الفقهية , وبدأ نمو الفقه الإسلامي . . الحركة بهذا الدين هي التي أنشأت ذلك الفقه , والحركة بهذا الدين هي التي حققت نموه . ولم يكن قط فقها مستنبطاً من الأوراق الباردة , بعيداً عن حرارة الحياة الواقعة ! . . من أجل ذلك كان الفقهاء متفقهين في الدين , يجيء فقههم للدين من تحركهم به , ومن تحركه مع الحياة الواقعة لمجتمع مسلم حي , يعيش بهذا الدين , ويجاهد في سبيله , ويتعامل بهذا الفقه الناشئ بسبب حركة الحياة الواقعة .
فأما اليوم . . "فماذا" . . ? أين هو المجتمع المسلم الذي قرر أن تكون دينونته للّه وحده ; والذي رفض بالفعل الدينونة لأحد من العبيد ; والذي قرر أن تكون شريعة اللّه شريعته ; والذي رفض بالفعل شرعية أي تشريع لا يجيء من هذا المصدر الشرعي الوحيد ?
لا أحد يملك أن يزعم أن هذا المجتمع المسلم قائم موجود ! ومن ثم لا يتجه مسلم يعرف الإسلام ويفقه منهجه وتاريخه , إلى محاولة تنمية الفقه الإسلامي أو "تجديده" أو "تطويره ! " في ظل مجتمعات لا تعترف ابتداء بأن هذا الفقه هو شريعتها الوحيدة التي بها تعيش . ولكن المسلم الجاد يتجه ابتداء لتحقيق الدينونة للّه وحده ; وتقرير مبدأ أن لا حاكمية إلا للّه , وأن لا تشريع ولا تقنين إلا مستمداً من شريعته وحدها تحقيقاً لتلك الدينونة . .
إنه هزل فارغ لا يليق بجدية هذا الدين أن يشغل ناس أنفسهم بتنمية الفقه الإسلامي أو "تجديده" أوتطويره في مجتمع لا يتعامل بهذا الفقه ولا يقيم عليه حياته . كما أنه جهل فاضح بطبيعة هذا الدين أن يفهم أحد أنه يستطيع التفقه في هذا الدين وهو قاعد , يتعامل مع الكتب والأوراق الباردة , ويستنبط الفقه من قوالب الفقه الجامدة ! . . إن الفقه لا يستنبط من الشريعة إلا في مجرى الحياة الدافق ; وإلا مع الحركة بهذا الدين في عالم الواقع .
إن الدينونة للّه وحده أنشأت المجتمع المسلم ; والمجتمع المسلم أنشأ "الفقه الإسلامي" . . ولا بد من هذا الترتيب . . لا بد أن يوجد مجتمع مسلم ناشى ء من الدينونة لله وحده , مصمم على تنفيذ شريعته وحدها . ثم بعد ذلك - لا قبله - ينشأ فقه إسلامي مفصل على قد المجتمع الذي ينشأ , وليس "جاهزا" معدا من قبل ! ذلك أن كل حكم فقهي هو - بطبيعته - تطبيق للشريعة الكلية على حالة واقعة , ذات حجم معين , وشكل معين , وملابسات معينة . وهذه الحالات تنشئها حركة الحياة , داخل الإطار الإسلامي لا بعيدا عنه , وتحدد حجمها وشكلها وملابساتها ; ومن ثم "يفصل" لها حكم مباشر على "قدها" . . فأما تلك الأحكام "الجاهزة " في بطون الكتب ; فقد "فصلت" من قبل لحالات معينة في أثناء جريان الحياة الإسلامية على أساس تحكيم شريعة الله فعلا . ولم تكن وقتها "جاهزة " باردة ! كانت وقتها حية مليئة بالحيوية ; وعلينا اليوم أن "نفصل" مثلها للحالات الجديدة . . ولكن قبل ذلك يجب أن يوجد المجتمع الذي يقرر ألا يدين لغير اللّه في شرائعه ; وألا يفصل حكما شرعيا إلا من شريعة الله دون سواها .
وفي هذا يكون الجهد الجاد المثمر , اللائق بجدية هذا الدين . وفي هذا يكون الجهاد الذي يفتح البصائر ; ويمكن من التفقه في الدين حقا . . وغير هذا لا يكون إلا هزلا ترفضه طبيعة هذا الدين ; وإلا هروبا من واجب الجهاد الحقيقي تحت التستر بستار "تجديد الفقه الإسلامي" أو "تطويره" ! . . هروب خير منه الاعتراف بالضعف والتقصير ; وطلب المغفرة من الله على التخلف والقعود مع المتخلفين القاعدين !

مقاوم
10-31-2008, 07:41 PM
إن المعنى الذي اختاره العلماء الأجلاء هو لا شك المعنى الذي يرتاح له القلب ويركن إليه وهو أن الفئة التي تنفر للجهاد هي المقصودة بالتفقه في الدين ويؤيد هذا المعنى قول الله هز وجل: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. مع التنبيه إلى أن هذا يكون فقط حال كون الجهاد فرض كفاية.

والله أعلم.

عزام
10-31-2008, 08:06 PM
إن المعنى الذي اختاره العلماء الأجلاء هو لا شك المعنى الذي يرتاح له القلب ويركن إليه وهو أن الفئة التي تنفر للجهاد هي المقصودة بالتفقه في الدين ويؤيد هذا المعنى قول الله هز وجل: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. مع التنبيه إلى أن هذا يكون فقط حال كون الجهاد فرض كفاية.
والله أعلم.
بارك الله فيك
الغريب انهم لم يشيروا الى هذا الإحتمال ابدا في الموضوع الذي نقلته الأخت سماح

abdullah
10-31-2008, 08:14 PM
إمع التنبيه إلى أن هذا يكون فقط حال كون الجهاد فرض كفاية.

ما هو دليلك الشرعي على أن هذا يكون فقط في حال كون الجهاد فرض كفاية ؟

ماذا عن فرض العين ؟

مقاوم
10-31-2008, 08:46 PM
أما إذا تعين الجهاد فينفر الجميع بلا استثناء إلا من استثنى الله عز وجل من ذوي الأعذار. والسبب في التأكيد على هذا هو أن بعض المتحذلقين الذين أرادوا أن يردوا فتوى الشيخ عبد الله عزام بتعين الجهاد في زماننا احتجوا بقوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة دون الرجوع إلى المعنى الصحيح لهذه الآية.

عزام
10-31-2008, 09:00 PM
ما هو دليلك الشرعي على أن هذا يكون فقط في حال كون الجهاد فرض كفاية ؟

ماذا عن فرض العين ؟
هو يقصد انه في حالة الفرض العيني ينفر الكل
اما صفة الفئة المتفقهة في الدين فهي تظل موجودة فيهم لا بل هي في جهاد الفرض اولى

مقاوم
10-31-2008, 09:21 PM
أحسنت بيانا أخي عزام .

abdullah
10-31-2008, 09:25 PM
أحسنتم ...

al_muslim
11-01-2008, 08:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الصواب في هذه المسألة والله أعلم هو :
أن النفير في هذه الآية هو الخروج للجهاد
والله تعالى أمر كل أهل حي أو كل قبيلة بأن لا يخرجوا جميعا للجهاد حتى لا يفوتهم ما كان يتنزل من وحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أوجب أن تبقى طائفة مع الرسول تلازم الوحي وطائفة تخرج للجهاد وسياق الآيات يدل على هذا .
أما إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فقد وجب على الفرقتين الخروج معه لأن الفرضين في هذه الحالة متلازمين فالجهاد والعلم معا لهذا قال تعالى قبل الآية ( ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه )
وليس معنى هذا أن تتفرغ فرقة للجهاد وفرقة للنفير ، بل يتبادلان فطائفة تخرج للجهاد ثم تعود فتقعد لملازمة الرسول وتعلم والوحي ونفس الوقت لأصلاح الأهل والمال ، وتخرج الأخرى للجهاد فإذا رجعت علمها الذين كانوا يلازمون النبي صلى الله عليه وسلم ما نزل في غيابهم من قرآن وأحكام
ونجد كثيرا في السنة قصص هذا التبادل ومنها على سبيل المثال السريع الحديث الذي رواه عمر رضي الله عنه حين أشيع أن النبي طلق أزواجه : أن عمر رضي الله عنه كان يتبادل مع رجل من الأنصار ملازمة النبي صلى الله عليه وثم يأتي مساء فيخبره بكل جديد ثم يذهب الآخر إلى العمل وو الخ .

عزام
11-01-2008, 09:13 PM
بارك الله فيك اخي المسلم
عزام