المهاجر7
10-29-2008, 03:41 PM
بسم الله الرحمان الرحيم و به نستعين أما بعد :
فينبغي للعقلاء أن يعتبروا بسنة الله في أيامه و دأب الأمم و عاداتهم ، لا سيما في مثل هذه الحادثة العظيمة التي طبق الخافقين خبرها ، و استطار في جميع ديار الإسلام شررها ، و كاد عمود الكتاب أن يجتث و يخترم ، و حبل الإيمان أن ينقطع و يصطلم ، و عقر دار المؤمنين أن يحل بها البوار ، و أن يزول هذا الدين باستيلاء الفجرة الكفار ، على الحكم في بلاد المسلمين في سائر الأقطار ، و ظن المنافقون و الذين في قلوبهم مرض أن ما وعدهم الله و رسوله إلا غرورا ، و أن لن ينقلب الرسول و المؤمنون إلى أهليهم أبدا و زين ذلك في قلوبهم و ظنوا ظن السوء و كانوا قوما بورا ، و نزلت فتنة تركت الحليم فيها حيرانا ، و أنزلت الرجل الصاحي منزلة السكران ، و تركت اللبيب لكثرة الوسواس ليس بالنائم و لا اليقضان ، فأفتى الجاهلون بجهلهم و اتخذ المقلدون أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله ، حتى وضعوا أيديهم على الأدلة فعل اليهود الخائبين ، و تركوا ما أجمعت عليه الأمة قديما و حديثا لقول القائلين ، فكان حقا علينا نصر المؤمنين ، بتبيين الحق المبين للجاهلين و المنافقين و المتعنتين ، ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيي عن بينة فأقول : بسم الله الرحمان الرحيم
( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت و قد أمروا أن يكفروا به و يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا . و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله و إلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا . فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا و توفيقا )
إن الذين يحكمون المسلمين اليوم ليسوا مسلمين ، و ليس لهم من الإسلام إلا أسماء سموا بها يوم كانوا صغارا ، و لا ينكر هذا أحد إلا من طمس الله بصيرته ، و لكن لما كثر الجدال العقيم أردت أن أذكر بعضا من كلام السلف لمن كان له قلب أو حي فأقول :
قال بن كثير رحمه الله في البداية و النهاية :
من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة و السلام و تحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسق و قدمه عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين إ.ه
و قال أيضا في تفسيره عند تفسير قول الله تعالى http://www.aljazeeratalk.net/forum/images/smilies/frown.gif أفحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) قال :
ينكر تعالى على من بدل حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر و عدل إلى ما سواه من الضلالات و الجهالات مما يضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله ... إلى قوله ....و من يفعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله فلا يحكم سواه في قليل و لا كثير إ.ه
و الياسق هو ما يعرف اليوم باسم الدستور .
و قال بن تيمية رحمه الله في الفتاوى :
و الإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا باتفاق الفقهاء إ.ه
و أكتفي بهذا على كفرهم و ردتهم ، و أما عن قتالهم و الخروج عليهم فأقول :
قال بن حجر رحمه الله في فتح الباري :
و ملخصه أنه ينعزل بالكفر إجماعا فيجب على كل مسلم القيام في ذلك ، فمن قوي فله الثواب و من داهن فعليه الإثم و من عجز وجبت عليه الهجرة من تلك الأرض إ.ه
و قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :
قال القاضي عياض أجمع العلماء على أنه لا تنعقد ولاية لكافر و على أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل قال و كذا لو ترك إقامة الصلوات و الدعاء إليها ، قال و كذا عند جمهورهم البدعة قال و قال بعض البصريين تنعقد له و تستدام لأنه متأول ، قال القاضي فلو طرأ عليه كفر أو تغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية و سقطت طاعته و وجب على المسلمين القيام عليه و خلعه و نصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك ، فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر ، و لا يجب في المبتدع إلا إذا ظنوا القدرة عليه ، فإن تحققوا العجز لم يجب القيام و ليهاجر المسلم عن أرضه و يفر بدينه إ.ه
و قال النووي رحمه الله أيضا :
و أما قوله ( أفلا نقاتلهم ؟ قال لا ما صلوا ) ففيه معنى ما سبق أنه لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم والفسق ما لم يغيروا شيئا من قواعد الإسلام إ.ه
و أكتفي بهذا أيضا لأن من أراد الحق يكفيه إجماع واحد و من أراد الهوى إن تأتيه بكل آية لم يؤمن بها و إن يرى سبيل الرشد لا يتخذه سبيلا و إن يرى سبيل الغي يتخذه سبيلا .
و ختاما أوجه نصيحة لكل من غرر به من أدعياء السلفية فأقول لهم اتقوا الله و ارجعوا إلى كلام السلف و لا تقلدوا أحدا بعد معرفتكم للحق ، لأنه لن ينفعكم أحد عند ربكم فكل يرجوا نجاته يوم القيامة ، فتوبوا إلى الله قبل أن تندموا .
و أوجه نصيحة إلى الشباب القاعدين عن الجهاد ، هبوا إلى نصرة دينكم و الدفاع عن مقدساتكم و لا تسمعوا لأقوام قد ضلوا و أضلوا قال تعالى :
( لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله و اليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم و أنفسهم و الله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر و ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون )
أسأل الله أن يرد المسلمين إلى الصراط المستقيم ، و أن ينصر المجاهدين في كل مكان ، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
بسم الله الرحمان الرحيم و به نستعين أما بعد :
فينبغي للعقلاء أن يعتبروا بسنة الله في أيامه و دأب الأمم و عاداتهم ، لا سيما في مثل هذه الحادثة العظيمة التي طبق الخافقين خبرها ، و استطار في جميع ديار الإسلام شررها ، و كاد عمود الكتاب أن يجتث و يخترم ، و حبل الإيمان أن ينقطع و يصطلم ، و عقر دار المؤمنين أن يحل بها البوار ، و أن يزول هذا الدين باستيلاء الفجرة الكفار ، على الحكم في بلاد المسلمين في سائر الأقطار ، و ظن المنافقون و الذين في قلوبهم مرض أن ما وعدهم الله و رسوله إلا غرورا ، و أن لن ينقلب الرسول و المؤمنون إلى أهليهم أبدا و زين ذلك في قلوبهم و ظنوا ظن السوء و كانوا قوما بورا ، و نزلت فتنة تركت الحليم فيها حيرانا ، و أنزلت الرجل الصاحي منزلة السكران ، و تركت اللبيب لكثرة الوسواس ليس بالنائم و لا اليقضان ، فأفتى الجاهلون بجهلهم و اتخذ المقلدون أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله ، حتى وضعوا أيديهم على الأدلة فعل اليهود الخائبين ، و تركوا ما أجمعت عليه الأمة قديما و حديثا لقول القائلين ، فكان حقا علينا نصر المؤمنين ، بتبيين الحق المبين للجاهلين و المنافقين و المتعنتين ، ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيي عن بينة فأقول : بسم الله الرحمان الرحيم
( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت و قد أمروا أن يكفروا به و يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا . و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله و إلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا . فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا و توفيقا )
إن الذين يحكمون المسلمين اليوم ليسوا مسلمين ، و ليس لهم من الإسلام إلا أسماء سموا بها يوم كانوا صغارا ، و لا ينكر هذا أحد إلا من طمس الله بصيرته ، و لكن لما كثر الجدال العقيم أردت أن أذكر بعضا من كلام السلف لمن كان له قلب أو حي فأقول :
قال بن كثير رحمه الله في البداية و النهاية :
من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة و السلام و تحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسق و قدمه عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين إ.ه
و قال أيضا في تفسيره عند تفسير قول الله تعالى http://www.aljazeeratalk.net/forum/images/smilies/frown.gif أفحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) قال :
ينكر تعالى على من بدل حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر و عدل إلى ما سواه من الضلالات و الجهالات مما يضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله ... إلى قوله ....و من يفعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله فلا يحكم سواه في قليل و لا كثير إ.ه
و الياسق هو ما يعرف اليوم باسم الدستور .
و قال بن تيمية رحمه الله في الفتاوى :
و الإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا باتفاق الفقهاء إ.ه
و أكتفي بهذا على كفرهم و ردتهم ، و أما عن قتالهم و الخروج عليهم فأقول :
قال بن حجر رحمه الله في فتح الباري :
و ملخصه أنه ينعزل بالكفر إجماعا فيجب على كل مسلم القيام في ذلك ، فمن قوي فله الثواب و من داهن فعليه الإثم و من عجز وجبت عليه الهجرة من تلك الأرض إ.ه
و قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :
قال القاضي عياض أجمع العلماء على أنه لا تنعقد ولاية لكافر و على أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل قال و كذا لو ترك إقامة الصلوات و الدعاء إليها ، قال و كذا عند جمهورهم البدعة قال و قال بعض البصريين تنعقد له و تستدام لأنه متأول ، قال القاضي فلو طرأ عليه كفر أو تغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية و سقطت طاعته و وجب على المسلمين القيام عليه و خلعه و نصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك ، فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر ، و لا يجب في المبتدع إلا إذا ظنوا القدرة عليه ، فإن تحققوا العجز لم يجب القيام و ليهاجر المسلم عن أرضه و يفر بدينه إ.ه
و قال النووي رحمه الله أيضا :
و أما قوله ( أفلا نقاتلهم ؟ قال لا ما صلوا ) ففيه معنى ما سبق أنه لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم والفسق ما لم يغيروا شيئا من قواعد الإسلام إ.ه
و أكتفي بهذا أيضا لأن من أراد الحق يكفيه إجماع واحد و من أراد الهوى إن تأتيه بكل آية لم يؤمن بها و إن يرى سبيل الرشد لا يتخذه سبيلا و إن يرى سبيل الغي يتخذه سبيلا .
و ختاما أوجه نصيحة لكل من غرر به من أدعياء السلفية فأقول لهم اتقوا الله و ارجعوا إلى كلام السلف و لا تقلدوا أحدا بعد معرفتكم للحق ، لأنه لن ينفعكم أحد عند ربكم فكل يرجوا نجاته يوم القيامة ، فتوبوا إلى الله قبل أن تندموا .
و أوجه نصيحة إلى الشباب القاعدين عن الجهاد ، هبوا إلى نصرة دينكم و الدفاع عن مقدساتكم و لا تسمعوا لأقوام قد ضلوا و أضلوا قال تعالى :
( لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله و اليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم و أنفسهم و الله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر و ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون )
أسأل الله أن يرد المسلمين إلى الصراط المستقيم ، و أن ينصر المجاهدين في كل مكان ، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
فينبغي للعقلاء أن يعتبروا بسنة الله في أيامه و دأب الأمم و عاداتهم ، لا سيما في مثل هذه الحادثة العظيمة التي طبق الخافقين خبرها ، و استطار في جميع ديار الإسلام شررها ، و كاد عمود الكتاب أن يجتث و يخترم ، و حبل الإيمان أن ينقطع و يصطلم ، و عقر دار المؤمنين أن يحل بها البوار ، و أن يزول هذا الدين باستيلاء الفجرة الكفار ، على الحكم في بلاد المسلمين في سائر الأقطار ، و ظن المنافقون و الذين في قلوبهم مرض أن ما وعدهم الله و رسوله إلا غرورا ، و أن لن ينقلب الرسول و المؤمنون إلى أهليهم أبدا و زين ذلك في قلوبهم و ظنوا ظن السوء و كانوا قوما بورا ، و نزلت فتنة تركت الحليم فيها حيرانا ، و أنزلت الرجل الصاحي منزلة السكران ، و تركت اللبيب لكثرة الوسواس ليس بالنائم و لا اليقضان ، فأفتى الجاهلون بجهلهم و اتخذ المقلدون أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله ، حتى وضعوا أيديهم على الأدلة فعل اليهود الخائبين ، و تركوا ما أجمعت عليه الأمة قديما و حديثا لقول القائلين ، فكان حقا علينا نصر المؤمنين ، بتبيين الحق المبين للجاهلين و المنافقين و المتعنتين ، ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيي عن بينة فأقول : بسم الله الرحمان الرحيم
( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت و قد أمروا أن يكفروا به و يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا . و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله و إلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا . فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا و توفيقا )
إن الذين يحكمون المسلمين اليوم ليسوا مسلمين ، و ليس لهم من الإسلام إلا أسماء سموا بها يوم كانوا صغارا ، و لا ينكر هذا أحد إلا من طمس الله بصيرته ، و لكن لما كثر الجدال العقيم أردت أن أذكر بعضا من كلام السلف لمن كان له قلب أو حي فأقول :
قال بن كثير رحمه الله في البداية و النهاية :
من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة و السلام و تحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسق و قدمه عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين إ.ه
و قال أيضا في تفسيره عند تفسير قول الله تعالى http://www.aljazeeratalk.net/forum/images/smilies/frown.gif أفحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) قال :
ينكر تعالى على من بدل حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر و عدل إلى ما سواه من الضلالات و الجهالات مما يضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله ... إلى قوله ....و من يفعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله فلا يحكم سواه في قليل و لا كثير إ.ه
و الياسق هو ما يعرف اليوم باسم الدستور .
و قال بن تيمية رحمه الله في الفتاوى :
و الإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا باتفاق الفقهاء إ.ه
و أكتفي بهذا على كفرهم و ردتهم ، و أما عن قتالهم و الخروج عليهم فأقول :
قال بن حجر رحمه الله في فتح الباري :
و ملخصه أنه ينعزل بالكفر إجماعا فيجب على كل مسلم القيام في ذلك ، فمن قوي فله الثواب و من داهن فعليه الإثم و من عجز وجبت عليه الهجرة من تلك الأرض إ.ه
و قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :
قال القاضي عياض أجمع العلماء على أنه لا تنعقد ولاية لكافر و على أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل قال و كذا لو ترك إقامة الصلوات و الدعاء إليها ، قال و كذا عند جمهورهم البدعة قال و قال بعض البصريين تنعقد له و تستدام لأنه متأول ، قال القاضي فلو طرأ عليه كفر أو تغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية و سقطت طاعته و وجب على المسلمين القيام عليه و خلعه و نصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك ، فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر ، و لا يجب في المبتدع إلا إذا ظنوا القدرة عليه ، فإن تحققوا العجز لم يجب القيام و ليهاجر المسلم عن أرضه و يفر بدينه إ.ه
و قال النووي رحمه الله أيضا :
و أما قوله ( أفلا نقاتلهم ؟ قال لا ما صلوا ) ففيه معنى ما سبق أنه لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم والفسق ما لم يغيروا شيئا من قواعد الإسلام إ.ه
و أكتفي بهذا أيضا لأن من أراد الحق يكفيه إجماع واحد و من أراد الهوى إن تأتيه بكل آية لم يؤمن بها و إن يرى سبيل الرشد لا يتخذه سبيلا و إن يرى سبيل الغي يتخذه سبيلا .
و ختاما أوجه نصيحة لكل من غرر به من أدعياء السلفية فأقول لهم اتقوا الله و ارجعوا إلى كلام السلف و لا تقلدوا أحدا بعد معرفتكم للحق ، لأنه لن ينفعكم أحد عند ربكم فكل يرجوا نجاته يوم القيامة ، فتوبوا إلى الله قبل أن تندموا .
و أوجه نصيحة إلى الشباب القاعدين عن الجهاد ، هبوا إلى نصرة دينكم و الدفاع عن مقدساتكم و لا تسمعوا لأقوام قد ضلوا و أضلوا قال تعالى :
( لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله و اليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم و أنفسهم و الله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر و ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون )
أسأل الله أن يرد المسلمين إلى الصراط المستقيم ، و أن ينصر المجاهدين في كل مكان ، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
بسم الله الرحمان الرحيم و به نستعين أما بعد :
فينبغي للعقلاء أن يعتبروا بسنة الله في أيامه و دأب الأمم و عاداتهم ، لا سيما في مثل هذه الحادثة العظيمة التي طبق الخافقين خبرها ، و استطار في جميع ديار الإسلام شررها ، و كاد عمود الكتاب أن يجتث و يخترم ، و حبل الإيمان أن ينقطع و يصطلم ، و عقر دار المؤمنين أن يحل بها البوار ، و أن يزول هذا الدين باستيلاء الفجرة الكفار ، على الحكم في بلاد المسلمين في سائر الأقطار ، و ظن المنافقون و الذين في قلوبهم مرض أن ما وعدهم الله و رسوله إلا غرورا ، و أن لن ينقلب الرسول و المؤمنون إلى أهليهم أبدا و زين ذلك في قلوبهم و ظنوا ظن السوء و كانوا قوما بورا ، و نزلت فتنة تركت الحليم فيها حيرانا ، و أنزلت الرجل الصاحي منزلة السكران ، و تركت اللبيب لكثرة الوسواس ليس بالنائم و لا اليقضان ، فأفتى الجاهلون بجهلهم و اتخذ المقلدون أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله ، حتى وضعوا أيديهم على الأدلة فعل اليهود الخائبين ، و تركوا ما أجمعت عليه الأمة قديما و حديثا لقول القائلين ، فكان حقا علينا نصر المؤمنين ، بتبيين الحق المبين للجاهلين و المنافقين و المتعنتين ، ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيي عن بينة فأقول : بسم الله الرحمان الرحيم
( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت و قد أمروا أن يكفروا به و يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا . و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله و إلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا . فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا و توفيقا )
إن الذين يحكمون المسلمين اليوم ليسوا مسلمين ، و ليس لهم من الإسلام إلا أسماء سموا بها يوم كانوا صغارا ، و لا ينكر هذا أحد إلا من طمس الله بصيرته ، و لكن لما كثر الجدال العقيم أردت أن أذكر بعضا من كلام السلف لمن كان له قلب أو حي فأقول :
قال بن كثير رحمه الله في البداية و النهاية :
من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة و السلام و تحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسق و قدمه عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين إ.ه
و قال أيضا في تفسيره عند تفسير قول الله تعالى http://www.aljazeeratalk.net/forum/images/smilies/frown.gif أفحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) قال :
ينكر تعالى على من بدل حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر و عدل إلى ما سواه من الضلالات و الجهالات مما يضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله ... إلى قوله ....و من يفعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله فلا يحكم سواه في قليل و لا كثير إ.ه
و الياسق هو ما يعرف اليوم باسم الدستور .
و قال بن تيمية رحمه الله في الفتاوى :
و الإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا باتفاق الفقهاء إ.ه
و أكتفي بهذا على كفرهم و ردتهم ، و أما عن قتالهم و الخروج عليهم فأقول :
قال بن حجر رحمه الله في فتح الباري :
و ملخصه أنه ينعزل بالكفر إجماعا فيجب على كل مسلم القيام في ذلك ، فمن قوي فله الثواب و من داهن فعليه الإثم و من عجز وجبت عليه الهجرة من تلك الأرض إ.ه
و قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :
قال القاضي عياض أجمع العلماء على أنه لا تنعقد ولاية لكافر و على أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل قال و كذا لو ترك إقامة الصلوات و الدعاء إليها ، قال و كذا عند جمهورهم البدعة قال و قال بعض البصريين تنعقد له و تستدام لأنه متأول ، قال القاضي فلو طرأ عليه كفر أو تغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية و سقطت طاعته و وجب على المسلمين القيام عليه و خلعه و نصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك ، فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر ، و لا يجب في المبتدع إلا إذا ظنوا القدرة عليه ، فإن تحققوا العجز لم يجب القيام و ليهاجر المسلم عن أرضه و يفر بدينه إ.ه
و قال النووي رحمه الله أيضا :
و أما قوله ( أفلا نقاتلهم ؟ قال لا ما صلوا ) ففيه معنى ما سبق أنه لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم والفسق ما لم يغيروا شيئا من قواعد الإسلام إ.ه
و أكتفي بهذا أيضا لأن من أراد الحق يكفيه إجماع واحد و من أراد الهوى إن تأتيه بكل آية لم يؤمن بها و إن يرى سبيل الرشد لا يتخذه سبيلا و إن يرى سبيل الغي يتخذه سبيلا .
و ختاما أوجه نصيحة لكل من غرر به من أدعياء السلفية فأقول لهم اتقوا الله و ارجعوا إلى كلام السلف و لا تقلدوا أحدا بعد معرفتكم للحق ، لأنه لن ينفعكم أحد عند ربكم فكل يرجوا نجاته يوم القيامة ، فتوبوا إلى الله قبل أن تندموا .
و أوجه نصيحة إلى الشباب القاعدين عن الجهاد ، هبوا إلى نصرة دينكم و الدفاع عن مقدساتكم و لا تسمعوا لأقوام قد ضلوا و أضلوا قال تعالى :
( لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله و اليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم و أنفسهم و الله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر و ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون )
أسأل الله أن يرد المسلمين إلى الصراط المستقيم ، و أن ينصر المجاهدين في كل مكان ، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .