تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اسحقها أو فليدفعوا الجزية صاغرين اسطورة اسمها مروان بن محمد



شيركوه
10-29-2008, 04:00 AM
الحق يكمن في القوة وحدها على الدوام
اسطورة اسمها مروان بن محمد
اسحقها أو فليدفعوا الجزية صاغرين
والله لاطأها بقدمي هذه المرة
بقلم /محمّد العراقي
إن الحق ينطلق على جنح القوة دوما وهو الذي ينطق صاحبه وهما يسيران معا ويتوازيان بلا تقاطع فالمسلمين عرفوا بالقوة عندما كان الحق رفيق دربهم ومنهج سبيلهم ومقوم مساعيهم في عموم فتوحاتهم التي نشرت ثمار الخير والأمل التي يجنيها الناس حتى اليوم على أيادي الخيرين من أبناء امة المليار المسالمة الخيّرة التي تتصدى فتعادل مساعي قوى الشر التسلطية التوسعية في أية حقبة على هذه الأرض حتى قيام الساعة ونعود اليوم للعنوان الذي يشير إلى حقبة كانت بها جيوش المسلمين في أعلى مراحل قوتها وحراكها إنها عبارة مدوية كتبت في رسالة من القائد العام للجيوش الإسلامية الأموية القائد مروان بن محمد إلى القائد المرابط على أبواب بلاد الخزر الاتحاد السوفيتي بالأمس وروسيا اليوم وقد شاهدها بأم عينه أحد الإخوة الضباط العراقيين الأخيار وهو من الثقاة والمهتمين بالأدب والتاريخ العربي والإسلامي عندما كان موفدا إلى إحدى الأكاديميات العسكرية هناك فحدثنا عنها وتلك الرسالة لازالت موجودة حتى اليوم في متحف مدينة كييف في قفص زجاجي إلى جانب مراسلات وآثارا أخرى مدللة على قوة وهيبة الفاتحين العرب والمسلمين من الذين صدقوا بعهدهم مع الله فأمدهم بنصر مبين وفتوحات عظيمة حتى سادوا العالم بموجب ذلك ,
لقد كان مقياس القوة لتلك الحقبة يؤشر إلى الذروة في ارتفاع الخط البياني لسطوة ومنعة تلك الدولة العربية والإسلامية عند اكتمال فتح بلاد السند وما حولها ثم تحولهم تجاه بلاد الخزر عندما عقد العزم على فتحها بمضمون تلك الكلمات في صدر تلك الرسالة الرائعة التي أصبح عنوانها مدعاةً للفخر بتاريخ أمة سادت العالم بوقارها وهيبتها قبل بأسها ويخاف من اجتماعها أشرار هذا العالم منذ ذلك الحين فقد اتضح إن القائد مروان بن محمد وهو لما يزل بعد قائدا عاما لجيوش المسلمين الفاتحين في شرقي وشمال شرقي بلاد العرب قبل أن يصبح خليفة للمسلمين ومن المؤسف إن ذلك البطل المغوار قد كان هو الخليفة الأخير الذي سقطت في أيام حكمه الخلافة الأموية بسعي بني العباس وحلفائهم بدعوى الإمامة وتعاظم الانشقاقات والخلافات المعلومة التي أدت إلى ذلك ومن غير المراد هنا الخوض بها لكن من الثابت إن تلك الدولة شانها شان كل الإمبراطوريات الكبيرة كانت قد سقطت سقوطا سياسيا توافرت عوامله سياسيا من الداخل ولم يكن سقوطا عسكريا بغزو خارجي احتلالي .
نعود لأصل قصة تلك الرسالة وموضوعها وعلاقتها بذلك الفتح الكبير فالقائد مروان بن محمد كان قد أمر بإيفاد الرسل حول التفاهم على آلية فتح بلاد السند (روسيا الأمس واليوم) تلك الصيغة الحضارية الراقية التي أمنها الإسلام والتي تخير الناس بالفتوحات طواعية بين دخول الإسلام أو الجزية وتلك الصيغة لا تعتمد إكراه الناس على التخلي عن أديانهم بينما هم القادرون على ذلك بكل يسر لو أرادوا في حينه ولم يكونوا بذلك كغيرهم من أصحاب حملات التنصير والتطهير والتصدير , فوصل رسل القائد الأصغر الذي كان مرابطا بجيشه على أبواب المملكة ليعرضوا الأمر على ملك الخزر فطلب مهلة ثم ردفها بأخرى فأمهل وكان قصده بذلك أن يؤخر الجيوش حتى يأتي فصل الشتاء القاسي بطبيعة مناخ تلك البلاد وحتى اليوم لكثرة سقوط الثلوج ومؤدى ذلك في إعاقة العسكر وهو العامل الذي طالما راهن عليه ملوك روسيا وهو الذي اسقط جيوش هتلر وكل من فكر في تلك البلاد ولكن القائد الذكي مروان بن محمد أحس بان هنالك أمرا ما يتعلق بتسويف ومماطلة لغاية معلومة لديه وهي كسب الوقت ريثما يأتي الشتاء وقد كان على الأبواب فكتب إلى ذلك القائد مستفسرا فأجابه إنهم طلبوا المهلة وعندها تيقن بان ملك الخزر يضمر السوء بهذا التسويف فغضب وأمر بكاتبه إن اكتب إلى قائد الجيش أمرنا (اسحقها أو فليدفعوا الجزية صاغرين) وانتهى الأمر ولما وصلت الرسالة إلى ذلك القائد كان طلب المهلة الأخير من ملك الخزر قد وصله أيضا فلم يوفر جهدا فبادر إلى إرسالها إلى ملك الخزر كردّ حاسم ينهي الأمر وكل ما يفكر فيه !!
فلما وصلت تلك الرسالة المدوية إلى بلاط الملك صٌعِقَ بها وأحس بكلماتها نزلت كالسيف القاطع على رقبته وهزت ملكه فقام من ساعته وأمر بان يكتب لقائد الجيش المرابط رسالة فحواها أن (نحن موافقون على دفع الجزية وعلى كل ما تطلبونه منا) وأرسلها بيد الرسل ولكن الرسل أحسوا بان هنالك رسالة أخرى قد وصلت إلى معسكر الجيش من القائد مروان بن محمد اشد قوة من الأولى حيث انه لما تأكد له هنالك تأخير ما أو تسويف فكر في أن يخرج بنفسه هذه المرة ليفتح بلاد الخزر فأمر كاتبه بكتاب شديد آخر يحمل كليمات مدوية هي ( والله لأطأها بقدمي هذه المرة) ولنتفكر بتلك البلاغة والاختصار التي هي دليل القوة والهيبة لا العجز والفراغ الذي يقتضي كثرة الخائب من الكلام فاحتار ذلك القائد واسقط بيديه ولم يجد لديه ما يخبر به الرسل هذه المرة إلا انه أحال رسالة قائده الأكبر مرة أخرى إلى الملك المراوغ في إشارة إلى إن الأمر قد انتهى وخرج من يديه ولم يعد بإمكانه أن يفعل شيئا سوى الانتظار إن جد جديد في الأمر.
ولم يتصور ملك الخزر أن الرسل سيعودون إليه برسالة أخرى اشد وقعا عليه وعلى مكانته فكان أن قدم الرسل حاملين بأيديهم خبرا نزل عليه كالصاعقة وهو إن القائد مروان قد اقسم هذه المرة أن يدخل البلاد بنفسه وظن إن الأمر قد انتهى فحار في أمره وخارت قواه وشعر بالضعف فأمر بحفظ الرسائل وعدم اطلاع احد عليها , وهذا هو تفسير تواجد كل تلك الرسائل هناك حتى اليوم وأمر بالمستشارين الذين تسارعوا إليه وتوصلوا في نهاية الأمر أن يذهب احدهم ليطرح مبادرة فيها رأي جديد وهو أن الملك سيدفع الجزية ولا حاجة لمروان بن محمد أن يدخل البلاد ويمكن لأي جندي من المعسكر المرابض أن يدخل ليجوب بالبلاد عوضا عن القائد؟؟
فأرسلت الرسل وتم التوافق على ذلك الرأي حيث حصلت الموافقة ودفعت الجزية وتسلمها المسلمون وأرسل بالجندي المزعوم ليجوب البلاد أينما شاء وفعلا فقد استقبل ذلك الجندي ودار بالبلاد كما شاء وعاد من حيث أتى ,, ومضت الأيام تلو الأيام وعندما كان القائد مروان بن محمد قد تسنم منصب خلافة المسلمين فنما إليه إن ملك الخزر قد قال في مجلسه لمجالسيه حين حدثهم هازئا (تذكروا إني قد جعلت خليفة المسلمين هذا أن ينكث بيمينه في ذلك اليوم) فأمر الخليفة أن يكتب إلى ذلك المتغطرس وكما كان الخليفة كعادته في اختيار مختصر الكلام وبليغه بحدة لم تتكرر (أن يا ملك الخزر وهل كان ذلك الجندي الذي أتاكم إلا القائد مروان بن محمد) فقد كان أيها الأحبة بارا في قسمه متسامحا في عدله متواضعا في قوته إذ وافق على ذلك الرأي كي يجنب المسلمين والآمنين من غيرهم تصعيد المواقف والمخاطر رغم انه قادر في حينه على سحقها بجيشه المرابض فقط ولكنه آثر ارتداء ملابس الجندي والتنكر بها كي يخمد الفتنة ويفي بقسمه ويعطي لمن بعده دروسا في قيم متراكمة فمتى تستفيق ضمائر الغافلين والمتقاعسين ليصحوا ويرفدوا الأمة بنزر يسير من فضائل السير على مسارات أولئك العظام والحذو حذوهم علّنا نتمكن من العودة على الطريق الصحيح لنكمل مسعاهم فيما أراده الإسلام لامتنا ...

------- عنوان المتحف في اوكرايينا الموجودة به الرسالتين
اوكرانيا/ كييف/ معهد تاريخ اوكرانيا
وهنالك معروض ايضا كآثار اسلامية الكثير من المراسلات الاخرى الى جانب عملات ومسكوكات عربية اموية وسيوف وخناجر وغيرها في ذلك المتحف--------

منقول من منتدى التاريخ