تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رد حسين بن محمود على هيئة كبار العلماء ! اه يا اخر الزمان !



شامي طرابلسي
08-17-2003, 06:30 PM
تعليق على بيان هيئة كبار العلماء بالسعودية



الحمد لله معز من أعز دينه بالجهاد في سبيله ، ثم الصلاة والسلام على من بُعث بالقرآن والحُسام: سيد الأنام محمد بن عبد الله الذي أرهب أعداء الله ، فالسلام عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد:

فقد صدر بيان موسوم بـ "بيان هيئة كبار العلماء" من جزيرة العرب ورد فيه بعض الأمور التي تجعل الإنسان يقف حيراناً أمام هذه الكلمات التي انبعثت من أناس نحسبهم من علماء الأمة وخيرتها (ولا نزكيهم على الله) ، وقد صُعقت كغيري من هذا البيان الذي زاد الحقيقة غموضاً والأمر التباساً فكان حق له أن يسمى "بيان الإلتباس الإخفاء" !!

لن أطيل التعليق على هذا البيان، فنقضه لا يحتاج إلى كثير بيان وقد أظهر الله الحق وأزال اللبس والغشاوة عن أعين أبناء الأمة فأصبحوا يميزون الخبيث من الطيب والحق من الباطل بفضل الله ونعمته .. ولكنني أعلق هنا تعليقات بسيطة على فقرات البيان الذي أتي بكلام مجمل لا يتفق ومصلحة المرحلة التي نعيشها والظروف التي تُحيط بنا ..

وما كان بين هذين المعكوفين [...] فهو من نص البيان ، والباقي من كلامي :


[الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
فان مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والخمسين التي انعقدت في مدينة الطائف ابتداء من تاريخ 11 / 6 / 1424ه- قد استعرض ما جرى مؤخرا في المملكة العربية السعودية من تفجيرات استهدفت تخريبا وقتل أناس معصومين وأحدثت فزعا وإزعاجا] .

لم تستهدف التفجيرات أناس معصومين ولم تخرب ، وإنما قتلت نصارى محتلين لجزيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفزعتهم وأفزعت يهود وكل منافق ، وفرح المسلمون في شتى بقاع الأرض بهذه التفجيرات حتى انه جرت احتفالات وتبادل للتهاني ووزعت الحلوى في اندونيسيا وماليزيا وباكستان والمغرب والقدس لقتل هؤلاء الكفار النتنة الذين دنسوا جزيرة سقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته بدمائهم ، فما انزعج من هذه التفجيرات يا أصحاب الفضيلة مسلم ، وإنما انزعج المنافقون أيما انزعاج وفزعوا أيما فزع ، وهذا تحقيق قول الله فيهم "يحسبون كل صيحة عليهم" ..


[كما استعرض ما اكتشف من مخازن للأسلحة ومتفجرات خطيرة معدة للقيام بأعمال تخريب ودمار في هذه البلاد التي هي حصن الإسلام وفيها حرم الله وقبلة المسلمين ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأن مثل هذه الاستعدادات الخطيرة المهيأة لارتكاب الإجرام من أعمال التخريب والإفساد في الأرض مما يزعزع الأمن ويحدث قتل الأنفس وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة ويعرض مصالح الأمة لأعظم الأخطار ]

أما مخازن الأسلحة والمتفجرات فأنتم أعلم بحقيقتها وحقيقة ادعاءات ولاة أموركم وتضخيمهم للحقائق واختلاقهم للتهم ، فهذا ليس بجديد عليهم .. وأما كون البلاد حصن للإسلام فهذا ما يعمل ولاة أموركم على تغييره (بل فعلوا) بإقامتهم قواعد عسكرية نصرانية ويهودية في بلاد شرفها الله بالحرمين ، واسألوا ولاة أموركم : من كان يقود حملة المداهمات الأخيرة في مكة والمدينة !! وأما كون المجاهدين يعرضون مصالح الأمة لأعظم الأخطار : فأي خطر أعظم من أن يُسمح لليهود والنصارى بتتبع المجاهدين في أم القرى وطيبة وعلى بعد عدة كيلومترات من بيت الله العتيق ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبره وقبر أبي بكر وعمر !!


[ونظرا لما يجب على علماء البلاد من البيان تجاه هذه الأخطار من وجوب التعاون بين كافة أفراد الأمة لكشفها ودفع شرها والتحذير منها وتحريم السكوت عن الإبلاغ عن كل خطر يبيت ضد هذا الأمن رأى المجلس وجوب البيان لأمور تدعو الضرورة إلى بيانها في هذا الوقت براءة للذمة ونصحا للأمة وإشفاقا على أبناء المسلمين من أن يكونوا أداة فساد وتخريب وأتباعا لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة وقد اخذ الله تعالى على أهل العلم الميثاق أن يبينوا للناس قال الله سبحانه " وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه " ..]

أقول: زادكم الله حرصاً على نصح الأمة وإشفاقكم عليها ، ولكن : أين بيانكم في ولي أمركم الذي والى النصارى وسمح لهم بالإنطلاق من جزيرة رسول الله لقتل المسلمين في العراق وأفغانستان !! أين بيانكم وحرصكم على مصالح الأمة عندما زوّد ولي أمركم جنود الصليب بالنفط والماء والغذاء والمأوى والدواء ليقتلوا المسلمين في أفغانستان والعراق والفلبين !! أليس قتل وتشريد أمة بأكملها واحتلال بلاد الإسلام واستباحة بيضتهم وهتك أعراض المسلمات في العراق وأفغانستان بأعظم ضرراً على الإسلام والمسلمين من تفجير مبنى فيه جنود الكفر والعدوان قُتل فيه بعض حراسهم الذين وضعهم ولي أمركم ليحرسهم ريثما ينتهوا من قتل المسلمين !! أيهما أعظم ضرراً : موت ثلاثة أو أربعة من حراس النصارى أم موت ركن من أركان العقيدة الإسلامية المتمثلة في الولاء والبراء !!


[لذلك كله وتذكيرا للناس وتحذيرا من التهاون في أمر الحفاظ على سلامة البلاد من الأخطار فان المجلس يرى بيان ما يلي: ]

وبالله نستعين ..

[أولا . . إن القيام بأعمال التخريب والإفساد من تفجير وقتل وتدمير للممتلكات عمل إجرامي خطير وعدوان على الأنفس المعصومة وإتلاف للأموال المحترمة فهو مقتض للعقوبات الشرعية الزاجرة الرادعة عملا بنصوص الشريعة ومقتضيات حفظ سلطانها وتحريم الخروج على من تولى أمر الأمة فيها يقول النبي صلى الله عليه وسلم " من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس منى ولست منه " (أخرجه مسلم) . ]

سؤال بسيط: هل يحرم الخروج على الذي رأينا منه كفر بواح عندنا فيه الله برهان !! أليس إعلان موالاة النصارى في حربهم ضد الإسلام (والذي يتبجح بإعلانه ولاة أموركم صبح مساء على شاشات التلفاز وفي صفحات الجرائد) من الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان !! لماذا تكتبون بياناً عن تدمير مبنى ولا تكتبون بياناً عن تدمير أمة بأكملها !! إن ولاة أموركم فاقوا ما نقلتموه عن النبي صلى الله عليه وسلم: فالنبي عليه الصلاة والسلام تحدث عن أناس يضربون البر والفاجر ، أما ولاة أموركم فقد تركوا الفجار يسيحون في البلاد ويمرحون (وقد ذكرتم مصداق هذا في آخر المقالة) وأخذوا يضيقون على الأبرار يرمون بهم في غياهب السجون ويعتدون على نسائهم وأعراضهم ويهتكون ستر البيوت المسلمة طلباً لرضى النصارى ويهود ، فأين أنتم من كل هذا !! أتتكلمون إذا قُتل أو جُرح جندي نصراني وتسكتون عن سجن العلماء والدعاة ولا تكتبون للأمة كلمة واحدة !! أين الإنصاف يا أصحاب الفضيلة !! أين بيانكم عن غزو العراق وما يجري فيها !! أين بيانكم عن غزو أفغانستان وما يجري فيها !! لماذا لا تبينون للناس حكم الجهاد المتعين عليهم وأنتم تقولون بأنكم إنما تُبيّنون نُصحاً للأمة !!


[ومن زعم أن هذه التخريبات وما يراد من تفجير وقتل من الجهاد فذلك جاهل ضال فليست من الجهاد في سبيل الله في شيء.]

بل هي والله من الجهاد المتعيّن الذي أخبرنا به كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأجمعت الأمة قاطبة على أن الكافر إذا احتل شبراً من أراضي المسلمين فإن الجهاد يتعين على من هنالك من المسلمين حتى يُخرجوهم عن بلاد الإسلام لا يُستأذن فيه وليّ ولا والد ولا دائن ، ذكر هذا الإجماع غير واحد من العلماء ، وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حزم وغيرهم (ذكرت تفصيله في مقالة "إتحاف العباد ببعض أحكام الجهاد").. أما عن التفجير والقتل ، فأقول: وهل هناك جهاد بدون تفجير وقتل !! أتريدون من المجاهدين أن يُلقوا بالورود على رؤوس الكفار بدلاً من القنابل !! أهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم بأهل الطائف !!


[ومما سبق فانه قد ظهر وعلم أن ما قام به أولئك ومن وراءهم إنما هو من الإفساد والتخريب والضلال المبين وعليهم تقوى الله عز وجل والرجوع إليه والتوبة والتبصر في الأمور وعدم الانسياق وراء عبارات وشعارات فاسدة ترفع لتفريق الأمة وحملها على الفساد وليس في حقيقتها من الدين وإنما هي من تلبيس الجاهلين والمغرضين وقد تضمنت نصوص الشريعة عقوبة من يقوم بهذه الأعمال ووجوب ردعه والزجر عن ارتكاب مثل عمله ومرد الحكم بذلك إلى القضاء]

أقول: بل مرد الأمر من قبل ومن بعد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. أما انه على المجاهدين تقوى الله عز وجل فإنهم ما خرجوا وما هاجروا وما جاهدوا إلا ابتغاء هذه التقوى (ولا نزكيهم على الله) ..
المجاهدون يرفعون شعارات معلومة مُعلنة :
"الله أكبر" ..
"لا إله إلا الله محمد رسول الله" ..
"أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب" ..
"ومن يتولّهم منكم فإنه منهم" ..
"ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين" ..
هذه وغيرها من آيات الله وشعارات الدين هي شعارات المجاهدين ، فقولوا لنا بالله عليكم: كيف تفرق هذه الشعارات أمة محمد صلى الله عليهم وسلم !!

[ثانيا . . وإذ تبين ما سبق فان مجلس هيئة كبار العلماء يؤيد ما تقوم به الدولة اعزها الله بالإسلام من تتبع لتلك الفئة والكشف عنهم لوقاية البلاد والعباد شرهم ولدرء الفتنة عن ديار المسلمين وحماية بيضتهم ويجب على الجميع أن يتعاونوا في القضاء على هذا الأمر الخطير لان ذلك من التعاون على البر والتقوى الذي امرنا الله به في قوله سبحانه " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب "]

أقول: أما تأييدكم هذا فإن الله سيسألكم عنه يوم القيامة .. وأما حكومتكم يا أصحاب الفضيلة فإنها تستمد عزتها من أمريكا وليس من الإسلام وهذا أمر لا يجهله أحد من المسلمين وغير المسلمين .. والشر والفتنة إنما منبعه ولاة أمركم الذين يحاربون العلماء والدعاة والمجاهدين باسم أمريكا وصداقة أمريكا وكسباً لودّ أمريكا ضماناً لبقائهم في الحكم !! لماذا لا تضعون أيديكم في أيدي المجاهدين وتتعاونون معهم على طرد الكفار من جزيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلاً من معاونة ولا أموركم على حرب المجاهدين واستئصالهم !! وأنا أوجه الآية لكم " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب " ..


[ ويحذر المجلس من التستر على هؤلاء أو إيوائهم فان هذا من كبائر الذنوب وهو داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم " لعن الله من آوى محدثا" (متفق عليه) وقد فسر العلماء " المحدث " في هذا الحديث بأنه من يأتي بفساد في الأرض .]

ونحن نحذركم يا معاشر العلماء من التستر على الحكام الذين ينقضون أركان الإسلام وثوابته الواحد تلو الآخر وأن تجعلوا فتاواكم وبياناتكم مأوى لهم في حربهم ضد الإسلام والمسلمين .. وأي فساد أعظم من التعاون على قتل المسلمين وفتح الحدود للكفار ليستبيحوا بلاد المسلمين فيقتلوا الأطفال ويهتكوا الأعراض ويُذلّوا الرجال ، وما العراق عنكم ببعيد !! إنما الفساد كل الفساد ما عليه حكامكم من موالاة للنصارى ضد المسلمين ، ومن تتبعهم للمجاهدين وتسليمهم للكافرين ..


[فإذا كان هذا الوعيد الشديد فيمن آواهم فكيف بمن أعانهم أو أيد فعلهم ]

والكلام هنا موجه إليكم يا أصحاب الفضيلة .. أنتم من تؤيدون قتل المجاهدين وأسرهم وتسليمهم للنصارى ليسوموهم سوء العذاب ..


[ثالثا . . يهيب المجلس بأهل العلم أن يقوموا بواجبهم ويكثفوا إرشاد الناس في هذا الشأن الخطير ليتبين بذلك الحق .]

ونحن نهيب بالعلماء أن يقولوا الحق ولا يخافوا في الله لومة لائم فـ "إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" (صحيح : الترمذي) ..


[رابعا . . يستنكر المجلس ما يصدر من فتاوى وآراء تسوغ هذا الإجرام أو تشجع عليه لكونه من اخطر الأمور وأشنعها وقد عظم الله شان الفتوى بغير علم وحذر عباده منها وبين أنها من أمر الشيطان قال تعالى " يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون " ويقول سبحانه " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب اليم " ويقول جل وعلا " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال " من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيء " (متفق عليه) ] .

أقول: أفتى أكثر من ألف وثلاثمائة عالم من علماء المسلمين بكفر من أعان الأمريكان في حربهم ضد أفغانستان أو أي دولة مسلمة ولو بكلمة (راجع مقالة "تذكير الأنام بما قيل في الحرب الصليبية على الإسلام" جمعت فيها مختصر ما قال العلماء في الحرب على أفغانستان) ، وأفتى عشرة من أكبر علماء باكستان بالأمس بأن إرسال الجنود المسلمين إلى العراق لمساندة الكفار من أكبر الكبائر (وعلى رأسهم الشيخ العلامة نظام الدين شامزي حفظه الله) فهل هؤلاء العلماء يفترون على الله الكذب !! نحن يا معاشر الفضلاء لا ندعوا إلى ضلالة ، وإنما ندعوا إلى فرض فرضه الله على الأمة ، ندعوا إلى الجهاد في سبيل الله ، الجهاد الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في أكثر من مائة آيه في القرآن ، وذكره النبي صلى الله عليه وسلم في عشرات الأحاديث وقضى عليه الصلاة والسلام أكثر وقته في المدينة يؤصل هذا الفرض في قلوب صحابته وكان قدوتهم والمقدم فيه ، الجهاد الذي يحاول حكامكم تعطيله وقمع وقتل من يقوم بهذا الفرض العظيم .. ندعوا إلى تطهير جزيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفار الأنجاس ، نريد تطهير الجزيرة لتكون حقاً قلعة الإسلام الحصينة .. نحن ندعوا المسلمين للقيام بواجبهم في تحرير البلاد الإسلامية ممن يواليه حكامكم من اليهود والنصارى ، هذا ما ندعوا إليه يا أصحاب الفضيلة ..


[ومن صدر منه مثل هذه الفتاوى أو الآراء التي تسوغ هذا الإجرام فإن على ولى الأمر إحالته إلى القضاء ليجرى نحوه ما يقتضيه الشرع نصحا للأمة وإبراء للذمة وحماية للدين]

إن الفتاوى التي نقلناها إنما هي آيات من كتاب الله وأحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع للأمة وأقوال لكبار علماء السلف ، وإن القضاء الذي تُحيلوننا إليه ليس قضاء مستقلاً يحكم وفق ما تقتضيه الشريعة وإنما هو قضاء أنتم أدرى بحاله .. وإنما مردنا يا أصحاب الفضيلة إلى يوم الفصل والقضاء عند الذي لا يظلم مثقال ذرة ، هناك يا أصحاب الفضيلة يقضي رب الأرض والسموات في الدماء التي أُهدرت والكرامة التي ديست والأعراض التي انتُهكت والبلاد التي استُبيحت والسكوت على كل ذلك بل ومحاربة من تكلم أو فعل شيئاً لدرئ كل ذلك عن الأمة ..


[وعلى من آتاه الله العلم التحذير من الأقاويل الباطلة وبيان فسادها وكشف زورها ولا يخفى أن هذا من أهم الواجبات وهو من النصح لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ]

أقاويلنا من كتاب الله وفق فهم السلف ، وسنة رسول الله وفق شرح السلف ، وإجماع سلف الأمة ، فمن أتانا بخلاف هذا وزعم أنه حق فهو عندنا أضل من حمار أهله .. ائتونا بآية أو حديث أو قول لأحد العلماء يُجيز موالاة النصارى !! ائتونا بآية أو حديث أو قول لأحد العلماء يُجيز السكوت على احتلال الكفار لشبر من طرف قُطر إسلامي في الصين فضلاً عن جزيرة العرب !! إن كان إعلان الجهاد ومجاهدة الكفار المستبيحين لبلاد الإسلام باطلاً ، فما هو الحق إذا !!


[ويعظم خطر تلك الفتاوى إذا كان المقصود بها زعزعة الأمن وزرع الفتن والقلاقل ومن القول في دين الله بالجهل والهوى لان ذلك استهداف للأغرار من الشباب ومن لا علم عنده بحقيقة هذه الفتاوى والتدليس عليهم بحججها الواهية والتمويه على عقولهم بمقاصدها الباطلة وكل هذا شنيع وعظيم في دين الإسلام ولا يرتضيه احد من المسلمين ممن عرف حدود الشريعة وعقل أهدافها السامية ومقاصدها الكريمة وعمل هؤلاء المتقولين على العلم من أعظم أسباب تفريق الأمة ونشر العداوات بينها ].

الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي رحمه الله كان على رأس هؤلاء الذين تزعمون أنهم يغررون بالشباب ، وبعضكم كان تلميذاً عند لهذا الشيخ الفاضل الذي نشهد له في حياتنا وعند ربنا أنه قال فبلّغ وأدى أمانته العلمية التي أمّنه الله عليها .. هل كانت حُججه واهية !! هل كان مقصوده زعزعة الأمن وزرع الفتن والقلاقل !! هل كان يقول في دين الله بالجهل والهوى !! أترك الإجابة لكم يا أصحاب الفضيلة ..


[خامسا . . على ولى الأمر منع الذين يتجرؤون على الدين والعلماء يزينون للناس التساهل في أمور الدين والجرأة عليه وعلى أهله ويربطون بين ما وقع وبين التدين والمؤسسات الدينية]

ونحن نقول: على ولاة أموركم الإفراج عن العلماء الذين في السجون وعلى رأسهم الشيخ الفاضل علي الخظير حفظه الله .. أما من يزين للناس الجرأة على الدين فنحن وإياكم في خندق واحد ضدهم ، ولكن لتعلموا أن ولاة أموركم منهم بل هم الرأس فيهم ..


[وان المجلس ليستنكر ما يتفوه به بعض الكتاب من ربط هذه الأعمال التخريبية بالمناهج التعليمية]

ليست تخريبية .. وهذه المناهج أضعف من أن تُخرّج مجاهدين .. والمصلحة في هذه المرحلة تكثيف دراسة فضل الجهاد وأحكامه والحث عليه لتستعد الأجيال للمرحلة القادمة من الصراع مع الباطل وأهله ..

[كما يستنكر استغلال هذه الأحداث للنيل من ثوابت هذه الدولة المباركة القائمة على عقيدة السلف الصالح والنيل من الدعوة الإصلاحية التي قام بها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله] .

عقيدة السلف الصالح !! موالاة النصارى ومعاداة المسلمين من عقيدة السلف الصالح !! الإقرار بالربا وحمايته وتشريع القوانين المبيحة له وإقامة صروحه على بعد خطوات من بيت الله العتيق من عقيدة السلف الصالح !! استرضاء النصارى بقتل المسلمين وأسرهم وتسليمهم لهم من عقيدة السلف الصالح !! إعلان الصداقة وإخلاص أواصر الأخوة والمحبة مع النصارى من عقيدة السلف الصالح !! لولا خشية الإطالة لذكرت عشرات العقائد التي غابت عمن قال هذا الكلام وأقرّه ووقّع عليه !!


[سادسا . . إن دين الإسلام جاء بالأمر بالاجتماع وأوجب الله ذلك في كتابه وحرم التفرق والتحزب يقول الله عز وجل " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ويقول سبحانه " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء " فبرا الله رسوله صلى الله عليه وسلم من الذين فرقوا دينهم وحزبوه وكانوا شيعا وهذا يدل على تحريم التفرق وانه من كبائر الذنوب ]

لماذا لا نجتمع مع المخلصين من أبناء هذا الدين على الحق ، نحن لم ولا ندعوا إلى التحزب ، نريد أمة واحدة تحت مظلة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ، إنما الذي فرّق الأمة الذي رسم هذه الحدود وأقام هذه الحواجز ومنع المسلمين من دخول بلاد الإسلام وأهان الباكستاني والهندي المسلم على الحدود في الوقت الذي يَسمح فيه للأمريكي النصراني بدخول جزيرة العرب معززاً مُكرّما .. نحن ندعوا إلى إلغاء هذه الحدود وفتح بلاد الإسلام للمسلمين جميعاً وإغلاق جزيرة العرب في وجه الكفار تحقيقاً لوصية نبينا صلى الله عليه وسلم ..


[وقد علم من الدين بالضرورة وجوب لزوم الجماعة وطاعة من تولى إمامة المسلمين في طاعة الله يقول الله عز وجل " يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك .... " (أخرجه مسلم) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني " (متفق عليه) وقد سار على هذا سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم في وجوب السمع والطاعة . ]

أقول: نسمع ونطيع وإن ضرب ولي الأمر ظهرنا وأخذ مالنا ، أما أن يحاول أحدهم تغيير ديننا أو يجبرنا عن التنازل عن مبادئنا وعقيدتنا فلا سمع ولا طاعة "إنما الطاعة في المعروف" .. كيف نطيع من ظهر لنا كفره الصريح !! كيف نُطيع من يُعلن على الملأ موالاته للنصارى ضد المسلمين !! كيف نُطيع من يريدنا السكوت على انتهاك بيت الله الحرام من قبل النصارى وإقرار اليهود على بيت المقدس والتوقف عن حرب الكفار الذين دخلوا البلاد واستباحوها وأهلها !! كيف !! كيف !!


[لكل ما تقدم ذكره فان المجلس يحذر من دعاة الضلالة والفتنة والفرقة الذين ظهروا في هذه الأزمان قلبوا على المسلمين أمرهم وحرضوهم على معصية ولاة أمرهم والخروج عليهم وذلك من أعظم المحرمات يقول النبي صلى الله عليه وسلم " انه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهى جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان " (أخرجه مسلم)، وفى هذا تحذير لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة وتحذير لمن سار في ركابهم عن التمادي في الغي المعرض لعذاب الدنيا والآخرة والواجب التمسك بهذا الدين القويم والسير فيه على الصراط المستقيم المبنى على الكتاب والسنة وفق فهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان ]

يتبع

شامي طرابلسي
08-17-2003, 06:32 PM
أقول: من أولى بسيف الشرع !! مجاهد يجاهد في سبيل الله ، أم حاكم يدعوا الأمة إلى موالاة أعداء الله !!


[ووجوب تربية النشء والشباب على هذا المنهاج القويم والصراط المستقيم حتى يسلموا بتوفيق من الله من التيارات الفاسدة ومن تأثير دعاة الضلالة والفتنة والفرقة وحتى ينفع الله بهم امة الإسلام ويكونوا حملة علم وورثة للأنبياء وأهل خير وصلاح وهدى]

أقول: على ما تربى الصحابة وأبناء الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم !! أليس على الجهاد والتضحية من أجل هذا الدين !! أليس الخير والصلاح والهدى في الجهاد كما هو في طلب العلم الشرعي !! وأي فساد في الجهاد !! وأي ضلالة في الجهاد !! وأي فتنة وفرقة في جهاد الكفار يا أصحاب الفضيلة !! ألم يكن الجهاد شغل الأمة وشاغلها في أوج قوتها وعزها ثم لما تركت أكثره ضعفت وذهب عزها !!


[ ويكرر التأكيد على وجوب الالتفاف حول قيادة هذه البلاد وعلمائها ويزداد الأمر تأكدا في مثل هذه الأوقات أوقات الفتن ]

أقول: أما القيادة فلن نجتمع معها على حرب إخواننا إرضاء للنصارى فنُغضب ربنا ليبقى هؤلاء على عروشهم يبددون أموال المسلمين في شهواتهم ويستحلون دمائهم ويهتكون مع النصارى أعراضهم .. أما العلماء: فمن كان منهم على الحق تبعناه للحق ، ومن غفل عنه أو حاد عنه فالحق أحق أن يُتّبع ، ونحن ندور مع الحق حيث دار إن شاء الله ..

[كما يحذر الجميع حكاما ومحكومين من المعاصي والتساهل في أمر الله فشأن المعاصي خطير وليحذروا من ذنوبهم وليستقيموا على أمر الله ويقيموا شعائر دينهم ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر.]

جزاكم الله خيراً على هذه النصيحة التي نرجوا أن تقوموا بها وتُظهروا العمل بها لتكونوا قدوة لغيركم: فأمروا بالمعروف بارك الله فيكم وانهوا عن المنكر وأقيموا شعائر الدين وأظهروها وعلموها الناس وابدؤوا بما تقتضيه المرحلة اليوم من عقيدة الولاء والبراء وحث الناس على الجهاد في سبيل الله لتخليص بلاد الإسلام من الصليبيين ، كونوا كالعزّ وابن تيمية وغيرهم من سادات العلماء في أوقات المحن ..


[وقى الله بلادنا وجميع بلاد المسلمين كل سوء وجمع الله كلمة المسلمين على الحق والهدى وكبت الله أعداءه أعداء الدين ورد كيدهم في نحورهم انه سبحانه سميع قريب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى أثره إلى يوم الدين ].

آمـــين ..


[هيئة كبار العلماء:

1- رئيس المجلس عبد العزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
2- صالح بن محمد اللحيدان
3- عبدالله بن سليمان المنيع
4- عبدالله بن عبد الرحمن الغديان
5- د. صالح بن فوزان الفوزان
6- حسن بن جعفر العتمى
7- محمد بن عبدالله السبيل
8- د. عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ
9- محمد بن سليمان البدر
10- د.عبدالله بن عبد المحسن التركي
11- محمد بن زيد آل سليمان
12- د. بكر بن عبدالله أبو زيد / لم يحضر لمرضه (أقول: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه)..
13- د. عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان
14- د. صالح بن عبدالله بن حميد
15- د. احمد بن على سير المباركي
16- د. عبدالله بن على الركبان
17- د. عبدالله بن محمد المطلق]


وبعد:

فقد نقل الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله قوله بأن هذا المجلس لا يُفتي ابتداءً ، وإنما يُفتي إذا طلبت الدولة منه الفتوى وهي التي تحدد له الموضوع الذي تناقشه !! وهذه لا تُعدُّ استقلالية في الفتوى وفق شرعنا .. لا بد للمفتي أن يكون مستقلاً يفتي في الوقت والكيفية التي تقتضيها المصلحة الشرعية لا وفق هوى الحاكم ..

إن شأن الفتوى عظيم ، وتأخيرها عن وقتها لا يجوز ، فكما أفتى العلماء بحرمة دماء الكفار في جزيرة العرب وحرمة تفجيرهم (لضرورة البيان وحفاظاً على الأرواح المعصومة كما قالوا) كان لزاماً عليهم أن يُفتوا بوجوب الجهاد في العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها من بلاد الإسلام حيث ان هذا الأمر أعظم وأخطر بأضعاف أضعاف قتل بضع كفار محتلين لبلاد الإسلام .. فمن كان يراعي المصلحة فإن المصلحة في ما أمر الله من الجهاد وقتل الكفار وإرهابهم وسفك دمائهم وضرب أعناقهم كما جاءت بذلك النصوص " فأينما كان النص فثمّة المصلحة" ..

لولا خشية الإطالة لأتيت بالأدلة الشرعية على كل مسألة من هذه المسائل ، ولكنني تكلمت (وغيري) عنها في مقالات كثيرة في غير هذا المكان فلتراجع ..

أنا لا أقلل من شأن هؤلاء العلماء ولا أدعوا إلى نبذهم أو التبرؤ منهم ، وإنما أدعوا هؤلاء العلماء أن يكونوا بمستوى الأحداث وأن يعرفوا بأن وقوفهم مع هؤلاء العملاء (الحكام) في هذه الظروف العصيبة وإخراجهم مثل هذه البيانات التي تحرض الناس على عدم نصرة المجاهدين ليس من مصلحة الأمة ..

إن هؤلاء المجاهدين هم القوة العسكرية البشرية الوحيدة التي تمتلكها الأمة في هذا الوقت ، وهم ساعد الأمة الوحيد الذي يصد عنها أعداء الله ، وهم سبب عدم دخول الكفار لكثير من بلاد الإسلام في وقتنا هذا ، وما خروج الكفار من الصومال وعدم استقرارهم في أفغانستان والعراق وبقاء المسجد الأقصى قائماً إلى الآن إلا (بفضل الله ثم) بسبب هؤلاء المجاهدين ، فأين الحكمة في حربهم والوقوف ضدهم من أجل هؤلاء الحكام المنافقين الذين وضعوا أيديهم في أيدي النصارى !!

إن الأمر أعظم بكثير من تدمير مبنى أو إطلاق بضع رصاصات : إنه مصير أمة يتلاعب بها النصارى مع هؤلاء الأوغاد (الحكام) ليغتالوا دينها وينهبوا خيراتها .. الأمر يا أصحاب الفضيلة ليس أمر شباب جهال أغرار ، بل الأمر أمر إرث نبينا وصحابته الذين تركوا لنا هذه الأمانة لنحافظ عليها وننقلها إلى من بعدنا ففرطنا نحن فيها وقام بالأمانة رجال سمعوا الهيعات والفزعات فأجابوا داعي الله للجهاد ..

لقد كان أمثالكم من سلف هذه الأمة في مقدمة صفوف المجاهدين في المعارك الطاحنة المصيرية ، ولم يكونوا خلف مكاتب ومكيفات أو خلف أكوام الورق في الأزمات ، فأين أنتم منهم يا أصحاب الفضيلة !!


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

كتبه
حسين بن محمود
19 جمادى الآخرة 1424 هـ
منقول