تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اللغة الصينية.. ملاذ خريجي السودان من البطالة



سـمـاح
10-28-2008, 12:40 PM
اللغة الصينية.. ملاذ خريجي السودان من البطالة
حسام الدين صالح


إتقان اللغة الإنجليزية والتعامل مع الحاسب أحد المهارات الأساسية للحصول على وظيفة، لكن هذا لا يكفي في السودان، حيث انضمت إليهما مؤخرا اللغة الصينية، فعلى الرغم من صعوبة تعلمها واحتوائها على العديد من الرموز، فإن هناك الكثير من الشباب يقدمون على تعلمها لمواجهة شبح البطالة.

"آيات مزمل" تخصصت في اللغة الصينية بدافع الفضول إلا أنها وجدتها لغة "عملية ومستقبلية" بسبب الانفتاح الاقتصادي الصيني على العالم عامة وعلى السودان خاصة، وقد وفر لها تخصصها في اللغة الصينية وظيفة بالإضافة إلى أنه أتاح الفرصة لها للسفر إلى الصين لإكمال دراستها.

أما الشاب هشام إبراهيم (في العشرينيات من عمره) فله تجربة مختلفة مع اللغة الصينية، فلقد تعلمها ليتمكن من استيراد البضائع الصينية الجيدة بعدما حدثت له مشكلة هو والعديد من التجار؛ بسبب استيراد بضائع صينية رديئة المستوى، فقرر أن يتعلم اللغة الصينية ليجتذب زبائنه بجودة مستورداته، لهذا فإن هشام التحق منذ عدة أشهر بدورات تعليم اللغة الصينية التي يقيمها بصورة منفردة في السودان قسم اللغة الصينية في جامعة الخرطوم.

بند مفضل في السيرة الذاتية

إذا كنت تجيد اللغة الصينية أو على الأقل تلم ببعض تفاصيلها فإنك بالتأكيد ستحصل على وظيفة جيدة في إحدى الشركات الصينية العاملة في السودان، أو ستكون مؤهلا أكثر من غيرك لهذه الوظيفة.. هذا بالضبط ما يقوله واقع الحال في سوق العمالة في السودان، حيث ارتفعت هامة اللغة الصينية لتصبح مثل الإنجليزية، كما أن مهارات الحاسب الآلي في متطلبات سوق الوظائف والسير الذاتية.


وهو ما جعل "ريان بشير" - مترجمة بإحدى الشركات الصينية - ترد الإقبال المتزايد للشباب في السودان على دراسة اللغة الصينية إلى الجدوى الاقتصادية، حيث تقول: "الناجحون في العادة يدرسون ما يجدون فيه مستقبلهم، ومستقبل اللغة الصينية في اعتقادي سيكون جيدا جدا".

ويحكي الطالب المتخرج حديثا حسن إبراهيم عن تجربته مع اللغة الصينية فيقول إنها كانت ممتعة رغم تعقيداتها، وإنها أتاحت له السفر إلى الصين ممثلا لجامعة الخرطوم في مسابقات جسر الصين للغة الصينية لغير الناطقين بها.


اللغة الصينية.. اقتصاد ثقافي

وعن حصول طلاب اللغة الصينية على وظيفة فور تخرجهم أكد لنا الأستاذ عثمان الحسن رئيس قسم اللغة الصينية بجامعة الخرطوم "أنه لا يوجد أحد من خريجينا لا يجد عملا، لدينا طلاب في السنة السابقة حصلوا على وظائف قبل أن يستلموا شهاداتهم الجامعية".

وأضاف الحسن أن الاستثمار الصيني في السودان كان له أكبر الأثر في زيادة اهتمام الشباب السوداني باللغة الصينية؛ وذلك بسبب المساحات الجديدة التي فتحها في سوق العمل، مدللا على ذلك بأن الامتحان العالمي لتحديد المستوى في اللغة الصينية الذي يعرف اختصارا بـ(HSK) يقام سنويا في السودان على مستوى إفريقيا بعد دولة جنوب إفريقيا.

كما ينصح الأستاذ عثمان الشباب الذين يدرسون أو يرغبون في دراسة اللغة الصينية بعدم استعجال النتائج فاللغة الصينية - حسب رأيه - تحتاج إلى صبر وتخصص ووقت معتبر، إذ إنها تعتمد على الحفظ وبعيدة نوعا ما عن لغتنا الأم.

ويدعو عثمان إلى المزيد من الاهتمام باللغة الصينية في السودان والعالم العربي؛ لتعميق روابط الشعبين العربي والصيني، وتنشيط الاتصال الثقافي الذي يمكن أن يكون أكثر فعالية بعكس الدول الغربية، ويعلل ذلك بقوله: "إن اللغة الصينية تعتبر ثقافة شرقية لها مثل وتقاليد مثلنا، والشعب الصيني يعاملنا معاملة الند بالند رغم تفوقه علينا ماديا واقتصاديا بعكس الدول الغربية".