تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى أتباع الطرق الصوفية... كلمة حق



abouousama_123
10-27-2008, 07:34 AM
يا أتباع الطرق الصوفية:


أين أنتم من الطريقة المحمدية، لقد جاءكم بها نبيكم بيضاء نقية، لماذا آثرتم المتسخة الردية؟
لماذا استبدلتم الذي هو أدنى بالذي هو خير؟
لماذا فضلتم طاعة مشايخكم على طاعة رسولكم المعصوم عن الزلل؟
لماذا أصبحتم فرقاً وطوائف وأحزاباً كل حزب بما لديهم فرحون، وكل طريقة بما عندها مغترة، وكل طائفة ترى أنها أهدى من أختها؟
ما هذا التفرق والتشرذم والتحزب؟ لماذا هذا "قادري"، وهذا "سماني"، وهذا "تجاني"، وهذا "ختمي"، وهذا "دندراوي"... إلخ؟
هل أثرت هذه الطرق عن أحد من السلف المقتدى بهم؟

لم يكن السلف الصالح إلا حنفاء مسلمين، ولا يرد على ذلك اختلاف أهل المذاهب السنية، ولا الجماعات السلفية، لأن اختلافهم في الجملة سائغ، ومن غلا منهم وتعصب فهو آثم وأمره إلى الله.

هل ما ابتدعه مشايخكم من الأوراد والأحزاب أفضل مما جاءكم به نبيكم؟

إن قلتم؛ نعم، فقد كفرتم، وإن قلتم؛ لا، فقد ضللتم، فأنتم تتقلبون بين ضلالتين، وتترددون بين سوأتين.

ألم يأمركم ربكم بطاعة أولي الأمر من العلماء؟
لِمَ تقدِّمون طاعة مشايخكم الجهلاء على العلماء؟
هل أمر نبيكم أن يكون المريد مع شيخه كالميت بين يدي مغسله؟
هل صح عن رسولكم أنه قال: لا تعترض فتطرد؟ ألم يقل صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف)؟
هل أمر ربكم بالاستغاثة بالأموات، والاستعانة بهم لقضاء الحاجات؟
هل قصر عنكم ربكم حتى تشكوه إلى الموتى؟ ألم يقل: {ادعوني أستجب لكم}؟
كيف يعتقد جلكم أن الولي يحضر عند محاسبة مريده في القبر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (يا فاطمة، يا عباس، يا صفية، سلوني من مالي ما شئتم، والله لا أغني عنكم من الله شيئاً)؟ أوكما قال.

ما جواب من يعتقد أن صلاة الفاتح لِمَا أغلق تعدل القرآن ستة آلاف مرة؟ ما هي حجتك إذا قال لك رسولك لِمَ تركتَ الصلاة التي شرعتها لك، والأذكار التي رتبتها لك، واتبعت غيرها؟

هل يعتقد مسلم أن أقل مرتبة الولاية أن يقول الشيخ للشيء كن فيكون، كما قرر ذلك الشعراني في طبقاته، ونقل ذلك عنه ود ضيف الله في طبقاته، وصاغ ذلك الشيخ المكاشفي في قصيدته "جل جلاله":
(بُهَاري بَهَر بنور الكون
من الله محروس بالصَّون
أوتي الحرف الكاف والنون).

ماذا دهاكم أيها المسلمون؟ لماذا يكون المشركون الأوائل خيراً منكم وأعقل؟ حيث كانوا عند الشدة يدعون الله، وعند الرخاء يدعون الأصنام؟
لماذا تدعون هؤلاء الشيوخ أحياء وأمواتاً، في الشدة والرخاء، وتنسون خالق الأرض والسماء؟
هل أنتم أعلم من عمرعندما طلب من العباس أن يدعو لهم في السقيا ولم يذهب إلى قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو أفضل من العباس حياً وميتاً؟

هل الله سبحانه محتاج إلى من يعينه من الأغواث والأقطاب والأبدال كما يعتقد جلكم؟ ومن لا يعتقد لا ينكر على غيره، فأنتم في الإثم سواء.

هل من الإسلام في شيء أن يعتقد بعض الصوفية إن لم نقل كلهم أوجلهم في الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله أنه "سيد السموات والأرض"، و"النفاع الضرار"، و"المتصرف في الأكوان"، و"المطلع على أسرار الخليقة"، و"المحيي المميت"، و"مبرئ الأعمى والأبرص والأكمه"، و"دافع البلاء"، و"الرافع الواضع"، و"صاحب الشريعة" ، وفي غيره كما يقول عبد الرحيم البرعي السماني السوداني في لحوق الشيخ لمريده عند الاحتضار والقبر:

يحضر مريده في النزع والقبير للحجـة يلقن بأحـسن التعبيــر
وله يؤانس في الوحدة والشبير في جنان الخلد شاهده مولاه الكبير

ويقول في قصيدة مصر المؤمنة، وهي قصيدة شركية تغنى في الإذاعة والتلفزيون وتحيى بها الحفلات، وتشغل مسجلات الحافلات والأمجاد والرقشات:

ندعووك بالأربعة والكتب الأربعـة
والفقهاء السبعـة وأقطابنا الأربعة
أوتــاد الأرض في القبل الأربعة
الأبدال والنقبــة العشرة في أربعة

ويقول البرعي عن الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله:

هو القطب والغوث الكبيـر هو الذي أفاض على الأكوان بالبحر والسيل
وعند ظهور الحال يخطو على الهوى ويظهـر شيئاً ليس يدرك بالعقـل
بأكفان من قـد مـات إن كتب اسمه يكون له ستراً من النار والهـول
وكــل ولي عنـقه تحـت رجـله بامر رسول الله يا لها من رجـل
ينوب عن المختار في حضرة العـلا ويحكم بالإحسان والحـق والعدل

هل هذه العقائد جاء بها رسول الهدى ونبي الرحمة؟ إن لم يكن هذا هو الشرك الأكبر فلا يوجد شرك في الوجود أبداً.

ألم تعلموا أن على رأس كل فرقة من هذه الفرق وغيرها داعٍ يدعو من اتبعه إلى نار جهنم، كما أخبر الصادق المصدوق، لأنها مخالفة للطريقة المثلى، والحنيفية السمحة التي تركنا عليها الحبيب المصطفى، التي أولها عندنا وآخرها في الجنة.

اعلم أخي الحبيب؛

أن من مات وهو معتقد لواحدة من هذه العقائد أوما شابهها مات على غير ملة الإسلام بحكم الصادق المصدوق، فعليك أن تبادر بتجديد إيمانك، وبالتوبة من هذ العقائد الكفرية، وأن تتخلى عن هذه الممارسات الوثنية قبل فوات الأوان ونزول الكرب العظام، فإني والله لك ناصح أمين، وعلى خيرك ومصلحتك من الحادبين، فما لم يكن في ذاك اليوم ديناً فلن يكون اليوم ديناً، كما قال مالك رحمه الله، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فلن يضر واللهِ إلا نفسه.

واعلم كذلك أن نطقك بالشهادتين وأداءك للصلاة وغيرها من الأركان وانتهاءك عن المحارم والآثام لن يغني عنك شيئاً مع هذه النواقض العظام والطوام الجسام.

اللهم من كان من هذه الأمة يظن أنه على الحق وهو ليس عليه اللهم فرده إلى الحق رداً جميلاًحتى يكون من أهله.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين
وعنا معهم بعفوك وفضلك وإحسانك يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين