النصر قادم
10-26-2008, 07:14 AM
الإفلاسُ الفكريُّ قبلَ الإقتصادي
الحمدُ للهِ القائل ِفي محكم ِالتنزيل ِ: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {96} ) الأعراف.
والقائل: ( يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ {276} ) البقرة .
والصلاة ُوالسلامُ على الرحمةِ المُهداةِ محمدٍ بن ِعبدِ اللهِ القائل ِ: ( ما مِن مسلم ٍيُقرض مُسلماً مرتين ِإلاَّ كانَ كصَدَقةٍ مرةٍ) رواه ابن حبان .
أيها الناس: عطـَسَت أمريكا عطسة ًاقتصادية ًفأصيبَ العالـَمُ بالزكام ٍ, وتحركتْ حركة َالمذبوح ِوسط َالزِّحَام, تلتمسُ الطبَّ والدواءَ لتسكين ِالآلام ِ, ولكنْ دونَ فائدةٍ, فهيَ كمنْ يَضخُّ الدماءَ في شخص ٍأصيبَ بنزيفٍ داخلي, فقامتْ كما يقومُ الذي يتخبَّطـُهُ الشيطانُ منَ المَسِّ تبحثُ عن ِالحلول ِ, وتـُعـِّولُ على مجهول .
نعم أيها الإخوة ُفي الله: فالنظامُ الرأسماليُّ أصبحَ في موتٍ سريري, بعدما تمَّت مواراة ُالنظام ِالإشتراكيِّ الشيوعيِّ الترابا, فسقوط ُالرأسماليةِ أو انحدارُها لم يبدأ الآن من خلال ِالزلزال ِالإقتصاديِّ العالمي, أو هزاتِ الأسواق ِوهبوطِ البورصاتِ, وإعلان ِإفلاس ِالبنوكِ الربويةِ, والمؤسساتِ الإحتكاريةِ الإجرامية, بل السقوط ُبدأ من أول ِأيام ِحياتـِها بما تحملـُهُ من مبدأ لا يقنعُ العقلَ ولا ينسجمُ مع فطرةِ الإنسان ِفي الحياةِ, فعقيدتـُهُ ونظامُهُ للحياةِ قائمٌ على فكرةِ الحلِّ الوسطِ التي أتعست البشرَ والشجرَ, وأفسدت البرَّ والبحرَ وملأتِ الكونَ هموماً وغموماَ .
وصدقَ في وصفِ الرأسماليةِ العالِمُ الجليلُ الشيخُ المرحوم ( فتحي محمد سليم ــ أبو غازي ) رحمهُ اللهَ رحمة ًواسعة ًمن لدنهُ, وأسكنـَهُ فسيحَ جنانِه, وقد قالَ عن ِالرأسماليةِ بأنها تحملُ حتفها في ظِلفِها, أي تحملُ بوادرَ انهيارها في طيَّاتِ مبدئها, ومن قرأ لهذا الشيخ الفاضل ما كتب عن الرأسماليةِ واقتصادِها لا يفاجأ بما حلَّ بها وبالعالم ِمن حولها .
أيها الإخوة ُالعقلاء: إن الناظر إلى الواقع ِالدولي يرى أن النظامَ الرأسمالي قد تصدَّعَ فعلاً, إلاَّ أنهُ وكما قالَ ابنُ خلدون ــ رحمه الله ــ قبل مئاتِ السنين: ( فكلُّ نظام ٍأو حُكم ٍإذا بقيَ واقفاً بالرغم ِمن تصدعه وانتهاءِ فترةِ حياتهِ الفعليةِ, فإنَّ ذلكَ ناجمٌ عن سببٍ واحدٍ هو عدمُ ظهورِ قوةٍ بديلةٍ قادرةٍ على وضع ِالضربةِ الأخيرةِ بهذا النظام ِالمتصدع ِلتحتلَّ مكانه ) .
وهذا هو السببُ الأساسي الذي يُبقي على ديمومةِ النظام ِالرأسماليِّ العالمي اليوم .
نعم: جحدوا بها واستيقنتها أنفسُهم ظلماً وعلـُّواً, وقالتها نذيرة ُالشـُّؤم ِرايس ( بأنه لا بديلَ للعالم ِعن ِالرأسمالية ) فهي تقولُ هذا الكلامَ وهيَ تعلمُ أنَّ العالمَ قد لفظ َالرأسمالية َوأزلامَها, وتسعى للتخلص ِمنها ومن ظلمِها وعدوانـِها, والعالمُ الآنَ على أعتابِ عهدٍ جديدٍ للبشريةِ جمعاء, عهدُ الخلافةِ الراشدةِ الثانيةِ على منهاج ِالنبوةِ, ولا أقولُ هذا هو البديلُ بل هذا هو الأصيلُ الذي لا بديلَ عنه الذي سيملأ ُالأرضَ نوراً وعدلاً بعدَ أن ملأتها الرأسمالية ُظلماً وجوراً .
أيها المسلمون: يا حملة الإسلام ِالعظيم: اعلموا أنَّ تطبيقَ الإسلام ِلا يكونُ بحفظهِ في بطون ِالكتبِ, بل بإقامةِ دولةِ دولةٍ تحملـُهُ وتطبقهُ, وتحيونَ بها حياة ًطيبة ًآمنة ًمطمئنة, واعلموا أن اللهَ لن ينزلَ ملائكة ًتقيمُ لكم الدولة َوأنتم قعودٌ! بل لا بدَّ من العمل.
فاللهُ تباركَ وتعالى كلـَّفكم بإقامتـِها وهو يعلمُ أنكم تستطيعونَ ذلك.
والعالمُ الآنَ بانتظاركم لتخليصهِ من هيمنةِ الرأسماليةِ.
فهل أنتم فاعلون ؟!
كاتبه أخوكم : النصر قادم
الحمدُ للهِ القائل ِفي محكم ِالتنزيل ِ: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {96} ) الأعراف.
والقائل: ( يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ {276} ) البقرة .
والصلاة ُوالسلامُ على الرحمةِ المُهداةِ محمدٍ بن ِعبدِ اللهِ القائل ِ: ( ما مِن مسلم ٍيُقرض مُسلماً مرتين ِإلاَّ كانَ كصَدَقةٍ مرةٍ) رواه ابن حبان .
أيها الناس: عطـَسَت أمريكا عطسة ًاقتصادية ًفأصيبَ العالـَمُ بالزكام ٍ, وتحركتْ حركة َالمذبوح ِوسط َالزِّحَام, تلتمسُ الطبَّ والدواءَ لتسكين ِالآلام ِ, ولكنْ دونَ فائدةٍ, فهيَ كمنْ يَضخُّ الدماءَ في شخص ٍأصيبَ بنزيفٍ داخلي, فقامتْ كما يقومُ الذي يتخبَّطـُهُ الشيطانُ منَ المَسِّ تبحثُ عن ِالحلول ِ, وتـُعـِّولُ على مجهول .
نعم أيها الإخوة ُفي الله: فالنظامُ الرأسماليُّ أصبحَ في موتٍ سريري, بعدما تمَّت مواراة ُالنظام ِالإشتراكيِّ الشيوعيِّ الترابا, فسقوط ُالرأسماليةِ أو انحدارُها لم يبدأ الآن من خلال ِالزلزال ِالإقتصاديِّ العالمي, أو هزاتِ الأسواق ِوهبوطِ البورصاتِ, وإعلان ِإفلاس ِالبنوكِ الربويةِ, والمؤسساتِ الإحتكاريةِ الإجرامية, بل السقوط ُبدأ من أول ِأيام ِحياتـِها بما تحملـُهُ من مبدأ لا يقنعُ العقلَ ولا ينسجمُ مع فطرةِ الإنسان ِفي الحياةِ, فعقيدتـُهُ ونظامُهُ للحياةِ قائمٌ على فكرةِ الحلِّ الوسطِ التي أتعست البشرَ والشجرَ, وأفسدت البرَّ والبحرَ وملأتِ الكونَ هموماً وغموماَ .
وصدقَ في وصفِ الرأسماليةِ العالِمُ الجليلُ الشيخُ المرحوم ( فتحي محمد سليم ــ أبو غازي ) رحمهُ اللهَ رحمة ًواسعة ًمن لدنهُ, وأسكنـَهُ فسيحَ جنانِه, وقد قالَ عن ِالرأسماليةِ بأنها تحملُ حتفها في ظِلفِها, أي تحملُ بوادرَ انهيارها في طيَّاتِ مبدئها, ومن قرأ لهذا الشيخ الفاضل ما كتب عن الرأسماليةِ واقتصادِها لا يفاجأ بما حلَّ بها وبالعالم ِمن حولها .
أيها الإخوة ُالعقلاء: إن الناظر إلى الواقع ِالدولي يرى أن النظامَ الرأسمالي قد تصدَّعَ فعلاً, إلاَّ أنهُ وكما قالَ ابنُ خلدون ــ رحمه الله ــ قبل مئاتِ السنين: ( فكلُّ نظام ٍأو حُكم ٍإذا بقيَ واقفاً بالرغم ِمن تصدعه وانتهاءِ فترةِ حياتهِ الفعليةِ, فإنَّ ذلكَ ناجمٌ عن سببٍ واحدٍ هو عدمُ ظهورِ قوةٍ بديلةٍ قادرةٍ على وضع ِالضربةِ الأخيرةِ بهذا النظام ِالمتصدع ِلتحتلَّ مكانه ) .
وهذا هو السببُ الأساسي الذي يُبقي على ديمومةِ النظام ِالرأسماليِّ العالمي اليوم .
نعم: جحدوا بها واستيقنتها أنفسُهم ظلماً وعلـُّواً, وقالتها نذيرة ُالشـُّؤم ِرايس ( بأنه لا بديلَ للعالم ِعن ِالرأسمالية ) فهي تقولُ هذا الكلامَ وهيَ تعلمُ أنَّ العالمَ قد لفظ َالرأسمالية َوأزلامَها, وتسعى للتخلص ِمنها ومن ظلمِها وعدوانـِها, والعالمُ الآنَ على أعتابِ عهدٍ جديدٍ للبشريةِ جمعاء, عهدُ الخلافةِ الراشدةِ الثانيةِ على منهاج ِالنبوةِ, ولا أقولُ هذا هو البديلُ بل هذا هو الأصيلُ الذي لا بديلَ عنه الذي سيملأ ُالأرضَ نوراً وعدلاً بعدَ أن ملأتها الرأسمالية ُظلماً وجوراً .
أيها المسلمون: يا حملة الإسلام ِالعظيم: اعلموا أنَّ تطبيقَ الإسلام ِلا يكونُ بحفظهِ في بطون ِالكتبِ, بل بإقامةِ دولةِ دولةٍ تحملـُهُ وتطبقهُ, وتحيونَ بها حياة ًطيبة ًآمنة ًمطمئنة, واعلموا أن اللهَ لن ينزلَ ملائكة ًتقيمُ لكم الدولة َوأنتم قعودٌ! بل لا بدَّ من العمل.
فاللهُ تباركَ وتعالى كلـَّفكم بإقامتـِها وهو يعلمُ أنكم تستطيعونَ ذلك.
والعالمُ الآنَ بانتظاركم لتخليصهِ من هيمنةِ الرأسماليةِ.
فهل أنتم فاعلون ؟!
كاتبه أخوكم : النصر قادم