تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسرحية بدأت ولم تنتهي بعد...



بشرى
08-14-2003, 10:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأضرب لك مثلا:
انت جائع وهناك شخص يقول لك سوف اعد لك طبخة لذيذة جدا ، ويأتيك شخص آخر ويقول لك اني رأيت الشخص الأول يعد الطبخة ويضع القدر على النار ، وما عليك سوى الانتظار ريثما ينضج الطعام
وتنتظر وتنتظر
وتمر الساعات ساعة بعد ساعة
وتمر الأيام بعد الأيام ، وانت تتلوى جوعا ، ولا من طعام
تسأل الشخص الأول: اين الطعام يا رجل؟ يقول لك اصبر وانتظر
تسأل الشخص الثاني: هل حقا رأيته يعد الطعام؟
يقول لك نعم ، وقد اخبرني بذلك ولدي أدلة متواترة على صحة كلامي
تقول له ولكني اتضور من الجوع واكاد اموت
يقول لك ان ادلتي صحيحة وثابتة ولا شك فيها ومتواترة ايضا
ولكنك لا تجد طعاما في القدر يسد جوعك.
ماهي النتيجة؟ تبحث لك عن كسرة خبز تسد بها رمقك ، وتهمل ادلة ذلك الشخص وادعاءاته الجوفاء
هذه هي قصتنا بالضبط
جاء رجال متكلمون وقالوا بأن الامام يجب ان يكون معصوما معينا من قبل الله
قال الامامية: لا بأس
سألوا اين هو الامام المعصوم المعين من قبل الله ، بعد وفاة الامام العسكري
قالوا لهم: انتظروا ، فلدينا ادلة على ولادته
انتظر الشيعة الامامية اياما وسنين وعقودا وقرونا ، ولم يخرج ذلك الامام
قالوا : اذن فلنذهب ونبحث لنا عن امام غير معصوم ولا معين من قبل السماء ، وقال بعضهم : يجب ان يكون ذلك الامام البديل فقيها و عادلا
قالوا : لا بأس
عاد المتكلمون يقولون لهم: ان لدينا ادلة واخبار متواترة على ولادته ووجوده
قالوا لهم: طيب اذا كان موجودا فليخرج ، فنحن بحاجة الى امام ، واذا لم يخرج فسوف ننتخب الامام بأنفسنا ، واذا كانت ادلتكم متواترة او أخبار آحاد فان النتيجة واحدة ، وهي : ليس لنا امام من الله معصوم

اخي العزيز ناجي
انك تبحث الآن بعد مضي الف ومائة وسبعين عاما على القصة وتحاول ان تثبت أمرا لا وجود له ، وتعتقد بأن الأخبار متواترة حول ولادته ووجوده ، ويكفي للحقيقة ان تثبت نفسها بنفسها فهي لا تحتاج الى ادلة ، ولكن بما انها موضع شك فانت تحتاج الى اثباتها الى استدلال. ألا ترى انك لست بحاجة الى مناقشة أحد لأثبات وجود وولادة الامام العسكري مثلا ، في حين تحتاج الى الاستدلال لاثبات وجود ابنه المدعى؟
هذا هو الفرق بين التواتر وعدمه ، وهذا هو منبع الشك الشرعي و العقلي والمنطقي
وارجو ان لا تخلط بين عدة امور في البحث و التفكير ، ولا تفكر بصورة مقلوبة من العام الى الخاص ، فان حديثنا ليس عن المهدي و المهدوية ، وانما عن رجل يقال انه ولد وانه ابن الامام العسكري ، ولا يمكن ان تنتقل من اثبات فكرة المهدوية العامة لكي تصل الى اثبات ولادة ولد للامام العسكري بصورة افتراضية حتمية وبدون اي دليل.

راجع قولك هذا: -----
المفروض منك بعد اتفاق الشيعة جميعا على أمر( لا بدية وجود الامام وهي ليست فرضية فلسفية او غيرها كما تقول بدليل الاتفاق على اصلها) المفروض ان تبحث عن الشخص الذي تتوفر فيه المواصفات والصفات التي قال بها الشيعة ـ ولو على اقل التقاديرـ لا ان تنكر ما اتفق عليه بدعوة أنهم اختلفوا في تشخيص الامام، فهذا ليس من العلمية أوالعقل أو الشرع في شيء..
فاتفاقهم على اصل( لا بدية الوجود ) دليل على ولادته لا انه دليل على كون القضية فرضية فلسفية كما تحاول ان تبين..

وقولك:
والاستدلال العلمي الحقيقي يفرض علينا أن ننطلق من الأرضية التي اتفق الشيعة كلهم عليها وهي: (لا بدية الوجود ) لمعرفة الشخص المختلف في تشخيصه، ( أي المفروض ان نشخصه )

لا أن ننطلق من الاختلاف لإلغاء المتفق عليه (( كيف يركب هي الاستدلال عندك ما اعرف!!))..

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

وقلت ايضا:

ـ لقد عملتَ ـ أنت ـ في التنظيم سابقا مع القوى العراقية والايرانية، والتنظيم قائم على السرية، والسرية تُتخذ منهجية للتحرك بسبب سياسة ا لقمع والاستبداد مع غياب الحريات، والمفروض ان تكون عقليتك قابلة ومستعدة بشكل كبير لقبول هذا الشكل من العمل السياسي في ظل نظام القسوة والاستبداد، وقبول الاخبار التي تتحدث عنه.
...
واقول لك: اذا صح افتراض السرية والقمع والارهاب ، فهل يسمح ذلك بتقبل اية حكاية حتى بدون دليل وخلافا للأدلة الشرعية وتصريح العسكري بعدم وجود ولد له؟



1 ـ هل الخبر المتواتر المورث للعلم واليقين يشترط فيه ان يكون شخصيا او نوعيا؟
+ اذا كنت تقصد باليقين الشخصي حصول العلم لدى شخص معين او عدم حصوله ولكنه يحصل لدى عامة الناس ، فاأقول لك لا فرق بالتواتر فهو يحصل لدى عامة الناس ولدى كل شخص الا اذا لم يكن متحققا بعد ولم يسمع بدرجة كافية فنحن اليوم جميعا نعرف بوجود الطائرة مثلا ، ولكن بعض الناس عندما سمعوا بها لأول مرة لم يصدقوا امكانية طيران الحديد الى ان شاهدوا الطائرات بأم اعينهم
وقد لا يعرف شخص معين وجود امام اسمه العسكري ولكنه عندما يقرأ التاريخ يصل الى يقين بوجود ذلك الشخص.

2 ـ هل انطلقت في بحثك من الشك في اصل الخبر، ام انطلقت عند رؤية الاختلاف في الخصوصيات المختلفة، وهذا أمر مهم في البحث، فأنا ـ والعياذ بالله من كلمة اناـ قد فهمت من خلال قراءة بعض ما تكتبه بأنك شككت في ولادة( ابن) للامام العسكري عليه السلام عندما رايت الاختلافات الكثيرة عند الرواة في الخصوصيات المتعلقة به؟

الجواب: لم انطلق في بحثي من الشك بالروايات وانما من اعتراف أئمة الاثني عشرية بعدم وجود دليل تاريخي قاطع على ولادة (محمد بن الحسن العسكري) وتصريحهم ببناء قولهم على الافتراض الفلسفي والقول بنظرية الامامة ، كما تحاول انت اليوم ان تستشهد بنظرية المهدوية لاثبات وجود ابن العسكري

3ـ ما هو منهجك في علم الرجال ، هل هو منهج مستقل، ام منهج توفيقي، او منهج مختار من جميع المناهج،( لنرجع له عند الحيرة)؟

الجواب: هناك منهج واحد مشترك هو التحقيق ، ولكن الاختلاف يكون بين المقلدين للسابقين والمجتهدين الذين قد يضعفون رواية او يصححونها على اساس علمي وادلة ، اما أنا فأرفض احاديث الغلاة الذين يكذبون على الله وعلى ائمة اهل البيت

4ـ هل يشترط (( وجود الاثر ولو عند البعض ممن ثبتت عدالته أو وثاقته، او ثبت عدم وجود مصلحة له في الخبر)) او يشترط (( ظهور الاثر))؟

5 ـ وهل يشترط (( ظهور الاثر)) على نحو القضية الشخصية او القضية ا لنوعية، وعلى ماذا تستند؟

جواب 4و5
ما تقوله يعني قبول المنهج الباطني السري المخالف للظاهر ، وهذا منهج مرفوض من شيوخ الاثني عشرية كالشيخ الطوسي الذي يرفض دعاوى سائر الشيعة الباطنيين الذين ادعوا وجود ولد للامام عبد الله الافطح وادعوا غيبة الامام الكاظم ، بحجة ان منهجهم الباطني باطل وغير شرعي ولا يتعبدنا الله به وانما يتعبدنا بالظاهر من اقوال وافعال الائمة
واذا احببت اعتماد المنهج الباطني فلماذا ترفض دعاوى اولئك الشيعة السابقين ؟ لماذا لا تؤمن بوجود الامام (محمد بن عبد الله الافطح) وغيبته وظهوره في المستقبل؟ ولماذا تقول : انه شخصية وهمية اسطورية غير حقيقية لا وجود له؟ وعلى اي اساس؟

والسوال المهم ـ وكل الاسئلة السابقة مهمة لي ـ الذي ارغب في معرفته اولا هو:

1 ـ هل أنت وصلت الى مرحلة اليقين والقطع فيما تذهب اليه، ام الى مرحلة الظن، ام الى مرحلة الشك؟

الجواب: نعم والحمد لله وصلت الى مرحلة اليقين والقطع ، واعتبر القول بوجود ولد غائب للامام العسكري اسطورة وهمية لا دليل عليها من الشرع ولا من التاريخ ولا من اهل البيت

وعفوا على الصراحة في التعبير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من إبداعات السيد الأستاذ أحمد الكاتب: لا عصمة و لا غيره

من أحد ردود السيد أحمد الكاتب حفظه الله في شبكة العراق الثقافية،
أنقل لحضراتكم بعض إبداعاته ..
كتب لا أسكت الله له صوتاً: