تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مَنْ لِلشَّهـِيدِ إِذا اسْتـُبِيحَ ثـَراهُ



النصر قادم
10-23-2008, 07:15 PM
أرجو من احد المشرفين أن يثبت هذه القصيدة لأهميتها
مَنْ لِلشَّهـِيدِ إِذا اسْتـُبِيحَ ثـَراهُ




أَلْقَى السَّلامَ مُوَدِّعاً أَحْبابَهُ = وَمَضَى لِيَلْقَى رَبَّهُ بِرِضاهُ


خَرَقَ الْحَواجزَ لا يَهابُ مُصَمِّماً = طَلَبَ الرِّضَا عِنْدَ الَّذِيْ سَوّاهُ


شَدَّ الْحِزامَ عَلَىْ الْقَنابِلِ قائِلاً = بِاسْمِ الْعَظِيمِ سَرَيْتُ ..يا أَللهُ


نالَ الشَّهادَةَ مُقْبِلاً بِحِزامِهِ = فَتَناثَرَتْ مِنْ حَوْلِهِ أَشْلاهُ


طارَتْ لِتَخْلُدَ فِيْ النَّعِيمِ زَكِيَّةً = فَهُناكَ يَحْيَى فِيْ الْعُلا مَأْواهُ


قَهَرَ الْعَدُوَّ بِعَزْمِهِ وَبِرُوحِهِ = وَجَرَتْ عَلَىْ أَرْضِ الرِّباطِ دِماهُ


وَاحَرَّ أُمٍّ وَدَّعَتْهُ بِلَوْعَةٍ = وَبِغُصَّةٍ طَفِقَتْ تَشُمُّ شَذاهُ


قالَتْ وَفاضَتْ بِالدُّمُوعِ عُيُونُها = يا جارَتا رُدِّيْ عَلَيْكِ عَزاهُ


هذا الْحَبِيبُ أَمانَةٌ أَوْدَعْتُها = عِنْدَ الْكَرِيمِ شَفاعَةً أَعْطاهُ


فَيَرُدُّ مِنْ خَلْفِ الْمَدَى مُتَبَسِّماً = لا تَجْزَعِيْ وَاسْتَبْشِرِي أُمّاهُ


وَأَبُوهُ مُحْتَسِبٌ يُغالِبُ دَمْعَهُ = بِالصَّبْرِ يَحْبِسُ مارِداً أَعْياهُ


وَيَقُولُ هذا اْبْنِي شَرَى لَكَ نَفْسَهُ = فَاقْبَلْهُ فِيْ الشُّهَداءِ يا رَبّاهُ


وَأَخُوهُ يُسْعِفُ أُخْتَهُ بِحَنانِهِ = أُخْتاهُ لا تَتَحَسَّرِيْ أُخْتاهُ


فَأَنا وَأَنْتِ وَكُلُّ حُرٍّ مُسْلِمٍ = للهِ قُمْنا فِيْ سَبِيلِ رِضاهُ


وَرِفاقُهُ يَوْمَ الْجَنازَةِ كَبَّرُوا = وَاسْتَبْشَرُوا فِيْ جَنَّةٍ نَلْقاهُ


ماضُونَ فِيْ دَرْبِ الشَّهادَةِ مَا لَنا = غَيْرَ الْجِهادِ وَلا سَبِيلَ سِواهُ



********************



وَأَتَىْ أُناسٌ فارِهِوْنَ تَصَدَّرُوا = رَأْسَ الْمَسِيرَةِ وَارْتَقَوْا أَعْلاهُ


ظَنُّوهُ ماتَ .. فَكَفَّنُوهُ بِرَايَة = وَتَصَنَّعُوا عِنْدَ الْيَتِيمِ عَزاهُ


وَبَكَوْا عَلَىْ أَكْفانِهِ وَدُمُوعُهُمْ = تَجْرِيْ ، وَبارَكَ بَعْضُهُمْ مَسْعاهُ


خَتَمُوا اللِّقاءَ بِخُطْبَةٍ مَمْشُوقَةٍ = وَأَسَرَّ بَعْضُ الْقَوْمِ .. ما أَرْداهُ!؟


قالُوا نُقَيِّدُ فِيْ الْجَداوِلِ إِسْمَهُ = لِيَكُونَ دَعْماً لِلَّذِيْ نَهْواهُ


وَارُوهُ عَصْراً فِيْ التُّرابِ وَعَجَّلُوا = مَا زالَ رَخْصاً لَمْ تَجِفَّ دِماهُ


وَإِذا بِهِمْ قَبْلَ الْمَغِيبِ تَجَمَّعُوا = فِيْ مَجْلِسٍ عِنْدَ الرَّئِيسِ دَعاهُ


عَرَضُوا السِّجِلَّ وَفِيهِ أَلْفَا شاهِدٍ = مَهْراً لِصُلْحٍ بَيَّتُوا مَغْزاهُ


قالُوا كَفَى ، فَالشَّعْبُ رُوِّضَ وَاكْتَوَى = وَاسْتُنْفِدَتْ بِالْقَمْعِ كُلُّ قُواهُ


حانَ الْقِطافُ وَطَرْحُ حَلٍّ عاجِلٍ = لِنُقِيمَ حُكْماً كُلُّنا يَرْضاهُ


فَالْفِلْمُ صُوِّرَ وَالْمَشاهِدُ سُجِّلَتْ = قُمْنا بِهِ وَالدَّوْرَ أَتْقَنّاهُ


هَيّا لِنُعْلِنَ شُكْرَنا وَوَفاءَنا = نَدْعُو الْيَتِيمَ وَأُمَّهُ وَأَخاهُ


وَنُقِيمَ عُرْساً لِلشَّهِيدِ وَمَحْفَلاً = نُعْطِيهِ وَصْفاً لا يُرَدُّ صَداهُ


تَقْرِيرُ حَقٍّ لِلْمَصِيرِ وَعَوْدَةٌ = حُرِّيَّةٌ .. وَسِيادَةٌ .. وَرَفاهُ



********************



فَتَظاهَرُوا يَوْمَ انْتِخابِ مُمَثِّلٍ = لِلشَّعْبِ يَفْخَرُ أَنَّهُ زَكّاهُ


فَهُوَ ابْنُ عَمِّكَ أَوْ رَفِيقُكَ سابِقاً = سِرْتُمْ سَوِيّاً وَالأَسَى أَعْياهُ


مَا زالَ يَذْكُرُ كَيْفَ كُنْتُمْ صُحْبَةً = وَالْيَوْمَ حانَ حَصادُ مَا أَذْكاهُ


زَعَمُوا بِأَنَّكَ يا شَهِيدُ فَدَيْتَهُ = لِيَنالَ بَعْدَكَ مَقْعَداً تَرْضاهُ


أَصْبَحْتَ فِيْ صُنْدُوقِهِمْ يَا حَسْرَتِي = سَهْمَ انْتِخابٍ "فازَ" مَنْ أَلْقاهُ


رَفَعُوكَ فَوْقَ الْيافِطاتِ وَهَلَّلُوا = هذا الشَّهِيدُ سَنَقْتَفِي بِخُطاهُ


دَمُكَ الَّذِيْ مِنْهُ السُّهُولُ تَخَضَّبَتْ = باعُوهُ زَهْداً فِيْ الْمَزادِ نَراهُ


وَتَمَتَّعُوا بِمَناصِبٍ وَمَكاسِبٍ = هذا وَزِيرٌ لا تُشَقُّ عَصاهُ


وَرَفِيقُهُ فِيْ الْبَرْلَمانِ مُوَقَّرٌ = تَرَكَ الدُّرُوعَ هُناكَ خَلْفَ قَفاهُ


لِيَكُونَ أَهْلاً لِلْمَقامِ وَيَرْتَقِيْ = فِيْ الْبَرْلَمانِ أَمامَ مَنْ وَلاّهُ


رَجُلَ الْحَضارَةِ وَالسَّلامِ تَقَدَّمِيْ = نَزَعَ السِّلاحَ فَلا يُطِيقُ أَساهُ


يَمْحُو وَيَنْسَخُ مَا يَشاءُ وَيَدَّعِيْ = حِفْظَ الْمَصالِحِ واجِبٌ أَدّاهُ


مِيثاقُهُ مُتَقَلِّبٌ وَمُلَوَّنٌ = فِيهِ الْمَصالِحُ شِرْعَةٌ وَإِلَهُ


وَتَرَى الثَّوابِتَ زِئْبَقاً مُتَغَيِّراً = حَسَبَ النَّوايا مائِعاً مَجْراهُ


فِيْ كُلِّ يَوْمٍ حالَةٌ وَمُبَرِّرٌ = وَنَقِيضُ أَمْسٍ أَوَّلُوا مَعْناهُ


بِالأَمْسِ كانَ عَدُوَّنا وَغَرِيمَنا = وَالْيَوْمَ جارٌ آمِنٌ نَرْعاهُ



********************



تِلْكَ السِّياسَةُ فَنُّها وَقَناتُها = رَقْصٌ عَلَىْ حَبْلِ الْهَوَى وَهُداهُ


إِنْ نَحْنُ قاوَمْنا نَجُوعُ وَنَكْتَوِي = وَالْخَوْفُ ضَبْعٌ لا نُطِيقُ أَذاهُ


كَبَدٌ وَفَقْرٌ أَوْ حِوارُ تَنازُلٍ = هذا الْخِيارُ وَلا خِيارَ سِواهُ


وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَالسَّلامُ مُحَقَّقٌ = " ماتَ " الشَّهِيدُ وَعاشَ مَنْ وارَاهُ


لِيُقِيمَ حُكْماً فَوْقَ ساحَةِ مَلْعَبٍ = خَلْفَ الْجِدارِ إِلَىْ الْجِدارِ مَداهُ


بِضَمانِ أَمْرِيكا وَعَهْدِ رَئِيسِها = وَبِدَعْمِ أُورُبّا نُقِيمُ حِماهُ


مِنْ خَلْفِهِ يَلْهُو الْيَهُودُ بِأَمْنِهِمْ = وَالْمُسْلِمُونَ عَلَىْ الْحَواجِزِ تاهُوا


حُكْمٌ هَزِيلٌ خائِرٌ وَمُجَرَّدٌ = لا يَمْلِكُونَ مِنَ الْحِمَى أَدْناهُ


أَسْمَوْهُ زُوراً دَوْلَةً بِوِزارَةٍ = كِسْرَى يَحارُ بِوَصْفِها وَالشّاهُ


رَسَمُوا لَهُ خَطَّ الطَّرِيقِ وَأَنْفَذُوا = أُوسْلُو بِعَهْدٍ جائِرٍ أَمْضاهُ


بِيَدِ الْيَهُودِ هِضابُهُ وَسُهُولُهُ = وَفَضاؤُهُ وَمِياهُهُ وَقُراهُ


فِيْ كُلِّ مِيلٍ حاجِزٌ وَمُفَتِّشٌ = قِرْدٌ تَمَرَّسَ فِيْ الأَذَى يَهْواهُ


بِيَمِينِهِ رَشّاشُهُ وَشِمالُهُ = عَبَثَتْ بِعِرْضٍ عَزَّ مَنْ يَرْعاهُ


قَهَرُوا الرِّجالَ وَأَسْلَمُوهُمْ عِنْدَما = قَبِلُوا التَّفاوُضَ بِئْسَ مَنْ أَجْراهُ


هذا الْمُخَطَّطُ أَحْكَمُوهُ بِدِقَّةٍ = آنَ الأَوانُ لِكَشْفِ مَنْ أَخْفاهُ



*******************



هَتَفُوا بِنا "الإِسْلامَ حَلاًّ" .. أَقْبِلُوا = وَالإِنْتِخابُ سَبِيلُ مَنْ يَرْضاهُ


لا صُلْحَ فِيهِ وَلا تَراجُعَ مُطْلَقاً = وَجِهادُنا ماضٍ وَلَنْ نَسْلاهُ


وَأَمانَةٌ وُضِعَتْ عَلَى أَعْتاقِنا = وَحَنِينُ شَعْبٍ لِلْعُلا وَسَناهُ


إِصْلاحُ حُكْمٍ وَالشَّرِيعَةُ نَهْجُنا = لِنُعِيدَ حَقّاً ضائِعاً رُمْناهُ


بَعْدَ النَّتائِجِ أَظْهَرُوا مَشْرُوعَهُمْ = وَطَنٌ يُشارِكُ فِيهِ كُلُّ قُواهُ


أَقْصَى الْيَمِينِ مَعَ الْيَسارِ تَحالُفاً = وَسَطَاً نُرِيدُ ، وَكُلُّنا خُضْناهُ


وَلَنا النَّصارَى فِيْ الْكِفاحِ أُخَوَّةٌ = وَرِباطُنا الْوَطَنِيُّ وَثَّقْناهُ


فَمَصالِحُ الْوَطَنِ الْمُوَحَّدِ واقِعٌ = فَهْمُ الشَّرِيعَةِ يَقْتَضِيْ مَغْزاهُ


وَالْكُلُّ يَحْكُمُ بِالْخِيارِ تَبادُلاً = وَالدِّينُ سَمْحٌ مَا بِهِ إِكْراهُ


حَلُّ الْقَضِيَّةِ نَحْنُ نَعْلَمُ بُعْدَهُ = لا شَأْنَ لِلْغُرَباءِ فِيْ مَجْراهُ


وَالشَّعْبُ يَقْضِيْ بِالْمَشُورَةِ مَا لَنا = إِلاّ الْقَبُولَ بِحُكْمِهِ وَقَضاهُ


ضَلَّلْتُمُوهُ وَقَبْلَكُمْ أَغْرَى بِهِ = عَرَفاتُ جاءَ بِفَتْحِهِ فَرَماهُ


هَلْ كانَ وَعْداً كاذِباً وَخَدِيعَةً = أَمْ تَجْهَلُونَ حَقِيقَةً مَعْناهُ!؟



********************



قُمْ يَا شَهِيدُ وَقُلْ لَهُمْ :يَا وَيْحَكُمْ = بِعْتُمْ دَمِي بَخْساً فَوا أَسَفاهُ


قُلْ لِلرِّفاقِ وَقُلْ لِصَحْبِكَ إِنَّنِي = حَيٌّ وَحَوْلِيَ جَنَّةٌ وَرَفاهُ


وَأَناْ الشَّهِيدُ عَلَى جَرِيمَةِ صَدِّهِمْ = حَقّاً مُبِيناً شَرْعُنا جَلاّهُ


سَيَظَلُّ يُعْرَفُ فِيْ الْكِتابِ وَسُنَّةٍ = لا يَنْثَنِيْ لَوْ كُمَّتِ الأَفْواهُ


لا تَقْبَلُوا هذا السَّلامَ وَدَوْلَةً = تَعْصِي الرَّسُولَ وَتَزْدَرِي مَسْراهُ


أَلِذا قُتِلْتُ وَثُلَّةٌ قُتِلَتْ مَعِي؟! = أَمْ لِلْعُلا وَالْعِزِّ تَحْتَ سَماهُ ؟!


إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ خَؤُونٍ جاحِدٍ = نَبَذَ السِّلاحَ وَفِيْ الْخَلاءِ رَمَاهُ


لا خَيْرَ فِيهِمْ كَيْفَ نَقْبَلُ صُلْحَهُمْ = رُغْمَ الْعَناءِ..فَنَحْنُ لا نَرْضاهُ


وَالْمالُ فِيْ أَيْدِي السُّقاةِ مُكَدَّسٌ = لا تَطْعَمُوهُ فَشَرْطُهُ أَسْناهُ


هانَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ يَتِيمٍ دَمْعَةٌ = ذُرِفَتْ تُنادِيْ فِيْ الدُّجَى.. أَبَتاهُ


أَوْ عَبْرَةٌ خُنِقَتْ بِصَدْرِ كَرِيمَةٍ = مَحْرُورَةٍ باتَتْ عَلَىْ ذِكْراهُ


أَوْ زَفْرَةٌ مِنْ مُثْكَلٍ أَنَّتْ بِهِ = كَمَداً شَكَى وَاغْرَوْرَقَتْ عَيناهُ


ذَكَرَ الشَّهِيدَ فَصاحَ واحَرّاهُ!! = باعُوا ثَراهُ وَدَنَّسُوا ذِكْراهُ


إِنّا صَبَرْنا عُمْرَنا لا نَنْحَنِيْ = وَاللهُ يُغْنِي مَنْ أَبَىْ بِعَطاهُ


تُبّاً لَهُمْ مِنْ زُمْرَةٍ مَغْرُورَةٍ = بُعْداً لِشَعْبٍ لا يُزِيلُ أَذاهُ







ــــــــ
نقلها :


أخوكم في الله : النصر قادم


القدس الشريف ــ بيت المقدس
ـــــــــــــــــ


كَتَبَها النّاصِحُ الأَمِينُ :


سَيْفُ الْحَقّ ــ منتدى العقاب