تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ان الجهاد هو الطريق الوحيد لحمل الدعوة ولا يكون الا بمبادأة العدو بالقتال



النصر قادم
10-20-2008, 12:16 PM
ان الجهاد هو الطريق الوحيد لحمل الدعوة ولا يكون الا بمبادأة العدو بالقتال


بسم الله الرحمن الرحيم
جــواب ســؤال

حدث في احدى الجامعات حلقة بحث حول الجهاد فقال الاستاذ بان الجهاد هو حرب دفاعية لا هجومية فتصدى له احد الشباب من ان هذا ليس بصحيح وان الجهاد انما هو مبادأة العدو بالقتال وليس دفاعا،‎فرد عليه الاستاذ واورد عدة ايات يبرر فيها حسب رايه بان الجهاد للدفاع منها (‎وان جنحوا للسلم فاجنح لها ) ( وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) ( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ) مستدلا بها بانها كلها للدفاع، وان اية المبادأة بالقتال لا تنسخ 121 اية واردة ويبرز منها ان الجهاد للدفاع،‎والسؤال هو ما هي الادلة على ان الجهاد ليس حربا دفاعية ? وما هي حقيقة هذه الايات التي اوردها في موضوع الجهاد ?



الجـــــــــــــواب
الجواب على هذا الموضوع كله من ثلاثة اوجه :


الوجه الاول : ان ادلة الجهاد ادلة عامة ومطلقة تشمل الحرب الدفاعية وتشمل مبادأة العدو بالقتال،تشمل الحرب المحدودة، والحرب غير المحدودة، والحرب الوقائية،‎وغير ذلك فهي تشمل كل انواع قتال العدو لعمومها واطلاقها،‎فتخصيصها بالحرب الدفاعية، او تقييدها بان تكون حربا دفاعية لا هجومية يحتاج الى نص يخصصها او الى نص يقيدها، ولم يرد اي نص يخصصها او يقيدها لا من الكتاب ولا من السنة فتبقى على عمومها تشمل كل حرب من الحروب وكل قتال للعدو . ولنأخذ ايات الجهاد التي وردت في سورة التوبة لان سورة التوبة من اخر ما نزل حتى لا يبقى مجال لادعاء التخصيص او التقييد او النسخ . قال الله تعالى ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) وقال تعالى ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين ) وقال تعالى ( يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ) وقال تعالى ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )‎وقال تعالى ( يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا ان الله مع المتقين ) فهذه الايات الخمسة جاء فيها الامر بالقتال عاما ومطلقا، ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله 000 ) ( وقاتلوا المشركين كافة ) ( جاهد الكفار ) (يقاتلون في سبيل الله ) وهو متضمن معنى الامر (‎قاتلوا الذين يلونكم من الكفار )، فكلها ظاهر فيها العموم والاطلاق فتكون دليلا على ان الجهاد هو قتال الكفار، سواء اكان مبادأة بالقتال ام كان دفاعا عن المسلمين او عن بلاد الاسلام، فهي تشمل الحرب الدفاعية والحرب الهجومية وكل نوع من انواع الحروب من غير اي تخصيص او تقييد،‎لعدم وجود ما يخصص هذا العام او يقيد ذلك المطلق .
واما قوله تعالى ( وان جنحوا للسلم فاجنح لها )‎وقوله تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) وقوله ( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ) وما شاكل ذلك من الايات فانها كلها لا تصلح لان تخصص عموم ايات التوبة ولا لان تقيد مطلقها، لانها كلها نزلت قبل ايات التوبة والمتأخر لا يخصص المتقدم ولا يقيده، اذ التخصيص بمثابة النسخ لجزء من العام لانه صرف الحكم عن عمومه بابطاله في البعض ووضع مكانه حكما اخر وما دام التخصيص بمثابة النسخ والنسخ يشترط فيه ان يكون الناسخ متأخرا عن المنسوخ،‎لذلك لا تصلح هذه الايات لتخصيص ايات التوبة لانها متقدمة عنها في النزول وايات التوبة من اخر ما نزل في الجهاد فلا يتأتى التخصيص، وما قيل في التخصيص يقال كذلك في التقييد، فلا بد ان يكون النص المقيد متأخرا عن النص المطلق او مصاحبا له حتى يكون قيدا له او حتى يصح حمل المطلق على المقيد،‎وهنا جاءت ايات ( وان جنحوا للسلم ) وما شاكلها متقدمة على ايات التوبة فلا تصلح للتقييد، ولا يصح فيها حمل المطلق على المقيد لتأخر المطلق عن المقيد بالنزول . لذلك لا تصلح للتقييد ولا للتخصيص فيسقط الاستدلال بها على ان الجهاد حرب دفاعية لعموم الادلة التي نزلت بعد هذه الايات .‎وعليه يبقى العام على عمومه لعدم وجود نص مخصص له، ويبقى المطلق على اطلاقه لعدم وجود نص مقيد يمكن ان يقيد به او يحمل عليه . وعلى هذا يكون الجهاد هو قتال الاعداء مطلقا وبشكل عام يشمل كل قتال، فيشمل الحرب الهجومية والحرب الدفاعية والحرب الوقائية والحرب المحدودة والحرب غير المحدودة، وجميع انواع الحروب .


ـــــــــــــــــ
يتبع الجزء الثاني بإذنه تعالى

خفقات قلب
10-20-2008, 10:00 PM
أخي النصر قادم..لكن هذا يعني أن نبرر للعراق حربها على إيران والتي يسميها صدام حسين :"قادسية صدام المجيدة"،
خصوصا أن إيران الرافضة يعتبرها بعض السنة كافرة، فهي بذلك من باب مبادأة العدو بالجهاد، فماذا تقول؟

النصر قادم
10-21-2008, 09:36 PM
أخي النصر قادم..لكن هذا يعني أن نبرر للعراق حربها على إيران والتي يسميها صدام حسين :"قادسية صدام المجيدة"،







خصوصا أن إيران الرافضة يعتبرها بعض السنة كافرة، فهي بذلك من باب مبادأة العدو بالجهاد، فماذا تقول؟


الأخت الفاضلة : الجهاد لا يكونُ إلاَّ بين المسلمين والكفار

والجهاد لا يكون إلاَّ لإعلاء كلمة الله,

وما كان من قتال ٍبين العراق وإيران لا يدخل في هذا الباب

وإنما هو قتال فتنة أهلكت البلاد والعباد

أما إيران فأهلها خليط من المسلمين والمرتدين

وبناءً على ما ذكر فلا يكون قتالهم جهادا

والتعميم بكفر الشيعة خطأ فاحش

فمنهم المؤمن ... ومنهم المرتد


ويحمل جرماً عظيماً كل من قال : كل الشيعة كفار



ودمتم على خير

خفقات قلب
10-21-2008, 09:48 PM
كلامك درر يا أخي النصر قادم وقد اطمأن قلبي إلى هذا الرأي،



لكن هل أفهم من كلامك أنه يجوز أن نحمل السلاح في هذا الزمان



ونذهب لقتال الكفار في دولة كافرة في أوروبا أو أمريكا مثلاً من باب المبادأة أيضا؟

Abdulla
10-21-2008, 09:52 PM
ويحمل جرماً عظيماً كل من قال : كل الشيعة كفار

أخي الكريم على أي أساس بنيت هذا الحكم ؟



أليس كل الشيعة يتعبدون الله بتكفير أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- ويسمونهم الجبت والطاغوت ؟
أليس كل الشيعة يعبدون الله باتهام عائشة رضي الله عنها بالزنا ؟
أليس كل الشيعة اليوم يوالون من حاد الله ورسوله ويتولون أعداء الله والأمة في محاربة أهل السنة ويرتكبون كل نواقض الإسلام ؟


فهل يبقى مسلماً من يعبد الله على هذا النحو ؟


http://www.derafsh-kaviyani.com/jpg/ashura/shia1_s.jpg


فهل أيقنت أخي الكريم خطأ اجتهادك السابق ؟

إن من يقول أن ليس كل الرافضة كفار كمن يقول أن ليس كل اليهود كفار !

النصر قادم
10-22-2008, 10:30 AM
الجزء الثاني :

واما الادعاء بأن آيات التوبة نسخت الآيات الاخرى التي قبلها فإنه ادعاء باطل, فلا يوجد اي نسخ فيها، وذلك لانه ليس مجرد ظهور التعارض بين النصين كافيا لادعاء النسخ بل لا بد ان تقوم حجة شرعية على ان هذا النص ناسخ لذاك والا فلا يعتبر ناسخا،‎فلا بد من قرينة تدل على النسخ .
فمجرد ظهور التعارض بين الدليلين لا يعني ان احدهما ناسخ للاخر اذ قد يمكن الجمع بينهما فلا يكون هناك تعارض،‎وهذا ما هو واقع فعلا في كثير من الادلة التي ادعوا انها ناسخة فانها ظهر انها غير ناسخة وانه يمكن الجمع بينها، وذلك ان النصوص قد يتحد موضوعها وتختلف ظروفها او تختلف احوالها او غير ذلك،‎ والايات التي ادعوا انها منسوخة يختلف بعضها عن بعض اما في الظروف واما في الاحوال واما في الموضوع، فاية ( وان جنحوا للسلم فاجنح لها ( قيل انها نسخت باية السيف وهو قوله تعالى ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ) الاية .
والحقيقة انه لا نسخ بينهما لان كل منهما في حالة مختلفة عن الاخرى،‎ فالاولى تعني حالة الصلح والثانية تعنى حالة القتال، والصلح والقتال حالتان باقيتان، فاحكام كل منها باقية لم ينسخ شيء منها .‎
قال الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى ( وان جنحوا للسلم فاجنح لها )
قال : ( والصحيح ان الامر موقوف على ما يرى فيه الامام صلاح الاسلام واهله من حرب او سلم،‎ وليس بحتم ان يقاتلوا ابدا او يجابوا الى الهدنة ابدا )
وقال السدى وابن زيد ( معنى الاية ان دعوك الى الصلح فاجبهم ولا نسخ فيها )
وقال ابن العربي (‎وبهذا يختلف الجواب عنه، وقد قال الله تعالى ( فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون والله معكم )
فاذا كان المسلمون على عزة وقوة ومنعة وجماعة عديدة فلا صلح كما قال : فلا صلح حتى تعطني الخيل بالقنا وتضرب بالبيض الرقاق الجماجم
وان كان للمسلمين مصلحة في الصلح لنفع يجتلبونه او ضرر يدفعونه فلا بأس ان يبتدىء المسلمون اذا احتاجوا اليه )
وعلى هذا فان الاية لا تبين حالة الجهاد بل تبين حالة الصلح، فهي في موضوع الصلح، فالله يقول له ان دعوك للصلح فاجب طلبهم ولا تخف من غدرهم،والاية التي بعدها تؤكد ذلك فالايات هي (‎وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم، وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله، هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم ) وعليه فلا تعارض بين هذه الاية وايات السيف لاختلاف موضوعهما .

واما آية (‎وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) ‎فان موضوعها هو عدم مجاوزة المقاتلين الى من وراءهم من النساء والصبيان الذين لم يقاتلوا، فهذه الاية ليست منسوخة بقوله تعالى ( وقاتلوا المشركين كافة )‎لان اية الامر بقتال المشركين موضوعها الامر بالقتال فهي في الامر بالجهاد واما هذه الاية فانه امر يحصر القتال بقتال من يقاتلون وعدم مجاوزته لمن لا يقاتلون، اي قاتلوا الذين يناصبونكم القتال دون من ليس من اهل المناصبة من الشيوخ والصبيان والرهبان والنساء، وقوله (‎ولا تعتدوا ) اي بقتال من نهيتم عن قتالهم ممن لا يقاتلونكم من النساء والشيوخ والصبيان، لان هؤلاء اذا قاتلوا المسلمين يقاتلون ولو كانوا رهبانا ونساء وصبيانا، وانما النهي عن قتالهم لانهم لا يقاتلون،‎فالنهي عن الاعتداء في هذه الاية هو نهي في قتال هؤلاء ممن لا يقاتلون، والنهي عن الاعتداء في ايات اخرى هو نهي عمن نهينا عن قتاله في ادلة اخرى من مثل النساء والشيوخ والصبيان والذين بيننا وبينهم عهدا او بالمثلة او بالمفاجأة من غير دعوة او ما شابه ذلك، والقران نهى في كثير من الايات عن الاعتداء، والمراد منه عدم القيام بالاعمال التي نهى عنها الشرع في القتال، وليس المراد منها عدم المبادأة بالقتال، لان ايات التوبة صريحة في طلب البدء بالقتال .

واما اية ( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ) فانها كذلك امر بالقتال مطلقا ولا تعني انها امر بالقتال اذا كان مظلوما، لان قوله (‎بانهم ظلموا ) ليس علة للقتال بل هو وصف واقع، ذلك ان مشركي قريش كانوا يؤذون المسلمين اذى شديدا، وكانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مضروب ومشجوج يتظلمون اليه فيقول لهم اصبروا فاني لم اومر بالقتال حتى هاجر فأنزلت هذه الاية التي امرهم الله بها بالقتال بعد ان كان يمنعهم منه قال الضحاك ( استأذن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الكفار اذا اذوهم بمكة فانزل الله ( ان الله لا يحب كل خوان كفور ) فلما هاجر نزلت (‎اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا ) وعلى هذا تكون الاية قد نزلت لرفع الحظر عن المسملين بدفع الاذى عن انفسهم بالقوة والقتال وامرتهم بقتال من كانوا يؤذونهم وهم كفار قريش، وتدل على الامر بالقتال، اي ان المسلمين كانوا ممنوعين من دفع اذى قريش بالقتال، فلما نزلت الاية رفعت الحظر عنهم، هذا هو موضوعها، فهي في حالة معينة وليست في القتال، اذ هي في دفع الاذى من قريش بقتال قريش، ولكنها تدل على الامر بالقتال من قبيل دلالة الاشارة، وهي ان يكون الكلام قد سيق لبيان حكم او دل على حكم ولكن يفهم منه حكم اخر غير الحكم الذي سبق لبيانه او جاء ليدل عليه، فالكلام هنا قد سبق لبيان رفع الحظر عن مقابلة الاذى بالقتال، والاذن لهم بدفع الاذى بالقتال ولكن يفهم منه حكم اخر وهو الامر بالقتال، فلا يكون هناك تعارض بينها وبين ايات السيف لاختلاف موضوعها،ولا تكون دليلاعلى القتال انما شرعة دفعا للظلم لانها ليست امرا بالقتال بل هي اذن بمقابلة اذى المشركين بالقتال، والايات كلها اذا قرنت مع بعضها يظهر فيها ذلك بوضوح (‎ان الله يدافع عن الذين امنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور، اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير، الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات يذكر فيها اسم الله كثيرا )

يتبع الجزء الثالث بإذنه تعالى

النصر قادم
10-22-2008, 10:39 AM
الجزء الثالث :

فالاية تبين حالة معينة كانت موجودة وهي دفع الاذى بالقتال اي دفع القوة بالقوة فهي لا تبين مشروعية القتال في سبيل الله اي الجهاد لاعلاء كلمة الله وانما تبين مشروعية القتال لدفع الاذى بخلاف ايات السيف فانها تبين مشروعية القتال في سبيل الله اي الجهاد لاعلاء كلمة الله، وبهذا كانا موضوعين مختلفين، فلا تعارض بينهما حتى يقال انها منسوخة بايات السيف، ولا هي اية جهاد في سبيل الله حتى يقال ان الجهاد هو حرب دفاعية وانما هي اية في موضوع معين وهو الاذن بدفع الاذى بالقتال بعد ان كان المسلمون ممنوعين منه،‎ومن هذا كله يتبين انه لانسخ في أية آية من ايات الجهاد، وان ايات الجهاد عامة ومطلقة ولم يرد ما يخصصها او يقيدها او يحمل فيها المطلق على المقيد، فتبقى على عمومها واطلاقها ويكون الجهاد قتال الاعداء فيشمل كل قتال،‎وتدخل تحته الحرب الدفاعية والحرب الهجومية واي حرب حسب ما يرى الخليفة مصحلة للدعوة ومصلحة للمسلمين .

على ان قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم وفعله وما سار عليه الصحابة مجمعين عليه يدل دلالة واضحة على ان الجهاد هو بدء الكفار بالقتال لاعلاء كلمة الله ولنشر الاسلام، ويكون منه الحرب الدفاعية كما تكون الحرب الهجومية، فالقتال انما هو لنشر الاسلام .
هذا ما يدل عليه قول الرسول وفعله واجماع الصحابة رضوان الله عليهم .
اما قول الرسول صلى الله عليه وسلم فقد اخرج الشيخان من حديث عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى ) وفي رواية اخرى ( امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله) وعن سليمان بن بريدة عن ابيه قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امر اميرا على جيش او سرية اوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال : اغزوا بسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا،‎ولا تغدروا، ولا تمثلوا،‎ولا تقتلوا وليدة، واذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم الى ثلاث خصال او خلال، فايتهم ما اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم،‎ادعهم الى الاسلام ‎فان اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم الى التحول من دارهم الى دار المهاجرين، واخبرهم انهم ان فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فان ابوا ان يتحولوا منها فاخبرهم انهم ان فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فان ابوا ان يتحولوا منها فاخبرهم انهم يكونون كاعراب المسلمين يجري عليهم الذي يجري على المسلمين،‎ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة شيء الا ان يجاهدوا مع المسلمين فان هم ابوا فسلهم الجزية فان اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، وان ابوا فاستعن بالله عليهم وقاتلهم ) فهذان الحديثان واضح فيهما ان الجهاد هو مبادأة العدو بالقتال وليس الدفاع فقط، فانه قال ( امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا )‎اي ابدأهم بالقتال، واوصى امير الجيش بان يدعو الكفار الى ثلاث خصال، اي يبدأهم بالدعوة الى الاسلام فان ابوا ذلك وابوا دفع الجزية قاتلهم، فالحديثان صريحان بان الجهاد هو المبادأة بالقتال، على ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين ان الجهاد ماض الى يوم الساعة، فعن انس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث من اصل الايمان، الكف عمن قال لا اله الا الله لا نكفره بذنب ولا نخرجه من الاسلام بعمل، والجهاد ماض مذ بعثني الله الى ان يقاتل اخر امتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل، والايمان بالاقدار )،‎يعني ان الجهاد ماض الى قيام الساعة وقال صلى الله عليه وسلم ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة )‎ ولايكون الجهاد الى قيام الساعة اذا كان حربا دفاعيا فحسب، فاقوال الرسول صريحة بان الجهاد هو القتال لنشر الاسلام، واما افعاله عليه السلام طافحة باعماله التي تدل على ذلك فان خروج الرسول الى بدر لاخذ قافلة قريش هو خروج للقتال،‎لانه خرج للتجارة ولقتال من يحميها من قريش ثم كانت معركة بدر، فالخروج لم يكن للقافلة فحسب بل كان لها وللقتال ولذلك يقول الله ( اذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ) والطائفتان هما العير والنفير فهو دليل على ان الخروج كان للتجارة وللقتال .
وهذا مباداة بالقتال فقريش كانت دولة،‎ولم تكن بعد قد اعتدت على الرسول او على المدينة حتى يدافع عنها بل هو الذي بدأهم بالقتال،‎بدأهم اولا بارسال السرايا حتى كانت سرية عبد الله بن جحش ثم بدأهم بالقافلة، فهذا وحده دليل كاف من عمل الرسول، على انه اذا كان قتال الرسول قريشا لاسباب دفاعية مع انه ليس فيها اي دفاع بل كان هو لها فانه في غزوة لهوازن في موقعة حنين وفي حصاره الطائف كان ظاهرا فيهما انه هو الذي بدأ بالمقاتلة،‎ثم ان موقعة مؤتة بارساله الجيش لقتال الروم وموقعة تبوك في قيادته جيشا كبيرا لحدودالروم لقتالهم ظاهر فيه كل الظهور انه بدء بالمقاتلة فاعمال الرسول وان كان فيها حرب دفاعية كموقعة احد وموقعة الاحزاب فان اكثرها كان مبادأة بالقتال وليست دفاعا فحسب مما يؤكد ان فعل الرسول كان يدل على ان الجهاد انما هو القتال لنشر الاسلام، وانه قد يكون حربا دفاعية ولكنه في اكثره حربا هجومية .

اما اجماع الصحابة على ان الجهاد هو القتال في سبيل الله لنشر الاسلام وانه مبادأة بالقتال فانه يكفي فيه فتح العراق وفارس والشام ومصر وشمالي افريقية فانها كلها فتحت في عهد الصحابة وباجماع منهم، وكون هذه الفتوحات مبادأة بالقتال لا يحتاج الى دليل .

فهذا كله دليل مسكت على ان الجهاد ليس حربا دفاعية، وانما هو قتال الكفار لاعلاء كلمة الله، قد يكون حربا دفاعية وقد يكون مبادأة بالقتال ولكن الاصل فيه انه المبادأة بالقتال من اجل نشر الاسلام .

يتبع الجزء الرابع بإذنه تعالى