تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة لألي النهى من رافعي شعار الإسلام هو الحل



النصر قادم
10-19-2008, 10:29 PM
كلمة ألقيت بأحد مساجد ضواحي بيت المقدس في حينه
رسالة لألي النهى من رافعي شعار الإسلام هو الحل

الحمد لله القائل في محكم التنزيل: ( وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ {49} أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ {50} ) المائدة .

ويقول : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون {44} ــ الظالمون {45} ــ الفاسقون {47} ) المائدة .

ويقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم : ( من رأى سلطاناً جائراً, ناكثاً لعهد الله, مستحلاً لحرم الله, عاملا في عباد الله بالإثم والعدوان ولم ينكر عليه بقول ولا فعل, كان حقاً على الله أن يدخله مُدخله ).

ويقول أيضاً: ( الدين النصيحة، الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) .

إخوتي في الله وأحبتي : نسأل الله تعالى أن نكون وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, فإنا نرى لزاماً علينا أن نقدم لكم النصحَ, فإنا إن شاء اللهُ بالحق ملتزمون, وبه مجاهرون, لا نخشى في الله لومة لائم, فلا بدَّ من التعليق حتى وإن كان مراً, وكلي أمل أن تتسع صدوركم لما نكشف من مخالفات, ونبينُ من منكرات, فالأصل في المسلم أن يكون وقافاً على الحق, آمراً بالمعروف, ناهياً عن المنكر .

الإخوة الأكارم : أسأل الله أن تتسع صدوركم, وأن يتسع المقام, لأن الموضوع الذي ننوي طرحه لا يتسع له المقال في هذه الوقت القصير, ولكن نحاول قدر المستطاع ونعمل على التلخيص ما تسعفنا به هذه العُجالة إن شاء الله أن نتناوله, وأن نبين بعضاً مما يجب أن نبينه للناس, ونسوغه بالأدلة الشرعية, ويكون هذا الأمر ملزما بيانه علينا وعليكم وأن ننكره لأنه مما ينكر .

الإخوة الكرام : قبل أيام قلائل جرى التصويت ... فيما يسمى بالمجلس التشريعي الفلسطيني, على ما يُدعى إليه من قيام ِــ حكومة وحدة وطنية ــ وقد حصل خلال هذه الجلسة أمورٌ عدة ٌلا بدَّ من الوقوف عندها.

منها: أن رئيس ما يسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية ألقى خطاباً, والحكومة عرضت برنامجها من خلال رئيس وزرائها, ومن ثمَّ قام أعضاء المجلس التشريعي بإعطاء الثقة لهذه الحكومة على أساس هذا البرنامج .

انتبهوا إخوتي في الله وأحبتي : إلى ما نقول, لقد أعطوا الثقة على أساس هذا البرنامج المذكور! ولنا هنا تحفظات :

أولاً : أن خطاب الرئيس كان مليئاً بالمفاسد, وكان يعبقُ بالمحرمات الظاهرة, أي أن بيانه كان مخالفاً للحكم الشرعي, وكانت المخالفات ودون طول نظر واضحة صريحة, لا تحتاج إلى تفسير أو استقراء!

وكان خطابه مليئاً بالإصرار على الخيانة وتسليم فلسطين ليهود, وقد كان ذلك واضحاً بيننا لا لبس فيه ولا غموض, كان عباس صريحاً بقوله وعلى لسانه: وصولاً إلى رؤية الرئيس الأمريكي جورج بوش بشأن إقامة دولتين, والذي نفهمه من خطابه هذا أنه صبَّ كل عمله, وسخر مجهوده, وبذل أقصى ما يملك من طاقة, من أجل غاية محددة, وسبيل وحيد, وهذا ليس فهماً سياسيا منا, ولا تحليلاً لاستقراء الواقع, وإنما هو نص واضح لا يحتمل التأويل ولا التحريف, فصريح مقاله أن عمله كله كان إرضاء لبوش ! وامتثالاً لأمره ! وأنه ضحى بكل شيء من أجل إرضائه !

وبناءً عليه أيها الإخوة العقلاء : فلا بد أن يكون معلوماً لديكم أن هذا المشروع المطروح في فلسطين, مشروع كفر وجب رده, في وجوهِ أدعيائه .

نعم أقولها بملىء فيَّ : هذا الخطاب الذي كان واضحاً فحشهُ, عداك عن المفاسد الأخرى الكثيرة, والإصرار على الخيانة, والتفاوض مع يهود, والتنازل عن أرض فلسطين, والتنازل حتى عمَّا اعتبر سابقاً في وقت من الأوقات أسساً وثوابت, من مثل : فلسطين من النهر إلى البحر, وما هو متعلق باللاجئين, وطرد يهود من كل فلسطين, وأن الكفاح المسلح هو استراتيجية وليس تكتيكاً, وأمثال هذا الكثير الكثير.

فإن من المفاسد الهامة جداً فيه اعتبار أوسلو إنجازا! واعتبار الإعتراف ب 242 و 338 عام 88 كذلك إنجازاً عظيماً, وأن هذا الإنجاز يستحق الدماء التي سُفكت من أجله حتى تمَّ الوصول إليه !

إنتبهوا جيداً وتدبروا ما ذكره رئيس السلطة ! فقد اعترف بلسانه وأقر بأنه وقيادته المتمثلة بمنظمة التحرير قد قادوا أهل فلسطين من أجل الوصول إلى الإعتراف ب 242 و 338, ومن ثمَّ الوصول إلى أوسلو, وهذا يكشف حقيقة غابت عن الكثيرين من أهل فلسطين, ثمَّ كشف أيضاً أن أوسلو لم يكن مفروضاً عليهم, خلاف ما ذكروه سابقاً بأنهم مجبرون عليه كما زعموا حينها !
وهو بكلمته هذه اعترف وأقر بأن كل التضحيات التي قدَِّمت ما كانت إلاَّ من أجل الوصول إليه, هذا بعض ما حمله خطاب الرئيس الفلسطيني .

وبعد هذا الخطاب الفلسطيني أيها الإخوة الأكارم : جاء خطاب رئيس الوزراء الذي عرض من خلاله برنامجه السياسي المقترح .


الإخوة الأفاضل : هذا البرنامج وهذا الخطاب أيضاً كان مليئاً بالمفاسد والمنكرات ! نذكر بعضاً منها لأنه يصعب علينا ذكرها مجتمعة لكثرتها, ولا نبالغ حين نقول أنه وفي كل فكرة مفسدة مخالفة حتى للنصوص الشرعية القطعية ! ونحتاج أيضاً إلى قراءته جملة جملة !

يتبع الجزء الثاني بإذن الله تعالى