تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية شرعية لما آل إليه اقتصاد الدولة الأمريكية



أبو يونس العباسي
10-18-2008, 06:54 PM
رؤية شرعية لما آل إليه اقتصاد الدولة الأمريكية
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره ، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين .
أيها الإخوة : كلكم يعلم ما حدث لأمريكا في الآونة الأخيرة من أزمة اقتصادية , هذه الأزمة حري بكل عاقل أن يقف أمامها ويتأملها , وينزلها على سنن الله في خلقه , قال الله تعالى :" قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ"(الروم : 42) ومن أجل ذلك عقدت العزم على أن اكتب حول هذه النازلة , فكان هذا المقال الذي بين أيديكم والذي عنونته ب" رؤية شرعية لما آل إليه اقتصاد الدولة الأمريكية " سائلا الله أن يمدني بمدده ويوفقني بتوفيقه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
علاقة العرب بالأزمة الاقتصادية الأمريكية
بات من المعلوم لكم جميعا ما لحكومات العرب من ارتباط أكثر من وثيق مع أمريكا , فطواغيت العرب ليسوا عبيدا لله , بل هم يعبدون ويسجدون ويركعون ويسبحون ويوالون ويعادون ويقربون ويبعدون ويحاربون في أمريكا ومن أجل رضاها , فطبيعي لمن هذا شأنه أن يكون اقتصاده مربوط باقتصاد أمريكا ولذلك فهو مربوط سلبا وإيجابا باقتصاد أمريكا , ومن المعلوم كذلك أن هذا الارتباط من صور الولاء التام للكافر , والذي من موجباته ارتداد مرتكبه عن الدين والملة .
أيها الإخوة : لقد جعل الله من والى أعداءه ضالا عن السبيل فقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ" وحكم مولانا كذالك على من يوالي الكافرين بأنه منافق من أهل النار والعياذ بالله فقال " بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا *** الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا "(النساء: 138,139) , وجعل الله تعالى من يوالي اليهود والنصارى منهم وتجري عليه احكامهم , قال ذو الجبروت والملكوت " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"(المائدة:51) , وإذا سألت عن سبب البلاءات والمآسي والمصائب والكربات التي أصابت الأمة ؟ قلت لك : هي بسبب ولائنا لليهود والنصارى والروافض ومن والاهم , قال سبحانه وتعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا "(النساء:144) , ولا بد أن نعلم : أنه لا يتصور من رجل يؤمن بالله واليوم الآخر , أن يوالي الكافرين بتاتا , قال الله تعالى :" وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" ولقد نزلت الآية الأخيرة في عبد الله بن أبي بن سلول لما قدم ولائه لليهود على ولائه لله ورسوله والمؤمنين والتزم هذا المنافق رسول الله ووضع يده في درعه وأصر على عدم تركه حتى يعفو الرسول عن أولياءه من اليهود معللا ذلك بأنهم من يحميه ويناصره ويحصنه عندما تدور عليه الدوائر , في الوقت نفسه الذي تبرأ عبادة بن الصامت منهم أي من يهود بني قينقاع وكانوا أولياءه في الجاهلية وتبرأ منهم لما نقضوا عهدهم مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقدم الولاء لله على الولاء فيمن سواه فنعم الرجل عبادة وأمثاله وبئس الرجل ابن أبي وأمثاله من طواغيت العرب وأذنابهم .
النكسة الاقتصادية والربا
أيها الإخوة : لقد صرح أكثر من عالم اقتصاد بعدما حصل لأمريكا أن من أهم أسبابه التعامل بالربا وعلى نطاقات واسعة في المؤسسات الاقتصادية , ودعوا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بتحريم الربا , ولا شك أن هذا مما يزيد قلب المؤمن اطمئنانا على أنه يسير في الطريق الصحيح الذي يوصله إلى الله وإلى دار كرامته , حقا أقول لكم : لما سمعت ما جرى ازداد يقيني أن الله حق وأن القرآن حق وأن محمد حق وأن كل ما جاء به محمد حق , أيها العقلاء : كيف لا يحدث لأمريكا ما حدث والله تعالى يتوعد المتعاملين بالربا بالحرب الضروس منه ومن رسوله , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *** فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ"(البقرة :279,278 ) أما الحرب من الله فها أنتم ترون ما يفعله الله بجل من تعامل بالربا في العالم , وأما حرب رسوله فكان الأصل أن يتولاها ولي الأمر وهو غير موجود .... الموجود عندنا حكام يصح أن نصفهم بأنهم أولياء فجور , أولياء كفور , أولياء سفور , أولياء خمور , أما أن نصفهم بأنهم أولياء أمور فهذا من الكذب على الله , لو كان عندنا حاكم مسلم لحارب المرابين لأن أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ الدين , الدين الذي لا تقوم حياة الناس ولا يستقيم لهم حال في أي شأن إلا به , وهذا عقاب الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون , قال ابن عباس كما عند ابن كثير : " يقال لآكل الربا احمل سلاحك وتوجه لقتال ربك " ما يحدث لأمريكا شئ طبيعي لأن مال الربا ممحوق ومال الصدقة مبروك , قال الله تعالى :" يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ"(البقرة :276) .
نظرة الشريعة إلى المال والنكسة الاقتصادية العالمية
إن الشريعة تنظر إلى المال أنه من أجل نعم الله على الإنسان , وأن الإنسان مختبر ومبتلى في استخدام هذا المال , ومن سنن الله فيمن يحسن استخدام المال أن يزيد الله ماله مالا وغناه غنى , وأما من يسئ الاستخدام ويستعمله في معصية الواحد العلام , فإن ماله ليس إلى دوام بل إلى زوال وحطام , قال الله تعالى :" وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد " (إبراهيم :7) وكفر النعمة يكون بعدم استشعارك لفضل منعمها عليك , ويكون أيضا بعدم تحريكك للسانك في شكره , أو أن تستخدم نعمه فيما نهاك عنه , والعذاب الشديد ليس مقتصرا على الآخرة , بل هو في الدنيا والآخرة , أما في الدنيا فبسحب النعمة من بين يدي من يجحدها وفي الآخرة نار تلظى أوقد الله عليها حتى صارت أشد سواد من الليل , وكفر النعمة هو حال أمريكا وأذنابها وأزلامها عربا وعجما , قال الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ "(الأنفال :26) ولقد احتوت الآية على مجموعة من الحقائق :أولا :أن الكافرين سيستخدمون أموالهم في محاربة الموحدين . ثانيا : أنها ستكون عليهم حسرة , وذلك لأنها لن تحقق ما أنفقت من أجله , وهذا حال الأموال التي أنفقت للقضاء على المجاهدين في العراق وأفغانستان ومع ذلك فهم يزدادون قوة , وبات من المستحيل القضاء عليهم بشهادة أعدائهم أنفسهم . ثالثا : الآية فيها بشارة بانتصار التوحيد وهزيمة الشرك وأذنابه شاء من شاء وأبى من أبى . رابعا :أن العقاب الأخروي بالإضافة إلى هزيمة الدنيا تنتظر كل من صد عن سبيل الله بماله .
أيها الأخوة : وإذا أردتم أن نتحدث عن الموحدين واستخدامهم للمال , فهم يبذلون أموالهم لرفعة الحق وكلمته والقضاء على الباطل وصولته , فنعم المال مالهم , ونعم الاستعمال استعمالهم , أخرج أحمد في مسنده من حديث عمروا بن العاص أن الرسول قال له : نعم المال الصالح للعبد الصالح " وعند الطبراني في الكبير من حديث أبي واقد : أن الرسول قال فيما يرويه عن ربه :" إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة "
والحمد لله على توفيقه .
العرب وموقفهم من هذه الأزمة
أما العرب فلم يكتفوا بالارتباط مع الكافر , بل راحوا يمدون أمريكا بالمال ويساندونها واقتصادها على حساب الشعوب المسلمة ولقمة عيشهم , حقا : إنه لا يشك في كفر طواغيت العرب إلا رجل أعمى الله بصره وبصيرته , يمدون أمريكا بالمال وهي تقتل المسلمين وتنتهك أعراضهم وتنهب أموالهم وتدنس مقدساتهم , إنني أعتقد أن طواغيت العرب مشاركون لأمريكا في هذه الجرائم والكفريات , فمن القواعد التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة أن:"الراضي بالشئ كفاعله " , قال الله تعالى :" وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا "(النساء :140) وفي صحيح البخاري من حديث عمر – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال :" إنما الأعمال بالنيات " , وعند الطبراني في المعجم الكبير من حديث عتبة بن غزوان – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال : حليف القوم منهم " وقال : من كثر سواد قوم فهو منهم " وعند البخاري من حديث ابن مسعود: أن رجلا جاء لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال له : أن الرجل يحب القوم ولم يلحق بهم " فقال له الرسول : المرء مع من أحب " وطواغيت العرب مع من أحبوا من اليهود والنصارى , نسأل الله الهداية للجميع .
المجاهدون والنكسة الاقتصادية
إن ما حدث لأمريكا أولا وأخيرا هو محض فضل من الله تعالى , قال الله تعالى :" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" (يونس: 58) ثم بالضربة الجهادية المباركة "ضربة الحادي عشر من سبتمبر " والتي قدرت خسائرها بترليون دولار والعدد في ازدياد , هذه الضربة كان من آثارها وقوع الصليبين وأذنابهم بين أنياب الموحدين في العراق وأفغانستان , الأمر الذي أرهق أمريكا واقتصادها وكلفها الكثير والكثير , أعلمتم أيها الإخوة فائدة الثبات على الحق وعلى منهج الحق , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"(الأنفال : 65) , أعلمتم فائدة الجهاد , صحيح أننا نضحي ونبذل ويصيبنا ما الله به عليم , لكن لابد أن نعلم أن الأجر على قدر المشقة , وأن عواقب الجهاد أحلى من العسل , على أصحابه في الآخرة , وعلى الإسلام وأهله في الدنيا , ولقد صدق الرسول – صلى الله عليه وسلم عندما قال كما في مسند أحمد من حديث عبادة والحديث حسن :"عليكم بالجهاد في سبيل الله , فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم " وسترون كيف سيذهب الله بالجهاد والتوحيد همنا وغمنا إن كان من النصارى أم من اليهود أم من المجوس والكافرين قاطبة أم من طواغيت العرب , وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
هل من الممكن أن تتعافى أمريكا مما أصابها
أيها الإخوة : لن تتعافى أمريكا مما أصابها إلا إذا رجعت إلى الله , وتابت إليه ن كفرها , والتزمت بالتوحيد الذي جاء به محمد – صلى الله عليه وسلم – وحكمت الشريعة في كل صغير وكبير , فإن الإنسان لا يصلح شؤون حياته إلا ما جاء في شريعة ربه , قال الله تعالى : ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " (الملك :14) فإن أمريكا بلغت الذروة في الجانب الدنيوي المادي الحضاري وهي الآن في سفال وهبوط ونزول لا تقدم فيه .... وما تقدم هو سنة الله في خلقه , قال الله تعالى : " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَاهُمْ مُبْلِسُونَ *** فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الأنعام:45,44) , وأمريكا فتح الله عليها أبواب كل شئ من الدنيا وفرحت بازهارها المادي فحانت ساعة الصفر الرباني لها "فاخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون *** فقطع دابر القوم الذين كفروا والحمد لله رب العالمين " وعند البخاري من حديث أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :" حق على الله ألا يرتفع شئ من الدنيا إلا وضعه "
قال الله تعالى :" أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"(التوبة :109) وأهل غزة عندنا يقولون :"ما كان لله وعلى منهج الله دام واتصل , وما كان لغيره انقطع وانفصل " , والله المستعان .
ما حدث لأمريكا أمر طبيعي
أيها الإخوة : لا غرابة فيما حصل لأمريكا فهذه سنة الله في الظالمين , ألم تعلموا أن الظلم عاقبته وخيمة , ولقد تربينا على بيت الشعر الذي كنا نسمعه من الشيخ كشك , والذي يكاد الشيخ يكرره في جل خطبه يقول : لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا *** فالظلم تعود عقباه إلى الندم *** تنام عيناك والمظلوم مرتقب *** يدعوا عليك وعين الله لم تنم , وكان رحمه الله يكثر يقول : ابن آدم : افعل ما شئت كما تدين تدان , وهذا هو حال أمريكا , ستهلك لأن الهلاك هو سنة الله في الظالمين , قال الله تعالى :" وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ "(هود :102) وهو القائل :" وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون "(القصص 59) وعند الترمذي من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم قال : ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء , ويقول الله : لأنصرنك ولو بعد حين " فيا ويل أمريكا كم دعا عليها أناس من أتباع الرسول الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم – ويا ويل كل ظالم من انتقام الله تبارك وتعالى .
واجبنا في المرحلة القادمة
أيها الإخوة : وما تقدم يوجب علينا أمورا عدة في المستقبل وهي :
أولا : تعلم العقيدة والعمل بها وتعليمها .
ثانيا : الكفر بكل الطواغيت التي تعبد في الأرض من دون الله .
ثالثا : تربية أنفسنا وأولادنا على الأخلاق التي حث عليها كتاب الله وسنة رسوله .
رابعا :دعم المجاهدين بالنفس والمال والولد وتشجيعهم على الثبات في ميادين الصراع مع أعداء الله , وعدم ترويج ما يذيعه إعلامهم الكافر عربيا كان أو أجنبيا .
خامسا : تحكيم شرع الله بقدر استطاعتنا ومطالبة الحكام بتطبيق الشريعة .
سادسا : لا بد علينا أن نربي أنفسنا ونرشد غيرنا إلى ضرورة تعليق القلب بالآخرة والزهد في الدنيا , فإن الحرص على الدنيا أصل كل شر .
-إخواني الموحدين : هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء,إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم الفقير إلى الله : أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طرابلسي
10-18-2008, 08:05 PM
بارك الله فيك
لنا عودة لقراءة ثانية

المشكلة باخوتنا في صوت أنهم يملون من المقالات الطويلة فاعذرهم بارك الله فيك

أبو يونس العباسي
10-19-2008, 05:34 PM
جزاك الله خيرا على المرور , وإن لم يقرأوا الآن يقرأون في المستقبل
أسأل الله تعالى أن يسخرنا وإيك لخمة الإسلام والمسلمين , وأن ينفع بنا العباد والبلاد , اللهم آميين