تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بشرى : عودة منبر التوحيد والجهاد



أبو هاشم
10-18-2008, 04:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عاد موقع منبر التوحيد والجهاد للعمل ولله الحمد والشكر
وجديد الشيخ على المنبر موضوع
الثبات الثبات في زمن التراجعات
http://www.tawhed.ws/ (http://www.tawhed.ws/)


منقول من شبكة الحسبة
http://al-hesbah.info/v/showthread.php?t=195594 (http://al-hesbah.info/v/showthread.php?t=195594)


نأسال الله تعالى أن يجعله للمتقين إماماً، وأن يثبته ويحسن خاتمته آمين

Abdulla
10-18-2008, 04:16 PM
بشرك الله بالخير والغفران أيها الأخ الفاضل ...

أبو هاشم
10-18-2008, 08:10 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب ...

Abdulla
10-19-2008, 01:12 AM
وهذا حلوان عودة الموقع .. أتمنى أن تعجبكم هذه الأنشودة العزيزة على قلبي :

YouTube - ط£ط¨ظˆ ط¯ط¬ط§ظ†ط©: ظ„ط³طھ ط£ط±ط¶ظ‰ ط§ظ„ط¬ط§ظ‡ظ„ظٹط© (http://www.youtube.com/watch?v=mRyoQjurb94)

طرابلسي
10-19-2008, 08:26 AM
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك" رواه مسلم

فاللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ..

وبعد..

إن المتدبر لآيات القرآن العظيم يعلم أن من أساليب أعداء هذا الدين على مر العصور المكر بالشبهات والشهوات ليردوا أصحاب هذه الدعوة عن أصولها وثوابتها (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (لأنفال: من الآية30).

والمعصوم من عصمه الله ..

وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم وحذرنا من سهولة تقلب أهل آخر الزمان وسرعة تراجعاتهم لكثرة الفتن وضعف الدين في نفوس الناس فقال: "إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً " رواه أبو داود والترمذي

قال الحسن البصري: والله لقد رأيناهم يغدو أحدهم بدرهمين ويروح بدرهمين يبيع دينه بأقل من ثمن العنـز.

اللهم إنا نسألك الثبات إلى أن نلقاك ..

والله عز وجل يعصم عباده المؤمنين بفضله وببركة طاعتهم وإحسانهم؛ (هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ) (الرحمن:60)

(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) (ابراهيم:27).

ولا شك أن أعظم أسباب الثبات على الحق الاعتصام بكتاب الله تعالى الذي بين لنا سبيل المؤمنين وميزها عن سبل المجرمين ونبهنا إلى أساليب الطغاة في الكيد للدعوة والدعاة قال الله تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)..

أتذكر هذه الآية وأمثالها مما كان أنيسي في زنزانتي ومعيني على الثبات والاستعلاء على المحنة ..

لقد قلب القرآن محنتي إلى منحة وصيّر لي المكروه محبوبا والبلية عطية فلله الحمد على نعمة الإيمان والإسلام والقرآن .. فكنت أنادي دوما:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif ولا تصبّرنا ولا صلينا
إن الطغاة قد بغوا علينا http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وإن أرادوا فتنة أبينا
فأنزلن سكينة علينا http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وثبت الأقدام إن لاقينا

أجلجل بها الزنازن وأقطع بها سكون السجن ..

اللهم كما آنست سجني وخلوتي بالقرآن فآنس اللهم به قبري وثبت به قلبي ..

فالقرآن الكريم كلام رب العالمين هو أعظم واهب للتثبيت؛ لأنه حبل الله المتين وعروته الوثقى، ومن لم يثبته القرآن فاستوحش معه ولم يستأنس إلا بكلام الخلق فكبر على قلبه أربعا، إذ ما عسى ذاك الذي سيثبته بعد كلام الله العاصم من الفتن ومكائد شياطين الإنس والجن، الذي يوضح للمؤمن سبيل المؤمنين ويبين له سبيل المجرمين ويقص عليه أخبار أهل الثبات من الأنبياء والدعاة والصالحين الذين سبقت قوافلهم في عمق الزمان .. (وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) (هود:120).
كما أنه يعصم من الشهوات ويرد على الشبهات ..
وهو الهادي إلى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5)

والاستعانة بالله واللجوء إليه والاستنصار به والثقة والتوكل عليه والافتقار إليه كل ذلك مما يعين على الثبات في زمن المغريات والتقلبات والتراجعات..

قال ابن القيم رحمه الله ما معناه إن العبد إذا علم أن الله سبحانه وتعالى مقلب القلوب وأنه يحول بين المرء وقلبه وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء فما يؤمّنه أن يقلب الله قلبه ويحول بينه وبينه ويزيغه بعد إقامته ولذلك فهو يأوي إلى مولاه ويلوذ به دوما ولذلك أثنى الله على عباده المؤمنين بقولهم ودعائهم: (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) ...وبقولهم: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). وقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" رواه الترمذي.
فالاستعانة بالرحمن واللجوء إليه والثقة به من أعظم عوامل الثبات في زمن التقلبات والتراجعات؛ (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء:62).

ومن ذلك تذكر الولي دوما ولهج اللسان بذكره فهو من أعظم عوامل اطمئنان القلب وثباته أمام الأعداء (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28). (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الأنفال:45)

ومن أعظم عوامل الثبات؛ الحياة من أجل نصرة دين الله وأن يكون ذلك هو الهم الأول عند الإنسان قال تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) وقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) (النساء: من الآية66)

فنسأل الله تعالى أن يجعل ذلك همنا الأول وأن يستعملنا به ولا يستبدلنا .. يقول الله تعالى: (فاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَتُنصَرُونَ) (هود: 112-113).

ومعنى الإستقامة الاستمرار على الحق والثبات عليه حتى الممات؛ (وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران:102).

والثبات على المنهج دليل على سلامته، وداع إلى ثقة الخلق به واتباعه، وهو ثمن أو ضريبة النصر ومطية الظفر والطريق الموصلة إلى العز والرفعة والتمكين.

(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24).

يقول سفيان: (بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين).

والثبات طريق لتحقيق الأهداف العظيمة والغايات العلية، فالمسلم الذي يسعى لتعبيد الناس لرب العالمين وإخراجهم من عبادة العباد، ويتطلع لرفعة دينه، وإعلاء رايته لا غنى له عن الاستقامة والثبات.. فقد كانت وصية رسول الله لأصحابه: (قل آمنت بالله ثم استقم).

والثبات يدعو إلى مزيد من الثبات؛ فثبات العلماء على دينهم وعدم تراجعهم أمام المغريات والضغوط والابتلاءات يدعو الناس إلى الاقتداء بذلك والثبات عليه .. والتراجع ولو بخطوة تعقبه خطوات وتراجعات لا حصر لها ..

يقول سيد قطب - رحمه الله تعالى ورفع منزلته - عند هذه الآية بعد أن ذكر محاولات المشركين لمساومة الرسول صلى الله عليه وسلم على كثير من أمور دينه ودعوته ومن ذلك ترك التنديد بآلهتهم وما كان عليه آباؤهم إلى غير ذلك.. يقول ما ملخصه .. هذه المحاولات التي عصم الله منها رسوله، وهي محاولات أصحاب السلطان مع أصحاب الدعوات دائماً، محاولة إغرائهم لينحرفوا ولو قليلاً عن استقامة الدعوة وصلابتها، ويرضوا بالحلول الوسط التي يغرونهم بها في مقابل مغانم كثير. ومن حملة الدعوات من يفتن بهذا عن دعوته لأنه يرى الأمر هيناً. فأصحاب السلطان لا يطلبون إليه أن يترك دعوته كلية، إنما هم يطلبون تعديلات طفيفة ليلتقي الطرفان في منتصف الطريق. وقد يدخل الشيطان على حامل الدعوة من هذه الثغرة، فيتصور أن خير الدعوة في كسب أصحاب السلطان إليها ولو بالتنازل عن جانب منها! ولكن الانحراف الطفيف في أول الطريق ينتهي إلى الانحراف الكامل في نهاية الطريق، وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في جزء منها ولو يسير، وفي إغفال طرف منها ولو ضئيل، لا يملك أن يقف عند ما سلم به أول مرة.. لأن استعداده للتسليم يتزايد كلما رجع خطوة إلى الوراء! وأصحاب السلطان يستدرجون أصحاب الدعوات، فإذا سلموا في الجزء، فقدوا هيبتهم وحصانتهم، وعرف المتسلطون أن استمرار المساومة، وارتفاع السعر ينتهيان إلى التنازل والتسليم والهزيمة .. ومتى دبّت الهزيمة في أعماق السريرة، فلن تنقلب الهزيمة نصراً!

أضف إلى هذا وذاك أن التراجع يحزن قلوب المؤمنين ويقر أعين المشركين، وثبات المؤمن على الحق يقطّع قلوب أعداء الدين ويغيظهم، ومعلوم أن إغاظتهم عمل صالح ميز الله به أحب خلقه إليه بعد الرسل فقال: (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) (الفتح: من الآية29)

وقال سبحانه: (وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)(التوبة: من الآية120)

ولذلك فليس عجيبا أن يفرح أعداء الدين بتراجعات أهله وانتكاساتهم في شتى البلاد فهذا من أعظم ما يتمنونه دائما (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران:120)

بل إنهم يخططون ليل نهار للحصول على مثل هذه التراجعات ليوهنوا بها الصفوف ويفرقوا بها الجموع ويحبطوا بها الدعوة ويخذلوا بها عن الجهاد .. وسواء عندهم أحصلوا على هذه التراجعات بالضغط والقيد والأذى والإكراه والقتال ..؛ (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) (البقرة: من الآية217)، أم تصنّعوها أو اصطنعوها بالمكر والخبث والكيد والخداع (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (آل عمران:72) .

وليست هذه التراجعات أقصى ما يتمنونه ولا يتوقفون عندها أويكتفون بها ؛بل (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) (البقرة: من الآية217). (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) (النساء:89).


* * *


وليس ذلك كله بعجيب فقد بينه لنا القرآن أوضح بيان؛ ولكن العجيب أن يتمنى تلك التراجعات منا أو من غيرنا ويتشوف ويتشوق إليها بعض من ينتسب إلى هذا الدين ويتمسح بهذه الدعوة المباركة ويتزيى بزي أهلها من الغلاة الذين ما شموا رائحة العلم ولا تذوقوا طعم الفهم أو من لف لفيفهم من السماعين لهم فيشيعون بين يدي خروج الدعاة والعلماء والمجاهدين من سجون الظالمين – بعد أن ثبتهم الله – أن ذلك الخروج ما تم إلا بعد عقد صفقة مع أعداء الله لأجل تراجعات تتضمن الطعن في الجهاد والمجاهدين ..دون أدنى دليل على ذلك يثبت مصداقيتهم اللهم إلا الشقشقات الفارغة والأمنيات الباطلة حسدا من عند أنفسهم على ما من الله به على أولئك الدعاة من الثبات في المحنة والنضوج في الفهم والوضوح في التصورات؛ أوكتابات لم ترق لعقولهم القاصرة ولا استوعبتها أفهامهم الضيقة ونظرهم القصير ..
ولذلك فقد أحببت أن أذكر هؤلاء وغيرهم من الخصوم والأعداء والشانئين ممن يتشوفون ويتشوقون لنكسات وتراجعات الدعاة والمجاهدين وأقول لهم في أول إطلالة لي على الشبكة العنكبوتية بعد طول غياب في السجون بأن هناك ثوابت في ديننا ودعوتنا يجب أن يعلم القاصي والداني والعدو والصديق والحبيب والبغيض والموالي والمعادي والودود والحسود أن لا تراجع عنها ولا خيار ولو قطعت الرقاب وهلك أو تشتت الأحباب؛ (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (الأحزاب: من الآية36).

وعندما جاءني الأهل بخبر وفاة الوالد رحمه الله وأنا في زنزانتي بعد انتظار ووعود ومماطلات لرؤيته في أيام مرضه الأخيرة قلت لهم لقد كان في وسع القوم أن يخرجوني لرؤيته قبل وفاته لأقف إلى جنبه في هذه اللحظات .. وإذ لم يفعلوا ذلك ظنا منهم أنني سأساوم أو أنكسر أمام هذه الضغوط أو أرفع الراية البيضاء؛ فأقول لكم ولهم: والله لو مات أهلي أجمعون واحدا واحدا؛ أمي وأولادي وزوجاتي وإخواني والجميع، لا تحلموا أن أتراجع عن حرف واحد أعتقد وأدين الله أنه حق من ديني ولو أمضيت ما تبقى من حياتي في الزنزانة.

فإن أبي ووالدتي وأهلي http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif لدين محمد منهم وقاء

وأقول هذا على مسمعهم ولينقلوه لأسيادهم .. وها أنا أكرره اليوم أيضا ..

كما أحببت أن أطمئن أحبابي وإخواني وأبشرهم بنعمة الاستقامة على المنهج وعدم التبديل والتغيير وبأنني بعون الله لن أقيل ولن أستقيل ولو كلفني ذلك أن أمضي ماتبقى من حياتي في زنزانتي التي ألفتها وألفتني واعتدتها واعتادتني وصاحبتها وصاحبتني ..

زنزانتي خير من صاحبت في زمن http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif الظالمون به عبدوا كأوثان
وإن أودعها يوما وأهجرها http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif فبندقيتي يا أم الصاحب الثاني

وكل ما أطلبه منهم هو الدعاء بالثبات وحسن الختام..


* * *


هذا ما منّ الله به علينا من نعمة الثبات في القيد .. والفضل كله لله وحده وأنا أبرأ من الحول والقوة إلا به سبحانه وأسأله الثبات إلى يوم لقياه فإن كان ذلك قد أغاظ أعداء الله فلا عجب ولا غرابة؛ أما إن كان قد أغاظ ولازال يغيظ طائفة من المنتسبين إلى الدين المتمسحين بالدعوة فالعجب من ذلك كل العجب! أين ولاؤهم للدين وللمؤمنين ؟ وأين حبهم لظهور الدين وثبات المؤمنين ؟ وأين حرقتهم على دين المسلمين ؟ أماتت قلوبهم أم انتكست ؟ أم أن الحسد والغل قد أكل قلوبهم وشوهها حتى أمست لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا ..

وإذ لا زالوا يغصون بغيظهم فأقول لهم ولأعداء الدين أيضا ولكل شانيء لدعوتنا: موتوا بغيظكم فشعارنا إن شاء الله: شموخ في زمن الإنكسار .. ثبات ولو كره الطغاة .. ثبات حتى الممات .. بإذن الله .. وهي وغيرها صيحات يذكرها ويعرفها جيدا كل أخ لي سجن في سنوات سجني إذ كانت تؤنسه وترفع معنوياته حين كنت أهتف بها من طاقة زنزانتي بأعلى صوتي أهز بها زنازن السجن وأثبت بها قلبي وقلوب إخواني؛ وها أنا ذا أكررها وأؤكدها بعد أن فكت القيود من معصمي مهيئا نفسي للرجوع إلى زنزانتي في أي لحظة شامخا بثباتي بفضل الله وحده .. فمن كان يزعجه ذلك أو يغيظه فليمت بغيظه مزعوجا فما عن ذلك بإذن الله بدل ولا حول ..

وأقول كما قلت لبعض المحققين في جلسات متكررة: أتعرف "كيم سونغ ميونغ" الكوري الجنوبي ؟ فإنه لن يكون بإذن الله أثبت مني ! وحين كان يسأل عنه! كنت أعرفه بأنه صاحب عقيدة شيوعية خاوية، ومع ذلك فهو أقدم سجين شيوعي سجن في كوريا الجنوبية على معتقداته الشيوعية في زنزانة بحجم خزانة الثياب لمدة 44 سنة لم يتراجع خلالها لحظة واحدة عن إيمانه بالشيوعية حتى أفرج عنه وهو على تصلبه رغم اندحار الشيوعية وتفكك الإتحاد السوفييتي وتراجع ملايين الشيوعيين عن مبادئهم .. ولقد اعتبرته منظمة العفو الدولية أقدم سجين سياسي (1).. خرج هذا السبعيني من زنزانته التي أمضى بها شبابه وبقية حياته ليقول للعالم رغم وهن جسده الذي لم يكن يحمله حتى إنه كان يتوكأ على أصدقائه ليتمكن من الوقوف أمام كاميرات الصحافيين وقف يقول بلسان حاله للعالم أجمع ولمن حبسوه خاصة: إنكم إن أوهنتم جسدي وكسرتم عظمي وظهري فلم ولن توهنوا إرادتي وتكسروا عزيمتي ..

فكنت أقول لؤلئك وغيرهم: هل يصح أو يعقل أن يكون هذا الخاوي أقوى عزيمة من صاحب عقيدة سماوية أصلب وأعلى من الجبال الراسيات متصل مع ربه متكل على مولاه؟ .. معاذ الله .. فأي تراجع تنتظرون ؟!

ضع في يدِي القيد ألهِب أضلعي http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif بالسوطِ ضعْ عنقي على السكينِ
لن تستطيع حصار فكري ساعة http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يدَيْ http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif ربي وربي ناصري ومعيني
سأعيش معتصما بحبل عقيدتي http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وأموت مبتسما ليحيا ديني



* * *


كانت هذه المعاني لا تغادرني في زنزانتي تشد من إرادتي وتزيدني تصميما ويقينا وثباتا، وعندما كان يصيبني الملل من رتابة وتشابه وكر الأيام والأسابيع والشهور والسنون كنت دوما أتذكر خسائري الفادحة والعظيمة في الدنيا والآخرة في حالة انكساري للقيد وشماتة الأعداء بهذه الدعوة وفرح الخصوم بانتكاسات وهزائم أهلها خصوصا في زمن (موضة) التراجعات، فأزداد تصميما على الثبات في وجه المحنة حرصا على حماية هذا الثغر الذي ائتمنت عليه من أن يلج منه الأعداء أو تناله أيدي الشانئين ..

كما كنت أتذكر من هو أشد مني حالا وبلاءاً من إخواني المسجونين في شتى بقاع الأرض ممن يمنعون من أدنى الحقوق فيزيدني ذلك ثباتا وتصميما وصلابة وإصرارا ويزيدني أيضا استهتارا واستصغارا لما أنا فيه من بلاء، كنت أتذكر إخواني في سجن الظلام في باغرام وإخواني في أبي غريب وإخواني في جوانتنامو وإخواني في السجون السرية التي لا ترى الشمس ولا يراهم فيها أحد وأتذكر إخواني في سجون اليهود والشيوعيين والمرتدين وغيرهم، وأتذكر أخي وحبيبي أبي مجاهد جمال رفعت العتيبي رحمه الله وجمعنا به في الفردوس الأعلى يوم سجن في سجون الأمن السياسي في سوريا في زنزانة انفرادية عفنة مظلمة تملؤها الطحالب وكان المصحف ممنوعا أتذكر كيف كان يتشوق لكل آية تصل إلى مسامعه من المساجد البعيدة ويأخذ في تكرارها حتى يحفظها؛ وتجرأ ذات مرة فطلب مصحفا فجاءه الجواب جرجرة من الزنزانة وضربا وصبا لأصناف العذاب عليه وسط كيل من الشتائم القذرة والسباب السافل.. أتذكر كلماته وهو يقول لقد قلت للحارس يوم سحبوني بعد الضرب إلى زنزانتي: والله لو أعطيتموني مصحفا لما سألت بزنزانتكم هذه ولو مكثت فيها ألف سنة .. اللهم اجعلنا وإياه ممن تحبهم ويحبونك..

كان تذكري هذا وأمثاله، يزيدني استخفافا بمحنتي ويعرفني بنعمة الله علي إذ جعل أنيسي ورفيقي في المحنة القرآن ..


* * *


إن الله هو الغني وهو غني عنا وعن جهادنا وعن ثباتنا وإنما ذلك لنا يرفعنا الله ويعزنا به، ومن يخلد إلى الأرض ويتراجع أو يتول يستبدل الله قوما غيرهم خيرا منهم ثم لا يكونوا أمثالهم .. اللهم يا غفور يا ودود استعملنا ولا تستبدلنا ..

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة:54)


* * *


وأخيرا فأنا أعلنها مدوية في وجه أعدائي كما كان الحال دائما بفضل الله؛ لا تراجع ولا تنازل عن الثوابت والعقيدة ولا مساومة على الدين ولن نسمح لأحد إن شاء الله أن ينفذ من ثغر أفنينا حياتنا وأعمارنا وأوقاتنا في حراسته حتى يعز الله دينه أو نهلك دونه .. ومن توقع منا غير ذلك فهو واهم حالم مسكين وذلك لان الثمن الذي يبذله أو سيبذله لنا لا ولن يملأ عيوننا ولن يوفي طموحاتنا؛ فنحن نطمح إلى جنة عرضها السموات والأرض ولا يملأ عيوننا أو نبيع أنفسنا إلا بمثل هذا الثمن، فإن كان يملكه فليساوم ولينزل إلى المزاودة، ومادام لا يملكه فهو بهديته وأحلامه يفرح فليطو بضاعته وليستفق من أحلامه وليلذ بالصمت والخسران ..

(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:111).


* * *


وقبل أن أنهي، أهمس في آذان إخواننا الذين بغوا علينا وما فتئوا يرموننا بما سطرته أقلام البغي والحسد بل والكذب سواء حين كنا في القيد وخلف الأسوار فكانوا يبارزون وقتها أشباحا وخيالات ويفرحون إذ لا يرد على بغيهم ولا يتصدى لكذبهم أحد ، أو بعد أن خرجنا فشغلونا بعبثهم ومشاغباتهم ..

أقول: أقلوا علينا أو أكثروا من ذلك؛ فلن تحرفونا ببغيكم عن الجادة بعون الله ولن تردونا بشغبكم عن الصراط .. فنحن نتأسى ونتتبع خطى قوم لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ثابتون ظاهرون على الحق ..


* * *


وأختم هذا بحكاية ومثال للتحدي كنت قرأته في بعض الكتب عن شيخ طاعن فرنسي خرج وحده في مظاهرة عام 1968م وحينما حاولت الشرطة الفرنسية مساومته وإقناعه بالعودة إلى منزله، غرز يافطته في حضنه وظل صامتا .. حينها قال له الضابط: هل تتوقع أن تغير العالم أيها العجوز بهذه اليافطة .. لقد انتهى كل شيء وعاد الناس إلى إيقاع حياتهم .. فأجاب العجوز: لا يا ولدي ، فأنا لا أغير قشة واحدة من موضعها في هذا العالم .. لكن لا أنت ولا الجنرال ديغول ولا هذه الكواكب كلها يمكنها تغييري ..

ولايعاب الاعتبار بمثل هذا والحث به على الثبات فقد اعتبر إمام أهل السنة والجماعة من مخمور قال له لما جيء به إلى الخليفة ليمتحن يا أحمد اثبت ولا تـجزع من الضرب فوالله لقد جُلِدت في الخمر أو في معصية الله مائة مرة؛ فما يضرك أنت أن تجلد في ذات الله ؟! وإنما هو السوط الأول .. وقد ذكر الإمام أن هذا كان من دواعي تثبيته وكان يذكره بخير ويستغفر له ..

وأحسن من ذلك قصص البلاء والثبات التي كان يضرب بها أصحاب رسول الله أروع الأمثلة فذاك بلال يسحل في رمضاء مكة يتلاعب به الصبيان بعد أن يذوق أصناف العذاب وتوضع الصخور العظيمة على صدره فما يزيد عن قول: أحد أحد .. ويقول لو أعلم كلمة تغيظهم أكثر من ذلك لقلتها .. إنها الإرادة الفولاذية التي تستهزيء بالمحن وتنكسر أمامها إرادات الطغاة .. وذاك خباب يلقى على الجمر فيطفئه ودك ظهره ما يرده ذلك عن دينه أو يكسر ثباته ، وتلك سمية وهي امرأة ضعيفة لا عشيرة لها ولا قوة يصب عليها من العذاب ما لا يصمد أمامه صناديد الرجال وترى زوجها يعذب حتى القتل وابنها يسام أصناف العذاب حتى تكسر ضلوعه فما يزيدها ذلك إلا إصرارا وثباتا يهزم الطغاة ويفقدهم عقولهم ويخرجهم عن طورهم فيطعنها رأس الكفر بالحربة في موضع عفتها معلنا عن انهزامه أمام هذه المرأة الضعيفة فيما تعلن هي بذلك للدنيا كلها ثباتها وصمودها وانتصار إيمانها على الكفر والطغيان وتلقن العالم كله دروس العز والثبات ..

وهذا حبيب بن زيد رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة يثبت في وجه مسيلمة الكذاب وجلادوه يقطعون جسده إربا إربا ما يرده ذلك عن دينه وإيمانه ولا يزعزع ثباته ، وغيرهم وغيرهم ممن زينوا تاريخ أمتنا بصمودهم وشموخهم وضربوا لنا أروع أمثلة الثبات حتى الممات متذكرين بذلك ما كان يذكرهم به ويربيهم عليه حبيبنا صلوات الله وسلامه عليه حين كان يقص عليهم أخبار أهل الثبات في أحوالهم تلك المظلمة فيقول: " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصدّه ذلك عن دينه، والله ليتمنّ الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الرّاكب من صنعاء إلى حضرموت فلا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون " رواه البخاري .

ولقد سجل لنا التاريخ بعد ذلك أمثلة كثيرة من ثبات سلفنا في وجه الطغيان خلدت ذكرهم تأسوا فيها بثبات أولئك الأوائل مستذكرين ومتبعين دوما لحديث نبيهم صلى الله عليه وسلم "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله".

فهذا سعيد بن جبير يشمخ في وجه جور الحجاج حتى يقتل، وذاك سفيان الثوري وطاووس لايخشون في الله لومة لائم .. والإمام أحمد يصمد أمام المأمون وفتنته ومن سار على نهجه ممن نصروا التجهم والاعتزال فيثبت ثبات الجبال الرواسي على عقيدته فيصير إمام أهل السنة بلا منازع وكان يقول عن تجربته وما حثه على الثبات بين يدي المحنة: ما سمعت كلمة مذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها قال يا أحمد إن يقتلك الحق مت شهيدا وإن عشت عشت حميدا؛ فقوّى بها قلبي..

وذاك ابن تيمية لا يهاب جبروت التتار أو يركع أمام تسلط حكام زمانه أو يتضرر بظلم خصومه.. وذاك العز بن عبد السلام سلطان العلماء يصدع منكرا فساد المماليك .. والشهيد النابلسي يخطب في العبيديين معلنا البراءة من باطلهم وكفرهم محرضا على الخروج عليهم فيجاء به إلى الحاكم العبيدي فيسأله: أأنت قلت لو أن عندي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة أسهم ولرميت العبيديين بالعاشر؟ فقال: كلا؛ إنما قلت لرميت العبيديين بتسعة أسهم ولرميت الروم بالعاشر؛ فيؤمر به فيسلخ جلده عن جسده وهو حي وهو يتلو القرآن ما يرده ذلك عن عقيدته أو يزعزع ثباته حتى رق له اليهودي الذي كان يسلخه وطعنه في قلبه بخنجره كي ينهي معاناته فيموت على هذه الحالة شهيدا ..
أولئك قومي وأحبتي وأولئك قدوتي وأسوتي ؛ فما ظن أعداء الله المتربصين المتشوفين لتراجعاتنا بمن كان هؤلاء قدوته وأسوته ومثاله ؟؟

والقافلة تطول وتطول ولا تنتهي حتى يرث الله الأرض ومن عليها وفي تذكر مواقفهم عبرة وعظة وذكرى لمن رام الثبات في زمن المغريات والتقلبات والتراجعات ..

اللهم إنا نحبهم ونحب ثباتهم وصدقهم فلا تحرمنا الاقتداء بهم والثبات على دينك الحق .. اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ..اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة..اللهم أحسن خواتيمنا واجعل خير أيامنا يوم لقائك .. آمين


وكتب أبو محمد المقدسي
منتصف شهر رمضان سنة 1429
من هجرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام




(1) انظر جريدة الدستور الأردنية بتاريخ 16/8/1995م

المهاجر7
10-19-2008, 09:54 AM
بشرك الله بالجنة أخي الحبيب.
الله أكبر
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لايعلمون

طرابلسي
10-19-2008, 06:38 PM
يقول سيد قطب - رحمه الله تعالى ورفع منزلته - عند هذه الآية بعد أن ذكر محاولات المشركين لمساومة الرسول صلى الله عليه وسلم على كثير من أمور دينه ودعوته ومن ذلك ترك التنديد بآلهتهم وما كان عليه آباؤهم إلى غير ذلك.. يقول ما ملخصه .. هذه المحاولات التي عصم الله منها رسوله، وهي محاولات أصحاب السلطان مع أصحاب الدعوات دائماً، محاولة إغرائهم لينحرفوا ولو قليلاً عن استقامة الدعوة وصلابتها، ويرضوا بالحلول الوسط التي يغرونهم بها في مقابل مغانم كثير. ومن حملة الدعوات من يفتن بهذا عن دعوته لأنه يرى الأمر هيناً. فأصحاب السلطان لا يطلبون إليه أن يترك دعوته كلية، إنما هم يطلبون تعديلات طفيفة ليلتقي الطرفان في منتصف الطريق. وقد يدخل الشيطان على حامل الدعوة من هذه الثغرة، فيتصور أن خير الدعوة في كسب أصحاب السلطان إليها ولو بالتنازل عن جانب منها! ولكن الانحراف الطفيف في أول الطريق ينتهي إلى الانحراف الكامل في نهاية الطريق، وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في جزء منها ولو يسير، وفي إغفال طرف منها ولو ضئيل، لا يملك أن يقف عند ما سلم به أول مرة.. لأن استعداده للتسليم يتزايد كلما رجع خطوة إلى الوراء! وأصحاب السلطان يستدرجون أصحاب الدعوات، فإذا سلموا في الجزء، فقدوا هيبتهم وحصانتهم، وعرف المتسلطون أن استمرار المساومة، وارتفاع السعر ينتهيان إلى التنازل والتسليم والهزيمة .. ومتى دبّت الهزيمة في أعماق السريرة، فلن تنقلب الهزيمة نصراً!

أبو هاشم
10-19-2008, 07:21 PM
بارك الله فيكم يا إخوتي.. ورحم الله سيد قطب

من هناك
10-19-2008, 08:29 PM
ولم يعود المنبر؟ هل كان مغلقاً؟

أبو هاشم
10-20-2008, 04:11 PM
ولم يعود المنبر؟ هل كان مغلقاً؟
نعم أخي بلال الموقع كان يتم تعطيله عن العمل من قبل أعداء الله..وقد إنقطع لفترة طويله نسبيا

والحمد لله والشكر لله هاقد رجع الأن وفرح بعودته الموحدين ..
نسأل الله العظيم أن يجعله نورا ومنار للمسلمين المخلصين.. ونارا ودمارا لقلوب الظالمين

أبو هاشم
10-21-2008, 03:59 PM
http://www.moheet.com/image/45/225-300/451027.jpg

صورة
الشيخ أبي محمد المقدسي -حفظه الله-