تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أويسُ بنُ عامرٍ القـَرنيُّ



النصر قادم
10-17-2008, 10:15 PM
من سلسلة دروس الأقصى المبارك

أويسُ بنُ عامرٍ القـَرنيُّ

الحمدُ للهِ القائل ِفي مُحكم ِالتنزيل:( أمَّن يُجيبُ المُضطرَّ إذا دعاهُ ويكشفُ السُّوءَ ويَجعلـُكُم خلفاءَ الأرض{62}) النمل

ويقولُ الرسولُ الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ في الحديثِ القـُدُسيِّ فيما يرويهِ عن ربِّهِ عزَّ وجلَّ: ( وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضُتهُ عليهِ، ولا يزالُ عبدي يَتقرَّبُ إليَّ بالنوافل ِحتى أحبَّهُ، فإذا أحَْبتـُهُ كنتُ سَمعَهُ الذي يَسمَعُ بهِ، وبَصَرَهُ الذي يُبصرُ بهِ، وَيَدَهُ التي يَبطِشُ بها، ورجلـَهُ التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينـَّهُ، ولئن استعاذني لأعيذنـَّهُ )


إخوتي وأحبَّتي : لقد كان مِنْ هؤلاءِ العُبـَّادِ المقربينَ من ربِّهم، أصحابُ الدعوة ِالمجابةِ وقد أدُّوا ما افتـُرِضَ عليهم وتبرَّكـُوا فتنفـَّلوا وبَرُّوا آبَاءَهُم، أويسٌ القـُرنيُّ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ.
ذاكَ العبدُ الصَّالحُ الذي تحدَّثَ عنهُ الحبيبُ المُصطفى صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ولم يَرَهُ.

فقال فيهِ :( سيكونُ في أمَّـتي رجلٌ يقالُ لهُ أويسُ بنُ عامرٍ القـَرنيُّ، وإنَّ شفاعَتـَهُ في أمَّتي مثلُ ربيعة َومُضَر)

فقالَ إنهُ من أهل ِاليمن،
وإنهُ من بلدة ِقرن ٍ،
ومن قبيلةِ مُراد،
ماتَ أبوهُ،
ويعيشُ مَعَ أمِّهِ وهو بها بارٌّ،
مَرِضَ بالبرص ِفدعا اللهَ فشفاهُ،
وبقيَ من آثارهِ مثلُ الدرهم ِفي ذراعهِ،
وإنهُ لَسَيِّدُ التابعينَ.

ثمَّ قالَ لعمرَ بن ِالخطاب رضيَ اللهُ عنهُ:(إن ِاستطعتَ أن يَستغفرَ لكَ فافعل)
فكانَ عمرُ حينَ أصبحَ أميراً للمؤمنينَ يسألُ حُجَّاجَ بيتِ اللهِ الحرام في موسم ِالحجِّ أمنكم أويسٌ القـَرنيُّ ؟
فيقولونَ :لا ،
فيقولُ: كيفَ تركتموه ؟
فيقولونَ دونَ أن يَعرفوا مَنزِلتـَهُ عندَ الله، تركناهُ قليلَ المتاع ِرَثَّ الثيابِ،
فيقولُ لهم: ويّحَكـُم لقد حدَّثَ عنهُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فإن ِاستطعتم أن يستغفرَ لكم فافعلوا!!!!


وكانَ عمرُ في كلِّ عام ٍينتظرُ أويساً.
حتى شاءَ اللهُ فجاءَ مَعََ حُجاج ِاليمن ِفلقيَهُ عمرُ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ فأرادَ أن يَستوثقَ منهُ فسألهُ :
ما اسمُك ؟ قالَ : أويس.
قالَ من أيِّ البلادِ أنت ؟
قال: من اليمن.
قال: فمن أيِّها ؟
قال: من بلدةِ قرن.
قال: من أيِّ قبيلةٍ فيها ؟
قال: من مُراد.
قال: كيفَ أبوك ؟
قال: أمَّا أبي فقد مات، و ليْ أمٌّ تعيشُ معي .
قالَ عمرُ وكيفَ حالـُكَ مَعَهَا ؟
قالَ : أرجو اللهَ أن أكونَ باراً بها.
قال: هل مَرِضتَ قبلَ ذلك ؟
قالَ: نعم مَرِضتُ بالبرص ِ، فدعوتُ اللهَ فشفاني.
قالَ هل بقيَ من أثرهِ شيء ؟
قالَ: نعم في ذراعيَ أثرُهُ مثلُ الدِّرهم،
وكشفَ لهُ عن ذراعهِ،
فلمَّا رأى عمرُ ذلكَ عانقهُ
وقال:
أنتَ الذي حدَّثَ عنكَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فاستغفر لي !!!


قال: أنا أستغفرُ لكَ يا أميرَ المؤمنين !!!

قالَ بلى، وما زالَ عُمَرُ يُلحُّ عليهِ حتى استغفرَ له.
ثمَّ سألَ عمرُ أويساً عن وجهتِهِ بعدَ موسم ِالحجِّ فقالَ: إني ذاهبٌ إلى مُرادَ من أهل ِاليمن ِإلى العراق.
قال: أكتـُبُ إلى والي العراق ِعنكَ ؟
قال: أقسمتُ عليكَ يا أميرَ المؤمنينَ ألاَّ تفعل.
دَعني أسيرُ في غبراءِ الناس ِلا يُأبَهُ لي.
وصدقَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ : ( رُبَّ أشعثَ أغبرَ لوأقسمَ على اللهِ لأبرَّهُ) .


وكم من هؤلاءِ فينا، فـَرُبَّ ثكلى بوليدِهَا فـُجعت،
أو عجوزٍ فقدَ أمامَ ناظريهِ الغوالي،
أو رجل ٍدمَّروا بيتهُ،
وآخرُ حَرَّقوا مُلكَهُ،
ومَثيلـُهُ هُتـِّكَ عِرضُهُ،
وأقوامٌ أخرجُوا وهُجِّرُوا،
فافترشُوا الأرضَ،
والتحفوا السماءَ,
يلفـُهُمْ صقيعُهَا،
ويَنخَرُ عِظامَهُم بَردُهَا.
تماماً كما يجري الآنَ بحقِّ إخوانِنا في العراق على يدِ الأمَّةِ الضَّالةِ، وقد أهلكوا الحرثَ والنسلَ، فدمروا البلادَ، وأهلكوا العبادَ، فحسبنا اللهُ ونِعمَ الوكيل.


وما تفعلـُهُ الأمَّة ُالغضبية ُكذلكَ بغزة َهاشم ٍمن زلازلَ بشريةٍ حاقدةٍ وقد سَوَّتِ البيوتاتِ بالأرض ِوجعلوها أثراً بعد عين .
فلا حولَ ولا قوة َإلاَّ باللهِ العليِّ العظيم .
فلا تبخلوا على أنفسِكم بدعاءٍ يَصحَبُهُ العملُ المبرأ ُ للذمة.
وإن كانَ حُكامُكـُمْ قد مَنعوهُ ،
وعلى الغـُزاةِ حَرَّمُوهُ .
فادعوا اللهَ ولا تـَدَعُوهُ.
فكم من مَكروبٍ فينا،
وكم من مَحروم،
فكلُّ النـَّاس ِلهم بَواكي،
إلاَّ أمَّة ُأحمدٍ فلا بَواكيَ لها !!!
وقد فقدتِ الإمامَ والأبَ الحَاني .


إخوتي في اللهِ وأحبتي : إنَّ ما نحنُ فيهِ من مصائبَ وويلاتٍ، وما يُدَبَّرُ لنا ويُحاكُ من خُططٍ ومؤامراتٍ تستهدفُ دينَ اللهِ وعقيدتـَهُ أولاً، والأمَّة َالإسلامية َبمجموعِهَا ثانياً، لحَريٌّ أن تكونَ محركاً للهمم، ودافعاً للعمل ِمن أجل ِالخلاص ِ بالعمل ِمَعَ العاملينَ لإقامةِ دولةِ الحقِّ، دولةِ الخلافةِ الراشدةِ.

فتوجهوا مَعَنا إخوة َالإيمان ِ بقلوبكُم، وارفعوا إلى السماءِ أكفـَّكُم، مُتضرعينَ ترجونَ الإجابة َمن ربِّكم
كيفَ لا !!
وقد وَعَدَكُمُ الصادقُ صدقاً مطلقاً بالإجابةِ، وَعَدَكم مَن لا يخلفُ وعدَه، وَعَدَكم من إذا وَعَدَ أوفى،
كيفَ لا!!
وهو القائلُ عن نفسِهِ
( وإذا سألكَ عبادي عنـِّي فإنـِّي قريب، أجيبُ دعوة َالدَّاع ِإذا دعان ِفليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يَرشـُدون{186} ) البقره.
والقائل: ( إدعوني أستجبب لكم{60}) غافر


وصدقَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ( ما كانَ اللهُ ليفتحَ على عبدٍ بابَ الدعاءِ، ويغلقَ عنهُ بابَ الإجابةِ )

فعسى أن يكونَ فيكم أويسٌ ثان ٍوهولا يدري !!
صوامٌ قوامٌ،
مكروبٌ،
مخمومُ القلبِ، أيّ: تقياً نقيا،لا إثمَ فيهِ ولا بغيَ، ولا غلَّ ولا حسد.
إن أقسمَ على اللهِ أبَرَّهُ،
أو سألـَهُ أعطاهُ وأسرَّهُ.

أويسٌ تـُفـْتـَحُ لدعوتِهِ أبوابُ السماء.

فادعوا اللهَ وأنتم موقنونَ بالإجابةِ : أن يكشفَ الغـُمَّة َ، ويكرمَ الأمَّـة َ، بالنـَّصرِ والظفرِ والتمكين .
وما ذلكَ على اللهِ بعزيز .

اللهمَّ انصرالإسلامَ والمسلمين، وأعل ِبفضلكَ كلمة َالحقِّ والدين، وانصُرهم على أعدائِكَ أعداءِ أمَّتِكَ أعداءَ الدين.
واجعلنا اللهُمَّ مِمَّن إذا دعاكَ أجبتهُ، أو سألكَ أعطيتة ُ.
اللهمَّ آمين، اللهمَّ آمين، اللهمَّ آمين.
ربَّ العالمين .

كاتبه أخوكم : النصر قادم

Abdulla
10-18-2008, 01:08 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم

مثل هذه المقالات والمواضيع تسبب صداعاً نصفياً لأعداء الدين وشرخاً عميقاً في قلوب المنافقين ، إذ لا يعجبهم أن تذكر لنا قصة صحابي جليل لأنها تعكر مزاجهم ، إنما يريدوا أن تذكر لنا مناقب الدولة الحاكمة في طباعة المصاحف وفضل وزير الداخلية في استتباب الأمن ومآثر العلماء والمشايخ في حث المسلمين على طاعة ولي الأمر والتعاون مع الجهات الأمنية ودور مخابرات الدولة في الحد من 'الإرهاب' ، لذا أشد على يديك في الاستمرار في هذه السلسلة الطيبة التي تؤانسنا وتخفف عنا بعض مصابنا ، فهي تذكّر المسلمين بواجباتهم التي غفلوا عنها ، وتنبههم لدورهم الذي يجب أن يقوموا به .

النصر قادم
10-21-2008, 05:41 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم

مثل هذه المقالات والمواضيع تسبب صداعاً نصفياً لأعداء الدين وشرخاً عميقاً في قلوب المنافقين ، إذ لا يعجبهم أن تذكر لنا قصة صحابي جليل لأنها تعكر مزاجهم ، إنما يريدوا أن تذكر لنا مناقب الدولة الحاكمة في طباعة المصاحف وفضل وزير الداخلية في استتباب الأمن ومآثر العلماء والمشايخ في حث المسلمين على طاعة ولي الأمر والتعاون مع الجهات الأمنية ودور مخابرات الدولة في الحد من 'الإرهاب' ، لذا أشد على يديك في الاستمرار في هذه السلسلة الطيبة التي تؤانسنا وتخفف عنا بعض مصابنا ، فهي تذكّر المسلمين بواجباتهم التي غفلوا عنها ، وتنبههم لدورهم الذي يجب أن يقوموا به .

أحسنت أخي الكريم أحسن الله إليك

نعم يا أخي الكريم فالأعم الأغلب من الناس همُ الذين لا يعقلون ولا يدركون ولا يفقهون ولا يعلمون

وهذا الأمر يجعل من حملة الدعوة أن يضاعفوا جهودهم ويبذلوا جلَّ طاقاتهم لتوعيتهم وتذكيرهم دوماً بأنهم لم ولن ينهضوا إلاَّ بالإسلام ولا إسلام إلاَّ بجماعة ولا جماعة إلاَّ بإمام

فإمامنا غائب ولهذا يتوجب على كل محتلم عاقل أن يعمل مع العاملين المخلصين لإعادة سلطان الله في الأرض المتمثل بالخلافة الراشدة القادمة بقوة بإذنه تعالى

ويقولون متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريبا

خفقات قلب
10-21-2008, 05:55 PM
اللهم آمين