تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة ٌلأهلِنا في فلسطينَ, والويلُ كلُّ الويل ِللمفرطينَ



النصر قادم
10-16-2008, 11:46 AM
كلمة ألقيتها في المسجد الأقصى المبارك في حينها



نصيحة ٌلأهلِنا في فلسطينَ, والويلُ كلُّ الويل ِللمفرطينَ


الحمدُ للهَ أنعمَ علينا بالإسلام ِ, وجَعَلنـَا خيرَ أمةٍ أُخرجتْ للأنام ِ. فقالَ عَزَّ مِن قائل: ( كنتـُم خيرَ أمةٍ أخرجت للناس ِتأمرونَ بالمعروفِ وتنهونَ عن المنكرِ وتؤمنونَ باللهِ {110}) آل عمران .


ثمَّ الحمدُ للهِ وقد نهانا عن الإحتكام ِللطاغوتِ فقالَ عزَّ مِن قائل: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً {60} ) النساء .

وَحَذرَنا من أن نجعلَ للكافرينَ علينا سبيلا, فقال سبحانه وتعالى: ولن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً{141}) النساء

وحَبَّبََ إلينا رسولـُنا الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ تكثيرَ سوادِ التـُّقاةِ فقال: لا تزالُ طائفة ٌمن أمتي على الدين ِظاهرين, لعدوِّهم قاهرين, لا يضُرُهُم مَن خالفهم, إلاَّ ما أصابَهم مِن لأواءٍ, حتى يأتِيَهُم أمرُ اللهِ وهُم كذلك, قالوا يا رسولَ اللهِ وأينَ هُم؟ قال: ببيتِ المقدِس ِوأكنافِ بيتِ المقدس .

وكرَّهَ إلينا تكثيرَ سوادِ العُصاةِ فقال: ( من رضيَ عملَ قوم ٍكانَ شريكَ مَن عَمِلَ بهِ )

وبعدُ أيُّها الناس: فقد آنَ الأوانُ لأمةٍ جَعَلهَا اللهُ أمَّة ًوَسَطاً بينَ الأمم ِ، وأوجبَ عليها حملَ الدعوةِ الإسلاميةِ للعالم ِ, وفرضَ عليها أن تؤوبَ إلى ربِّها, وتثوبَ إلى رُشدِها, فتعودَ لإسلامِها, لتتخِذَهُ عقيدة ًعقلية ًينبثقُ عنهُ نظامٌ كاملٌ شاملٌ تتبناهُ طريقة ًلها في العيش ِ, وتجعلُ من عقيدتِهِ قاعدة ًلأفكارها، ومِن أحكامِهِ حلولاً لمشاكِلِها, ومن مجموع ِمفاهيمهِ حضارة ًلها، ومن أفكارهِ رسالة ًإلى العالم ِوقيادَة ً فكرية ًلهُ. فبالإسلام ِوحدَهُ اقتعدت مركِزَ الصدارةِ بينَ الأمم ِوالشعوبِ, فهوَ وحدُهُ سبيلُ نـُصرتِهم, وطريقُ عزتِهم, وسببُ نهضتِهم, وأساسُ وَحدَتِهم، وصدقَ اللهُ: ( وللهِ العزة ُولرسولِهِ وللمؤمنينَ ولكنَّ المنافقينَ لا يعلمون{8}) المنافقين.

إخوتي في اللهِ, أحبتي في اللهِ, ألا فلتعلموا أيُّها المؤمنون : أن اللهَ سبحانَهُ وتعالى قد ابتلاكُم بفتنةِ فلسطينَ, ولن ينجُوَ أحدٌ منكم إلاَّ إذا أبصرَ الحقَّ منَ الباطل ِ، ومَن لم يُبصرْ ذلكَ ارتكسَ فيها، فاحذروا الدعاة َعلى أبوابِ جهنمَ الذينَ يدعُونَ إلى التفاوض ِوالتنازل ِعن عكا وقيساريةِ وحيفا ويافا, وعن عروس ِالجنةِ عسقلان، ويدعُونَ كذلكَ للإعترافِ بحقِّ يهودَ بهذهِ الأرض ِالطهورِ المقدسةِ المجبولةِ بدماءِ المجاهدينَ على مَرِّ القرون ِ، والرضا بإقامةِ كيان ٍهزيل ٍأو دويلةٍ منزوعةِ السلاح ِ وظيفتـُهَا الدفاع ُعن أمن ِيهودَ لا عن أمنِكُم .

فابرؤوا إلى اللهِ منهم، ولا تـُكثـِّرُوا لهم سواداً، ولا ترضوُا لهم عَمَلا, وإلاَّ شاركتمُوهُمُ المعصية َ, وقاسمتموهُمُ الإثمَ . فهم لا يَرضَونَ بأن يَنفردوا بمبارزةِ اللهِ بالمعصيةِ وحدَهُم، وإنما يَسعَوْنَ لجرِّ غيرِهِم, وكما هو حاصلٌ اليومَ من مناداةٍ مرة ً أخرى بإعادةِ اللـُّحمةِ عبرَ ما يُسمى: بالوَحدةِ الوطنيةِ, علـَّهم يُوارُونَ بها سوآتِهـِم, ويَستـُرونَ ما تبدَّى من عوراتِهم، فلا تـُعينـُوهُم على ما هُم فيهِ من مُنكرٍ، ولا تكونوا لهم ظهيراً، ومن يفعلْ ذلكَ منكم فإنهُ منهم .

ففلسطينُ أيها المسلمونَ: ليستْ بورصة ًنـُشاركُ فيها! ولا سلعة ًنـُساومُ عليها مَعَ يهودَ ألدِّ أعداءِ اللهِ في الأرض ِ،إنها مَسرى نبيـِّكُم صلى اللهُ عليهِ وسلمَ, وهيَ أمانة ٌ وَضَعَهَا السلفُ الصالحُ بينَ أيديكم، فلا تخونوا اللهَ ورسولـَهُ, وتخونوا أماناتِكُم وأنتم تعلمون، ولا تـُعينوا على تضييع ِهذهِ الأمانةِ بقول ٍأو فعل ٍ, أو سكوتٍ, بلْ, ولا ترتضَوها بقلوبـِكُم حتى لا تشارِكُوا القومَ المُفرطينَ بإثمهم. فإنَّ مَن رضيَ وتابع! كانَ كمن فاوضَ وتنازلَ, لقولِهِ عليهِ السلامُ:( من رأى سلطاناً جائراً, مُستحلاًّ لِحُرِم ِاللهِ, ناكثاً لعهدِ اللهِ, مُخالفاً لسُنةِ رسول ِ اللهِ, يعملُ في عبادِ اللهِ بالإثم ِوالعُدوان ِ, فلم يُغيِّر عليهِ بفعل ٍ, ولا قول ٍ, كانَ حقاً على اللهِ أن يُدخِلـَهُ مُدخـَلـَهُ ). ويقول: ( من أعانَ ظالماً ليَدحَضَ بباطلِهِ حقاً فقد برأتْ منهُ ذمة ُاللهِ وذمة ُرسولِهِ ) .

أيها الناس: إني أعلم أنكم في وضع ٍصعبٍ! ولكنَّ يومَ الحسابِ أصعب، فكلٌّ منكم على ثـَغرةٍ فمن استطاع َ أن لا تـُؤتى فلسطينُ من قِبَلِهِ فليفعل، لا تـُصدقوا هؤلاءِ القومَ ولا تـُعينُوهُم, ولا تكونوا لهم أولياءَ، بتفضيلِكُمُ الدنيا على الآخرةِ, ولا تـَلبـِسُوا الحقَّ بالباطل ِ، وتكتموا الحقَّ وأنتم تعلمون, وصدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ إذ يقول محذراً: ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكُمُ النار) . !!

أيها الناس: إن ربَّكُم لبالمرصادِ, فاحذروا سطوتـَهُ, واخشوْا عذابَهُ, إن عذابَهُ أليمٌ شديدٌ، تبرؤُوا مِمَّن يُوالي اليهودَ والنصارى, وعَجِّـلوا بالمفاصلةِ في الدنيا قبلَ أن يتبرؤُوا منكم في الآخرةِ, حيثُ لا تنفعكُمُ المحافلُ الدولية ُ, ولا اللـَّجنَة ُ الرباعية ُ, ولا الجامعة ُالعربية ُ, ولا الوَحدة ُالوطنية ُكتلكَ التي تولـَّدَت عن اتفاق ِمكة َالأخيرةِ ولا أمثالـُها .

فالنجاءَ َالنجاءَ ! والبراءَ البراءَ, فما لكُم واللهِ إلاَّ أن تتبرؤُوا منهم, وتخلعُوا ثوبَ الوطنيةِ المهلكةِ .


ففروا إلى اللهِ إني لكُم منهُ نذيرٌ مُبين. كونوا من فـُسطاطِ الإيمان ِالذي لا نفاقَ فيهِ، وإيَّاكُم وفـُسطاط ُالنفاق ِالذي لا إيمانَ فيهِ.

لا تغتـَروا بكثرةِ الهلكى فإنَّ الحقَّ أبلجُ, والباطلَ لجلج، والغـُربَاءُ الصالحونَ قليلٌ, وناسُ السَّوْءِ كثير! كونوا مَعَ اللهِ وثِقوا بجميل ِوعدِهِ. فاللهُ لا يخلفُ الميعاد.

اللهمَّ عليكَ توكلنا, وإليكَ أنبنا, وبسلطانكَ استجرنا، لا ملجأ َمنكَ إلاَّ إليكَ, فأنزلن سكينة ًعلينا .
اللهمَّ نصرُك, اللهمَّ دينـُك, اللهمَّ وعدُك.
أُستر عوراتِنا, وآمن روعاتِنا, وفكَّ أسرَنا, وتولَّ أمرَنا, وأحسِن خلاصَنا, وكُن على من عَادَانا.
اللهمَّ ارحم ضَعفنا, واجبُر كسرَنا, ولا تـُسلط علينا بذنوبـِنا من لا يَخافـُكَ ولا يرحَمُنا, وارفع ِ اللهمَّ غضَبكَ ومقتكَ عنا, ولا تـُؤآخِذنا بما فعلَ السفهاءُ منا, واجعلنا ربنا مِمَّن يَسمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنـَهُ .

كاتبها أخوكم: النصر قادم

خفقات قلب
10-16-2008, 11:53 AM
ماشاء الله عليك..لا فوض فوك يا أخي..كون الخطبة ألقيت في المسجد الأقصى هذه نعمة وأمل بالحياة والنصر القادم..
أسأل الله أن يرزقنا صلاة في المسجد الأقصى قبل الممات..هنيئا لصوت بصوت قادم من المسجد الأقصى

النصر قادم
10-17-2008, 12:05 AM
ماشاء الله عليك..لا فوض فوك يا أخي..كون الخطبة ألقيت في المسجد الأقصى هذه نعمة وأمل بالحياة والنصر القادم..
أسأل الله أن يرزقنا صلاة في المسجد الأقصى قبل الممات..هنيئا لصوت بصوت قادم من المسجد الأقصى

الأخت الكريمة : يقول رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم : من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب

بارك الله بكم, وجعله في ميزان حسناتكم, ورفع من درجاتكم, لا حرمتم الأجر والثواب, وأثابكم المولى من لدنه مثل ما دعوتم لنا وزيادة

والسلام