تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من سير الصحابة الأبرار والنجوم الأخيار



النصر قادم
10-14-2008, 05:53 PM
تذكر كتب السير أن عمر بن الخطاب عرض على أبي الدرداء رضي الله تعالى عنهما ولاية الشام فرفض رفضاً شديداً لثقل الأمانة ومخافته من أن يظلم أحداً

بسم الله الرحمن الرحيم

تذكر كتب السير أن عمر بن الخطاب عرض على أبي الدرداء رضي الله عنهما ولاية الشام فرفض رفضاً شديداً لثقل الأمانة ومخافته من أن يظلم أحداً, وهو الصحابي المشهود له بالتقى والصلاح والزهد والورع, وطلب من عمر أن هو أراد أن يذهب إلى أهل الشام ليعلمهم أمور دينهم وليصلي بهم فقط دون أن يكون له من أمر الولاية شيء فوافق الفاروق على ذلك .
وتوجه العابد الزاهد الصحابي الجليل أبو الدرداء إلى دمشق, فلما بلغها وجد أهلها قد أولعوا بالترف، وانغمسوا في النعيم على حد وصفه لهم فهاله ذلك !!ودعا الناس إلى المسجد ، فاجتمعوا عليه، فوقف فيهم وقال: يا أهل دمشق أنتم الإخوان في الدين، والجيران في الدار، والأنصار على الأعداء. يا أهل دمشق: ما الذي يمنعكم من مودتي!! والاستجابة لنصيحتي!! وأنا لا أبتغي منكم شيئاً، فنصيحتي لكم ومؤونتي على غيركم...يا أهل دمشق: ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون، وأراكم قد أقبلتم على ما تكفل لكم به الله عز وجل وتركتم ما أمرتم به ... يا أهل دمشق: ما لي أراكم تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون مالا تسكنون، وتؤملِّون ما لا تبلغون. لقد جمعتِ الأقوامَ التي قبلكم، وأمَّلت فما هو إلا قليل حتى أصبح جمعهم بوراً، وأملهم غروراً، وبيوتهم قبوراً...هذه عاد يا أهل دمشق قد ملأت الأرض مالاً وولداً، فمن يشتري مني تركة عاد اليوم بدرهمين؟ فجعل الناس يبكون حتى سُمع نشيجهم من خارج المسجد.

هذا ما قاله أبو الدرداء في زمن لا زال فيه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسير على وجه البسيطة لكنه وإخوانه رضي الله عنهم كانوا يعلمون أن الدنيا دار فناء والآخرة دار البقاء فيتذاكرونها دوماً حتى لا تموت قلوبهم .

فلا تشغلنكم الحياة الدنيا عن الآخرة وسارعوا الى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين

رويَ عن ابن ِمسعودٍ رضي اللهُ تعالى عنهُ أنهُ قال: من كان مُتأسياً فليتأسَّ بأصحابِ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلمَ, فإنهُم كانوا أبرَّ هذهِ الأمةِ قلوباً, وأعمقها علماً, وأقلـُّها تكلفاً, وأقومُها هدياً, وأحسنها حالاً . اللهم اجمعنا وإياهم وإياكم على الحوض

عبد الله بوراي
10-14-2008, 06:08 PM
فذلك عمر وتلك رعية عمر
فلا عمر اليوم بيننا
ولا نحن
والله
بِأَشْبَهِ من رعيته
رضى الله عنه
وغفر لنا
ولا حول ولا قوة إلا بالله