تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جروح أمتنا .. من يداويها ؟



Abdulla
10-13-2008, 06:47 PM
الركون إلى الدنيا وملذاتها لا يأتي بخير أبداً ، والصبر على أذى أعداء ديننا مع القعود عن الواجب المفروض هو صبر مذموم يحول دون الفرج، وهو الطريق لرحلة سياحية في عالم الهزيمة ، والاعتماد على فتاوى ودروس وزارات الأوقاف ومشايخ الفضائيات ومحفل الأزهر وهيئة كبار العلماء السعودية ، هو الداء الذي يفتك بعقيدة المسلم ويقوده إلى إدمان المخدرات الفكرية التي تثبطه عن القيام بواجبه المفروض تجاه دينه وأمته .

سمعنا عن أشخاص "مسلمين" كانوا يبحثون عن عمل تحت جناح الحكومة ليبدؤوا بعدها بحياة سعيدة في ظل أسرة وبيت وسيارة ولكن لم يقدّر الله لهم ما يريدون ، فيئسوا ثم ألقوا بأنفسهم من أبراج دبي العالية وانتحروا بعد أن أنساهم الشيطان ذكر الله وغفلوا عن علة وجودهم على الأرض ، وعاش بعضهم ضيم البحث عن وظيفة تؤمّن لهم حياة وردية لا شقاء فيها . تخيلوا الدنيا بأنها الحياة الخالدة التي لا جهاد فيها ولا تضحية ، فما كان منهم إلا أن انتحروا .. نسوا أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، وتناسوا بأن حياة المؤمن هي حياة اختبار وبلاء ..
{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} .

وكم قرأنا قصصاً مأساوية عن شبّانٍ أقوياء أكرمهم الله بقدرات عقلية وجسمانية فائقة ، ويتمتعون بأخلاق عالية ولكن كان ينقصهم الإيمان وفهم معنى الحياة ، فوقعوا صرعى الأماني والأوهام بعد استجابتهم لأهوائهم وعواطفهم وموجات الفتن المعاصرة التي تنشرها الأنظمة الحاكمة .. وكانوا ضحية الموجة الإباحية التي صدّرها الاستعمار اليهودي والصليبي لبلاد المسلمين . ومنهم من غدر الشيطان بهم وأوقعهم في فخ "حياة الرفاهية" ، فحبسوا داخله وانتهى دورهم من بناء الحياة وصناعة المجد ، فأصبحوا بلا قيمة ولا هدف ، وكثير منهم انتحروا بعد مشكلات "عائلية" تولدت مع استمرار المعاصي التي يخدع بها إبليس ضعاف الإيمان وأسرى قيود الأحلام .

كثير من أوراق المحاكم المدنية تتعلق بقضايا الطلاق والقتل العمد والسرقة والاغتصاب وتجارة المخدرات وغير ذلك من قضايا المجتمع الذي يعاني من التفكك والانحلال في ظل الظروف القاسية التي فرضها عليه النظام الحاكم بغير ما أنزل الله . والحكومات العربية تنهج سياسة التجويع من أجل ضمان سلامة الطاغوت الحاكم وتأمين كافة مستلزمات الاستبداد لإخضاع مجتمعات المسلمين لأقسى ظروف القهر وممارسة فنون الطغيان على الموحّدين الذين كفروا بالطاغوت الحاكم وقوانينه المناهضة لشريعة الإسلام.

من أجل ذلك أعلنت النخبة الواعية في هذه الأمة الجهاد ضد الطاغوت اليهودي والصليبي والماسوني العربي المتمثل بهذه الحكومات المدعومة من أمريكا وإسرائيل . فقام "تنظيم قاعدة الجهاد" من أجل أن يضع حداً لهذا الطغيان السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، كي يعلن بعد ذلك دولة الخلافة الإسلامية التي ستكفل الأمن وتحقق العدل وترهب أعداء الدين ممن لا يريدون للأمة أن ترفع جبينها في وجه أعدائها .

ليس أمام الأمة إلا تبنّي طريق السلف الصالح المجاهد، وعلى الأمة أن تدرك بأن المرحلتين المكية والمدنية قد انتهتا، وكتاب الله تعالى وأحاديث نبيّه صلى الله عليه وسلم بين أيدينا ، ولا يزال أمام الموحّدين فرصة ثمينة للفوز بشرف نصرة هذا الدين وحمل الراية من جديد ، وكلما ازدادت الأزمات والمحن كلما يسّر الله طريقاً للخروج منها ولو طالت مسافته . وقد قال الله تعالى مبشراً عباده المؤمنين : {إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} ، وإن اليُسر الذي تنشده الأمة هو استئنافها لحياتها الإيمانية والاجتماعية في ظل دولة خلافة إسلامية تطبق شرع الله وتهتدي بسنّة خاتم الأنبياء عليه أفضل الصلاة والسلام ، وترعى حقوق المسلمين وتهتم لشؤونهم وتنصف المظلوم منهم وتصون أرواحهم وأعراضهم وأموالهم وتأخذ بالثأر ممن يتعدى على حرمات أهل التوحيد وعقيدتهم المحفوظة في القرآن والسنّة .

آن الأوان لإعادة النظر في مسببات الألم وكيفية العلاج منه، فهل تعي الأمة الجريحة أن فكر جماعة الإخوان هو فكر سرطاني يهدد حياتها ويتوعدها بمزيد من النكبات والمصائب؟ وهل تعي الأمة المريضة أن طبيبها البرلماني يريد قتلها بإبرة "الديمقراطية" المسمومة ؟ وهل تعي الأمة أن العمل السياسي الذي تتبناه جماعة الإخوان يستدعي غضب الله وعقابه ؟

إن فهم الواقع والوعي بحقيقة ما يدور من أحداث، والعمل وفق منهج تنظيم القاعدة ، هذا التنظيم السلفي الجهادي الذي أعاد للأمة بعضاً من عزتها المفقودة بين الأمم ، وجدد فيها معاني الولاء والبراء وأحيا فيها عقيدة التوحيد والجهاد وقدّم لها نموذج الشيخين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ورمز البطولة "الزرقاوي" –تقبله الله في شهداء عليّين- وغيرهم من قادة الجهاد وجنود التوحيد في هذا الزمان ، لهو أول قطرات الغيث التي تحيي أرض الأمة بالأمل وتسقي ترابها لينبت عليه جيلٌ يقود معركة التوحيد بالقرآن والسلاح ، ويطهّر الأرض من رجس اليهود والصليبيين والشيعة الروافض والعلمانيين وحكام العرب وحلفائهم المرتدين .

Abdulla
10-13-2008, 09:09 PM
أمتي هل لك بين الأمم ... منبرٌ للسيف أو للقلمِ ؟