تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : احاديث امريكية عن رشاوى ايرانية



من هناك
10-13-2008, 04:59 PM
وجه قائد القوات الأمريكية الجديد في العراق الجنرال راي أوديرنو اتهاما لإيران وعملائها بتقديم رشاوى لنواب عراقيين حتى يعارضوا الاتفاق ألامني والذي سيقنن بقاء القوات الأمريكية في العراق. أوديرنو تحدث في مقابلة مع صحفية نشرتها واشنطن بوست أمس، عن وصول تقارير عن أشخاص يدفعون أموالا للتصويت ضد الاتفاق، فيما أكد الكولونيل جيمس هاتون المتحدث باسم أوديرنو هذه التصريحات.
الطريف في الأمر أن شبكة فوكس نيوز الأميركية سربت خبرا من حوالي أربعة شهور ونقلته عنها مواقع إخبارية عراقية متعددة، بأن الإدارة الأميركية حاولت شراء أصوات نواب عراقيين في البرلمان للموافقة على الاتفاقية الأمنية. ونقلت الشبكة عن مصادر برلمانية عراقية قولها إن واشنطن عرضت ثلاثة ملايين دولار للنواب الذين يوافقون على الاتفاق.
إذا صح تقرير فوكس نيوز فإن طهران تقتفي سياسة واشنطن في محاولة شراء الذمم والولاءات والمواقف السياسية في أروقة البرلمان العراقي. ثم ما هي السياسة التي اتبعتها واشنطن في أفغانستان وفي العراق في مرحلة ما قبل الاحتلال وما بعده؟؟ ألم تكن توزيع الرشاوى والأموال ومحاولة استمالة زعماء القبائل والعشائر والسياسيين عن طريق منحهم الأموال والامتيازات المادية الأسلوب الأمريكي الأمثل للنفاذ في المجتمعات وتعزيز نفوذها فيها. فلماذا تعتبر واشنطن ما تفعله مشروعا وما يفعل غيرها مثله، منكرا ويستحق التنديد؟
وما تزال واشنطن تعلن عن مطلوبين تلاحقهم سواء في قضايا ما تسميه الإرهاب أو من مقاومي الاحتلال وترصد لمن يشي بهم الجوائز المالية. أوليس في هذا المنهج محاولة لإفساد الناس وتحويلهم أمام إغراء المادة إلى عملاء وجواسيس؟ بل إن الكثير من معتقلي جوانتناموا كانوا أبرياء من التهم الموجهة إليهم، إلا إن إغراء المال دفع ببعض ضعاف النفوس للوشاية بهم حين احتلت القوات الأمريكية أفغانستان.
السياسيون والذين يرتضون السير في ركاب الاحتلال والدخول في لعبته أو ألعابه السياسية هم في واقع الأمر يقايضون سيادة بلادهم وكرامتها ومستقبلها مقابل مصالح شخصية أو حزبية ضيقة. من هنا لا بد أن يكثر الحديث عن الرشاوى والفساد والنهب والصفقات المشبوهة والتي يتورط بها سياسيو الاحتلال، وإذا قيل ليس بعد الكفر ذنب، فإن معاونة الاحتلال والتعاون معه هو أساس الفساد والذي تفرع عنه أشكال وألوان من الفساد والتي انتشرت في العراق الأمريكي حتى احتل قائمة الدول الفاشلة والأكثر فسادا في العالم.
وبالرغم من الأحاديث المتكررة والتقارير الكثيرة عن الفساد في العراق والذي يبرهن عليه الأحوال المعيشية الصعبة لعموم العراقيين فيما تتقلب طبقة من سياسيه في ثراء فاحش، فإننا لم نرى محاكمة فعلية في قضايا الفساد أو استردادا للمال العام من أيد العابثين. وقد يعود ذلك لأن الفساد أصبح منتشرا بحيث أن متابعته وملاحقته ستكون محاكمة لعهد بأكمله، ولأن مصلحة الاحتلال تقتضي التعامل مع الفاسدين بحيث يقايض التستر على تصرفاتهم مقابل أن يكونوا غطاءا للاحتلال وسندا له.
ياسر سعد