تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ,, هوية زرقـاء ,, فلتمضي .. إذاً !!



lady hla
10-13-2008, 12:05 PM
..... السلام عليكم .....




... كم آلمني ذاكَ المشهد اليوم ,, كم إحتقرتُ تخاذلنا .. وضعفنا .. وهزيمتنا على مدار السنين !!

,,, كم تمنيتُ أن لا أخذل نفسي يوماً !.. كم خجلتُ من نفسي!! .. ومن أنفسهم .. جميعهم .. من كانوا في تلك الحافلة ..

.. كم آلمني .. وأحزنني .. ذاكَ المشهد .. ذاكَ الظلم .. تلك القسوة .. وذلكَ الجبروت …

.. كُنّا قد ركبنا الحافلة .. تأخذنا إلى حيث نقصد ونريد .. كل له طريق ..

… كالعادة .. حين مررنا من تلك الدروب .. أوقفنا .. حاجزٌ لعين .. لـ بني صهيون ..

… هو عبارة عن نقطة تفتيش .. دائمة .. في تلك المنطقة ..

… صعد بلباسه .. الممزق .. المتسخ .. الذي لا يكاد أن يظهر له لون .. من شدّة قذارته .. ضاعت معالم .. بدلته .. ( التجنيد ) ..

.. طلب الهويّات .. هوّياتنا الزرقاء .. كنزنا الثمين .. نقطة إنطلاقنا .. وعبورنا .. هي مراكبنا .. السائرة ..

… التي لا يوقفها أحدّ منهم .. ما دمنا .. رفعناها .. ورمقها .. وتصفحها ..

… هي التي نقطع بها .. حدودنا الداخلية .. ونقاط التفتيش .. وطرقنا المقيّدة ..

… نحن أهل القدس .. وغيرنا من عرب الداخل .. كل من يملكها لـ تلك الجوهرة .. ـ ذاكَ المفتاح .. يعتبروننا .. محظوظين جداً ..

… وهذا ما أراه .. وهذه هي الحقيقة .. في ظل تلك الظروف .. القاسية .. لذاكَ الظلم .. القاهر ..


… أتدرون ؟ .. تراودني كوابيس كثيرة .. بأني أحاول دخول .. الأقصى من باب الناظر .. أجد لعين من بينهم يحاول منعي ..

… أحاول أن أمرّ من طرق أخرى .. ولكنّهم يوقفوني .. من جديد .. هل ضاع مني الأقصى ؟! .. هل توهتُ عنّه ؟؟!

… كم تحرقني الغصّة .. كم يؤلمني ذلك !! .. أصحو وتكاد أنفاسي تختنق .. أحسّ بأني مقيّدة .. جسدي متعب .. مرهق .. من تلك الكوابيس ..

.. صرت أهذي .. في كل حين .. تصيبني الهلوسة .. أغرق في أضغاث أحلامٍ .. لا أجد مخرجي .. أتوه .. أحتار .. أبكي ..

.. كم مرّت علي أيّام .. تُصيبني الحُمىّ القاسية .. بسبب تلك الكوابيس وما أراه في اليقظة .. وفي أحلامي الورديةّ .. ..من خيبات أملّ .. من ظلمٍ .. من إحتقارٍ ..

… من كل شيء أعيشه .. ويقطع طريقه علي .. كم عشّتهُ لذاكَ الألم .. ألم الفقد . وألم الحُمّى ..

… للأسف !! .. كان معنا بالحافلة .. شاب وزوجته وطفله من الضفة .. سأل السائق عن مستشفى (
سان جوزيف )
.. هل بإمكانكَ أن تنزلني هناك .. أجابه .. نعم ..

… ولكن .. أؤلئكَ .. أوقفوه .. ومنعوا عنه دربه .. أغلقوها .. لا أدري إن كان يحمل تصريحاً أم لا !!؟

.. المهم بأني لمحت هويته الخضراء .. جاء من الضفة .. يقصد ذلك المستشفى ..

… تحدّثوا معه .. بعض الوقت .. حتى مَلّ الناس في الحافلة .. وبدأت أصواتهم تعلو ..

... أسمع نبرات التأفف .. ما هذا اليوم ؟؟ لما هكذا ؟؟ لقد تأخرّنا ؟؟ متى تنطق الحافلة ؟؟ هيّا … !!

.. أتدرون في تلك اللحظات .. أحسستُ بأني أريد أن أصرخ بصوتٍ عالي .. كفى !! .. لما الصراخ ؟؟ لما التأفف !!؟

… هو بشر مثلكم .. وقد قسوا عليه … كما الحال دوماً .. مع الجميع ..

… ولكن لكم هويتكم .. وذاكَ عبوركم .. بالنهاية .. ستنطلقون .. بإذن الخالق ..

.. أما هو وعائلته .. فلااااا .. لكنّي لم أستطع .. إختنقت الغصّة بـ صوتي .. أحرقني ألم كم كان شديد القسوة ..

.. كم جرحني .. ما حدث .. كم عّذبني .. وكم نراه كثيراً .. !!

… أوقفوه .. وأنزلوه من الحافلة .. وأرجعوه .. أغلقوها تلك الدروب .. صار خلف حاجزهم . ونحن تقدمنا للأمام .. عنه ..

… فرّقونا .. عنهم .. وعن طرقنا .. وعن أنفسنا .. جعلوا في أنفسنا الألم .. وأسكنوها السجون وظلمتها ...

… لعنة الله ..عليهم وعلى هويّاتهم اللعينة .. وعلى قيودهم الحقيرة … وسجونهم القذرة ..

… أيّها .. المقدسي .. هوية زرقـاء .. تفضل …. إذاً فلتمضي .. وغير ذلك .. عودة للوراء !!!

,,,,,,,,

.. نهاية لـ أسطري ..

’’’ سكبتُ قهوتي ,, لأسترجع ما مضي اليوم .. وأخطّه على هذه الصفحات .. بين كل كلمة وكلمة .. سكبتُ أدمعي .. لم أستطع ..

.. كم كانت مُرّة اليوم .. قهوتي ... وفيها بعض من ملوحة دمعي ...

.. في كل سطر .. ستجدون ... الكثير من دموع الغصّة .. والقهور .. والظلم .. والألم ..

... حتى وأنا أكتب في لحظتي هذه .. أبكيّ .. لا أستطيع منع دمعي .. كم يُحرقني .. كم يكويني ..

.. لم أعدّ أستطع أن أرى .. الأسطر والكلمات .. كم أخطأت اليوم بالطباعة .. وكم تاهت مني الكثير من الكلمات ..

.. أدمعي تغطيها . لتلك السطور .. لا أستطيع منعها ... تأبى التوقف .. كم آلمني ذاكَ المشهد .. كم تألمت اليوم !!!

.. أعذروني .. لا أستطيع أن أكمل ... أكثر من ذلك .. والذاكرة فيها البوح الكثير .. ولكّن الدمع مُرّ .. وشدّة غصّته تعذبني .. وتمنعني .. !!

,,, فاعذروني ,, أحبّتي في الله ..


,,,, 13 / 10 / 2008 ,,,,,, الإثنين ..


سلامي اليك
lady hla
القدس