تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (4)



علي سليم
10-11-2008, 05:05 AM
الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد..

و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم...

أما بعد:
فهذا الدرس الرابع لحادثة الافك...و هذا قول عائشة رضي الله عنها:
(، و كان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه)و لذا عرف صفوان باطن السّواد,فكان يراها قبل الحجاب كغيره من الرّجال, و الحجاب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ وافقه الله فيه...
و في الغالب أنّ المرأة التي كانت تُرى قبل حجابها أنْ تُعرف بعده بصفاتٍٍ لم يسترها الحجاب الاّ بالتكلّف عليها...
فمن مشيتها...فمن حديثها...فمن و ما هنالك من صفاتٍ...و لذا من البدهيّ أنْ يميّز الرّجل زوجته من بين سوادٍ من النّساء...
وعندما عرف صفوان باطن السّواد و ما يحتويه فاسترجع للمصيبة...سوادٌ باطنه كنزٌ يملكه رجلٌ هو من افضل ما خلق الله تعالى من الانس و الجنّ دعك من الخلاف القائم حول دخول عالم النّور,عالم الملائكة تحت هذه المعادلة..

فاسترجع عندما بات الركاز كنزٌ ظاهرٌ عرضةٌ للنّهب و للنّهش من قطّاع الطرق أولاً و من السّباع و الدّاوب ثانياً فكان استرجاعه حتى يهديه الله للعمل الحسن عملاً بما أمر الله كما في سورة البقرة عند حلول المصائب...
فقال تعالى(و لنبلونّكم بشيئ من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثّمرات و بشر الصابرين)(الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انّا لله و انّا اليه راجعون)(أولئك عليهم صوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون)
فكان بلاء الله تعالى لصفوان من الصنف الأول أي الخوف و لذا قال انّا لله و انّا اليه راجعون فكان من حقّ الله تعالى لقائل ذه المقولة العظيمة أن يهديه للقول الصواب و للعمل الحسن...

فحفظ نفسه رضي الله عنه و حفظ عائشة رضي الله عنها و حفظ متاع النبيّ صلى الله عليه و سلم بذه المقولة, لله درك يا صفوان كم انت حليم...

و الانسان مهما بلغت منزلته و مهما بلغ علوّ مقامه يبقى انساناً يعتريه الذنب و تمرّ به الصغيرة بله الكبيرة و الحكيم من أدرك هذا بتوبة أو ببرهان الله له....

و يذكرني ذا بيوسف عليه السلام ففي كلا الحالتين خلوة ...و خلوة الصحراء لا تُوزن بخلوة و (غلّقت الأبواب)!!!
وسكوت عائشة رضي الله عنها لا يُوزن (و قالت هيت لك)!!!
و سواد عائشة رضي الله عنها لا يُوزن ببياض امرأة العزيز!!!
فكان حريّ بيوسف عليه السلام أن يهمّ بها لولا...و الأنبياء بشرٌ يخطئون و ينسون و يأكلون و يشربون و يمشون بالأسواق...
معصمون عن الكابئر مدركون الصغائر آوّابون تائبون و هذا بابٌ اختلف العلماء فيه كثيرا...
و الاّ فرمي موسى عليه السلام للألواح (و ألقى الألواح....) و ظنّ يونس بربّه (فظنّ أن لا نقدر عليه...) و أكل آدم من الشّجرة (فلمّا ذاقا الشجرة...) و غيرها من الأمثلة...و همّ يوسف عليه السلام (و همّ بها...) فهو دليلٌ نستند عليه في حجّتنا ذه...
و همّ يوسف عليه السلام دون رمي موسى للألواح و ظنّ يونس عليهما السلام...
و من الغربة أن ترى بعضاً ممّنْ فسروا كتاب ربنا اختلفوا اختلافا واسعا حول همّ يوسف عليه السلام حتى نفوا أن يكون هناك همّاً!!!!
و صريح المنقول يوافق صحيح المفهوم و المنطوق و عندها فلا داعي لنفي الهمّ بيد نعلم انّ الهمّ ليس ذنباً و بهذا جاءت خاتمة الشرائع فقد صحّ عن النبيّ صلى الله عليه و سلم أنّه قال (اذا همّ العبد بسيئة فلا تكتب عليه حتى يعملها...)الحديث
اذاً الهمّ ليس ذنباً الاّ بعد اقتراف العبد ما همّ به....
فلنثبت ما أثبته الله تعالى في كتابه عن همّ يوسف عليه السلام كما أثبتنا رمي موسى للألواح و ظنّ يونس بربّه عليهما السلام.
و لا يظنّ ظانّ أنّه أفضل من موسى بله يونس و يوسف!!!
و ظنّ أحدنا بهذا لا يُعادل ظنّ يونس و لا رمي موسى إذ يونس ظنّه ليس ظنّا يقينيّا و انما ظنٌ مرجوح بعد غضبٍ لله تعالى و رمي موسى للا لواح بعد غضبه لله تعالى...
و منْ كان في مقام موسى أو يونس لتعدّى رميه و ظنّه فهما معذوران أعذرهما الله تعالى.
ثمّ همّ يوسف عليه السلام همٌ لم يتجاوز مكان القلب فرأى برهان ربّه فصرف الله عنه السّوء و الفحشاء لإخلاصه فقال تعالى (و لقد همّت به و همّ بها لولا أن رءا برهان ربّه كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء انّه من عبادنا المخلصين) و هذه عامّة ليست بخاصة ليوسف عليه السلام فمن أخلص لله تعالى فسيصرف عنه مولاه السوء و الفحشاء....
و الاخلاص هو منزلة عظيمة لا تُدرك بعملٍ خالصٍ و انما باعمالٍ خالصةٍ, فخذ هذه فائدة و عضّ عليها بالنواجذ...
ثمّ يوسف عليه السلام و مع كثرة العوامل الدّاعية لاقترافه للذنب لم يتعدّ الهمّ بفضل الله تعالى له, فالغربة عاملٌ و الخلوة عامل آخر و عَرض السّلعة عامل أيضا و تزينها عامل....

و يوسف عليه السلام أوتي شطر الحسن و لذا قطّعن أيديهنّ نسوة المدينة و الشطر هنا لا يعني ان الحُسنَ شطره ليوسف و شطره الآخر لبقية النّاس و انّما الحُسن نِسَبٌ و منازل و درجات...
فلنفترض ان للحُسن مئة درجة فأوتي يوسف عليه السلام الشّطر أي خمسون درجة بينما غيره أوتي ثلث الحُسن أي ثلاثون و نيّفاً و الثلث هنا من أصل الحُسن كلّه ليس من أصل الشطر الحُسن كما يفهمه بعض النّاس...
فيوسف عليه السلام أوتي أعلى درجات الحُسن عند النّاس و لن يُؤتى الحُسن كله الا أهل الجنّة فيرون ربّهم و هم في أعلى مراتب الحُسن فيرون الحسنَ كلّه
الله...الله...في اهل الجنّة!!!
فاغضض طرفك و اغضضي طرفك عن حُسنٍ هو دون الحُسنُ بكثير...
و من غضّ طرفه عما حرّمه الله فسيشبع ذا الطّرف من رؤية منْ لا تُدركه الابصار,هنئيا لأهل الجنة اغبطهم و أنا اتعثّر في دنياي لا أدري بما يُسبق به الكتاب و لا أدري خِتام الله تعالى لي؟؟؟
فنظنّ بالله خيراً و هو سبحانه و تعالى عند حُسنِ ظنّ العبد به....
عود على بدء:
فاستيقظت عائشة رضي الله عنها باسترجاع صفوان رضي الله عنه...
يتبع ان شاء الله تعالى...

الرعدالجنوبي
10-12-2008, 10:07 PM
جوزيت خيرا اخ الاسلام
ورضي الله عم ام المؤمنين الصديقة بنت الصديق

علي سليم
10-13-2008, 03:41 PM
جوزيت خيرا اخ الاسلام
ورضي الله عم ام المؤمنين الصديقة بنت الصديق
و اياك جزيت خيرا و ختم لكم المولى بعمل صالح يحبه و يرضاه...

طرابلسي
10-13-2008, 07:55 PM
يا شيخ علي وين البقية !!!
دوختني :)

علي سليم
10-14-2008, 04:36 PM
يا شيخ طرابلسي..ستأتي ربما يوم الاحد او الخميس ان شاء الله.....