تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأميركيّان مشتبه فيهما بعد تسلّلهما إلى سوريا



fakher
10-10-2008, 10:56 AM
الصحافيان الأميركيان لم يُخطَفا. ولم تصحّ شكوك بعض الأجهزة الأمنية في أنهما أُخِذا عنوة إلى أحد المخيمات الفلسطينية، أو أن منظمة أصولية استهدفتهما بسبب جنسيتهما. فقد تبيّن أمس أنهما دخلا سوريا خلسةً
قطعت وزارة الخارجية السورية شك الأجهزة الأمنية اللبنانية، وأعلنت في بيان أصدرته أمس أن الشابين الأميركيين اللذين انقطع الاتصال بهما في لبنان في الأول من الشهر الجاري، أوقِفا في سوريا لدخولهما البلاد «بشكل غير شرعي، ومن خلال أحد المهربين»، قبل أن يتم تسليمهما إلى سفارة بلادهما في دمشق.
وبعد نشر «الأخبار» في عددها الصادر أول من أمس خبر اختفاء الصحافيين هولي شميلا وتايلور لاك، انطلقت عملية بحث مكثفة في لبنان وسوريا، من دون أن تتمكّن الأجهزة الأمنية من التثبت مما إذا كان المفقودان قد غادرا الأراضي اللبنانية، فضلاً عن أن ملاحقة بيانات الهاتف الخلوي الأردني الذي كان في حوزة أحدهما لم تفضِ إلى تحديد مكان وجودهما. وصدر أمس عن مكتب وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود بيان جاء فيه أنه «تابع موضوع اختفاء المواطنين الأميركيين منذ اللحظات الأولى لإبلاغ السفارة الأميركية الأجهزة المختصة بذلك، وأعطى توجيهاته بإجراء الاستقصاءات اللازمة. وقد أعلمت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت الوزير بارود بعد ظهر اليوم (أمس)، أن بعثتها الدبلوماسية في دمشق بصدد تأكيد هوية المواطنين المذكورين مع السلطات السورية، حيث يجري تحقيق في شرعية دخولهما إلى سوريا، علماً بأن قيود الأمن العام اللبناني لا تشير إلى خروجهما أصولاً عبر المراكز الحدودية».
وأشار مسؤول أمني (طلب عدم ذكر جنسيته) لـ«الأخبار» إلى أن توقيف الأميركيين في سوريا أتى بعدما اشتبهت أجهزة الاستخبارات السورية بأن الأميركيين ضالعان بعملية استخبارية أميركية ــ أردنية مشتركة داخل الأراضي السورية. وأضاف المسؤول أنه رغم نفي السفارة الأميركية في دمشق صباح أمس وجود معلومات لديها عن توقيف الأميركيين في سوريا، إلا أن السلطات السورية كانت قد أخطرت السلطات الأردنية والسفارة الأميركية في عمّان بتوقيف لاك وشميلا. وجاء هذا الإخطار للتعبير عن اشتباه الأمن السوري بتنسيق استخباري أميركي ــ أردني لتنفيذ عملية متعددة الأهداف داخل الأراضي السورية. ويرتكز الاشتباه على استبعاد أن يكون الصحافيان قد هربا إلى سوريا للسياحة أو لإجراء تحقيق صحافي، وخاصة بعد تفجير دمشق، وبما أن الصحيفة التي يعملان لها قد أعلنت أنهما لم يكونا في مهام صحفية. ويضاف إلى دوافع اشتباه الأمن السوري أن شميلا هي صحافية متمرنة لا تتقاضى راتباً من صحيفة Jordan Times. ولذا يستبعد أن تكون قد دخلت سوريا من طريق التهريب في هذا الوقت الحساس أمنياً بهدف إجراء تحقيق صحافي. وفضلاً عن ذلك، فإنهما أدليا باعترافات متناقضة خلال التحقيق معهما.
ويتابع المصدر الأمني أن أحد الأهداف من العملية الاستخبارية المشتبه بها ليس أمنياً بالمعنى العملي بل بالمعنى الاستعلامي، إذ إن مهمة الأميركيين قد تكون جمع المعلومات عما تردّد على لسان أكثر من مسؤول في البنتاغون من أن صواريخ كورية وأجزاءً من مفاعل نووي كانت قد نقلت إلى الشمال السوري. وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد قصفت يوم 6 أيلول 2007 حيث ادعت الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وجود مفاعل نووي سري. كذلك كان الصحافي الإسرائيلي رون بن يشاي قد دخل سوريا بعد الغارة بأيام، فضلاً عن تجول الصحافيتين الإسرائيليتين في لبنان وتصويرهما طريق المطار وعدداً من شوارع بيروت في تموز 2007.
والمرجح بحسب المصدر الأمني أن هذه النجاحات في دخول لبنان وسوريا من دون تنبه السلطات شجّعت على التسلل الأخير، وهذه المرة أيضاً بهوية صحافيين.
وذكرت مصادر مطلعة أن الأميركيين دخلا من منطقة الشمال، وقد اعتقل الشخص الذي تولي تهريبهما مقابل 6000 ليرة سورية. وتم توقيف الثلاثة من قبل وحدة عسكرية من قوى الانتشار الجديدة في تلك المنطقة. وتم نقلهما إلى مركز امني في حمص قبل إعادة نقلهما إلى دمشق حيث تجري التحقيقات، وحيث أفيد أنهما تحدثا عن زيارتهما سوريا بقصد السياحة. وقد بررا الدخول غير الشرعي بصعوبة الحصول على سمة دخول سريعاً إلى سوريا.
وفي وقت متأخر من ليل أمس، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن السلطات السورية سلمت الصحافيين إلى السفارة الأميركية في دمشق، موضحة أنهما «في صحة جيدة».
■ مخاوف في طرابلس
وفي شمال لبنان، أحدث اختفاء الصحافيين الأميركيين تايلور لاك وهولي شميلا قلقاً واسعاً في الأوساط الأمنية والسياسية، وتخوفاً من أن يكونا قد تعرضا لاعتداء، بعدما بثت مختلف وسائل الإعلام أخباراً عن اختفائهما بعد خروجهما من بيروت إلى طرابلس باتجاه الحدود اللبنانية ـــــ السورية.
وما أثار قلق الأوساط المذكورة، الأنباء التي تحدثت عن أن آخر اتصال أجراه الصحافيان، كان بعد وصولهما إلى مدينة البترون، ما جعل الشائعات تكبر من غير أن يبرز أي تطور يوضح حقيقة مصيرهما.
وكشف مصدر أمني لـ«الأخبار» أن «مسؤولين كباراً من مختلف الأجهزة الأمنية العاملة في الشمال استُدعوا على عجل قبل ظهر أمس إلى العاصمة، من أجل البحث في إمكان اتخاذ تدابير وخطوات عاجلة لمعرفة مصيرهما، بعد تردد شائعات عن احتمال أن يكون الصحافيان قد تعرضا لعملية خطف أو اعتداء في الشمال».
في موازاة ذلك، أوضح عدد من المواطنين في مدينة طرابلس أن رسائل نصية قصيرة وصلت إلى هواتفهم الخلوية، تقول إن الصحافيين موقوفان في سوريا بسبب عبورهما الحدود بطريقة غير شرعية.
وأحدث إعلان السلطات السورية أن الأميركيين موجودان عندها، ارتياحاً واسعاً لدى كل الأوساط، وتنفس الجميع الصعداء، بعدما أرخى الحدث والضخ الإعلامي المتزامن معه، بثقلهما على المواطنين والمسؤولين معاً.
(الأخبار)

شيركوه
10-10-2008, 01:49 PM
منقول ....